«طالبان» تلغي زيارة وفد باكستاني إلى قندهار

بسبب غارات جوية عبر الحدود تستهدف مخابئ الإرهابيين في أفغانستان

وفد من طالبان الأفغانية في موسكو (روسيا ) 30 مايو 2019 (رويترز)
وفد من طالبان الأفغانية في موسكو (روسيا ) 30 مايو 2019 (رويترز)
TT

«طالبان» تلغي زيارة وفد باكستاني إلى قندهار

وفد من طالبان الأفغانية في موسكو (روسيا ) 30 مايو 2019 (رويترز)
وفد من طالبان الأفغانية في موسكو (روسيا ) 30 مايو 2019 (رويترز)

زعم مسؤولون في حركة «طالبان» الأفغانية أن رحلة كانت مقررة لوفد عسكري باكستاني إلى قندهار، يوم الأحد، قد ألغيت، في إجراء بدا كاحتجاج واضح على التقارير التي تفيد بأن باكستان شنت هجمات عسكرية عبر الحدود استهدفت مخابئ الإرهابيين في أفغانستان.

مسلحون من «طالبان» (أ.ف.ب)

ولم يرد أي تعليق من الجانب الباكستاني بشأن الغارات الجوية، أو عن زيارة وفده إلى قندهار، كما أن وزارة الخارجية الباكستانية لم تكن على عِلم بأي من التطورين، بينما لم يرد الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني حتى وقت كتابة هذا التقرير.

ومع ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن الوفد العسكري الباكستاني، الذي كان يضم مسؤولين متوسطي الرتب، كان من المقرر أن يتجه إلى قندهار، الأحد، في إطار الجهود التي يبذلها الجانبان لحل قضية حركة «طالبان الباكستانية» المحظورة.

وبحسب المصادر، فإنه كان من المقرر أن يلتقي الوفد مع الملا شيرين آخوند، حاكم قندهار ونائب رئيس جهاز الاستخبارات الأفغاني، ويعتبر شيرين أيضاً مقرباً من القائد الأعلى لـ«طالبان» الملا هبة الله آخوند زاده، وكان أحد الأعضاء الرئيسيين في فريق «طالبان» الذي ساعد في التوسط في المحادثات بين باكستان وحركة «طالبان الباكستانية».

مقاتل من «طالبان» يحرس مكان تنفيذ عمليات الإعدام بإجراءات في كابل (متداولة)

ويعد الملا شيرين هو المحاور الرئيسي لحركة «طالبان» الأفغانية التي تحاول نزع فتيل التوتر مع باكستان بشأن حركة «طالبان» الباكستانية، حيث توجه إلى إسلام آباد في وقت سابق من هذا العام لمعالجة مخاوفها في هذا الشأن.

ويُعتقد أن الرحلة المخطط لها كانت استكمالاً لتلك الجهود الرامية إلى إيجاد حل لمشكلة «طالبان» الباكستانية، لكن الزيارة أُلغيت من قبل حركة «طالبان» الأفغانية.

وكانت هناك تقارير ومزاعم من قبل بعض الصحافيين الأفغان أن باكستان نفذت غارات جوية جديدة في ولاية باكتيكا الأفغانية، الجمعة، مما أسفر عن مقتل عدد من إرهابيي حركة «طالبان» الباكستانية.

ولم تؤكد باكستان وقوع تلك الهجمات مطلقاً، رغم أنها اعترفت علناً بتنفيذ عدة غارات عبر الحدود في 18 مارس (آذار) الماضي.

رجل الدين الباكستاني ورئيس «جماعة علماء الإسلام» مولانا فضل الرحمن (يسار) في لقاء سابق مع الجانب الأفغاني بالعاصمة الأفغانية كابل (إكس)

وزعمت إحدى وسائل الإعلام الأفغانية أنها حصلت على معلومات تفيد بأن حركة «طالبان» ألغت رحلة مقررة لوفد عسكري باكستاني إلى قندهار رداً على ما تردد عن غارات جوية وصاروخية حديثة يُزعم أن باكستان نفذتها في ولاية باكتيكا.

