أكد «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أن لديه خطة استجابة مستمرة لتقديم المساعدات لكل المحافظات السودانية، المتأثرة بالحرب.
وكشف مدير إدارة الإغاثة الطارئة في المركز فهد العصيمي، لـ«الشرق الأوسط»، عن تنسيق بين المركز والمنظمات الأممية التي لديها إمكانات الدخول إلى مدينة الفاشر، حيث يستهدف المركز تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين من الفاشر في المحافظات التي نزحوا إليها، مشيراً في الوقت نفسه إلى تقديم دعم لوزارة الصحة السودانية يتمثّل في الأدوية والتجهيزات التي تساعد في تخفيف آثار الأزمة على المواطنين السودانيين.
وقال العصيمي إنهم ينتظرون المزيد من المعلومات حول الأوضاع في مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن المركز يعمل كجهة مانحة، بينما يقوم الشركاء على الأرض بالتنفيذ. وأبان أن هناك زيارات رقابية من قبل المركز للمناطق المتضررة، وفقاً للوضع الأمني، إلى جانب وجود الشركاء للرقابة في المناطق التي لا يستطيع المركز الوصول إليها.
وأظهرت أرقام جديدة أن إجمالي الدعم الإنساني والإغاثي السعودي خلال الأزمة السودانية حتى مطلع الشهر الحالي، تخطّى الـ134 مليون دولار. ولفت العصيمي إلى أن السعودية كانت سبّاقة لتقديم يد العون للمحتاجين منذ اندلاع الأزمة في السودان، لافتاً إلى أن المركز أرسل 55 باخرة، و13 طائرة، تحمل كمّيّات تجاوز آلاف الأطنان من المساعدات الطبية، والغذائية، والإيوائية، إلى جانب الحملات الطبية التي من شأنها التخفيف على المواطنين السودانيين، مشيراً إلى أن المركز يستهدف بالمساعدات القطاعات الإنسانية المتأثرة بالأزمة، حيث يركز على قطاعات الأمن الغذائي، والقطاع الصحي، وقطاع المياه، والإصحاح البيئي، والزراعة والتعليم.

عرّج العصيمي على نجاح الجهود الإنسانية السعودية في إجلاء 8455 شخصاً، منهم 404 مواطنين، و8051 من جنسيّات مختلفة، إلى جانب مساعدة عدد من الدول الصديقة بإجلاء رعاياها الذين تجاوز عددهم أكثر من 11184 شخصاً، في المراحل الأولى من الأزمة التي قاربت العامين ونصف العام حتى اليوم.
تفاعل شعبي
وتجاوز إجمالي تبرعات الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب السوداني عبر منصة «ساهم»، أكثر من 19,4 مليون دولار، وفقاً لتقديرات رسمية حديثة، ضمن الحملة التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مايو (أيار) 2023، وقفز عدد المتبرعين فوق حاجز نصف مليون متبرّع، إلى أكثر من 537 ألف متبرع حتى اللحظة.

والأسبوع الماضي، أعربت السعودية عن بالغ قلقها واستنكارها للانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي جرتْ خلال الهجمات الأخيرة لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر السودانية، وشدَّدت «الخارجية السعودية»، في بيان، على ضرورة قيام «قوات الدعم السريع» بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وفق ما أورده «إعلان جدة» بشأن «الالتزام بحماية المدنيين في السودان» الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023.
دعوة سعودية للحوار
ودعت السعودية في البيان نفسه، إلى العودة للحوار للتوصل بشكل فوري لوقف إطلاق النار، مؤكدةً أهمية وحدة السودان وأمنه واستقراره، وضرورة الحفاظ على مؤسساته الشرعية، ورفضها للتدخلات الخارجية التي تطيل أمد الصراع، وتزيد معاناة الشعب السوداني.
وكان ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية قد أكّدوا الأحد، إنهم يجمعون أدلة على أعمال قتل جماعي واغتصاب مزعومة في السودان، قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب، وذلك بعد أن فرضت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وأصبح آلاف السودانيين مهددين في مدينتي «الفاشر»، حاضرة إقليم شمال دارفور، التي استولت عليها «قوات الدعم السريع» 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، و«بارا» الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، التي تشهد عمليات نزوح كبيرة في اتجاه مدينة الأُبَيِّض كبرى مدن كردفان، فيما أعربت منظمة «أطباء بلا حدود» السبت، عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطراً وشيكاً إثر سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، وأظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة من الفاشر بعمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، بينما أظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.









