الصين تتهم بريطانيا بحماية «فارين»

بعد رصد هونغ كونغ مكافآت مالية لمعلومات عن ناشطين

مسؤول في شرطة هونغ كونغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي لإصدار أوامر اعتقال بحق ثمانية نشطاء (رويترز)
مسؤول في شرطة هونغ كونغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي لإصدار أوامر اعتقال بحق ثمانية نشطاء (رويترز)
TT

الصين تتهم بريطانيا بحماية «فارين»

مسؤول في شرطة هونغ كونغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي لإصدار أوامر اعتقال بحق ثمانية نشطاء (رويترز)
مسؤول في شرطة هونغ كونغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي لإصدار أوامر اعتقال بحق ثمانية نشطاء (رويترز)

اتهمت الصين بريطانيا بتقديم الحماية لـ«فارين» من وجه العدالة في أعقاب تنديد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بقرار هونغ كونغ رصد مكافآت مالية مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال نشطاء بارزين من أجل الديمقراطية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم سفارة بكين لدى بريطانيا في بيان صدر في وقت متأخر أمس (الاثنين) إن «السياسيين البريطانيين قدموا علانية الحماية للفارين».

أضاف أن هذا «تدخل سافر في حكم القانون في هونغ كونغ وشؤون الصين الداخلية»، متابعا أن «الصين تعرب عن امتعاضها الشديد وهي تعارض ذلك بقوة».

وعرضت شرطة هونغ كونغ أمس مكافأة مالية قدرها مليون دولار هونغ كونغي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال ثمانية نشطاء ديمقراطيين بارزين مقيمين في الخارج ومطلوبين على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم أمن قومي.

وفرّ النشطاء الثمانية بعد أن فرضت بكين قانوناً شاملاً للأمن القومي في هونغ كونغ منتصف عام 2020 لقمع المعارضة في أعقاب احتجاجات حاشدة تخلّلها عنف عام 2019.

وردّاً على الاتهامات ضد النشطاء الذين يعيش بعضهم في بريطانيا، حذّر كليفرلي بكين قائلاً «لن نتسامح مع أي محاولات من جانب الصين لترهيب وإسكات أفراد في المملكة المتحدة وخارجها».

لكن بكين ردت عبر سفارتها لدى بريطانيا أمس حيث دعت «السياسيين البريطانيين المعنيين إلى التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين وشؤون هونغ كونغ، والتوقف عن استخدام هؤلاء المخربين من هونغ كونغ لتقويض سيادة الصين وأمنها».


مقالات ذات صلة

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

آسيا زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

تُقدم السلطات الصينية منحاً للمقبلين على الزواج لتشجيعهم على عقد قرانهم بسبب الأزمة الديموغرافية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (لوليانغ (الصين))
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يجتمع مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في ميونيخ (أ.ب) play-circle

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

أكد مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي، السبت، «أهمية التنسيق الوثيق لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار، خصوصاً عدم امتثالها المتزايد للاتفاق النووي».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
العالم أعلام الصين والولايات المتحدة في شارع بنسلفانيا بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

الصين: على أميركا المبادرة إلى خفض نفقاتها العسكرية

أكّدت الصين أنّه يتعيّن على أميركا أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي نية إجراء محادثات مع موسكو وبكين لخفض الإنفاق العسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا شعار روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» يظهر إلى جانب شعار شركة «بايدو» (رويترز)

«بايدو» ستتيح خدمة الذكاء الاصطناعي «إيرني» مجاناً

أعلنت شركة «بايدو» الصينية الرائدة في مجال محركات البحث إنها ستتيح روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» بالمجان.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا شعار روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» يظهر إلى جانب شعار شركة «بايدو» (رويترز)

«بايدو» ستتيح خدمة الذكاء الاصطناعي «إيرني» مجاناً

أعلنت شركة «بايدو» الصينية الرائدة في مجال محركات البحث إنها ستتيح روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» بالمجان.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)
زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)
زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)

وقف شاب صيني مع حبيبته في مقر بلدية مدينة لوليانغ الذي حضرا إليه لتسجيل زواجهما، حاملَين بفخر حزمة من الأوراق النقدية التي تلقياها من السلطات لتشجيعهما على عقد قرانهما... فمدينة لوليانغ بمقاطعة شانشي بشمال الصين واحدة من مناطق عدة في البلاد بادرت، بسبب الأزمة الديموغرافية، إلى توفير حوافز للزواج أو إنجاب الأطفال.

وتندرج المنحة المالية البالغة 1500 يوان (220 دولاراً) التي تلقاها الزوجان ضمن جهود الحكومة لتعزيز معدل المواليد، إذ شهد عام 2024 انخفاض عدد سكان الصين للسنة الثالثة توالياً.

ومع أن هذا المبلغ يُعَدّ متواضعاً في الصين، يمثّل في لوليانغ نحو نصف متوسط الراتب.

المنحة المالية البالغة 1500 يوان (220 دولاراً) للمقبلين على الزواج (أ.ف.ب)

وقال العريس تشانغ غانغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن هذه السياسة تتسم بالفاعلية» في تحفيز الزواج.

