باكستان تسعى للحصول على «إجماع» شعبي قبل شن عملية ضد المتشددين

الحكومة ستبحث تفاصيل العملية قبل عرض الخطة على برلمان البلاد

عناصر من الأمن الباكستاني (متداولة)
عناصر من الأمن الباكستاني (متداولة)
TT

باكستان تسعى للحصول على «إجماع» شعبي قبل شن عملية ضد المتشددين

عناصر من الأمن الباكستاني (متداولة)
عناصر من الأمن الباكستاني (متداولة)

قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، الثلاثاء، إن الحكومة تسعى إلى الحصول على «إجماع» على مستوى البلاد قبل شن الجيش عملية عسكرية جديدة ضد المسلحين.

وهي خطوة جاءت بعد أن أبدت الصين مخاوفها في أعقاب شن هجمات ضد مشاريع في الدولة الواقعة جنوب آسيا، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

ونقلت «بلومبرغ» عن آصف قوله في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن حكومة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ستبحث تفاصيل العملية الثلاثاء، قبل عرض الخطة على برلمان البلاد.

استنفار أمني في موقع تفجير انتحاري استهدف مواطنين صينيين في كراتشي أبريل الماضي (إ.ب.أ)

يشار إلى أن عدداً قليلاً من الأحزاب السياسية عارضت تنفيذ العملية البرية المخطط لها. وأفادت تقارير بأن الصينيين في باكستان يواجهون مشكلات متعددة تتعلق بالأمن، كما يواجهون تحديات اقتصادية مثل عبء الديون وتأخيرات في مشاريع البنية التحتية. واجتماعياً، يعانون التوترات الثقافية والتنافس على الوظائف مع السكان المحليين.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي قُتل خمسة من الصينيين في هجوم انتحاري على سيارة كانت تُقلّهم وقُتل معهم سائقهم الباكستاني، في منطقة بيشام بإقليم خيبر بختونخوا الباكستانى. وقد أحدث الهجوم صدمة شديدة في دوائر السلطة بإسلام آباد.

ولدى باكستان وجود كبير للمنظمات الإرهابية الدولية بما في ذلك تنظيم «القاعدة» في شبه القارة الهندية (القاعدة)، و«داعش - ولاية خراسان» (داعش خراسان). وتأسس تنظيم «القاعدة» سنة 2014، ويقدر عدد أعضائه بمئات عدة، وقد تورط في هجمات إرهابية في باكستان، بما في ذلك محاولة اختطاف فرقاطة بحرية باكستانية سنة 2014.

سيارة شرطة باكستانية خارج فندق ماريوت في العاصمة إسلام آباد بعد إنذار أمني بتهديد إرهابي (إ.ب.أ)

وأغلب المنظمات الإرهابية الغامضة الأخرى العاملة في باكستان هي بالأساس فرع عن منظمة «ديوبندي» الأم، «جمعية علماء باكستان» التي نشأت عنها حركة «طالبان» الباكستانية أيضاً، وإحدى هذه المنظمات «سباه الصحابة باكستان» أو «جيش الصحابة»، وهي مجموعة مناهضة للشيعة نشأت في البنجاب في منتصف سنة 1980، والمعروفة حالياً باسم «أهل السنة والجماعة». يعمل أعضاؤها البالغ عددهم 3 إلى 6 آلاف بصفة رئيسية في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية السابقة، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي، كما تشير التقارير الأمنية. وهناك تنظيم «عسكر جنجوي»، المصنف منظمة إرهابية أجنبية منذ سنة 2013. ومع الأعضاء البالغين أقل من عدة مئات، يعمل تنظيم «عسكر جنجوي» بشكل رئيسي في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية السابقة، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي، وكذلك في أفغانستان. وحسبما ورد، لديهم علاقات وثيقة مع كل من تنظيم القاعدة وحركة «طالبان» الباكستانية.


مقالات ذات صلة

زعيم المعارضة التركية يرفض دعوة إردوغان للمشاركة في الدستور الجديد

شؤون إقليمية أوزغور أوزيل لدى لقائه إردوغان غداة الانتخابات المحلية العام الماضي (الرئاسة التركية)

زعيم المعارضة التركية يرفض دعوة إردوغان للمشاركة في الدستور الجديد

نفذت السلطات التركية موجة رابعة من الاعتقالات في إطار تحقيقات بشأن فساد مزعوم في بلدية إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا رئيسة جهاز الأمن السويدي كارلوت فون إيسن (رويترز)

السويد تُخفض مستوى «التحذير من تهديد إرهابي» لما قبل حرق المصحف في 2023

خفّض جهاز الأمن السويدي «سابو»، اليوم الجمعة، مستوى التحذير من التهديد الإرهابي في البلاد إلى المستوى الذي كان عليه قبل سلسلة من وقائع حرق المصحف خلال عام 2023.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
شؤون إقليمية قوات الأمن ومكافحة الإرهاب التركية نفذت حملة واسعة ضد متهمين بالارتباط بحركة غولن في الجيش والشرطة (إعلام تركي)

