باكستان: اعتقال 33 لاعتدائهم على مسيحي وابنه بزعم تدنيس القرآن الكريم

مظاهرات في باكستان ضد التجديف (متداولة)
مظاهرات في باكستان ضد التجديف (متداولة)
TT

باكستان: اعتقال 33 لاعتدائهم على مسيحي وابنه بزعم تدنيس القرآن الكريم

مظاهرات في باكستان ضد التجديف (متداولة)
مظاهرات في باكستان ضد التجديف (متداولة)

ألقت الشرطة في شرق باكستان القبض على عشرات المسلمين، ووجّهت إليهم تهمة الاعتداء على مسيحي وابنه؛ بدعوى تدنيس صفحات من القرآن الكريم، وفق ما أفاد مسؤولون، الاثنين.

وقال أسد إيجاز مالهي، وهو ضابط شرطة كبير، إن الحشود ثارت، السبت، بعد أن لاحظ السكان المحليون صفحات محروقة من القرآن الكريم مُلقاة خارج منزل الرجلين المسيحيين، واتهموا الابن بالوقوف وراء ذلك، وقاموا بإضرام النار في منزلهما، وفي مصنع أحذية مجاور في مدينة سارغودها بولاية البنغاب، كما قاموا بضرب الابن.

وأضاف مالهي أن قوات الشرطة أنقذت الرجلين المصابين، وقامت بنقلهما إلى المستشفى؛ حيث كانا في حالة مستقرة، مشيراً إلى أنه جرى اعتقال 33 رجلاً، على الأقل، بعد مداهمات متعددة نفذتها الشرطة، وأن السلطات تُلاحق آخرين يُشتبه في تورطهم بالاعتداء. وأفاد السكان والشرطة بأن الحريق أدى إلى احتراق المصنع بالكامل وأجزاء من المنزل، في حين قالت شرطة البنغاب، في بيان، إنها عززت الإجراءات الأمنية عند الكنائس.

مواطنون يتجمعون بمكان الحادث بعد أن هاجم حشد عنيف المجتمع المسيحي بسبب التجديف المزعوم في سارغودها بباكستان 25 مايو 2024. اندلعت احتجاجات عنيفة وهجمات الغوغاء في سارغودها بالبنجاب بسبب تدنيس مزعوم للقرآن الكريم (إ.ب.أ)

وتُعد اتهامات ازدراء الأديان شائعة في باكستان، وبموجب القوانين المعمول بها في البلاد، فإنه يمكن أن يُحكم على أي شخص يُدان بازدراء الإسلام أو إهانة الرموز الدينية الإسلامية بالإعدام، وفي حين أنه لم يجرِ إعدام أي شخص بهذه التهم، فإن مجرد توجيه اتهام كهذا يمكن أن يتسبب في إثارة أعمال شغب وتحريض الجماهير على ممارسة العنف والإعدام خارج نطاق القانون والقتل.

ضابط شرطة يسير أمام متعلقات السكان على طول شارع في حي مسيحي بعد يوم من تخريب مباني الكنيسة ومنازلها من قِبل متظاهرين في جارانوالا بباكستان (أ.ب)

ومع ذلك، أعادت أعمال العنف الأخيرة إلى الأذهان ذكريات واحدة من أسوأ الهجمات على المسيحيين في باكستان، خلال أغسطس (آب) 2023، عندما أشعل آلاف الأشخاص النار في كنائس ومنازل المسيحيين في غارانوالا؛ وهي منطقة في ولاية البنغاب، وادعى السكان المسلمون، في ذلك الوقت أيضاً، أنهم رأوا رجلين يدنّسان القرآن الكريم.

وبدأت الشرطة الباكستانية حراسة منطقة في وسط البلاد يشكّل المسيحيون غالبية سكّانها، غداة هجوم شنّه مئات السكّان المسلمين عليها، حيث أحرقوا وخرّبوا كنائس ومنازل على أثر اتهامات لمسيحيين بالتجديف.

مسؤول أمني باكستاني يقف للحراسة بينما يقوم رجال الشرطة بفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشام ببيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان 27 مارس 2024 (أ.ب.أ)

وأفاد مسؤولون بأن المئات من المسلمين في شرق باكستان ثاروا غضباً، على أثر مزاعم تفيد بأن رجلاً مسيحياً دنّس صفحات من القرآن، وقاموا بضربه ونهب منزله وإحراقه، قبل أن يتدخل ضباط الشرطة لإنقاذ الرجل ووالده.

وقال رئيس شرطة المنطقة إيجاز مالهي إن الحادث وقع، السبت، في منطقة مجاهد كولوني السكنية بمدينة سارغودها بمقاطعة البنجاب، وإن الشرطة استجابت بسرعة، وأنقذت حياة الرجلين، وأكد أن الوضع تحت السيطرة، ويُجري الضباط تحقيقاً في هذه المزاعم.

وأضاف أن الشرطة طلبت المساعدة من علماء الدين لنزع فتيل التوتر، بينما أدانت حكومة البنجاب الهجوم.

