مودي يصلي بمعبد الإله رام في إيوديا الاثنين (أ.ف.ب)
أيوديا الهند:«الشرق الأوسط»
TT
أيوديا الهند:«الشرق الأوسط»
TT
مودي يدشن معبد إيوديا ويكرس انتصار نهجه الهندوسي
مودي يصلي بمعبد الإله رام في إيوديا الاثنين (أ.ف.ب)
دشن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الاثنين، معبداً في إيوديا، أقيم في موقع مسجد تاريخي للمسلمين هدمه متشددون هندوس، محتفياً بما سمّاه «حقبة جديدة» للهند، وذلك في مراسم أرادها تجسيداً لانتصار سياساته الهندوسية القومية، وانطلاقة فعلية لحملته الانتخابية.
وقال مودي: «بكسره أكبال العبودية، على البلد أن ينهض ويأخذ العبر من الماضي... هكذا فقط تخلق الدول تاريخاً».
وألقى مودي كلمة متحدثاً أمام المعبد المكرس للإله رام، المشيّد على موقع أقيم فيه طوال قرون مسجد هدمه متشددون هندوس بدفع من أعضاء في «حزب الشعب الهندي» (بهاراتيا جاناتا) عام 1992، ما تسبب بأعمال شغب دينية تعدّ من الأعنف منذ الاستقلال، أودت بـ2000 شخص غالبيتهم مسلمون، وهزّت أسس النظام السياسي العلماني للهند المعلن رسمياً.
وقال مودي إن «تاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2024، ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل يؤذن بقدوم حقبة جديدة... ما نشاهده هو البركات العليا لرام».
وجاءت تصريحاته بعد أداء صلاة على أقدام تمثال من الحجر الأسود، في قلب المعبد الكبير المزين بالأزهار والمنحوتات والمرصع بالجواهر.
وخارج المعبد كان عشرات آلاف الأشخاص ينشدون ويرقصون، ملوحين بأعلام، ويطلقون الأبواق ويضربون الطبول في شوارع بلدة إيوديا الواقعة إلى الشمال، فيما كانت مروحيات عسكرية ترش الأزهار.
وشوهد عدد قليل من مسلمي إيوديا بين جموع المحتفلين في الشارع، بينما غاب قادة المعارضة.
لكن بالنسبة لحزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعمه مودي، فإن تدشين معبد «رام ماندير» يمثل لحظة تاريخية في المساعي المتواصلة منذ عقود لجعل القومية الهندوسية راية للقوة السياسية المسيطرة على البلد.
وقبل مراسم التدشين «الميمون»، قال مودي إن «الإله جعل مني أداة لتمثيل شعب الهند برمته».
وبلغت الاحتفالات ذروتها مع نزول آلاف الهندوس إلى الشوارع المزدحمة، بينما صدحت مكبرات الصوت بالموسيقى الدينية.
وأمضى فيجاي كومار (18 عاماً) أربعة أيام للوصول إلى البلدة، سيراً ومستوقفاً السيارات المارة مسافة 600 كيلومتر.
ويؤدي نحو 2500 موسيقي عروضاً على أكثر من 100 مسرح لجموع الحجاج في محيط المعبد المزخرف، الذي قُدرت كلفة بنائه بنحو 240 مليون دولار، قال مؤيدو المشروع إنها سُددت من تبرعات عامة.
وعلى طول الطريق الممتدة 140 كيلومتراً بين البلدة ولوكناو عاصمة ولاية أوتار براديش، لا تبدو نهاية لسيل صور الإله رام ذي البشرة الزرقاء حاملاً قوسه ورمحه، وصور مودي والرئيس الأول في حكومة الولاية الراهب الهندوسي، يوغي أديتيناث، بردائه الأصفر الزعفراني.
ووصل كثيرون للمشاركة في المراسم عن طريق المطار الدولي الجديد، وسيقيمون في عدد من الفنادق التي أقيمت لتلبية متطلبات ملايين الحجاج المرتقبين كل عام.
تدمير
سعى مودي وحزبه إلى الترويج للهندوسية وإعلاء مقامها منذ وصوله إلى الحكم قبل 10 سنوات.
