الحرب في غزة تهيمن على أجندة «مجموعة السبع»

TT

الحرب في غزة تهيمن على أجندة «مجموعة السبع»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في طوكيو (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في طوكيو (إ.ب.أ)

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الثلاثاء)، «مجموعة السبع» للتحدث بـ«صوت واضح» فيما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك لدى بدئه محادثات في اليابان مع نظرائه في هذا التكتل.

وقال، في مستهل اجتماعات ستستمر يومين في طوكيو: «هذه لحظة مهمة جداً... أن تقف مجموعة السبع معاً في مواجهة هذه الأزمة، والتحدث كما تعودنا بصوت واحد، وواضح».

ويقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة بشكل مكثف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عقب شن حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل قُتل فيه 1400 شخص في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين وفق السلطات الإسرائيلية.

وبحسب حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة لحركة «حماس»، تجاوزت حصيلة القتلى في القطاع 10 آلاف شخص، بينهم أكثر من 4000 طفل.

ورفضت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، الدعوة لوقف لإطلاق النار، مشددة على أن لإسرائيل الحق في الرد، علماً بأن واشنطن دعت لتوقف «مؤقت» في القتال.

ووصل بلينكن إلى طوكيو عقب جولته السريعة الأخيرة في الشرق الأوسط. ويتوقع أن «يُطلع نظراءه على نتائج جولته... وعلى التقدم المحرز في إيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في غزة، وجهود احتواء الحرب»، على ما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية.

ويوم الاثنين، قال بلينكن، في تركيا، إن واشنطن تعمل «بصورة نشطة جداً» لإيصال مزيد من المساعدات للمدنيين العالقين في القطاع.

وأكد الوزير الأميركي للصحافيين: «أحرزنا تقدماً كبيراً في الأيام الأخيرة من أجل زيادة» المساعدة التي تصل لسكان غزة، مشيراً إلى أن «توقفاً (في المعارك) قد يسهم في ذلك أيضاً».

وناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (الاثنين) إمكان تطبيق «هدنات تكتيكية»، على ما قال البيت الأبيض. لكن لم يُعلن عن أي اتفاقات، ولم يناقش الزعيمان احتمال وقف لإطلاق النار.

وقال نتنياهو (الاثنين) إن الحرب ستتواصل حتى تتولى إسرائيل «المسؤولية الأمنية الشاملة» في غزة.

وفرنسا هي العضو الوحيد في «مجموعة السبع»، التي أيدت قراراً صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، دعا إلى «هدنة إنسانية» فوراً.

وصوّتت الولايات المتحدة بالرفض، في حين امتنعت اليابان وبريطانيا وألمانيا وكندا عن التصويت.

وقالت فرنسا، في بيان أعلنت فيه مشاركة وزيرة الخارجية كاترين كولونا في اجتماع طوكيو، إن الاجتماعات ستناقش «ضرورة الاستجابة لاحتياجات المدنيين في غزة واحترام القانون الإنساني الدولي».

وأضاف البيان أن كولونا «ستكرر إدانتنا للأعمال الإرهابية لـ(حماس)، وضرورة إطلاق سراح الرهائن».

وقالت نظيرتها اليابانية يوكو كاميكاوا، في مستهل عشاء عمل خُصّص لمناقشة الوضع في غزة، إنها تريد «نقاشات صريحة وعميقة».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصافح نظيرته اليابانية يوكو كاميكاوا خلال اجتماع ثنائي في طوكيو (إ.ب.أ)

حرب أوكرانيا

وستكون الحرب في أوكرانيا من الموضوعات الأخرى الرئيسية على جدول الأعمال، ومن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في اتصال بالفيديو.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عقب وصولها إلى طوكيو، إن «مجموعة السبع» ستناقش «حماية من الشتاء» لأوكرانيا.

وأضافت: «من الواضح، خصوصاً في هذه اللحظة أن بعض (الأطراف) تراقب من كثب كيف سنواصل الدعم لأوكرانيا».

