الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)
رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)
TT

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)
رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان الأسبوع المقبل، وهو نموذج يقول مسؤولون حكوميون آخرون إنهم سيتطلعون إلى اتباعه.

ووفق تقرير نشرته وكالة «رويترز»، فإنه في الوقت الحالي يستطيع الهندوس والمسلمون والمسيحيون والمجموعات القبلية الكبيرة في الهند اتباع قوانينهم وعاداتهم الشخصية، أو قانون علماني اختياري، فيما يتعلق بالزواج والطلاق والتبني والميراث. وكانت صياغة قانون عام وطني موحد من الوعود الأساسية الثلاثة التي بذلها حزب مودي «بهاراتيا جاناتا» على مدى عقود من الزمن.

وقد حقق الحزب هدفين من 3: بناء معبد هندوسي كبير متنازع عليه، وإلغاء الحكم الذاتي لمنطقة جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة.

وقال مسؤولون إن ولاية أوتاراخاند الشمالية، الواقعة عند سفوح جبال الهيمالايا، من المتوقع أن تكشف النقاب عن مشروع القانون المدني الموحد الأسبوع المقبل.

ويقول محللون إن هذه الخطوة تأتي قبل محاولة مودي الفوز بولاية ثالثة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها بحلول مايو (أيار) المقبل، وقد تساعد في تعزيز حصوله على الأصوات الهندوسية.

مخاوف المسلمين

ويعد إقرار قوانين وطنية موحدة للأحوال الشخصية من المسائل الخلافية، إذ أن العديد من المسلمين ينتقدون حزب «بهاراتيا جاناتا» بسبب نهجه القومي الهندوسي المتشدد، مؤكدين أن تمرير هذه القوانين يمثل تدخلاً في الشريعة والطقوس الإسلامية المتبعة، بما في ذلك قضايا مثل تعدد الزوجات والطلاق.

وكان البرلمان الهندي قد اعتمد عام 2019 قانوناً يحظر «الطلاق بالثلاث» ويعتبره مخالفة إجرامية تصل عقوبتها إلى الحبس ثلاث سنوات.

وستقدم لجنة شُكلت في أوتاراخاند عام 2022 لصياغة القانون عملها إلى حكومة الولاية يوم الجمعة. وقال مسؤولان إنه من المرجح أن يقدَّم إلى الهيئة التشريعية بالولاية الأسبوع المقبل.

وقالت نالين كوهلي، المتحدثة باسم حزب «بهاراتيا جاناتا»: «يبحث كثير من حكومات الولايات في جميع أنحاء الهند ما إذا كان من الممكن تنفيذ قانون مدني موحد»، مضيفةً: «لقد بدأت العملية المنهجية للحصول على قانون مدني موحد في ولايات عدة». وقال رئيس وزراء ولاية أوتاراخاند، بوشكار سينغ دامي، عبر منصة «إكس» إن وزراءه سيدرسون المسودة و«يبدأون العملية لتحويلها إلى مشروع قانون ثم قانون».

كشمير

وأنهت حكومة مودي الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها كشمير في أغسطس (آب) 2019، وكشفت في وقت سابق من هذا الشهر عن معبد كبير للإله الهندوسي «رام» ليحل مكان مسجد من العصر المغولي دمرته الجماعات الهندوسية في عام 1992. يمكن تشريع قوانين الأحوال الشخصية من قبل كل من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، وقالت الولايات الأخرى التي يحكمها حزب «بهاراتيا جاناتا» إنها يمكن أن تستخدم مشروع القانون المدني الموحد في أوتاراخاند كنموذج.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال هيمانتا بيسوا سارما، رئيس وزراء ولاية آسام، من حزب «بهاراتيا جاناتا»: «أنتظر رؤية مشروع القانون المدني الموحد في أوتاراخاند، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سنطرح التشريع نفسه» مع بعض التعديلات. وقال كيشاف براساد موريا، نائب رئيس وزراء ولاية أوتار براديش الأكثر اكتظاظاً بالسكان، للوكالة: «أينما كان حزب بهاراتيا جاناتا (في السلطة) كانت إمكانية تطبيق القانون المدني الموحد موجودة وستظل موجودة دائماً»


مقالات ذات صلة

فرنسا تدعو إلى اجتماع أوروبي للبحث في إجراءات ضد «معاداة السامية»

أوروبا وزير شؤون أوروبا الفرنسي بنجامين حداد (أ.ف.ب)

فرنسا تدعو إلى اجتماع أوروبي للبحث في إجراءات ضد «معاداة السامية»

دعا وزير شؤون أوروبا الفرنسي بنجامين حداد إلى «اجتماع طارئ» في بروكسل، صباح الثلاثاء، لبحث اتخاذ إجراءات على مستوى الاتحاد الأوروبي لمكافحة معاداة السامية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الناشط اليميني المتطرف راسموس بالودان (رويترز)

محكمة تأمر بسجن متطرف بالسويد بتهمة التحريض ضد المسلمين

أدانت محكمة سويدية، اليوم (الثلاثاء)، ناشطاً ينتمي لتيار اليمين المتطرف بتهمتين تتعلقان بجريمة الكراهية بعدما أدلى بتصريحات بذيئة ضد المسلمين.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا أشخاص يغطّون أنفسهم بعَلم إسرائيل خلال فعالية بلندن لإحياء ذكرى ضحايا هجوم 7 أكتوبر (رويترز)

جرائم الكراهية في بريطانيا تسجل ارتفاعاً قياسياً على خلفية حرب غزة

ارتفعت جرائم الكراهية الدينية بإنجلترا وويلز بنسبة قياسية بلغت 25 في المائة، العام الماضي، وخاصة منذ بدء الحرب بغزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
فيلدرز (رويترز)

إدانة باكستانييْن بشأن دعوات لقتل السياسي الهولندي المعادي للمسلمين فيلدرز

قالت محكمة هولندية إنها أدانت اثنين من الزعماء السياسيين الباكستانيين بتهمة دعوتهما لقتل النائب المعادي للمسلمين خيرت فيلدرز، برغم وجودهما خارج هولندا.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

شولتس: لا مكان في ألمانيا لمعاداة السامية وللتطرف

أكّد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس أنّه «لا مكان في ألمانيا لمعاداة السامية وللتطرف الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (برلين)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».