وتنتقد شخصيات الحزب بانتظام الفترات السابقة من الحكم الإسلامي على أجزاء من الهند، ويعدّونها فترة «عبودية». وكانت إيوديا عنصراً أساسياً في خطابهم.
ورام من أهمّ الآلهة لدى الهندوس، وهو ولد بحسب معتقداتهم في إيوديا قبل نحو 7 آلاف عام، في موقع شهد لاحقاً تشييد المسجد البابري بمبادرة من إمبراطور مسلم في القرن السادس عشر.
واضطلع حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي لم يكن وقتذاك في سدّة الحكم، بدور حاسم في الحملة التي أفضت إلى تدمير المسجد.
وكان تدمير المسجد نذيراً بصعود الحزب ومودي كقوة انتخابية لا يمكن إيقافها، ما أدى إلى إزاحة «حزب المؤتمر» العلماني الذي حكم الهند دون انقطاع تقريباً منذ الاستقلال عن بريطانيا.
ومن شأن تدشين مودي للمعبد، إلى جانب كهنة هندوس، أن يعزّز صورته باعتباره حامي العقيدة الهندوسية، قبل الانتخابات التشريعية المزمع انطلاقها في أبريل (نيسان).
ويعدّ حزب «بهاراتيا جاناتا» الأوفر حظّاً بأشواط لتحقيق فوز ثالث متتالٍ، خصوصاً بفضل سياسة رئيس الوزراء المحابية للهندوس.
وقرّرت أحزاب المعارضة مقاطعة مراسم التدشين، باعتبارها حدثاً يكتسي ملامح حملة انتخابية.
وينظر الهنود المسلمون البالغ عددهم 200 مليون، الذين ما زالت أعمال العنف الدامية ماثلة في أذهانهم، بعين الريبة إلى التطوّرات الأخيرة في إيوديا.
وروى محمد شهيد (52 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في إيوديا الشهر الماضي، كيف أحرق حشد والده حياً. وقال: «هذا المعبد بنظري لا يمثّل سوى القتل والتدمير».
دعا وزير شؤون أوروبا الفرنسي بنجامين حداد إلى «اجتماع طارئ» في بروكسل، صباح الثلاثاء، لبحث اتخاذ إجراءات على مستوى الاتحاد الأوروبي لمكافحة معاداة السامية.
قالت محكمة هولندية إنها أدانت اثنين من الزعماء السياسيين الباكستانيين بتهمة دعوتهما لقتل النائب المعادي للمسلمين خيرت فيلدرز، برغم وجودهما خارج هولندا.
مطالب بعزل رئيس كوريا الجنوبية رغم تراجعه عن الأحكام العرفيةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5088302-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D8%B2%D9%84-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%8A%D8%A9
مطالب بعزل رئيس كوريا الجنوبية رغم تراجعه عن الأحكام العرفية
موظف في الجمعية الوطنية يرش بطفايات الحريق لمنع الجنود من دخول القاعة الرئيسية للجمعية الوطنية في سيول (أ.ب)
واصل المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراقبة التطورات الدراماتيكية عن كثب في كوريا الجنوبية، حيث تتواصل الضغوط لعزل الرئيس يون سوك يول، الذي اضطر إلى التراجع وذلك بعد ساعات من إلغاء العمل بالأحكام العرفية التي جرى فرضها لفترة وجيزة بعد ساعات قليلة من إعلانها يوم الثلاثاء، الأمر الذي دفع بقوات الجيش إلى تطويق البرلمان قبل تصويت النواب على إلغاء ما حاول الرئيس فرضه.
ورفع يون الأحكام العرفية في وقت مبكر من صباح الأربعاء (في التوقيت المحلي) بعد تصويت البرلمان بالإجماع على مطالبة الرئيس بإلغائها.
وتضغط قوى المعارضة من أجل عزل الرئيس أو إجباره على الاستقالة. وخيّر المشرعون، الأربعاء، الرئيس يون بين التنحي طوعا والعزل بعدما أثارت خطوته أكبر أزمة سياسية منذ عقود في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
ودعا زعيم حزب (سلطة الشعب الحاكم) الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونغ-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله.