وأعادت هذه الحادثة ذكريات إحدى أسوأ الهجمات على المسيحيين في باكستان، خلال أغسطس (آب) 2023، عندما أحرقت حشود غاضبة الكنائس، وهاجمت العشرات في جارانوالا؛ وهي منطقة في مقاطعة البنجاب، حيث ادعى السكان المسلمون أنهم رأوا مسيحياً وصديقه يمزقان صفحات من القرآن ويرمونها على الأرض، دون سقوط قتلى في هذا الحادث.

وقُتل، في عام 2009، ستة مسيحيين، وأُحرق نحو 60 منزلاً بمنطقة جوجرا في البنجاب، بعد مزاعم بإساءة الإسلام.

وبموجب قوانين التجديف في البلاد، يمكن الحكم على أي شخص مذنب بإهانة الإسلام أو الشخصيات الدينية الإسلامية، بالإعدام، بينما لم يجرِ إعدام أي شخص بتهمة التجديف، إلا أن مجرد اتهام في كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي إلى أعمال شغب والتحريض على العنف والإعدام خارج نطاق القانون والقتل.


مقالات ذات صلة

حركة «الشباب» تعلن مسؤوليتها عن «تفجير انتحاري» بقاعدة عسكرية في مقديشو

العالم العربي جنود صوماليون في عرض عسكري خلال الاحتفالات بذكرى الاستقلال الـ65 بمقديشو في الأول من يوليو 2025 (أ.ب)

حركة «الشباب» تعلن مسؤوليتها عن «تفجير انتحاري» بقاعدة عسكرية في مقديشو

أعلنت «حركة الشباب»، الأربعاء، مسؤوليتها عن «تفجير انتحاري» بقاعدة عسكرية في مقديشو، بعد يوم من إعلان الجيش الصومالي عن «عملية نوعية» في شبيلى السفلى.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل «وفد إيرمالي» في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

عملية السلام التركي - الكردي تدخل «أسبوعاً تاريخياً»

تحدث حزب تركي مؤيد للكرد عن «أسبوع تاريخي» في عملية السلام في البلاد، قبل أيام من عملية «رمزية» لتسليم أسلحة حزب «العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا عائدون يعبرون الحدود من إيران إلى إسلام قلعة بأفغانستان يوم الخميس (غيتي)

إيران تنفّذ حملة ترحيل جماعي للاجئين الأفغان

جرى ترحيل نحو 800 ألف شخص إلى أفغانستان، وهي دولة تعاني من فقر مدقع، ضمن حملة إيرانية تسارعت بشكل حاد في يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد )
أفريقيا فرقت الشرطة المتظاهرين باستخدام البنادق خلال مظاهرات «سابا سابا» اليوم... ويُحتفل بيوم «سابا سابا» سنوياً في 7 يوليو وهو ذكرى الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت عام 1990(د.ب.أ)

10 قتلى في احتجاجات كينيا

قُتل 10 أشخاص في مظاهرات تشهدها كينيا إحياء لذكرى احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، وفق ما أفادت به، الاثنين، منظمة حقوقية محلية.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)

مقتل شرطي وإصابة آخر جراء هجوم مسلح جنوب غربي باكستان

لقي أحد رجال الشرطة مصرعه وأُصيب آخر بجروح، إثر هجوم مسلح استهدف دورية أمنية في منطقة قلات بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )

كوريا الجنوبية: محكمة تؤيد القبض على الرئيس السابق مجدداً

الرئيس الكوري الجنوبي السابق المعزول يون سوك يول يصل إلى محكمة في سيول (أ.ف.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي السابق المعزول يون سوك يول يصل إلى محكمة في سيول (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية: محكمة تؤيد القبض على الرئيس السابق مجدداً

الرئيس الكوري الجنوبي السابق المعزول يون سوك يول يصل إلى محكمة في سيول (أ.ف.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي السابق المعزول يون سوك يول يصل إلى محكمة في سيول (أ.ف.ب)

أيَّدت محكمة كورية جنوبية القبض على الرئيس السابق يون سوك يول، بسبب فرض الأحكام العرفية، في ديسمبر (كانون الأول)، حيث قبلت زعم المدعي الخاص بأن هناك خطورة من تخريبه للأدلة.

وسيعود يون، الذي تمت الإطاحة به، في أبريل (نيسان)، بعدما أيدت المحكمة الدستورية اتهامه بالتقصير، إلى مركز الاحتجاز الواقع قرب سيول، بعد أربعة شهور.

وتم الإفراج عنه، في مارس (آذار)، بعدما أبطلت محكمة سيول المركزية الإقليمية قرار القبض عليه، في يناير (كانون الثاني)، مما أتاح له حضور محاكمته على خلفية التمرُّد دون احتجازه.

ويتولى مدعٍ خاص النظر في القضية الجنائية الخاصة بالرئيس السابق، على خلفية خطوته الاستبدادية، بما في ذلك إساءة استغلال السلطة، وتزوير مستندات رسمية، وتعطيل مهام رسمية.

وأصدر محامو يون بياناً يدين طلب الاعتقال، باعتباره مُبالَغاً فيه وباطلاً.