بدأ جيشا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريباتهما الربيعية، الاثنين، بمشاركة ضعف عدد القوات مقارنة بالعام الماضي، في الوقت الذي يسعى فيه الحليفان إلى مواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية بشكل أفضل.
وتأتي تدريبات «درع الحرية»، التي ستستمر حتى 14 مارس (آذار)، في الوقت الذي تواصل فيه كوريا الشمالية تطوير قدراتها النووية من خلال اختبارات الصواريخ وغيرها من الأسلحة.
وقالت وزارة الدفاع في سيول، إن القوات الجوية للبلدين الحليفين بدأت أيضاً مناوراتها السنوية على مستوى الكتيبة لمدة خمسة أيام.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن تدريبات «درع الحرية» ستشمل ضعف عدد القوات من الجانبين مقارنة بالعام الماضي في 48 جولة من التدريب الميداني المشترك، بما في ذلك الهجوم الجوي والغارات الجوية.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، الكولونيل لي سونغ جون، إن التدريبات تهدف في المقام الأول إلى تحييد التهديدات النووية لكوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال «تحديد وضرب» صواريخ كروز، التي أشارت بيونغ يانغ إلى أنها يمكن أن تحمل رؤوساً حربية نووية. وأضاف أنه سيتم دمج تصور لهجوم نووي في التدريبات الصيفية.
وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن أصولاً استراتيجية أميركية، مثل حاملة طائرات وقاذفات قنابل قد تشارك في المناورات. وقالت القوات الأميركية في كوريا إنه من المرجح أن يتم نشر مثل هذه الأصول بما يتماشى مع الممارسات السابقة، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل، مستشهدة بالبروتوكول الأمني.
و«الاستراتيجية» هي مصطلح يستخدم عادة لوصف القوات النووية.
وردت كوريا الشمالية بغضب على التدريبات التي أجراها البلدان الحليفان، ووصفتها بأنها تدريبات على حرب نووية. وتقول سيول وواشنطن إن التدريبات دفاعية، ورداً على تهديدات كوريا الشمالية.
إلى ذلك، أعلنت ميرا راب - هوبر، مديرة دائرة شرق آسيا وأوقيانوسيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة ستدرس إعداد «خطوات مؤقتة» على الطريق نحو نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
ونقلت وكالة «يونهاب» عن هوبر قولها أيضاً إن واشنطن «مستعدة وراغبة» في الانخراط في مناقشات مع كوريا الشمالية بشأن خفض التهديد.
وقالت هوبر، في منتدى في سيول شاركت في استضافته صحيفة كورية جنوبية ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، إن «الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل، لكننا سندرس أيضاً خطوات مؤقتة على هذه الطريق نحو نزع السلاح النووي، بشرط أن تجعل هذه الخطوات المنطقة والعالم أكثر أماناً».
وذكرت «يونهاب» أن هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي زادت فيه كوريا الشمالية تجارب أسلحة في العام الجديد، فيما يبدو أنها محاولة لتعزيز قدراتها على إطلاق رؤوس حربية نووية.
وكانت مفاوضات الولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية قد تعثرت بعد قمة عُقدت في هانوي لم تتوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2019.