تركيا: الـ«إف- 16» من أميركا مقابل انضمام السويد لـ«الناتو»

أكدت أنها غير مستعجلة للمصادقة على عضوية البلد الاسكندينافي في الحلف

إردوغان ورئيس وزراء السويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان ورئيس وزراء السويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تركيا: الـ«إف- 16» من أميركا مقابل انضمام السويد لـ«الناتو»

إردوغان ورئيس وزراء السويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان ورئيس وزراء السويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)

أكدت تركيا عدم معارضتها توسيع «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، لكنها أعطت مؤشراً على عدم استعجالها في المصادقة على بروتوكول انضمام السويد، وربطتها بموافقة الولايات المتحدة على طلبها التزود بمقاتلات «إف- 16».

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، فؤاد أوكطاي، في مقابلة صحافية نُشرت (الثلاثاء): «تركيا ليست في عجلة من أمرها للموافقة على انضمام السويد إلى الحلف، قد لا تناقش بروتوكول الانضمام حتى بداية عام 2024... لدينا أولوياتنا الخاصة».

وأرجأت اللجنة في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مناقشة بروتوكول انضمام السويد الذي أحاله إليها الرئيس رجب طيب إردوغان في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد جلسة استغرقت ساعات عدة، من دون تحديد موعد جديد للمناقشة التي تسبق عرض الطلب للتصويت في جلسة عامة للبرلمان، المنشغل حالياً بمناقشة مشروع الموازنة العامة للبلاد لعام 2024.

«الناتو» و«إف- 16»

وربط أوكطاي، الذي كان نائباً للرئيس التركي حتى مايو (أيار) الماضي، بين موافقة الولايات المتحدة على بيع مقاتلات «إف- 16» لتركيا والموافقة على طلب انضمام الدولة الاسكندنافية لـ«الناتو»، في عكس لموقف الكونغرس الأميركي، الذي اشترط موافقة تركيا على طلب السويد حتى يوافق على منحها المقاتلات التي طلبتها منذ أكتوبر عام 2021.

مقاتلة «إف- 16» (أ.ف.ب)

وقال أوكطاي: «ينبغي على الولايات المتحدة أن تكف عن جعل القضية شرطاً مسبقاً لبيع مقاتلات (إف- 16)»، واقترح أن تمضي العمليتان قدماً بشكل متزامن: «هناك قضايا تربطها بعض دول (الناتو) بقضية السويد، على سبيل المثال، قضية مقاتلات (إف- 16)، إذا كان هذا هو الوضع، دعونا نتحرك في القضيتين بشكل متزامن».

وطالب أوكطاي السويد بأن تقدم أولاً خريطة طريق بشأن الكيفية التي تعتزم بها مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا، مضيفاً أنه يعتزم لقاء السفير السويدي في أنقرة لبحث الخطوات التي اتخذتها بلاده أخيراً في هذا الصدد.

وجاءت تصريحات أوكطاي بعدما ذكر وزير خارجية السويد، توبياس بيلستروم، أنه تلقى من نظيره التركي هاكان فيدان، خلال لقائهما على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول «الناتو» في بروكسل في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ما يفيد بأن تركيا ستصادق على انضمام بلاده إلى «الناتو» في غضون أسابيع، قبل انتهاء العام الحالي، لكن لم يصدر عن فيدان أو عن وزارة الخارجية التركية أي تأكيد أو نفي لتصريحات الوزير السويدي.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجتمعاً مع نظيره التركي هاكان فيدان في بروكسل (أرشيفية - أ.ب)

وقال الرئيس رجب طيب إردوغان، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة تربط منح تركيا مقاتلات «إف- 16» بمصادقتها على انضمام السويد، مضيفاً: «سأكرر ما قلته لأميركا من قبل: إن كان لديكم كونغرس يربط حصولنا على مقاتلات (إف- 16) بقضية السويد، فلدينا برلمان بيده المصادقة على طلب انضمامها إلى (الناتو)».

