اتهامات توجيه الطيران الأميركي تطول قادة أمنيين حوثيين

تهديدات تكشف عن غضب الجماعة من دقة الغارات وتوسع الأهداف

الضربات الأميركية تستهدف مواقع ومخابئ الحوثيين على مدار الساعة (سنتكوم)
الضربات الأميركية تستهدف مواقع ومخابئ الحوثيين على مدار الساعة (سنتكوم)
TT

اتهامات توجيه الطيران الأميركي تطول قادة أمنيين حوثيين

الضربات الأميركية تستهدف مواقع ومخابئ الحوثيين على مدار الساعة (سنتكوم)
الضربات الأميركية تستهدف مواقع ومخابئ الحوثيين على مدار الساعة (سنتكوم)

كثّفت الجماعة الحوثية حملات الاعتقالات التي بدأتها الشهر الماضي، وطالت العشرات من سكان مناطق سيطرتها، مع استمرار الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع سرية للأسلحة ومراكز للقيادة والسيطرة، وتوسعت هذه الحملات لتطال عناصر في أجهزة أمن الجماعة أو أعضاء وقادة فيها.

وصعّدت الجماعة عبر قادة وناشطين فيها ووسائل إعلامها من التهديدات الموجهة للسكان، متوعدة كلّ من يُظهر شماتة بالضربات الأميركية بالعقاب، وبأن إبداء الترحيب أو الرضا بتلك الضربات، ولو بكلمة واحدة، ستكون نتيجته الاعتقال والمحاكمة بما ينص عليه قانون أصدرته أخيراً، وغلّظت فيه عقوبة التعاون مع خصومها بالإعدام أو السجن المؤبد.

وحذر القيادي حسين العزي من أن تبرير الضربات الأميركية يعرض صاحبه للعقوبة، وقال إن «أي شخص ضعيف النفس، يبرر جرائم الأميركي والإسرائيلي، أو يتعاون بأي شكل من الأشكال مع العدو، ولو بحرف واحد، سيُعرّض نفسه لعقوبة لا تسقط بالعفو أو بالتقادم».

وبالغ العزي، وهو عضو مجلس الحكم الحوثي المسمى «المجلس السياسي الأعلى»، في تهديده حين أضاف أن هذا التبرير يُلغي إمكانية منح العفو، ويجعل حماية من اتهمهم به، من بنادق المسلحين الحوثيين، أمراً مستحيلاً.

وزادت حالة الاستنفار والارتباك التي تعيشها الجماعة الحوثية بسبب دقة الضربات الأميركية، التي استهدفت مخازن سرية للأسلحة ومواقع لتركيب المسيرات، لم تكن معروفة من قبل.

ويفسر مراقبون حالة الغضب التي ظهرت بها الجماعة، وحملة الاعتقالات التي امتدت إلى منتسبي أجهزتها الأمنية وأعضاء فيها، بشكوكها أن وصول الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية إلى تلك المواقع ناتج عن حصولها على معلومات لا يمكن أن يكون مصدرها من خارج صفوفها.

وبينما أكدت مصادر حقوقية استكمال الحوثيين التحضير لمحاكمة الدفعة الأولى من المعتقلين على ذمة التعاون مع الولايات المتحدة؛ بيّنت أن هذه الدفعة تضم العشرات من المدنيين في محافظات صنعاء وصعدة والحديدة والمحويت، والذين تتهمهم مخابرات الجماعة بالتعاون مع الولايات المتحدة، وإرسال إحداثيات للمواقع السرية، ما مكّنها من استهداف قيادات ومخازن أسلحة.

دقة وفاعلية

يعتمد الحوثيون في إحالة المتهمين بالتخابر إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة على اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب، حسب المصادر، بعد أن اعتقلوا بناء على وشايات من مخبري الجماعة الذين صنّفوهم بأنهم من بين المؤيدين أو ممن يطلقون عليهم «الطابور الخامس».

