وزير الخارجية اليوناني: حرب غزة «كابوس»

فلسطينيون يتنقلون مع أغراضهم الشخصية عبر جباليا فراراً من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتنقلون مع أغراضهم الشخصية عبر جباليا فراراً من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية اليوناني: حرب غزة «كابوس»

فلسطينيون يتنقلون مع أغراضهم الشخصية عبر جباليا فراراً من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتنقلون مع أغراضهم الشخصية عبر جباليا فراراً من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة (أ.ف.ب)

وصف وزير الخارجية اليوناني جورجوس جيرابيتريتيس، ما يجري في غزة بأنه «الكابوس»، مشدداً على أن ازدياد عدد القتلى في غزة يجب أن ينتهي.

وقال جيرابيتريتيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الشهر، لـ«أسوشييتد برس»، إن العالم يواجه أكثر الأوقات اضطراباً منذ الحرب العالمية الثانية.

كما أشار إلى وجود مفترق طرق في مسيرة الديمقراطية، مؤكداً أن أوروبا تواجه «أزمة في الهوية السياسية».

وتناول جيرابيتريتيس اثنين من النزاعات الكبرى في العالم، وقال إن «الكابوس وازدياد عدد القتلى في غزة يجب أن ينتهي، وإن اليونان تقف إلى جانب أوكرانيا».

كما قال الوزير اليوناني إن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف أن «اليونان تدعم حل الدولتين، وقد ناقشت هذا الحل وإعادة إعمار غزة بشكل موسع مع كلا الطرفين، وترى نفسها وسيطاً نزيهاً».

وتابع: «نرغب في أن نكون مشاركين بنشاط، ولكن لنكن صادقين تماماً، ليست مسألة من يتوسط، بل مسألة وقف هذا الكابوس».

وقال: «لا أستطيع حقاً أن أتحمل ما يحدث الآن في الشرق الأوسط».

كذلك، أشار إلى أن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمركية ليست «أخباراً جيدة».

ولفت جيرابيتريتيس إلى أن التفاوتات بين الدول والأفراد تشكل تحدياً لـ«جوهر الديمقراطية وسيادة القانون»، موضحاً أنه نتيجة لذلك «دخلنا عصراً يهيمن فيه الشعبويون والخطباء المضللون على الحكم».

وأضاف أن «الاضطرابات العالمية نتيجة أيضاً للتكنولوجيا والتنقل العالمي، مما يعني أن كل تحدٍ، من الأوبئة إلى المناخ والهجرة، يؤثر على الجميع. ويأتي هذا الاضطراب أيضاً بعد أزمة في التعاون الدولي والإيمان بالمنظمات الدولية التي فشلت في معالجة التحديات بالسنوات الأخيرة».

ومع ذلك، أكد جيرابيتريتيس أن اليونان تؤمن بأن «الديمقراطية لديها آلية تصحيح ذاتي»، لافتاً إلى أن «ما هو مطلوب في هذه المرحلة الصعبة هو قيادة قوية من الدول الكبرى والمنظمات الدولية، لجعل الناس يؤمنون بالهدف النبيل وهو العيش معاً في سلام وازدهار».

من ناحية أخرى، عدّ وزير الخارجية اليوناني اشتراط الاتحاد الأوروبي بأن تتخذ القرارات بالإجماع من قبل أعضائه الـ27، مما يمنح دولة واحدة حق الفيتو، أصبح عقبة أمام اتخاذ القرار.

لكنه أشار أيضاً إلى أن الفيتو يعكس مصالح وطنية يجب أن تكون في صلب السياسة الأوروبية.

وقال جيرابيتريتيس إنه في الوقت الحالي، تعاني أوروبا من «أزمة في الهوية السياسية».

وأضاف: «يبدو أننا في بعض الأحيان ننسى ما هي العناصر الأساسية التي جمعتنا كأوروبيين، ونعاني من بعض الاختلافات والصراعات. ونحن الآن نعاني من متلازمة ما بعد الصدمة عقب الحرب في أوكرانيا. لذلك أعتقد أن أوروبا بحاجة مرة أخرى إلى إيجاد صمودها وهويتها».

وأكد أن اليونان تقف إلى جانب أوكرانيا لأنها تدعم سيادة القانون وسيادتها وسلامة أراضيها.


مقالات ذات صلة

مقتل 16 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لمنتظري المساعدات بوسط غزة

المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل 16 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لمنتظري المساعدات بوسط غزة

 قتل 16 فلسطينياً وأصيب نحو 100 في استهداف إسرائيلي  لمنتظري المساعدات وسط قطاع غزة، وفق وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (غزة )
شؤون إقليمية صورة مركبة للمرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب) play-circle

الفلسطينيون يتكبدون «التغييب» ثمناً للحرب الإسرائيلية - الإيرانية

كانت حرب إسرائيل على غزة الغائب الأكبر عن مناقشات قادة مجموعة الدول السبع؛ إذ تكبد الفلسطينيون التغييب ثمناً للحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري فلسطينيون ينعون مقتل شاب بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية في غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

تحليل إخباري التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يعزز مطالب إنهاء «حرب غزة»

مطالب دولية تتزايد بإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تصعيد إسرائيلي - إيراني غير مسبوق وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نافي بيلاي (إ.ب.أ)

