واشنطن ترحب بموافقة طوكيو تزويدها بأنظمة «باتريوت»

اليابان خففت قواعد تصدير الأسلحة الفتاكة لدعم تجديد مخزون الأسلحة الأميركي

جندي يتفقد نظام باتريوت أميركي قرب وارسو في مارس 2015 (رويترز)
جندي يتفقد نظام باتريوت أميركي قرب وارسو في مارس 2015 (رويترز)
TT

واشنطن ترحب بموافقة طوكيو تزويدها بأنظمة «باتريوت»

جندي يتفقد نظام باتريوت أميركي قرب وارسو في مارس 2015 (رويترز)
جندي يتفقد نظام باتريوت أميركي قرب وارسو في مارس 2015 (رويترز)

خففت اليابان، الجمعة، اللوائح المنظمة لتصدير الأسلحة للمرة الأولى منذ نحو عقد، مما يمهّد الطريق لبيع أنظمة اعتراض صواريخ لحليفتها الأميركية. وتفرض اليابان ضوابط صارمة على صادراتها من الأسلحة بموجب دستورها السلمي، الذي ينصّ على أن تقتصر قدرتها العسكرية على التدابير الدفاعية.

ورحّبت واشنطن، في بيان صادر عن البيت الأبيض، بقرار طوكيو نقل أنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» إليها، وهي من تصميم أميركي، وذلك من أجل «تجديد مخزون» الولايات المتحدة، الذي استنزفته المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان، إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن «ممتن للغاية» لرئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عادّاً أنّ هذا القرار «يسهم في أمن اليابان... من خلال ضمان احتفاظ الجيش الأميركي بقدرات موثوقة على الردع والرد»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

تعزيز السلم الدولي

قالت الحكومة اليابانية في بيان، إن «النقل المناسب للمعدات الدفاعية إلى الخارج سيسهم (...) في السلام والأمن الدوليين، وسيعزز أيضاً التعاون مع الحلفاء والولايات المتحدة في المجالات الأمنية». وتسمح اللوائح الجديدة لليابان بأن تكون «قادرة على تصدير الأسلحة التي تم إنتاجها محلياً بموجب ترخيص من دولة أجنبية» إلى الدولة المعنية، كما قال مسؤول في الأمن القومي داخل الحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية شرط عدم كشف هويته. وتنتج اليابان مثلاً نظام الدفاع الصاروخي باتريوت أرض - جو المتقدم (باك - 3) (Patriot Advanced Capability-3) بترخيص من مجموعة الدفاع الأميركية «لوكهيد مارتن» التي طورته. وقال المسؤول: «نظرياً، ستسمح اللوائح الجديدة بتصدير (باك - 3) إلى الولايات المتحدة».

طلب أميركي

وذكرت وسائل إعلام محلية أن ذلك سيشكل أول صادرات يابانية من الأسلحة الفتاكة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ونقلت وكالة الأنباء «كيودو» عن مسؤول كبير في الحزب الحاكم قوله لصحافيين هذا الأسبوع، إن خطة التصدير جاءت بطلب من واشنطن. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت خلال الأسبوع الحالي، أن الرئيس بايدن أثار هذه القضية مع رئيس الوزراء كيشيدا، لا سيما بكامب ديفيد في أغسطس (آب) الماضي، وخلال قمة اقتصادية عقدت في سان فرنسيسكو الشهر الماضي.

وقالت الصحيفة إن واشنطن تتجه بشكل متزايد إلى حلفائها لتوفير أسلحة متطورة، مع عدم كفاية الدفاعات الجوية في أوكرانيا. وتعهدت كوريا الجنوبية بتقديم مئات الآلاف من ذخائر المدفعية إلى أوكرانيا العام الماضي. وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي خففت في 2014 حظر تصدير الأسلحة، الذي فرضته اليابان منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

أوروبا الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

رفض الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة حاملة الطائرات الرائدة للبحرية البريطانية بسبب عدد الخطوات خلال زيارته إلى المملكة المتحدة عام 2021.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يرد على أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (أرشيفية- إ.ب.أ)

بايدن يشكِّك في «سلمية» انتخابات الرئاسة الأميركية

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه غير واثق من أن الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل ستكون سلمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري ترمب وهاريس في المناظرة الرئاسية ببنسلفانيا في 10 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل يؤثر التصعيد في المنطقة على خيار الناخب الأميركي؟

الانتقاد الأبرزالموجّه للمرشحة الديمقراطية هاريس يرتبط بتداعيات خبرتها المحدودة في السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن: على إسرائيل البحث عن بدائل لاستهداف منشآت نفطية إيرانية

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الجمعة)، إن إسرائيل لم تحسم أمرها بعد بشأن الرد على الضربة الإيرانية التي استهدفتها، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك (أ.ف.ب)

«لو موند»: دور أميركا في الشرق الأوسط تحول إلى «متفرج»

تحول انتباه العالم الآن من غزة إلى لبنان، حيث تستمر إسرائيل بضرب بيروت، وتواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات في جنوب لبنان ضد «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (باريس)

أفغانستان تؤكد أنها اعتقلت المسؤولين عن اعتداءات تبناها تنظيم «داعش»

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان تؤكد أنها اعتقلت المسؤولين عن اعتداءات تبناها تنظيم «داعش»

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، الاثنين، أنه تم اعتقال «الأعضاء الرئيسيين» المسؤولين عن الهجمات التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها في أفغانستان.