غير أن محللين يقولون إن «مجموعة السبع» قد تخفف لهجتها فيما يتعلق بالصين، مع ظهور مؤشرات أولية على احتمال تراجع التوترات بين بكين والغرب.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في طوكيو (إ.ب.أ)

ومن بين تلك المؤشرات، محادثات مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين قبيل مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب28)، واجتماع مقرر للرئيس الصيني شي جينبينغ مع نظيره الأميركي في سان فرنسيسكو.

ومن الموضوعات الأخرى على جدول البحث في اجتماعات دول «مجموعة السبع»، تعزيز العلاقات مع دول استراتيجية وغنية بالموارد في وسط آسيا، إذ من المتوقع أن يشارك وزراء خارجية من المنطقة في المباحثات في اتصالات بالفيديو.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي: ما تتعرض له غزة من إبادة يعد أكبر اختبار للنظام الدولي

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر القاهرة الوزاري للمساعدات الإنسانية لغزة المنعقد في مصر (واس) play-circle 00:19

وزير الخارجية السعودي: ما تتعرض له غزة من إبادة يعد أكبر اختبار للنظام الدولي

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على أن ما تتعرض له غزة من إبادة وحشية يعد أكبر اختبار للنظام الدولي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية العراق الدكتور فؤاد حسين (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه العراقي واللبناني المستجدات الإقليمية

التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الاثنين، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية العراق الدكتور فؤاد حسين ووزير خارجية لبنان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون سيارة مدمرة في شارع صلاح الدين عقب غارة إسرائيلية في خان يونس (إ.ب.أ)

مقتل 32 فلسطينياً في هجمات للجيش الإسرائيلي في غزة

أفادت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية، السبت، بسقوط 7 قتلى في قصف إسرائيلي لتجمع للمواطنين لتسلم المساعدات بجنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)

وزراء خارجية «الأوروبي» يناقشون خطة وقف المباحثات السياسية مع إسرائيل

من المقرر أن يقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

رئيس كوريا الجنوبية يتراجع: سأرفع الأحكام العرفية

محتجون يحاولون دخول مبنى البرلمان في العاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)
محتجون يحاولون دخول مبنى البرلمان في العاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتراجع: سأرفع الأحكام العرفية

محتجون يحاولون دخول مبنى البرلمان في العاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)
محتجون يحاولون دخول مبنى البرلمان في العاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)

أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، أنه سيتحرك لرفع الأحكام العرفية التي أعلنها قبل ساعات قليلة وسحب القوات العسكرية من الشوارع، بعد تصويت البرلمان ضد الإجراء وتصاعد الاحتجاجات الشعبية.

وقال في خطاب عبر التلفزيون: «قبل قليل، كان هناك طلب من الجمعية الوطنية برفع حالة الطوارئ، قمنا بسحب الجيش الذي نشر لتطبيق عمليات الأحكام العرفية. سنقبل طلب الجمعية الوطنية ونرفع الأحكام العرفية».

وكان يون سوك يول قد فرض الأحكام العرفية الطارئة وحظر جميع الأنشطة السياسية وإغلاق البرلمان، متهما المعارضة في البلاد بالتحكم في البرلمان، والتعاطف مع كوريا الشمالية، وتعطيل أعمال الحكومة من خلال الأنشطة المناهضة للدولة.

وأعلن يون قراره عبر التلفزيون، مؤكدا عزمه على «القضاء على القوى المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري».

إلا أن البرلمان رفض القرار عبر المسارعة إلى التصويت على قانون يوقف الأحكام العرفية، في جلسة طارئة بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300.

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يعلن فرض الأحكام العرفية (رويترز)

ردّ المعارضة

وندد زعيم المعارضة لي جاي-ميونغ بفرض الأحكام العرفية، مؤكداً أن الخطوة «غير قانونية»، وداعياً المواطنين الى التجمع في البرلمان احتجاجا.