ودعا الحزب الديمقراطي الرئيسي المعارض، يون، الذي تولى منصبه في 2022، إلى الاستقالة طوعاً أو العزل. وقال بارك تشان-داي، النائب البارز في الحزب الديمقراطي: «بات واضحاً للأمة بأكملها أن الرئيس يون لم يعد قادراً على إدارة البلاد بشكل طبيعي. عليه أن يتنحى عن منصبه».
ويتطلب اتخاذ إجراءات لعزل يون دعم ثلثي البرلمان للاقتراح، وبعد ذلك دعم ما لا يقل عن ستة من قضاة المحكمة الدستورية.
وقال النائب في الحزب الديمقراطي كيم يونغ مين، إن الاقتراح الذي جرى تقديمه يوم الأربعاء، يمكن طرحه للتصويت، الجمعة، على أقرب تقدير.
وأشعل الإعلان المفاجئ، يوم الثلاثاء، مواجهة مع البرلمان الذي رفض محاولته حظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام، فيما اقتحمت قوات مسلحة مبنى الجمعية الوطنية (البرلمان) في العاصمة سيول.
وعرض كبار مساعدي الرئيس يون، بمن فيهم كبير موظفيه، تقديم استقالتهم الجماعية، الأربعاء، وفق ما أعلنه المكتب الرئاسي. ويشمل عرض الاستقالة كلاً من تشونغ جين-سوك، كبير موظفي الرئاسة، ومستشار الأمن القومي شين وون-سيك، وسونغ تاي-يون، كبير موظفي السياسات، إلى جانب سبعة من كبار المساعدين الآخرين، حسب وكالة «يونهاب» للأنباء.
واتهم الرئيس المعارضة بأنها «قوى مناهضة للدولة» تعمل على شل عمل البلاد من خلال تقديم اقتراحات إقالة وتقليص الميزانية. وقال يون للأمة في خطاب بثه التلفزيون إن الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نووياً والقوات المناهضة للدولة المؤيدة لبيونغ يانغ وحماية نظامها الدستوري الحر رغم أنه لم يحدد ماهية التهديدات.
وقال مسؤول في الرئاسة الكورية لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية: «هناك من يرى أن فرض الأحكام العرفية كان مبالغاً فيه، وأن الإجراءات لم تُتَّبَع بشكل صحيح، لكنّ القرار اتُّخذ ضمن حدود الدستور».
ومن المتوقع حدوث مزيد من الاحتجاجات، الأربعاء، مع اعتزام أكبر ائتلاف نقابي في كوريا الجنوبية، الاتحاد الكوري للنقابات العمالية، عقد تجمع حاشد في سيول وتعهده بالإضراب لحين استقالة يون.
وشهدت الأسواق المالية تقلبات، مع هبوط الأسهم الكورية الجنوبية نحو اثنين في المائة في وقت مبكر من اليوم، فيما استقر الوون بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في عامين. وأفاد متعاملون بأن السلطات الكورية الجنوبية ربما تدخلت للحد من تراجع العملة المحلية.
وحثت السفارة الأمريكية المواطنين الأمريكيين في كوريا الجنوبية على تجنب المناطق التي تشهد احتجاجات، فيما نصح بعض الشركات الكبرى الموظفين بالعمل من المنزل.
وهيمن القلق البالغ على المسؤولين الأميركيين نظراً إلى أن كوريا الجنوبية حليف رئيسي للولايات المتحدة منذ عقود في آسيا، ولأن نحو 30 ألف جندي أميركي متمركزون في بلاد يعدّها الأميركيون منارة للديمقراطية في منطقة تستبدّ فيها دول قوية.
جاء فرض الأحكام العرفية بعد اتهام يون للمعارضة بالتآمر مع كوريا الشمالية، ليضع العلاقة الأميركية - الكورية الجنوبية أمام أكبر اختبار لها منذ عقود، علماً أن الرئيس بايدن يرى أيضاً أن الاتفاق الأمني الثلاثي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان يشكل رادعاً ضد كلٍّ من الصين وروسيا.
ويرجح أن تكون الأيام المقبلة متوترة لكل من سيول وواشنطن، رغم أن مسؤولي إدارة بايدن عبروا عن بعض التفاؤل بأن الاتفاق الثلاثي سيستمر. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه، أن يون يعد «إحدى ركائز استراتيجيتنا للمشاركة الإقليمية» لكنَّ مستقبله السياسي بات موضع شك بعد الخطوات المفاجئة التي اتخذها.