وأضاف: «عندما أخبرتُ أصدقائي عن هذا الإجراء، رأوا جميعاً أنه ممتاز!».

وأظهرت إحصاءات رسمية الاثنين، أن الصين شهدت انخفاضاً في عدد الزيجات بنسبة تزيد على 20 في المائة عام 2024.

وأصبح الشباب الصينيون يترددون أكثر فأكثر في الزواج، بسبب التكلفة الاقتصادية، خصوصاً تلك المترتبة على تربية الأطفال، وأيضاً بسبب سوق العمل التي أصبحت أكثر صعوبة وتؤخر استقرار الأزواج.

وعندما تم الإعلان عن مكافأة لوليانغ العام الماضي، رأى كثير من مستخدمي الإنترنت أن المساعدة متواضعة جداً مقارنة بتكلفة المعيشة.

عداد الأوراق النقدية

وتُعدُّ هذه الجائزة المخصصة للنساء تحت سن 35 عاماً، جزءاً من سلسلة من التدابير التي اتخذتها سلطات المدينة، إذ تقدم كذلك مساعدات اجتماعية فيما يتعلق بتسجيل الأطفال والشؤون الصحية.

ويُقبل كثير من الشباب على مكتب تسجيل الزواج في لوليانغ للاستفادة من المساعدة التي بدأ العمل بها في 1 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وانغ يانلونغ يتلقى أموالاً في مكتب إداري بعد زواجه في أوائل يناير في لوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)

وتجري عمليات الدفع على صوت أجهزة عدّ الأوراق النقدية من فئة 100 يوان التي تُدفع للمتحابين المقبلين على الزواج.

وفي ظل هذا التدفق، يعاني المكتب أحياناً من نقص الأموال، على ما قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وانغ يانلونغ (36 عاماً) الذي حضر لتقاضي المبلغ بعدما تزوج في مطلع يناير.

ولكن؛ هل سيكون هذا الإجراء المالي قادراً فعلاً على عكس اتجاه التراجع في معدلات الزواج؟

ليس ذلك مؤكداً في رأي الخاطبة المحترفة فينغ يوبينغ، التي تتولى تدبير لقاءات بين الرجال والنساء المتوافقين.

الخاطبة المحترفة فينغ يوبينغ (أ.ف.ب)

فمعظم زبائنها من النساء، وأقرّت في مكتبها بلوليانغ، بأنها تجد صعوبة في العثور على زوج لهنّ.

ولاحظت فينغ (48 عاماً) أن «الرجل الذي يحمل شهادة ماجستير ويعمل في مؤسسة مملوكة للدولة، وهو منصب يُحسد عليه المرء في الصين، لن يكون مهتماً بامرأة موظفة في الإدارات الحكومية، حتى لو كانت حاصلة على درجة الماجستير».

ورأت أن «نظرة بعض الرجال إلى الزواج لا تزال تشكّل مشكلة».

وغالباً ما تحصل النساء على تعليم أحسن، ويحظين بوظائف أفضل، لكنهنّ يُرفضن بسبب سنهن.

«قلة من الرجال المناسبين»

وأوضحت فينغ أن «النساء بتن يتمتعن بدخل ثابت» ويمكنهن إعالة أنفسهن. لذلك «يبدين في بعض الأحيان أقل اهتماماً بالزواج»، فضلاً عن أن «عدد الرجال المناسبين قليل».

وبما أن الزواج يُعد خطوة ضرورية لإنجاب الأطفال في الصين، فإن الانخفاض في عدد الزيجات يؤدي تلقائياً إلى انخفاض في عدد المواليد.

وأشارت فينغ إلى أن رياض أطفال في لوليانغ اضطرت إلى الإقفال بسبب نقص الأطفال.

إمرأة تجهز فستان زفافها في متجر لبيع فساتين الزفاف بلوليانغ (أ.ف.ب)

وفي مختلف أنحاء الصين، تشكل شيخوخة السكان مصدر قلق كبيراً للحكومة يدفعها إلى تقديم الحوافز.

فعلى سبيل المثال، تقدم مقاطعة شانغيو بوسط الصين مساعدات مالية لأي أسرة لديها طفل ثانٍ أو ثالث.

عائلة تعبر الطريق في شوارع لوليانغ شمال الصين (أ.ف.ب)

وفي تيانمن، بمقاطعة هوبي المجاورة، يمكن للآباء الذين لديهم 3 أبناء الحصول على مساعدات تصل إلى 165 ألف يوان (نحو 22 ألف دولار). وذكرت وسائل إعلام صينية محلية أن هذه الإجراءات أدت إلى زيادة عدد المواليد في المدينة عام 2024.

وفي لوليانغ، أكد البعض أن المكافأة عنصر ثانوي في قرار الزواج.

وقال تشانغ غانغ إن «تكاليف الزواج تبقى مرتفعة جداً بالنسبة إلى شابين، لذا فإن ذلك قد يكون عاملاً مهماً».

لكنه أضاف: «ما دام الشخصان متحابين، فمن المؤكد أنهما» سيتزوجان.