تفجير سد كاخوفكا ينذر بكارثة... فيضانات ونزوح و«إبادة بيئية»

المياه تغمر مدينة قريبة من مكان انفجار سد نوفا كاخوفكا (رويترز)
المياه تغمر مدينة قريبة من مكان انفجار سد نوفا كاخوفكا (رويترز)
TT

تفجير سد كاخوفكا ينذر بكارثة... فيضانات ونزوح و«إبادة بيئية»

المياه تغمر مدينة قريبة من مكان انفجار سد نوفا كاخوفكا (رويترز)
المياه تغمر مدينة قريبة من مكان انفجار سد نوفا كاخوفكا (رويترز)

طغى تفجير سد نوفا كاخوفكا، الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، على المشهد «الحربي» للنزاع القائم منذ أكثر من سنة بين روسيا وأوكرانيا.

واتخذت التكتيكات العسكرية المستخدمة منحى جديداً مع دخول «السدود» قائمة الأهداف وما يترتب على تدميرها من نتائج كارثية قد تهدد أمن واستقرار مناطق ومدن بأكملها.

وأثار استهداف سد نوفا كاخوفكا تخوفا كبيرا من تداعيات فيضان المياه على البنى التحتية القريبة وأبرزها محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستخدم مياهه لتبريدها، إضافة إلى غرق مساحات واسعة من المنطقة، ما أجبر السكان على الفرار. كما تسبب تفجير السد بتسرّب 150 طنا من زيت المحركات إلى نهر دنيبرو ما يهدد بأخطار بيئية جسيمة.

إنفوغراف للوضع الميداني المحيط بسد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة

وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات حول تفجير نوفا كاخوفكا. وقالت الرئاسة الأوكرانية إن روسيا مسؤولة عن «تفجير» سد كاخوفكا لتوليد الطاقة لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الأوكراني الذي تستعد له، فيما حمّل الكرملين كييف مسؤولية «العمل التخريبي المتعمد بشكل لا لبس فيه».

حالة طوارئ في كاخوفكا

تم إعلان حالة الطوارئ في أعقاب تفجير السد. وقال فلاديمير ليونتيف، عمدة مدينة نوفا كاخوفكا، والمعين من قبل موسكو، إن «المياه غمرت المدينة ومحطة الطاقة أيضا». وأفاد ليونتيف بتضرر 600 منزل في ثلاث مناطق بسبب الفيضانات الشديدة، على الجانب الذي تحتله روسيا من نهر دنيبرو.

فيضانات

وتدفق سيل من الماء عبر فجوة في سد على نهر دنيبرو الذي يفصل بين القوات الروسية والأوكرانية في جنوب أوكرانيا، اليوم، ما أدى لغرق مساحات واسعة من منطقة القتال وأجبر القرويين على الفرار.

ويمد سد نوفا كاخوفكا شبه جزيرة القرم ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية بالمياه، وتخضع كلتاهما لسيطرة روسيا، والخزان الضخم خلف السد ممتد بطول 240 كيلومترا وعرض 23 كيلومترا.

المياه تغمر مدينة قريبة من مكان انفجار سد نوفا كاخوفكا (رويترز)

وقال فلاديمير ليونتيف الحاكم الذي عينته روسيا لبلدة في المنطقة المجاورة للسد على تطبيق «تلغرام» إن منسوب المياه قد يرتفع إلى 12 مترا.

وأظهر مقطع مصور ارتفاع منسوب المياه عبر الأجزاء الباقية من السد الممتد بطول 3.2 كيلومتر وارتفاع 30 مترا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الحاكم الذي عينته روسيا في المنطقة أن نحو 22 ألف شخص يعيشون في 14 منطقة سكنية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا مهددون بالفيضانات.

وقال حاكم القرم المدعوم من روسيا سيرغي أكسيونوف إن هناك خطرا من انخفاض مياه مستويات الماء في قناة شمال القرم التي تنقل الماء العذب من نهر دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.

إجلاء السكان من منطقة خيرسون بعد انفجار سد نوفا كاخوفكا (أ.ب)

وقال مسؤول عينته روسيا في بلدة نوفا كاخوفكا إنه تم إجلاء سكان نحو 300 منزل، وفقا لما ذكرته وكالة «تاس» المملوكة للدولة. وذكر أنه على الأرجح سيكون من المستحيل إصلاح السد.

ويخلق تدمير السد أزمة إنسانية جديدة وسط منطقة الحرب ويتسبب في تحول جبهات القتال بينما تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره لطرد القوات الروسية من أراضيها. وتسيطر روسيا على السد منذ بداية الحرب على الرغم من أن القوات الأوكرانية أعادت السيطرة على الجانب الشمالي من النهر في العام الماضي.