وتعليقاً على التطورات الأخيرة، أفاد مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض عبر بيان مقتضب، بأن «الإدارة على اتصال بحكومة جمهورية كوريا وتراقب الوضع عن كثب فيما نعمل على معرفة المزيد»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لم تعلم مسبقاً بهذا الإعلان». وأضاف: «نحن قلقون للغاية بشأن التطورات التي نراها على الأرض في جمهورية كوريا».
وسيتعين على بايدن، الذي اطلع على مجريات الأحداث خلال جولته في أنغولا، أن يتخذ خيارات صعبة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة، بعد سنوات من تنمية العلاقات مع يون، علماً بأنه بنى سياسته الخارجية على أساس الديمقراطية في مقابل الاستبداد.
وتعليقاً على إلغاء حال الطوارئ، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، إنه يرحب بذلك، مؤكداً دعم بلاده للشعب الكوري والتحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «على أساس المبادئ المشتركة للديمقراطية وسيادة القانون».
وفي حدث دبلوماسي أميركي - ياباني في واشنطن، عبَّر نائب وزير الخارجية كيرت كامبل، عن «القلق الشديد» من «التطورات الأخيرة» في كوريا الجنوبية. لكنه قال إن «تحالفنا مع جمهورية كوريا قوي، ونحن نقف إلى جانب كوريا في وقت عدم اليقين». وأضاف أن «لدينا كل الأمل والتوقعات أن تُحل أي نزاعات سياسية سلمياً ووفقاً لسيادة القانون».
لكنَّ المحللين توقعوا أسابيع من الصراع السياسي، بما في ذلك إجراءات عزل الرئيس يون. وقال الخبير في الشؤون الكورية في مركز الشرق والغرب في هاواي جان لي، لصحيفة «نيويورك تايمز»: «كانت مقامرة قام بها (يون) لمحاولة فرض السيطرة السياسية في وقت يشعر فيه بالإحباط بسبب عجزه عن تنفيذ رؤيته للبلاد». وأضاف: «لكن في نهاية المطاف، يقدِّر الرئيس يون تحالف كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، ومكانتها في العالم كاقتصاد عالمي رائد وسمعتها كديمقراطية نابضة بالحياة في آسيا».
وقال مسؤول أميركي إن «الكثير يحدث على المستويات الأدنى في كل المجالات، على أساس يومي تقريباً». وأضاف: «نعتقد أن هذا سيستمر لأنه من مصلحتنا المشتركة أن نفعل ذلك». لكن سيتعيّن على بايدن «الموازنة بين مدى جودة يون بالنسبة لأسهم التحالف الأميركي والأسهم الاستراتيجية في المنطقة مقابل ما إذا كانوا يعتقدون أن هذا الرجل يمكنه البقاء»، وفقاً لما قاله الأستاذ لدى جامعة جورج تاون والمساعد السابق لشرق آسيا السابق في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش، فيكتور تشا.
وشاعت تكهنات في واشنطن بأن يون ربما اختار هذه اللحظة لأن الحكومة الأميركية في مرحلة انتقالية من إدارة بايدن إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
ولم يعلق الرئيس المنتخب فوراً على التطورات، ومن غير الواضح كيف قد ينظر إلى خطوة يون، الذي كان عازماً على التودد إلى ترمب، رغم أن الأخير اشتكى مراراً لأن سيول لا تدفع لواشنطن مليارات الدولارات مقابل وجود القوات الأميركية. حتى إن مكتب يون كشف عن أنه كان يتدرب على لعبة الغولف بعدما ابتعد عنها لفترة طويلة لكي يتمكن من اللعب مع ترمب.
وعبَّرت المسؤولة الاستخبارية السابقة في كلٍّ من الإدارات الديمقراطية والجمهورية، بيث سانر، عن قلقها من أن كوريا الشمالية يمكن أن تسعى إلى الاستفادة من الفوضى في الجنوب. وقالت إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «قد يجعل هذا الوقت معضلة حقيقية» للرئيس المنتخب ترمب.