وقال لي إن «قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية هو باطل»، مضيفا في خطاب تمّ بثه عبر الانترنت بشكل مباشر «رجاء، توجهوا الآن الى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب الى هناك أيضاً».

ويواجه يون، الذي تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة، صعوبة في دفع أجندته أمام البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة منذ توليه منصبه في عام 2022.

ووصل حزب سلطة الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه يون إلى طريق مسدود مع الحزب الديمقراطي المعارض بشأن مشروع قانون الميزانية للسنة المقبلة.

كما رفض يون الدعوات لإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح التي تشمل زوجته ومسؤولين كباراً، ما أدى إلى انتقادات حادة من خصومه السياسيين، وفق ما أوردته وكالة«أسوشيتد برس».

اضطراب اقتصادي

وفي سياق التداعيات، انخفضت قيمة الأصول المالية الكورية الجنوبية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء.وتراجع مؤشر «آي شيرز إم.إس.سي.آي» بنسبة 5.1 % في التعاملات الأميركية، وهو أكبر تراجع يومي له منذ 5 أغسطس (آب) الماضي.كما تراجع الوون الكوري الجنوبي أمام الدولار إلى أقل مستوياته منذ أكثر من عامين.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن سهم شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونغ إلكترونيكس المسجل في بورصة لندن للأوراق المالية تراجع 5 % اليوم.

قوة من الشرطة تحرس مدخل البرلمان في سيول (أ.ف.ب)

ردود فعل

وفي إطار ردود الفعل، أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن تتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية «عن كثب». وقال إن الإدارة «على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع عن كثب».

كما قال نائب وزير الخارجية كورت كامبل «نحن نتابع عن قرب التطورات الراهنة في جمهورية كوريا بقلق عميق»، مضيفا «لدينا كل أمل ونتوقع أن أي خلافات سياسية سيتم حلّها سلميا وبما يتلاءم مع سيادة القانون»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل السلطات في كوريا الجنوبية الى التزام تصويت البرلمان لصالح رفع الأحكام العرفية التي فرضها الرئيس. وقال «بالطبع ما نأمله ونتوقعه هو أن يتم التزام القوانين والقواعد المرعية في بلد ما. هذا يشمل تصويت الجمعية الوطنية» في كوريا الجنوبية.

وتعد سيول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.

من جهتها، دعت الصين مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي «الحذر» بعد فرض الاحكام العرفية. وجاء في بيان للسفارة الصينية في سيول إنها «تنصح المواطنين الصينيين في كوريا الجنوبية بالتزام الهدوء وتعزيز يقظتهم في مجال السلامة والحد من التحركات غير الضرورية وتوخي الحذر عند التعبير عن آرائهم السياسية».

محتجون خارج مبنى البرلمان في سيول (رويترز)

وأكدت الرئاسة الروسية أنها تتابع عن كثب الوضع «المقلق». وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «الوضع مقلق. نحن نتابعه عن كثب»، وفق ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء.

وأثارت الأوضاع في كوريا الجنوبية قلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك «نحن نتابع الوضع عن كثب وبقلق»، لافتاً إلى أن «الوضع يتطور بشكل سريع».

من جهتها، أعلنت السفارة الألمانية في سيول أنه لا يوجد في الوقت الحالي خطر مباشر على الأجانب. وجاء في بيان للسفارة موجه إلى الألمان المقيمين في كوريا الجنوبية: «وفقا للوضع الحالي، لا يمكن حتى الآن تحديد القيود التي قد ترتبط بهذا القرار بالنسبة للمواطنين الأجانب في جمهورية كوريا. وحسب تقديراتنا، لا يوجد خطر مباشر على السلامة الشخصية للمواطنين الأجانب أو ممتلكاتهم».

ومع ذلك، أوصت السفارة رعاياها بالابتعاد عن الأماكن الحساسة مثل المباني الحكومية، أو محيط البرللمان، أو أماكن التظاهر.