أدلى الناخبون في الهند بأصواتهم اليوم السبت في المرحلة النهائية من انتخابات عامة طويلة الأمد، أقيمت في ظل درجات شديدة الحرارة لم يسبق لها مثيل في العديد من المناطق. وقال كل من رئيس الوزراء ناريندرا مودي ومنافسوه إنهم سيفوزون في الانتخابات التي ركزت في معظمها على عدم المساواة والدين.
وهذه هي المرحلة السابعة والأخيرة من الانتخابات التي يحق لما يقرب من مليار شخص الإدلاء بأصواتهم فيها. بدأت المرحلة الأولى في 19 أبريل (نيسان) وتنتهي المرحلة الأخيرة بالتصويت على آخر 57 مقعداً منها مقاعد في دائرة مودي الانتخابية في مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس، وفق «رويترز».
تم تسجيل أكثر من 100 مليون شخص للتصويت في ثماني ولايات وأقاليم اتحادية اليوم السبت منها ولاية البنجاب الشمالية وولايات بيهار والبنغال الغربية وأوديشا الواقعة في الجزء الشرقي من الهند.
وقال مودي لدى فتح مراكز الاقتراع «أدعو الناخبين إلى المشاركة بأعداد كبيرة والتصويت... معاً، دعونا نجعل ديمقراطيتنا أكثر حيوية ومشاركة».
ويسعى مودي للفوز برئاسة الوزراء للمرة الثالثة على التوالي في الوقت الذي يخوض فيه حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا منافسة أمام تحالف معارضة يضم نحو 20 حزباً بقيادة حزب المؤتمر، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بالأغلبية.
لكن مودي وحزبه واجها حملة قوية من قبل تحالف المعارضة المسمى «إنديا» أو التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل، مما أثار بعض الشكوك حول ما إذا كان فوز مودي المتوقع سيأتي بسهولة.
أدت درجات الحرارة المرتفعة والتي تزامنت مع موجات حارة غير مألوفة إلى تفاقم إرهاق الناخبين في الدولة ذات الأغلبية الهندوسية التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، حيث تمثل البطالة والتضخم المخاوف الرئيسية للناخبين.
وقالت السلطات إن ما يقرب من عشرين مسؤولاً انتخابياً لقوا حتفهم بسبب ضربة شمس على ما يبدو في بيهار وأوتار براديش أمس الجمعة أي قبل يوم من التصويت.
وتوقع كل من مودي وزعيم حزب المؤتمر راؤول غاندي هزيمة ثقيلة للطرف الآخر، وقال كل واحد إن تحالفه على وشك تشكيل الحكومة المقبلة.
وسوف توضح استطلاعات الرأي التي ستبث على شاشات التلفزيون بعد انتهاء التصويت مدى تقدم أو تراجع الأحزاب قبل ظهور النتائج في الرابع من يونيو (حزيران). ومع ذلك، فإن استطلاعات رأي الناخبين عقب الخروج من مراكز الاقتراع كانت بعيدة عن الصواب إلى حد كبير في السابق.
بدأ مودي حملته لإعادة انتخابه بالتركيز على إنجازاته على مدى السنوات العشر الماضية، لكنه سرعان ما تحول إلى استهداف المعارضة بشكل كبير باتهامها بتفضيل الأقلية المسلمة في الهند، والتي تشكل نحو 200 مليون نسمة من السكان.
وقال محللون إن هذا التغيير في النهج كان يهدف على الأرجح إلى تحفيز قاعدته القومية الهندوسية بعد أن أثار انخفاض نسبة المشاركة في المرحلة الأولى مخاوف من عدم إقبال أنصار حزب بهاراتيا جاناتا على التصويت بأعداد كبيرة.
وركزت حملة المعارضة إلى حد كبير على العمل الإيجابي وإنقاذ الدستور مما يقولون إنه حكم مودي الديكتاتوري.