ذكرى «عاشوراء»... موسم حوثي لأعمال الجباية والتعبئة

الجماعة أثقلت كاهل السكان بإقامة 5 مناسبات خلال 40 يوماً

حشد حوثي في صنعاء دعا له زعيم الجماعة لاستعراض التأييد الشعبي (أ.ف.ب)
حشد حوثي في صنعاء دعا له زعيم الجماعة لاستعراض التأييد الشعبي (أ.ف.ب)
TT

ذكرى «عاشوراء»... موسم حوثي لأعمال الجباية والتعبئة

حشد حوثي في صنعاء دعا له زعيم الجماعة لاستعراض التأييد الشعبي (أ.ف.ب)
حشد حوثي في صنعاء دعا له زعيم الجماعة لاستعراض التأييد الشعبي (أ.ف.ب)

في سلوك سنوي معتاد، حوّلت جماعة الحوثيين في اليمن ذكرى «عاشوراء»، التي تصادف العاشر من شهر محرم من السنة الهجرية، إلى موسم للجباية والتطييف وحشد المجندين، عبر إقامة فعاليات تعبوية ودورات عسكرية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، بأن قادة حوثيين أصدروا تعليمات إلى مشرفيهم ومسؤولي الأحياء والمؤسسات الحكومية في صنعاء، ومدن أخرى، تحض على تكثيف إحياء الفعاليات ذات البُعد الطائفي التي يرافقها تنظيم دورات تعبئة، وتدريب على القتال لمناسبة «ذكرى عاشوراء».

وسبق ذلك قيام ما تُسمى «اللجنة العليا للاحتفالات» بتشكيل لجان ميدانية على مستوى المناطق تحت سيطرة الجماعة، بغية استكمال برنامج التعبئة والحشد إلى الجبهات، وفرض إتاوات على السكان.

الحوثيون يرغمون كل فئات السكان على حضور احتفالاتهم (إعلام حوثي)

وبموجب التعليمات، شهدت مدن وقرى خاضعة للحوثيين، في اليومين الماضيين، فعاليات متنوعة، شملت إقامة أمسيات وندوات ودورات عسكرية وتخريج دُفع جديدة من المقاتلين جُلهم من الشبان وصغار السن، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

تكرار الاستهداف

اشتكى مُلاك متاجر في صنعاء ومدن أخرى من عودة الحوثيين إلى تكريس نهجهم المتكرر في استهدافهم ومصادر عيشيهم وإرغامهم على دفع إتاوات عبر حملات نزول ميداني تهددهم بالمصادرة والإغلاق والخطف.

وأفاد تجار في أسواق: عنقاد والمقالح والسنينة وهائل وحزيز في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بشن مشرفين حوثيين رفقة عربات ومسلحين حملات ميدانية لاستهدافهم، وإجبارهم على دفع جبايات بزعم تمويل الفعاليات المصاحبة لذكرى «عاشوراء».

فعاليات حوثية مكثفة يُحشد المحتفلون إليها بالترغيب والترهيب (إكس)

وتأتي فعالية احتفال الحوثيين بـ«يوم عاشوراء» بعد أسابيع قليلة من احتفالهم بما يعرف بـ«عيد الغدير» أو «يوم الولاية»، الذي كانت الجماعة قد خصصت له ميزانية ضخمة للدعاية ونشر صور زعيمها عبد الملك الحوثي، بما يكرس أحقية سلالته في الحكم.

وخلال 40 يوماً احتفل الحوثيون بنحو 5 مناسبات، أبرزها ذكرى ما يسمونه «يوم الولاية»، وذكرى رحيل بدر الدين الحوثي والد زعيم الجماعة، وذكرى بداية العام الهجري، وصولاً إلى ذكرى مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب قبل نحو 14 قرناً، حيث نظمت الجماعة ما يزيد على 350 فعالية وندوة واجتماعاً ودورة عسكرية.

ووفق ما يقوله سكان صنعاء، يعد شهر ذي الحجة من كل عام هجري فرصة سانحة للجماعة الحوثية للقيام بعمليات تطييف وتجنيد قسرية، وتنفيذ حملات ابتزاز على مختلف المستويات بحُجة تمويل تلك المناسبات.

استياء ورفض

قوبلت مظاهر احتفال الحوثيين بحالة من الاستياء في أوساط السكان الخاضعين للجماعة، الذين يرفضون هذه المناسبات الرامية لجمع الأموال وإهدار موارد المؤسسات المختطفة.

وينتقد «محمود»، وهو اسم مستعار لموظف بقطاع الاتصالات في صنعاء، إيلاء الجماعة جل اهتمامها لإحياء المناسبات، وإقامة الدورات ذات البعد الطائفي والعسكري، مع تجاهل معاناة السكان جراء انقطاع الرواتب وتدني الخدمات وارتفاع كلفة المعيشة.

وأكد الموظف رفضه القاطع حضور أي فعالية تُقيمها الجماعة، أو حتى المشاركة في الدورات التعبوية والقتالية.

إقبال ضعيف على احتفالات «يوم الولاية» رغم جهود الحشد الحوثية (إعلام حوثي)

وكانت الحكومة اليمنية دعت في وقت سابق على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، «جميع اليمنيين الشرفاء المخلصين الصادقين مع وطنهم، إلى أن يهبوا لنجدة بلدهم وحاضرهم ومستقبلهم، وحمايته»، مما وصفها بـ«النبتة الشيطانية». في إشارة إلى الحوثيين.

واتهم الوزير اليمني الجماعة بأنها «تعمل بكل خبث» على غسل العقول وتدمير النسيج الاجتماعي، وضرب السلم الأهلي، وتحويل اليمن إلى «مقاطعة إيرانية». وفق تعبيره.

‏وقال الإرياني إن إحياء الجماعة الحوثية «ذكرى عاشوراء» في العاصمة المختطفة صنعاء، وباقي مناطق سيطرتها، على الطريقة الإيرانية، وإرغام المواطنين على أداء شعائرها المستوردة من طهران، «يؤكد تبعيتها المطلقة لنظام الملالي، ومضيها في محاولة مسخ هوية اليمنيين، وفرض معتقداتها الدخيلة على المجتمع».


مقالات ذات صلة

انتقاد الفساد يقود نشطاء الحوثيين إلى المعتقلات

الحوثيون شيعوا في صنعاء قائد طيرانهم المسير بعد 9 أشهر من مقتله في غارة أميركية (إ.ب.أ)

انتقاد الفساد يقود نشطاء الحوثيين إلى المعتقلات

بعد إسكات المعارضين، توسّعت حملة الحوثيين لتطول نشطاء من صفوفهم انتقدوا الفساد في الأوقاف والصحة، وسط اعتقالات متصاعدة وتحويل صنعاء إلى سجن مفتوح.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».