المقاتلات الأميركية أفشلت محاولات الحوثيين إفراغ شحنات الوقود في ميناء رأس عيسى (إعلام حوثي)

واعتُقل آخرون بسبب منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تذكر أسماء المواقع التي استهدفتها الضربات الأميركية، خلافاً لما تعلنه وسائل إعلام الجماعة التي تعلن معلومات غير صحيحة عن تلك الأهداف.

وذكرت المصادر أن هناك مَن اعتُقلوا بسبب تصوير مواقع تم استهدافها، ويرى الحوثيون أن نشر هذه المقاطع يخدم الحملة العسكرية الأميركية التي يطلقون عليها صفة «العدوان».

وواصلت المقاتلات الأميركية استهداف مواقع مختارة بعناية لمخازن الصواريخ والطائرات المسيَّرة الحوثية ومنصات إطلاقها في محافظات الجوف وصعدة ومناطق سيطرة الجماعة في محافظة مأرب ومديريتي الحصن وهمدان في محافظة صنعاء.

كما استمرت المقاتلات الأميركية في ملاحقة القيادات الحوثية بمخابئها، حيث استهدفت مركزاً للقيادة والسيطرة أسفل جبل عطان جنوب غربي صنعاء، بسلسلة من الغارات هزّت أرجاء المدينة، واستهدفت ميناء رأس عيسى النفطي من جديد بأكثر من 13 غارة مساء الجمعة وصباح السبت.

دقة الضربات أربكت الحوثيين الذين اتهموا بعض عناصرهم بالتخابر (سنتكوم)

وبحسب ما ذكرته مصادر ملاحية في الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، فإن الحوثيين يحتجزون 13 سفينة تحمل الوقود في ميناء رأس عيسى، ويحاولون تحدي القرار الأميركي بمنع استيراد الوقود وإفراغ حمولة هذه السفن.

إلا أن المقاتلات الأميركية واصلت استهداف الموقع ومنعت مثل هذه المحاولات، بعد أيام من تأكيد السفارة الروسية لدى اليمن إصابة 3 بحارة روس، وقولها إن هناك 19 آخرين لا يزالون على الباخرة نفسها التي كانت تحاول إفراغ حمولتها قبل منعها، وبيّنت أنها على تواصل مع الشركة المالكة لها.

وأوردت السفارة في بيان لها أن 19 شخصاً من الجنسية الروسية موجودون على متن السفينة الراسية قرب ميناء رأس عيسى، وعلى مسافة آمنة من منطقة استهداف الصواريخ والقنابل الجوية الأميركية.

الحوثيون يشيعون قتلاهم دون الاعتراف بحجم الخسائر الفعلية (إعلام حوثي)

ونقلت عن قائد السفينة قوله إن البحارة لديهم كل ما يحتاجون إليه، ويتم تزويد السفينة بالطعام، وأن الشركة المالكة للباخرة أبلغتها أنه يتم حالياً اتخاذ كل الخطوات اللازمة لإجلاء البحارة المصابين ونقل أفراد الطاقم الروس الموجودين بالقرب من ميناء رأس عيسى.

مخابئ جديدة

من جهتها، كشفت منصة «ديفانس» المتخصصة بالشؤون العسكرية والأمنية عن أن المقاتلات الأميركية نفّذت 12 غارة خلال أسبوعين على مخابئ للحوثيين في مديرية الحصن في منطقة خولان بمحافظة صنعاء، وأن بعضها استهدف مجمعاً عسكرياً حديثاً للحوثيين يقع في منطقة جبلية قريبة من قرية «هروب»، يضم عدة أنفاق ومخابئ تحت الأرض متصلة ببعضها، تم حفرها في إحدى مجاري السيول المنخفضة.

ووفق ما أوردته المنصة، فإن العمل في هذه المنشأة بدأ خلال العام الماضي، وتضم 7 مخابئ وأنفاق رئيسية تم حفرها أسفل المرتفعات الجبلية، وهي مترابطة وقريبة من بعضها، كما توجد أكوام كبيرة من الأتربة والصخور الناتجة عن أعمال الحفر، مع معدات حفر وناقلات ثقيلة في الموقع المستهدف، وفي مواقع قريبة تمر منها شبكة من الطرق المؤدية إلى موقع المغارات الجبلية.