وكان من المقرر أن يسافر الوفد في الأساس من روالبندي إلى قندهار، يوم الأحد، وفقاً لتقرير نشره موقع «أفغانستان إنترناشيونال».

ونقل التقرير عن مصادر أمنية باكستانية تأكيدها أن إلغاء «طالبان» للزيارة يُعزى رسمياً إلى «ظروف جوية»، وذلك رغم أنه يُعتقد على نطاق واسع أن السبب الحقيقي هو الغارات الجوية التي نُفذت على باكتيكا، ولا تزال تفاصيل الهجوم وعدد الضحايا غير معلنة.

وفي السابق، كان موقع «أفغانستان إنترناشيونال» قد حصل على وثيقة تشير إلى أن باكستان قدمت تفاصيل عن الطائرات ومواعيد الرحلات ومعلومات الوصول إلى وزارة خارجية «طالبان» من خلال رسالة رسمية أُرسلت إلى كابل.

وكان من المفترض أن يضم الاجتماع الملغى مسؤولين عسكريين «من ذوي الرتب المتوسطة» من باكستان، بالإضافة إلى محمد علي حنفي، المعروف أيضاً باسم «الملا شيرين آخوند»، وهو مساعد مقرب من هبة الله آخوند زاده.

وحتى الآن لم تصدر حركة «طالبان» بياناً رسمياً بشأن هجمات القوات الجوية الباكستانية على باكتيكا، أو أسباب إلغاء رحلة الوفد الباكستاني.


مقالات ذات صلة

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

أفريقيا معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

وجّه جيش النيجر ضربة موجعة لمجموعة إرهابية يعتقدُ أنها تابعة لتنظيم «القاعدة»، سبق أن نفذت هجوماً مسلحاً، استهدف كتيبة من الجيش وقُتل فيه 20 جندياً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا كانت الخطة هي استئجار شاحنة وقيادتها عبر سوق عيد الميلاد أوبلادين قرب كولون (د.ب.أ)

ألمانيا: السجن 4 سنوات لمراهق خطط لهجوم على سوق للكريسماس قرب كولونيا

قضت محكمة ألمانية بالسجن 4 سنوات في مؤسسة إصلاحية بحق فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، الجمعة، لإدانته بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي في إحدى أسواق الكريسماس.

«الشرق الأوسط» (كولونيا)
أوروبا تم تنظيم مؤتمر صحافي في بروكسل للإعلان عن إغلاق التحقيق القضائي بشأن عصابة مسلحة أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي (د.ب.أ)

بلجيكا تغلق تحقيقاً استمر 40 عاماً بشأن عمليات قتل أرهبت البلاد

أعلن الادعاء العام البلجيكي، الجمعة، أنه أنهى تحقيقاً استمر 40 عاماً، بشأن عصابة مسلحة، أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي، وقتلت 28 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
رياضة عالمية نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما (أ.ف.ب)

ويمبانياما ينضم إلى مبابي وتورام في مواجهة «المتطرفين»

انضم نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما، مع سان أنتونيو سبيرز، إلى نجوم آخرين في عالم الرياضة في بلاده، بالدعوة إلى عدم انتخاب «المتطرفين».

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

قالت مسؤولة أممية رفيعة المستوى ستترأس أول اجتماع بين حكام «طالبان» في أفغانستان ومبعوثين من نحو 25 دولة، إن حقوق المرأة سيجري طرحها في كل جلسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
TT

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)

تحول الاختبار الصاروخي الأخير لكوريا الشمالية إلى نقطة خلاف جديدة مع جارتها الجنوبية، فبينما تقول بيونغ يانغ إنها اختبرت صاروخاً متطوراً متعدد الرؤوس الحربية، فإن سيول تتهمها بالكذب.

وبعدما وصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية التجربة بـ«الناجحة»، ونشرت صورة منها، قالت كوريا الجنوبية إن التجربة «خادعة ومبالغ فيها»، ونشرت أدلتها على فشل التجربة.

وما زال المحللون غير متيقنين من صحة ادعاءات كوريا الشمالية، وهو ما يشير إلى صعوبة التأكد من تطور أسلحتها. وإذا صحت الأخبار الكورية الشمالية عن التجربة الأخيرة فإنها ستمثل تطوراً كبيراً في برنامجها الصاروخي.

