أعلنت وزارة المالية الباكستانية أن إسلام آباد سوف تدفع 2.58 مليون دولار تعويضاً لعائلات المهندسين الصينيين الخمسة الذين قتلوا في مارس (آذار) الماضي، عندما استهدف عنصر انتحاري السيارة التي كانت تقلهم في منطقة شانغلا بمقاطعة خيبر بختونخوا شمال غرب البلاد.
وقد تعرض الصينيون لهجوم في بلدة بيشام أثناء توجههم إلى سد داسو، أكبر سد في باكستان، حيث كانوا يعملون.
وقالت الوزارة، في بيان لها، مساء الخميس، إن الحكومة سوف تدفع أيضاً 8950 دولاراً لأسرة السائق الباكستاني الذي تُوفي أيضاً في هجوم 26 مارس (آذار)، حسب وكالة «الأسوشتيتد برس» الخميس. وتقول الحكومة إن الهجوم تم التخطيط له في أفغانستان، وإن منفذ الهجوم مواطن أفغاني.
وقد نفت حكومة «طالبان» الأفغانية والمتشددون الباكستانيون هذه المزاعم. وذكر البيان أنه تمت الموافقة على التعويضات خلال اجتماع ترأسه وزير المالية محمد أورانغزيب. ويعمل الآلاف من الصينيين في مشروعات تتعلق بالممر الاقتصادى الصينى الباكستانى. وقد تعرض البعض لهجمات في السنوات الأخيرة من قبل مسلحين يتهمونهم بنهب الموارد المعدنية للبلاد.
وهذا هو ثالث هجوم كبير يستهدف المصالح الصينية في باكستان. واستهدف الانفجاران السابقان قاعدةً جويةً وميناءً استراتيجياً في إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد، حيث تستثمر الصين المليارات في مشروعات بنية تحتية. وقال محمد علي جاندابور، قائد الشرطة المحلية، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن انتحارياً اقتحم بسيارته الملغومة موكب مهندسين صينيين كان في طريقه من إسلام آباد إلى معسكرهم في داسو بإقليم خيبر بختون خوا. وقال جاندابور: «خمسة مواطنين صينيين وسائقهم الباكستاني قتلوا في الهجوم».
وتستهدف الجماعات الإرهابية الباكستانية المواطنين الصينيين على وجه التحديد ممن يعملون في مشاريع بناء مختلفة في خيبر بختونخوا. وتعمل باكستان والصين على مشروع إنشاء ممر اقتصادي مشترك بينهما بقيمة مليار دولار، يمر عبر إقليم خيبر بختونخوا. والآن، يستهدف الانفصاليون البلوش العلمانيون وحركة «طالبان» ذات التوجهات الدينية المواطنين الصينيين في باكستان. وتجري حالياً عملية تطهير للقضاء على أي إرهابي آخر موجود في المنطقة، وجاء في بيان صحافي أن «القوات المسلحة الباكستانية لا تزال ملتزمة بالقضاء على خطر الإرهاب في البلاد بأي ثمن».