تركيا توقف عشرات الجنود بالجيش والشرطة لارتباطهم بـ«حركة غولن»

أوقفت قوات الأمن التركية 65 جندياً وشرطياً لارتباطهم بما يسمى «منظمة فتح الله غولن الإرهابية» في إشارة لحركة «الخدمة» المتهمة بمحاولة انقلاب فاشلة في 2016.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محكمة تونس الكبرى حيث يحاكم عشرات المتهمين بالتآمر على أمن الدولة والإرهاب (متداولة)

تونس: أحكام تصل إلى 12 عاماً ضد متهمين بدعم «داعش»

أصدرت محكمة تونسية تابعة للدائرة الجنائية المختصة في النظر بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف أحكاما في حق متهمين بالانتماء إلى تنظيم إرهابي وتقديم الدعم له.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا أمير خان متقي وزير خارجية «طالبان» (الخارجية الأفغانية)

أفغانستان تؤكد عدم استخدام أراضيها للإضرار بمصالح الصين

أكدت أفغانستان، الأربعاء، التزامها بمنع أي جهة من استخدام أراضيها للقيام بأنشطة قد تُعرِّض الدول المجاورة، بما في ذلك الصين، للخطر، وفقاً لتصريح متحدث رسمي.

«الشرق الأوسط» (كابل)

مفوضية اللاجئين: اليأس الشديد ربما تسبب في وفاة مئات الروهينغا في البحر

لاجئ من الروهينغا أخفى وجهه لأسباب أمنية خلال حديثه مع وكالة «أسوشييتد برس» في نيودلهي بالهند (أ.ب)
لاجئ من الروهينغا أخفى وجهه لأسباب أمنية خلال حديثه مع وكالة «أسوشييتد برس» في نيودلهي بالهند (أ.ب)
TT

مفوضية اللاجئين: اليأس الشديد ربما تسبب في وفاة مئات الروهينغا في البحر

لاجئ من الروهينغا أخفى وجهه لأسباب أمنية خلال حديثه مع وكالة «أسوشييتد برس» في نيودلهي بالهند (أ.ب)
لاجئ من الروهينغا أخفى وجهه لأسباب أمنية خلال حديثه مع وكالة «أسوشييتد برس» في نيودلهي بالهند (أ.ب)

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، إن الوضع الإنساني المتردي في ميانمار وبنغلاديش، ربما أدى إلى وفاة ما يقدر بنحو 427 لاجئاً من الروهينغا في البحر.

وأضافت المفوضية، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن محنة تلك الأقلية ربما تفاقمت بسبب خفض تمويل المساعدات.

وشهدت المساعدات الإنسانية اضطرابات بسبب تخفيض التمويل من الجهات المانحة الرئيسية، وعلى رأسها الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، ودول غربية أخرى، في وقت تعطي فيه تلك الدول الأولوية للإنفاق الدفاعي بسبب المخاوف المتزايدة من روسيا والصين.

وفي التاسع والعاشر من مايو (أيار)، غرق قاربان يحملان نحو 514 من الروهينغا يعتقد أنهم غادروا مخيم «كوكس بازار» للاجئين في بنغلاديش وولاية راخين في ميانمار.

وذكرت المفوضية أن عدد مَن عُثر عليهم بلغ 87 ناجياً فقط. ووفقاً للمفوضية، فإن احتمال وفاة 427 شخصاً يجعل تلك المأساة هي الأكبر للروهينغا في البحر منذ بداية العام.

وأضافت المفوضية أن اختيار ركوب القوارب خلال الرياح الموسمية وما يصاحبها من أمواج عاتية يعكس حالة من اليأس.

وقالت هاي كيونغ جون، مديرة المكتب الإقليمي للمفوضية في آسيا والمحيط الهادئ: «الوضع الإنساني المتردي، الذي تفاقم بسبب خفض التمويل، له تأثير مدمر على حياة الروهينغا؛ إذ يدفع المزيد منهم إلى رحلات محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الأمان والحماية وحياة كريمة لأنفسهم ولأسرهم».

وحثت المفوضية على توفير المزيد من الدعم المالي لضمان استقرار حياة لاجئي الروهينغا في الدول المضيفة مثل بنغلاديش والنازحين داخلياً في ميانمار. وأوضحت أنها تلقت حتى الآن تمويلاً بنسبة 30 في المائة فقط من إجمالي دعم طلبته بقيمة 383.1 مليون دولار في 2025.

وتلقت المفوضية تبرعات تجاوزت ملياري دولار من الولايات المتحدة في 2024، أي ما يمثل 40 في المائة من إجمالي المساهمات.