«إبادة بيئية»

تسرّب «150 طنا من زيت المحركات» إلى نهر دنيبرو، اليوم، بعد انفجار السد على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون محذّرين من أخطار بيئية. وكتبت داريا زاريفنا المستشارة الصحافية لرئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك على «تلغرام»: «هناك أيضا خطر حدوث تسربات زيت جديدة، ما يؤثر سلبا على البيئة». وكانت الرئاسة الأوكرانية أشارت في وقت سابق، اليوم، إلى أن هذا «التسرب الإضافي» قد يصل إلى «أكثر من 300 طن». بدوره، قال أندريه يرماك على «تلغرام» إن روسيا ارتكبت «إبادة بيئية». ويثير انفجار سد نوفا كاخوفكا مخاوف من تداعيات وخيمة على الحياة البرية والنباتات في هذا الجزء الجنوبي من أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف في صورة مع أحد الجنود الأوكرانيين الذين أصيبوا في الحرب (د.ب.أ)

شولتس في كييف بعد طول غياب... واتهامات باستغلاله الزيارة لأغراض انتخابية

زار المستشار الألماني أوكرانيا بعد عامين ونصف العام من الغياب وفي وقت تستعد فيه بلاده لانتخاب عامة مبكرة، واتهمته المعارضة باستغلال الزيارة لأغراض انتخابية.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله إلى أوكرانيا (حسابه عبر منصة إكس)

شولتس في زيارة مفاجئة لأوكرانيا... ويعلن عن مساعدات عسكرية جديدة

وصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أوكرانيا، الاثنين، في زيارة لم تكن معلنة مسبقاً للتأكيد على دعم برلين لكييف في حربها ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

نزوح عشرات الآلاف ومقتل 13 في أسوأ فيضانات تشهدها تايلاند وماليزيا منذ عقود

شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
TT

نزوح عشرات الآلاف ومقتل 13 في أسوأ فيضانات تشهدها تايلاند وماليزيا منذ عقود

شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)
شرطيون ماليزيون يساعدون في إجلاء أشخاص بولاية كلنتن (إ.ب.أ)

قالت السلطات إن عدد القتلى بسبب أسوأ سيول تضرب منذ عقود جنوب تايلاند وشمال ماليزيا ارتفع إلى 13 على الأقل، اليوم السبت.

وقد أُجبر أكثر من 122 ألف شخص على مغادرة منازلهم هربا من الفيضانات الناجمة عن الأمطار في الولايات الشمالية لماليزيا، وفق ما أفاد مسؤولون في إدارة الكوارث. ويتجاوز هذا الرقم الـ118 ألف شخص الذين تم إجلاؤهم في أحد أسوأ الفيضانات التي شهدتها البلاد عام 2014، ويخشى المسؤولون من احتمال ارتفاع العدد أكثر في ظل تواصل هطول الأمطار.

وبقيت حصيلة القتلى أربعة في ولايات كلنتن وترغكانو وساراواك.

رجل يعبر بواسطة قارب شارعاً غمرته المياه في ولاية كلنتن الماليزية (إ.ب.أ)

وتعد ولاية كلنتن الأكثر تضررا إذ يشكّل سكانها 63 في المئة من عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والبالغ 122 ألفاً و631.

وتم إجلاء حوالى 35 ألف شخص في ترغكانو فيما سجّلت بقية حالات النزوح من سبع ولايات أخرى.

وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الماليزية من أن الأمطار الغزيرة ستتواصل حتى الأحد في كلنتن وترغكانو وبيراك، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وانتشر آلاف عناصر أجهزة الطوارئ في الولايات المعرضة للفيضانات إلى جانب قوارب إنقاذ ومركبات ومروحيات، بحسب نائب رئيس الوزراء أحمد زاهد حميدي الذي يرأس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث.

عمال إنقاذ يحملون مؤناً لأشخاص حاصرتهم المياه في مقاطعة يالا التايلاندية (رويترز)

وفي جنوب تايلاند أثرت السيول على ما يقرب من 534 ألف أسرة وارتفع عدد القتلى إلى تسعة ونزح الآلاف إلى 200 مأوى أقيمت في المناطق المتضررة، وفقا لما نقلته وكالة «رويترز» عن إدارة الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها.

واجتاحت ستة أعاصير الفلبين المجاورة في شهر واحد فقط على مدار نوفمبر تشرين الثاني، مما أدى إلى دمار واسع النطاق.