رئيسة لجنة تحقيق أممية: دعم واشنطن مؤسسة غزة الإنسانية «فاضح»

وصفت رئيسة لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، الدعم الأميركي لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» التي توزِّع المساعدات في غزة بموافقة إسرائيل، بأنه «فاضح».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

الصين قلقة إزاء احتمال خروج الوضع في الشرق الأوسط عن السيطرة

أجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية الصين تناولا فيه العلاقات الثنائية والتطورات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

أثار إعلان الجماعة الحوثية وقوفها مع إيران في مواجهة إسرائيل، سخط الشارع اليمني، حيث يرى سكان وناشطون في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة تسعى مُجدداً لإقحام نفسها في حروب جديدة يدفع فاتورتها الشعب اليمني دون غيره.

ويأمل سكان في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» ألا يقحم قادة الانقلاب الحوثي اليمنيين في صراعات «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، بخاصة في ظل هذه المرحلة التي يصفونها بـ«العصيبة»، إذ يعاني الملايين من الجوع وانعدام فرص الحياة.

وكانت جماعة الحوثيين تبنّت، الأحد الماضي، أولى الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل لمساندة إيران بالتنسيق مع الأخيرة، وذلك غداة تأكيد زعيمها عبد الملك الحوثي دعمه لموقف طهران «بكل ما يستطيع» للرد على الضربات الإسرائيلية.

وجاء تبني الجماعة للهجمات المنسقة مع طهران عقب ساعات من استقبال العاصمة المختطفة صنعاء ضربات إسرائيلية هدفت لاغتيال قادة حوثيين، يتصدرهم رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري، وسط تعتيم على نتائج العملية.

آثار الدمار إثر قصف صاروخي إيراني شرق تل أبيب (أ.ف.ب)

وشهدت صنعاء ومدن أخرى خاضعة للحوثيين تبايناً في ردود الفعل والمواقف الشعبية، لكنها اتسمت في معظمها إما بالصمت أو بالتشفي من طهران وتل أبيب على حد سواء، بسبب تقديم الأولى الدعم والتمويل للجماعة الحوثية لقتل وتجويع وتشريد اليمنيين، وبسبب ارتكاب إسرائيل المجازر في غزة.

ثلاث فئات

أظهرت متابعة الشارع اليمني الخاضع للحوثيين أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحالية أفرزت السكان والناشطين إلى ثلاث فئات متباينة في ردود الفعل والمواقف، إذ تمثلت الفئة الأولى في «المتابعين بصمت» الذين يرون باختصار أن هذه الحرب هي «تصفية الظالمين بالظالمين». وفق تعبيرهم.

أما الفئة الثانية فتمثلت في أتباع الجماعة الحوثية والموالين لها ممن يؤيدون بقوة الضربات الإيرانية ضد إسرائيل، ويطالبون كبار قادة جماعتهم بسرعة التدخل لدعم إيران من باب رد الجميل لها.

تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مستودع للنفط في طهران (رويترز)

وتمثلت الفئة الأخيرة في المؤيدين لما يتعرض له النظام الإيراني، الذين يرون أنه حول اليمن إلى مسرح مفتوح للحرب وقام بدعم الانتهاكات الحوثية وتزويد الجماعة بالأسلحة لترسيخ انقلابها وقمع اليمنيين.

ويبدي «سامي»، وهو اسم مستعار لأحد سكان صنعاء، ارتياحه إزاء استمرار توجيه ضربات عنيفة للنظام الإيراني حتى يلاقي، بحسب قوله، مصيره حيال دعمه المتكرر للإرهاب الحوثي.

ويتمنى سامي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تؤدي هذه المواجهة إلى إضعاف النفوذ الإيراني أو حتى سقوطه بصورة نهائية في المنطقة، وعلى رأسه الذراع الحوثية في اليمن.

ويرى أن أي استهداف قوي وُمدمر للنظام الإيراني في الوقت الحالي سينعكس حتماً على حلفائه في اليمن الممثلين في الجماعة الحوثية.

رقابة أمنية

على صعيد المنع الحوثي للتأييد المحلي في صنعاء لضرب إيران، فقد نشرت الجماعة العشرات من الجواسيس والمخبرين التابعين لها في معظم شوارع وأحياء صنعاء وعلى مستوى أماكن التجمعات والمقاهي والحدائق العامة، بغية مراقبة وتتبع أحاديث السكان بخصوص الصراع الحالي، والإبلاغ عن المؤيدين لضرب إيران.

صواريخ اعتراضية إسرائيلية تتصدى لهجوم حوثي (رويترز)

وكانت الجماعة الحوثية لجأت عقب تنفيذ الضربة الأولى ضد إيران لاستخدام كافة الوسائل والطرق الممكنة لإقناع السكان في صنعاء وبقية المدن بضرورة تأييد طهران، بزعم أن الأخيرة تقف حالياً بالنيابة عن الدول العربية والإسلامية في مواجهة إسرائيل والغرب.

ويرى مراقبون في صنعاء أن ذلك يأتي خوفاً من الخلاص من النظام الإيراني الذي لطالما قدم لها الدعم والتمويل لمواصلة انقلابها وحربها ضد اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخشية من أن يأتي الدور القادم عليها.