وطبقاً لهذه المصادر، تم ربط الوصول إلى المنشأة بنقطة رئيسية، وهي بوابة العبور، وبشبكة خطوط وصول بديلة، وتم تأمين المخابئ عبر عدة نقاط إمداد ومرافق لوجيستية.

لقطة جوية نشرها خبراء عسكريون أميركيون لأحد مخابئ أسلحة الجماعة الحوثية (إكس)

وأشارت إلى أن بعض مرافق المجمع المستهدف، وهي مبانٍ صغيرة متباعدة، لم تكن موجودة قبل منتصف العام الماضي، وأن المخابئ ترتبط بعدة مراكز ونقاط مراقبة تم تطويرها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وتقع في المرتفعات القريبة المطلة على الموقع.

ورجّحت أن هذه المكونات تُستخدم لإنشاء شبكات اتصالات وأنظمة توجيه، ومنصات وأسلحة جوية. وتعدّ تلك الضربات من بين أهم الهجمات التي طالت الحوثيين في صنعاء منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.


مقالات ذات صلة

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر حوثيون أمام شاشة كبيرة تنقل صوراً لهجمات نفَّذتها الجماعة في البحر الأحمر (غيتي)

سباق الظلام… الحوثيون يحاولون تجاوز اختراقهم من إسرائيل

لجأ الحوثيون لتشديد إجراءاتهم الأمنية لحماية قياداتهم من الاستهداف الإسرائيلي، كتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير هوياتهم يومياً وتنويع وسائل تنقلهم وتمويه تحركاتهم

وضاح الجليل (عدن)
خاص باتريك سيمونيه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن (تصوير: صالح الغنام)

خاص الاتحاد الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»: لا تساهل مع الحوثيين... وهدفنا عودة اليمنيين للمفاوضات

تؤكد بروكسل أنها لا تتساهل مع الحوثيين، وكل جهودها تنصب لإعادة الأطراف لطاولة المفاوضات وتطبيق خريطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الرئيس رشاد العليمي يستقبل الوزير البريطاني في عدن (سبأ)

وزير بريطاني: شراكتنا مع اليمن «ركيزة أساسية» لاستقرار البلاد وأمن المنطقة والعالم

وصف وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني هيمش فولكنر الشراكة مع اليمن بأنها «ركيزة أساسية» لاستقرار البلاد وأمن المنطقة والعالم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
TT

نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)

تشهد الساحة السياسية اليمنية تحوّلاً لافتاً في الوعي والتنظيم النسوي داخل الأحزاب والمكوّنات السياسية، بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء؛ إذ أعلنت قيادات نسائية حزبية تبنّي خطة جديدة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، وتمكينها من الوصول إلى مواقع القرار، بما في ذلك الحصول على حقائب وزارية، ورفع تمثيلها داخل الهياكل الحزبية إلى 30 في المائة كمرحلة أولى، ترتفع تدريجياً إلى 50 في المائة.

وجاءت هذه الخطوات عقب ثلاثة أيام من النقاشات الواسعة في لقاء نظّمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عدن، وشاركت فيه ممثلات ثمانية من أبرز الأحزاب والكيانات السياسية اليمنية. اللقاء كشف حجم الاحتقان داخل الأطر الحزبية نتيجة استمرار تغييب النساء عن المواقع القيادية، رغم الدور الواسع الذي لعبته اليمنيات خلال الحرب والأزمات المتتالية.

واتفقت المشاركات على وضع خطط داخلية واضحة لتمكين القيادات النسوية من حقائب وزارية وقيادة مؤسسات حكومية، إلى جانب إطلاق برامج تدريب وتأهيل متخصصة لإعداد كوادر نسائية قادرة على المنافسة.

اليمنيات يطمحن لرفع تمثيلهن داخل الهيئات الحزبية إلى 50% (إعلام محلي)

كما أقرت المشاركات اعتماد «كوتا نسائية» لا تقل عن 30 في المائة في التعيينات القيادية داخل الأحزاب، مع مراجعة اللوائح الداخلية التي تمثّل عائقاً أمام وصول النساء إلى مراكز صنع القرار.

