تركيا توقف 11 متورطاً بتمويل «داعش» وتجمّد أرصدة شركات تجارة ونقل

أرسلوا أموالاً إلى معسكرات التنظيم في سوريا تحت غطاء النشاط التجاري

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب تداهم أحد مواقع المتهمين بتمويل «داعش» في إسطنبول (موزعة من الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب تداهم أحد مواقع المتهمين بتمويل «داعش» في إسطنبول (موزعة من الداخلية التركية)
TT

تركيا توقف 11 متورطاً بتمويل «داعش» وتجمّد أرصدة شركات تجارة ونقل

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب تداهم أحد مواقع المتهمين بتمويل «داعش» في إسطنبول (موزعة من الداخلية التركية)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب تداهم أحد مواقع المتهمين بتمويل «داعش» في إسطنبول (موزعة من الداخلية التركية)

أوقفت السلطات التركية 11 مشتبهاً به في إطار عملية في إسطنبول استهدفت الهيكل المالي لتنظيم «داعش» الإرهابي، بينهم أصحاب شركات صرافة وشركات للتجارة الخارجية والنقل أدارت حركة الأموال لصالح التنظيم، وأسهمت في إرسال الأموال إلى معسكراته في سوريا.

وقالت مصادر أمنية تركية، الاثنين، إن فرق شعبة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول نظمت عمليات متزامنة استهدفت شركات وأماكن عمل في 27 عنواناً في 7 أحياء في إسطنبول، بعد التأكد من قيامهم بعمليات تحويل أموال وتقديم خدمات مصرفية سرية لإرهابيين في معسكرات «داعش» في مناطق الصراع في سوريا.

شبكة تمويل «داعش»

وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن، التي فحصت العملات المشفرة التي يستخدمها التنظيم وشبكة أموال «داعش» في عمق تركيا، حدّدت هوية المشتبه بهم، ومن بينهم مسؤولو بعض مكاتب الصرافة العاملة في إسطنبول، وشركات التجارة الخارجية والاستيراد والتصدير، وأصحاب شركات نقل دولية، تم التأكد من تحويلها ونقلها مبالغ مالية كبيرة إلى «داعش».

وتابعت أن العمليات التي شملت مداهمة 27 منزلاً ومكان عمل في 7 أحياء في إسطنبول هي: بهشلي إيفلار وبكركوي وباشاك شهير وتشاطالجا والفاتح وزيتين بورنو وشيشلي، تم خلالها القبض على 9 سوريين حاصلين على الجنسية التركية يديرون شركات صرافة وتصدير واستيراد ونقل دولي، بالإضافة إلى شخصين مؤيدين لتنظيم «داعش» يعملان في هذه الشركات.

وذكرت المصادر أنه تم خلال المداهمات ضبط العديد من المواد والوثائق الرقمية، و4 بنادق وكميات من الذخيرة، و13 محفظة للعملات الرقمية، و100 غرام من الذهب، و130 كيلوغراماً من الفضة.

كما تم ضبط مبالغ مالية عبارة عن 89 ألفاً و830 ليرة، و13 ألف يورو، و1907 دولارات، و7805 ريالات سعودية، و770 درهماً إماراتياً، ومليونين و380 ألف سوم أوزبكستاني.

ولفتت المصادر إلى أنه نتيجة التحقيقات التي أجراها مفتشو الضرائب، تم تغريم 3 شركات مبلغ 760 ألف ليرة.

جانب من الأموال والذهب والمضبوطات التي عُثر عليها خلال المداهمات (مديرية أمن إسطنبول)

طريقة إرسال الأموال

وكشفت المصادر عن أن الأموال المجمعة بواسطة الشركات تم تحويلها إلى الخارج بطريقة «الحوالة»، وتم التوزيع من خلال أشخاص تحددهم هذه الشركات، وأنه جرى تحويل مبالغ ضخمة جداً إلى عناصر تنظيم «داعش» في مناطق الصراع في سوريا.

وذكرت أنه بينما تم التدقيق في جميع أنشطة العديد من الشركات ضمن نطاق «تمويل الإرهاب» بقرار من النيابة العامة، تم تجميد أصول شركتي «إي المحدودة للنقل» و«جي للاستيراد والتصدير»، وتبين أن أصحاب ومديري الشركات التي تم رصدها ومتابعتها لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع قيادات في «داعش».

كما تبين أن الأموال التي تم جمعها من مكاتب الصرافة وشركات الاستيراد والتصدير وشركات النقل، تحت اسم «الأنشطة التجارية»، تم تحويلها إلى معسكرات تنظيم «داعش» في سوريا، وتم التواصل بين أصحابها وقيادات التنظيم برسائل مشفرة.

