أنصار عمران خان يتظاهرون ضد «تزوير الانتخابات»

مواجهات بين الشرطة والمحتجين... والمستقلون يتصدّرون نتائج الاقتراع

أنصار خان يحتجون ضد ما يقولون إنه «تزوير للانتخابات» في راوالبينيدي الأحد (إ.ب.أ)
أنصار خان يحتجون ضد ما يقولون إنه «تزوير للانتخابات» في راوالبينيدي الأحد (إ.ب.أ)
TT

أنصار عمران خان يتظاهرون ضد «تزوير الانتخابات»

أنصار خان يحتجون ضد ما يقولون إنه «تزوير للانتخابات» في راوالبينيدي الأحد (إ.ب.أ)
أنصار خان يحتجون ضد ما يقولون إنه «تزوير للانتخابات» في راوالبينيدي الأحد (إ.ب.أ)

ندّد أنصار رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان بـ«محاولات سرقة الانتخابات»، بعد تصدّر المستقلين الموالين لحزبه «حركة إنصاف» النتائج النهائية للاقتراع الذي نُظم، الخميس. وشارك الآلاف في مظاهرات دعا إليها خان من داخل سجنه في مختلف مدن البلاد، شهدت بعضها مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، ما أثار مخاوف من تجدد الاشتباكات العنيفة.

إجراءات صارمة

أطلقت الشرطة، الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار خان الذين استجابوا لدعوة التظاهر. وأفادت تقارير عن مواجهات في مدينة راوالبينيدي جنوب العاصمة، وفي لاهور شرقاً، بينما نُظمت عشرات الاحتجاجات الأخرى في أنحاء البلاد من دون وقوع حوادث.

انتشار أمني في راوالبينيدي الأحد (إ.ب.أ)

وكانت الشرطة الباكستانية قد توعدت بأنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد التجمعات غير القانونية، ملوّحة بتطبيق «أوامر القسم 144»، في إشارة إلى قانون يعود إلى الحقبة الاستعمارية يحظر التجمعات لشخصين أو أكثر. وأكّد بيان صادر عن قوة شرطة إسلام آباد أن «بعض الأفراد يحرضون على التجمعات غير القانونية حول مقر لجنة الانتخابات والمكاتب الحكومية الأخرى». وهددت الشرطة بأنه «ستُتخذ الإجراءات القانونية ضد التجمعات غير القانونية. وتجدر الإشارة إلى أن التحريض على التجمعات يعد أيضاً جريمة». وصدر تحذير مماثل أيضاً في راوالبينيدي، بينما انتشر عشرات من رجال الشرطة المزودين بأدوات مكافحة الشغب بالقرب من سوق ليبرتي في لاهور، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

من فاز في الانتخابات؟

بعد عملية فرز بطيئة، أظهرت النتائج النهائية للانتخابات العامة فوز المستقلين بـ101 مقعد، بينما حصل حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية» على 75 مقعداً، وحزب «الشعب الباكستاني» على 54 مقعداً، والحركة القومية المتحدة على 17 مقعداً، وحصلت 10 أحزاب صغيرة على المقاعد الـ17 المتبقية، مع بقاء مقعدين شاغرين.

أنصار حزب نواز شريف يحتفلون بفوز مرشّحهم في الانتخابات العامة في بيشاور الأحد (أ.ب)

وعلى الرغم من استبعاد حزب «حركة إنصاف» من الانتخابات، فإنّ أداء المرشحين المستقلين الذين دعمهم خان القابع في السجن بتهم تشمل الفساد والإرهاب فاق التوقّعات. وبينما لا يستطيع المستقلون تشكيل حكومة، تواجه البلاد أسابيع من عدم اليقين السياسي، حيث تخوض الأحزاب المتنافسة مفاوضات لتشكيل ائتلافات محتملة.

تجمّع لأنصار عمران خان في بيشاور الأحد (إ.ب.أ)

ويزعم مسؤولون في «حركة إنصاف» أنهم كانوا سيفوزون بمقاعد أكثر لولا «تزوير الأصوات». وازدادت الشكوك في مصداقية الانتخابات بسبب قطع السلطات الاتصالات وخدمة الإنترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع. وأكد رئيس «حركة إنصاف» جوهر علي خان في مؤتمر صحافي، السبت، أنه «جرى التلاعب بالانتخابات في جميع أنحاء باكستان»، داعياً أنصاره إلى الاحتجاج السلمي.

تحذير من الفوضى السياسية

يرى المحلل السياسي زاهد حسين أن «النتائج تشير بوضوح إلى أنه لا يوجد حزب واحد يمتلك الأغلبية البسيطة لتشكيل الحكومة». وأضاف كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن «المستقبل السياسي للبلاد من هذه النقطة فصاعداً غير مؤكد إلى حد كبير».