وتجاوزت المشاركات التباينات السياسية بين أحزابهن، مؤكدات الحاجة إلى إعداد ميثاق أخلاقي يحمي المرأة داخل العمل الحزبي والسياسي، ويفرض التزامات واضحة على المكوّنات في ما يتعلق بترشيح النساء للمناصب، ودعم صعودهن في هياكل الأحزاب.

تحرير القرار الحزبي

ناقشت المشاركات اليمنيات بعمق الوضع المؤسسي للمرأة داخل أحزابهن، والعوائق البيروقراطية والتنظيمية التي تعوق مشاركتها الفاعلة، إضافة إلى التحديات العامة المرتبطة بالعمل السياسي في ظل الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية قبل أحد عشر عاماً.

وأشارت المتحدثات إلى ضعف آليات التواصل والتنسيق بين الكوادر النسوية، وغياب السياسة الحزبية الواضحة لتمكين المرأة، إلى جانب محدودية حضور النساء في دوائر صنع القرار داخل الأحزاب.

دعم أممي لمشاركة المرأة في العملية السياسية وبناء السلام (إعلام محلي)

من جانبها، أكدت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، خلال اللقاء، أن القيادات النسوية داخل الأحزاب يتحملن دوراً محورياً في دعم وصول النساء إلى مناصب القرار العليا، من خلال تقديم المرشحات للمناصب الحكومية والمشاركة النشطة في العملية السياسية وبناء السلام.

وحثّت زوربا المشاركات على مواجهة التحديات الهيكلية في مؤسساتهن الحزبية، والعمل على تحسين الوضع المؤسسي للمرأة باعتباره خطوة أساسية لضمان وصولها إلى القرار السياسي.

كما أوضحت أن رفع مشاركة المرأة في الأحزاب ليس مطلباً حقوقياً فحسب، بل ضرورة لحماية العملية السياسية نفسها، مؤكدة أن أي عملية بناء سلام لا تشمل النساء تظل ناقصة وغير قابلة للاستمرار.

ووفقاً للمنظمين، فقد هدفت الجلسات النقاشية إلى خلق منصة حوار سياسية تجمع النساء القياديات، وتتيح لهن فرصة صياغة حلول عملية قابلة للتطبيق على المدى القريب. وشملت الجلسات عروضاً تحليلية حول موقع المرأة داخل الهياكل الحزبية، ونقاشات جماعية لتحديد مقاربات فعّالة لتعزيز دور النساء في صياغة مستقبل البلاد.

موقف رئاسي داعم

قدّمت القيادات النسوية عدداً من التوصيات المتعلقة بتحسين الدور المؤسسي للنساء داخل الأحزاب اليمنية، والارتقاء بكفاءتهن في مواقع اتخاذ القرار، وتعزيز مسؤولية الأحزاب تجاه قضايا النساء داخل المكوّنات السياسية. وأكدت التوصيات ضرورة تفعيل دوائر تمكين المرأة داخل الأحزاب، وتبنّي آليات واضحة تضمن وصول أصوات النساء وأولوياتهن إلى مسارات صنع القرار.

وفي السياق ذاته، تماشياً مع المطالب النسوية، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى ضرورة إشراك المرأة في الحكومة وتمكينها من قيادة حقيبة وزارية، مؤكداً أن تغييب النساء عن مواقع القرار يمثل خللاً قانونياً ومؤسسياً يجب معالجته فوراً.

التزام حكومي يمني بتمثيل المرأة في موقع القرار السياسي (إعلام حكومي)

وشدد العليمي على أن المرأة اليمنية كانت وما تزال شريكاً أساسياً في الصمود والبناء، وأن مطالبتها بحقها في التمثيل السياسي ليست مِنّة من أحد، بل حق أصيل يجب الاعتراف به. وقال: «ليس من العدل أن تتحمل المرأة الأعباء كافة، في حين تغيب عن مواقع صنع القرار تماماً». وأضاف أن بقاء الحكومة بلا حقيبة وزارية نسائية أمر غير مقبول، خاصة في بلد تشكل النساء فيه أكثر من نصف عدد السكان.