وأعلن ذبيح الله مجاهد على منصة «إكس» أن «القوات الخاصة للإمارة اعتقلت أعضاء رئيسيين في جماعة متمردة مسؤولة عن الهجوم على موظفي المديرية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ المراسيم في الثاني من سبتمبر (أيلول)».

وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن العملية الانتحارية على المديرية التي أدت إلى مقتل ستة أشخاص، بحسب مصادر رسمية.

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

وتابع المتحدث أن هؤلاء الأشخاص الذين اعتقلوا في كابل وفي مقاطعتي فارياب (غرب) ونانغارهار (شرق) «كانوا متورطين في هجمات أخرى في العاصمة وضد سياح أجانب في باميان» (وسط) في مايو (أيار).

وأدى هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش» إلى مقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة سياح إسبان.

وأكد المتحدث أن الانتحاري المسؤول عن الهجوم على المديرية في سبتمبر «دخل أفغانستان من معسكر تدريب تابع لـ(تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان)» ببلوشستان)، الإقليم الباكستاني الحدودي؛ في إشارة إلى الفرع الإقليمي للتنظيم المتطرف.

وتتبادل كابل وإسلام آباد الاتهامات بعدم التحرك ضد المقاتلين الموجودين على أراضيهما الذين ينفذون هجمات في كلا البلدين.

«داعش ولاية خراسان»

وأوضح المتحدث أن «قادة وأعضاء العمليات في تنظيم (داعش ولاية خراسان) بدعم أجهزة استخبارات أجنبية، استقروا في بلوشستان وخيبر بختونخوا» شمال غربي باكستان.

وتابع: «يواصلون تنسيق الهجمات في أفغانستان ودول أخرى». ورداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» لم يصدر تعليق عن إسلام آباد على الفور.

أفراد أمن مسلحون من «طالبان» يركبون دراجات نارية على طول طريق في خوست في 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

واتهمت باكستان والصين وإيران وروسيا في بيان مشترك نشر الجمعة «الجماعات الإرهابية في أفغانستان» مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة» أو «حركة طالبان» الباكستانية بأنها تمثل «تهديداً خطيراً».

وأضاف مجاهد أن طاجيكياً «كان يخطط لهجوم انتحاري» اعتقل أثناء عملية القوات الخاصة الأفغانية.

وفي مارس (آذار) شهدت موسكو أعنف هجوم نفذه تنظيم «داعش ولاية خراسان»، حيث قُتل 145 شخصاً في قاعة للحفلات الموسيقية على يد أربعة مسلحين جميعهم من طاجيكستان.

في أغسطس (آب) أكد مجاهد أن كابل «سحقت تنظيم (داعش)، وهو تأكيد يكرره قادة (طالبان) بانتظام». وأكد أنه «لم تعد هناك أي جماعة من هذا النوع تشكل تهديداً لأي شخص في أفغانستان».

رغم استتباب الأمن عموماً منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، فإن أفغانستان لا تزال تشهد من حين لآخر هجمات لتنظيم «داعش» أو لتنظيم «داعش ولاية خراسان».

بعد وقت قصير من إعلان تنظيم «داعش» ما يسمى بـ«الخلافة» في العراق وسوريا عام 2014، أعلن أعضاء سابقون في «حركة طالبان باكستان» ولاءهم لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وانضم إليهم لاحقاً أفغان محبطون ومنشقون من «طالبان».

وفي أوائل عام 2015، اعترف تنظيم «داعش» بتأسيس «ولاية» في «خراسان»، وهو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.

ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة «طالبان» خلال إحاطة في كابل أفغانستان 3 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

وأسس التنظيم عام 2015 بمنطقة أشين الجبلية في مقاطعة ننجارهار شرق أفغانستان، وهي الوحيدة التي تمكنت من إقامة وجود ثابت وكذلك في منطقة كونار المجاورة.

وفي كل المناطق الأخرى اشتبك التنظيم مع «طالبان» رغم أنه تمكن من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى بأفغانستان، خصوصاً في العاصمة، وباكستان المجاورة، وفقاً للأمم المتحدة.

وتفيد أحدث التقديرات بأن أعداد مقاتلي التنظيم تتراوح بين 500 وبضعة آلاف، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر، في يوليو الماضي.