وذكرت صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، الثلاثاء، أن أنقرة تميل إلى دعم انضمام السويد لـ«الناتو»، إذا أوفت واشنطن بوعدها بالموافقة على بيع مقاتلات «إف- 16».

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمها، إن «المشكلة ليست في عضوية السويد، بل في انعدام الثقة من جانب الولايات المتحدة، وإذا تم ترسيخ هذه الثقة، فسيتم تمهيد طريق السويد».

وأكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده هي الدولة التي تدعم بشدة سياسة الباب المفتوح في «الناتو»، وأن الجميع يعرف ذلك، وقال في مقابلة تلفزيونية ليل الاثنين - الثلاثاء: «لسنا بحاجة إلى شرح ذلك لأي شخص. لقد رأينا مثالاً على ذلك مع فنلندا... يحاول أصدقاؤنا السويديون أيضاً بذل قصارى جهدهم. ونحن ندرك ذلك أيضاً، لكنهم لم يتمكنوا بعد من الوفاء بوعودهم بشأن مكافحة التنظيمات الإرهابية. نتوقع هذا أيضاً».

وتقدمت فنلندا والسويد بطلبي انضمامهما لـ«الناتو»» في مايو (أيار) 2022 بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) من العام ذاته. وصادقت تركيا على طلب انضمام فنلندا في 31 مارس (آذار) الماضي، لكنها تعلق، حتى الآن، ومعها المجر، طلب السويد بسبب «عدم وفاء السويد بتعهداتها بوقف نشاط أعضاء التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على تركيا على أراضيها».

وعن العملية الجارية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بطائرات «إف- 16»، قال غولر: «لا يبدو أن هناك أي مشكلة في الوقت الحالي، لذلك نعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام. وآمل أن ننجح في ذلك في النهاية».


مقالات ذات صلة

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

أوروبا الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) «الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» لدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

استعرضت «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقتل 4 أشخاص بعد اندلاع اشتباكات إثر مسح لمسجد في شمال الهند

أفراد من الشرطة الهندية (أرشيفية - إ.ب.أ)
أفراد من الشرطة الهندية (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

مقتل 4 أشخاص بعد اندلاع اشتباكات إثر مسح لمسجد في شمال الهند

أفراد من الشرطة الهندية (أرشيفية - إ.ب.أ)
أفراد من الشرطة الهندية (أرشيفية - إ.ب.أ)

قال مسؤولون إن السلطات أغلقت المدارس، وعلقت خدمات الإنترنت في مدينة بشمال الهند، الاثنين، بعد يوم من مقتل 4 أشخاص في اشتباكات اندلعت عقب دراسة رسمية فيما إذا كان مسجداً يرجع إلى القرن السادس عشر قد شُيد على معبد هندوسي.

وأضاف المسؤولون أن نحو ألف متظاهر مسلم احتشدوا خارج جامع شاهي في ولاية أوتار براديش بشمال البلاد، الأحد، لاعتراض عمل فريق يجري مسحاً بأمر قضائي بعد التماس من محامي هندوسي يزعم أن المسجد قد شُيد على موقع معبد هندوسي.

وأوضح مسؤول محلي يدعى أونجانيا كومار سينغ: «كل المدارس والجامعات أغلقت ومنعت التجمعات العامة» في سامبهال.

وأضاف أن السلطات منعت الدخلاء والمنظمات الاجتماعية وممثلي الجمهور العام من دخول المدينة دون تصريح رسمي حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تدافعت الحكومة لاحتواء الاضطرابات.

وقالت الشرطة إن ما بدأ على أنه مواجهة تطورت إلى اشتباكات عندما ألقى المتظاهرون الحجارة على الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع.

ورغم الاضطرابات، جرى المسح مثلما هو مخطط.

وزعمت مجموعات النشطاء الهندوس المرتبطة على الأغلب بالحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أن كثيراً من المساجد في الهند شُيدت على معابد هندوسية قبل قرون ماضية، خلال إمبراطورية المغول المسلمة.