جانب من تظاهر أنصار عمران خان في إسلام آباد الأحد (إ.ب.أ)

وفي أول تصريح له منذ الانتخابات، دعا قائد الجيش الباكستاني البلاد، السبت، إلى «قطيعة سياسة الفوضى». وتابع سيد عاصم منير في بيان: «بما أنّ شعب باكستان وضع ثقته بالدستور الباكستاني، يتعيّن الآن على جميع الأحزاب السياسية أن تفعل الشيء نفسه من خلال إظهار النضج السياسي والوحدة». وأضاف أن «الوطن بحاجة إلى أيدٍ آمنة للخروج من سياسة الفوضى والاستقطاب».

عززت قوات الأمن الباكستانية من انتشارها في بيشاور الأحد (إ.ب.أ)

وحكم الجيش القوي البلاد سنوات منذ انفصالها عن الهند عام 1947، ويتهمه عمران خان بمنعه من الترشح للانتخابات. ويلقى عمران خان الذي وصل إلى السلطة عام 2018، وأطيح به في مذكرة حجب ثقة في أبريل (نيسان) 2022، دعماً شعبياً واسعاً في باكستان. وهو مُلاحق في إطار أكثر من 200 قضية منذ إطاحته، ويرى أن هذه الملاحقات مدفوعة بحسابات سياسية.


مقالات ذات صلة

«نساء القطط»... جينيفر أنيستون تهاجم فانس لانتقاده هاريس «غير المنجبة»

الولايات المتحدة​ الممثلة الشهيرة جينيفر أنيستون (أ.ب)

«نساء القطط»... جينيفر أنيستون تهاجم فانس لانتقاده هاريس «غير المنجبة»

انتقدت الممثلة الشهيرة، جينيفر أنيستون، جي دي فانس، بعد أن وصف بعض السيدات من الحزب الديمقراطي، بمن في ذلك كامالا هاريس بـ«نساء القطط بلا أطفال».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يحذر: الأبقار قد تحل مكان البشر

يعتقد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب أن الأبقار ستحل مكان البشر في النهاية إذا تم حظر تناول اللحوم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

رفض وزير جزائري سابق المسوّغات التي قدمتها «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ترشحه لاستحقاق الرئاسة، فيما أعلن مرشحان تم قبول ملفهما عزمهما خوض الحملة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون أبرز المرشحين للفوز بولاية ثانية (الرئاسة)

غربلة ملفات المرشحين لـ«رئاسة» الجزائر تبقي على 3

سيقتصر السباق في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، على ثلاثة مترشحين، بحسب ما أعلنت عنه هيئة الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أوروبا لوسي كاستيتس مرشحة لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا 4 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

من هي لوسي كاستيتس المرشّحة لقيادة حكومة فرنسا؟

اقتصادية غير معروفة... من هي لوسي كاستيتس المرشّحة لقيادة الحكومة الفرنسية؟

كوثر وكيل (باريس)

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
TT

تحذير صيني للفلبين من نشر صواريخ أميركية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي في لاوس (أ.ف.ب)

حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الفلبين من نشر الصواريخ الأميركية متوسطة المدى، قائلاً إن خطوة كهذه قد تغذي التوترات الإقليمية وتشعل سباق تسلح، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأرسلت الولايات المتحدة نظام صواريخ «تايفون» إلى الفلبين، في إطار تدريبات عسكرية مشتركة في وقت سابق من هذا العام. وقال مسؤول عسكري فلبيني لاحقاً إنه لم يتم إطلاقه خلال التدريبات، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن المدة التي سيبقى فيها في البلاد.

وأبلغ وانغ وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو، خلال اجتماع لـ«آسيان» في فينتيان عاصمة لاوس، أمس (الجمعة)، بأن العلاقات بين الصين والفلبين وصلت الآن إلى مفترق طرق، وأنه لا يوجد سبيل لتجنب الصراع والمواجهة سوى الحوار والتشاور.

وقال وانغ إن العلاقات بين البلدين تواجه تحديات؛ لأن الفلبين «انتهكت مراراً وتكراراً التوافق بين الجانبين والتزاماتها». وأضاف: «إذا نشرت الفلبين نظام الصواريخ المتوسطة المدى الأميركي، فسوف يخلق ذلك توتراً ومواجهة في المنطقة، ويؤدي إلى سباق تسلح، وهو ما يتعارض تماماً مع مصالح الشعب الفلبيني وتطلعاته».

واندلعت مواجهات بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، مع إصرار الصين بأحقيتها في السيادة على منطقة سكند توماس شول التي تقول مانيلا إنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وأفاد وانغ بأن الصين توصلت مؤخراً إلى ترتيب مؤقت مع الفلبين بشأن نقل وإعادة الإمدادات الإنسانية إلى جزيرة ريناي جياو، من أجل الحفاظ على استقرار الوضع البحري.