امتلاك تكنولوجيا تصنيع صاروخ متعدد الرؤوس الحربية يمثل تحدياً، وهي صواريخ يصعب التصدي لها. وإلى جانب الولايات المتحدة - أول من ابتكر هذا النوع من الصواريخ في ستينات القرن الماضي - لا تمتلكها إلا بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين.

طرح الخبراء منذ فترة احتمال أن كوريا الشمالية ستتوصل في النهاية لتكنولوجيا تصنيع قدرات «ميرف»، وهذا التعبير يعني صاروخاً يحمل رؤوساً حربية متعددة يمكنها إصابة أهداف مختلفة بعد الانفصال عن الصاروخ. هذه الرؤوس تمتلك محركاتها الصاروخية الخاصة، ويمكنها أن تطير في اتجاهات متعددة وبسرعات مختلفة لإصابة أهداف تبعد عن بعضها مئات الكيلومترات، وهو ما يجعل هذا النوع من الصواريخ فعالاً للغاية.

وتقول كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة انفصال الرؤوس الحربية عن الصاروخ، وتوجيه كل رأس على حدة، وأضافت أن الصاروخ كان متوسط المدى، ويعمل بالوقود الصلب، واستطاع توصيل 3 رؤوس حربية بالإضافة إلى رأس خادع.

وأشارت إلى أن الصاروخ انطلق إلى مدى 170 – 200 كيلومتر لضمان مدى آمن لطيران الرؤوس الحربية، وأكدت وصول الرؤوس الحربية الثلاثة لأهدافها، وكذلك الرأس الخادع المصمم لتضليل الرادارات.

من جانبه، أصدر جيش كوريا الجنوبية مقطع فيديو لإطلاق الصاروخ موضحاً أنه أظهر عدم استقرار في مرحلة الإطلاق ما أدى لانفجاره في الهواء. وأضاف مسؤولون عسكريون أنهم رصدوا كماً كبيراً من الشظايا لا يتفق مع القول إن التجربة نجحت.

ويقول يانغ أوك الباحث في معهد «أسان» للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية لـ«بي بي سي»: «أعتقد أن بعض مراحل الاختبارات نجحت مثل إطلاق الصاروخ وانفصال الرؤوس الحربية عنه، لكن (كوريا الشمالية) لم تقدم دليلاً على وصول الرؤوس الحربية لأهدافها، فلا يمكن أن نقول إن هذا الجزء من التجربة قد نجح».

وقالت وزارة الدفاع في اليابان إن الصاروخ وصل إلى ارتفاع 100 كيلومتر فقط، ما يعني أنه لم يغادر إلى الفضاء الخارجي، وبقي داخل الغلاف الجوي للأرض. ورأى يانغ أن هذا يعني أيضاً أن الرؤوس الحربية لم تختبر ضد الحرارة العالية والضغط الناتجين عن دخول الغلاف الجوي للأرض، لذلك لا يمكن معرفة قدراتها.

ونشرت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية مقطع فيديو صوَّره مدنيون، ويظهر ذيلاً من العادم في السماء. وعلق فان ديبن الخبير في أسلحة كوريا الشمالية والموظف السابق في «الخارجية الأميركية» أن «الفيديو لا يشير لانفجار كبير أو كارثي، ويبدو متوافقاً مع الصور التي نشرتها كوريا الشمالية، لكن هذا لا يعني استبعاد فشل أجزاء أخرى من الاختبار».

ويعتقد مراقبون أن بيونغ يانغ قد حصلت على بيانات تقنية مهمة من عملية الاختبار، ستقربها خطوة أخرى من هدف تصنيع صاروخ برؤوس حربية متعددة، كما أعلنت في عام 2021.

وفي رأي فان ديبن فإن التجربة الأخيرة حتى لو كانت ناجحة فهي ليست كافية لتطوير سلاح من هذا النوع، وسيكون أمام كوريا الشمالية سنوات أخرى عدة قبل الوصول لهدفها.