جهود أمنية

وأسفرت الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن التركية عن ضبط العديد من كوادره القيادية، وكذلك ضبط مسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد، خلال الأشهر الستة الأخيرة.

وأدرجت تركيا تنظيم «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته أو نسب إليه تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017 أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.

ومنذ هجوم نادي «رينا» الليلي في إسطنبول، تكثّف السلطات التركية عملياتها ضد «داعش»؛ حيث تم القبض على آلاف من عناصر التنظيم وترحيل المئات ومنع آلاف من دخول البلاد منذ بداية عام 2017 وحتى الآن.


مقالات ذات صلة

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيريبرياكوف عقب وصوله بودروم الأربعاء (صورة موزعة من الداخلية التركية)

تركيا سلمت روسيا مُنفِّذ تفجير سيارة أحد العسكريين في موسكو

سلمت تركيا مواطناً روسياً مطلوباً دولياً إلى السلطات في موسكو بعد أن هرب إلى موغلا في ولاية بودروم الجنوبية الغربية عقب تفجيره سيارة ضابط.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
آسيا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

ألمانيا: إيداع اثنين السجن على ذمة التحقيق للاشتباه في دعمهما «داعش»

عقب إلقاء القبض على اثنين للاشتباه في تأييدهما لتنظيم «داعش» بولايتي هامبورغ وشليزفيج-هولشتاين، تم إيداعهما السجن على ذمة التحقيق.

«الشرق الأوسط» (كارلسروه )
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
TT

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)

أعلنت بنغلاديش وضع 3 من قادة الاحتجاجات الطلابية رهن الاحتجاز حفاظاً على سلامتهم، بعد أن قالت إن المظاهرات التي نظمتها مجموعتهم ضد إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية هي المسؤولة عن تفجر الاضطرابات التي أوقعت أكثر من 200 قتيل على مستوى البلاد.

وأُخرج ناهد إسلام منسق حركة «طلاب ضد التمييز» واثنان آخران من مسؤولي الحركة بالقوة من مستشفى الجمعة، واقتادهم عناصر من المباحث بملابس مدنية.

وأفضت المظاهرات التي نظمها الثلاثة إلى إجراءات قمعية من الشرطة وأيام من المواجهات مع المحتجين أسفرت عن مقتل 201 شخص على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً لعدد الضحايا الذين أعلنتهم الشرطة والمستشفيات.

وقال إسلام في وقت سابق هذا الأسبوع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يتلقى العلاج بمستشفى في دكا من إصابات تعرض لها خلال عملية اعتقال سابقة.

ونفت الشرطة في بادئ الأمر احتجاز إسلام وزميليه، قبل أن يؤكد وزير الداخلية أسد الزمان الأمر للصحافيين في ساعة متأخرة الجمعة. وقال: «هم أنفسهم كانوا يشعرون بعدم الأمان. يعتقدون أن بعض الأشخاص يهددونهم».

وأضاف: «لذا نعتقد أنه حفاظاً على سلامتهم ينبغي استجوابهم ومعرفة من يهددهم. بعد الاستجواب نتخذ الخطوة التالية».

ولم يؤكد ما إذا كان الثلاثة قيد الاعتقال رسمياً، أم لا.

وشهدت أيام من الاضطرابات الأسبوع الماضي إحراق مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في دكا، ومواجهات شرسة في الشوارع بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في أماكن أخرى من البلاد.

ونشرت حكومة الشيخة حسينة قوات وحجبت الإنترنت على مستوى البلاد، وفرضت حظر تجول لإعادة النظام.

عمليات دهم

اشتعلت الاضطرابات عندما هاجمت الشرطة ومجموعات طلابية مؤيدة للحكومة مظاهرات نظمتها حركة «طلاب ضد التمييز»، وظلت سلمية إلى حد كبير حتى الأسبوع الماضي.

وقال إسلام (26 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من سريره في المستشفى الاثنين، إنه يخشى على حياته.

وأضاف أنه قبل يومين قامت مجموعة من الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من شرطة المباحث بعصب عينيه وتقييده بالأصفاد واقتادوه إلى مكان مجهول، حيث تعرض للتعذيب قبل إطلاق سراحه في صباح اليوم التالي.

وقال زميله آصف محمود الذي احتُجز أيضاً في المستشفى الجمعة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت سابق، إن الشرطة احتجزته وتعرض للضرب في ذروة اضطرابات الأسبوع الماضي.

واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 4500 شخص منذ بدء الاضطرابات.

وقال مفوض شرطة دكا بيبلوب كومار ساركر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفذنا عمليات دهم في العاصمة وسنواصل المداهمات حتى اعتقال الجناة».

وأضاف: «نحن لم نعتقل الطلاب بشكل عام، بل فقط أولئك الذين خربوا الممتلكات الحكومية وأضرموا النار فيها».