ويبدو أن هذه التوجهات، إلى جانب الجهود الأممية، تمهد لمرحلة جديدة من المشاركة النسوية، قد تعيد رسم الخريطة السياسية المستقبلية، خصوصاً إذا التزمت الأحزاب بتنفيذ ما أعلنته من خطط ومراجعات داخلية.


تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

شدد عضوا مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح وسلطان العرادة على توحيد الجهود في مواجهة الانقلاب الحوثي وتسريع خطوات استعادة الدولة وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء، مع ضرورة إنهاء الخلافات البينية وإغلاق الملفات العالقة، وذلك قبيل انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والحوثيين بشأن الأسرى والمحتجزين برعاية دولية.

وفي لقاء جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وعدد من أعضاء المجلس، عرض صالح رؤية المقاومة الوطنية ومقاربتها للمعركة ضد الجماعة الحوثية، موضحاً أنها إطار وطني جامع لا يقوم على أي اعتبارات حزبية أو مناطقية، وأن معيار الانضمام إليها هو الإيمان بأولوية قتال الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة.

واستعرض صالح خلال اللقاء عدداً من مشاريع وبرامج المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، مؤكداً أنها موجّهة لخدمة المواطنين في كل المناطق دون تمييز. كما شدد على أن الانقسامات بين القوى المناهضة للحوثيين تُضعف الجبهات وتمنح الميليشيا مساحات للتقدم، محذراً من انعكاساتها السلبية على معنويات المقاتلين.

طارق صالح خلال لقائه قيادات برلمانية في المخا (إعلام رسمي)

وأشار صالح إلى أن توحيد مسرح العمليات العسكرية يمثّل حجر الزاوية في أي تحرك لاستعادة صنعاء، مجدداً تأكيده أن استعادة الجمهورية مرهونة بهزيمة الحوثيين. كما دعا مجلس النواب إلى مضاعفة الجهود بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويعزّز الثقة الإقليمية والدولية بالقوى الشرعية.

هزيمة الانقلاب

في لقاء آخر جمع طارق صالح بعدد من أمناء عموم وممثلي الأحزاب السياسية، أكد عضو مجلس القيادة أن المرحلة الراهنة تتطلّب حشد الجهود وتوحيد المعركة شمالاً لهزيمة الانقلاب وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء.

وأشار صالح إلى أن التباينات بين القوى الوطنية أمر طبيعي، لكنها لا تلغي وجود هدف جامع هو «قتال الحوثي واستعادة الدولة»، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك في هذه المعركة منذ الحرب الأولى في صعدة، وأن تضحيات أبناء الجنوب في جبال مرّان تشكّل شاهداً حياً على دورهم الوطني.

لقاء طارق صالح مع ممثلي الأحزاب السياسية (إعلام رسمي)

وشدد صالح على ضرورة تهيئة البيئة المناسبة للمعركة القادمة، لافتاً إلى أن «دول التحالف لدعم الشرعية قدّمت الكثير من الدعم، وإذا أردنا دعماً إضافياً فعلينا أن نوحّد جهودنا نحو صنعاء». وأعاد تأكيد أن المقاومة الوطنية لن تنشغل عن هدفها في مواجهة الحوثي، ولن تعود إلى «تحرير المحرر»، في إشارة إلى عدم الدخول في صراعات جانبية.

كما عبّر عن تقديره للأحزاب والمكونات السياسية، وعدّ حضورهم دليلاً على «وعي متقدم بأهمية اللحظة الوطنية وضرورة التكاتف في مواجهة المشروع الإيراني».

استعادة الدولة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، سلطان العرادة، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، ووكلاء محافظة مأرب، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية، أن ما تمر به البلاد اليوم هو «نتيجة طبيعية لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني»، مشدداً على أن كل الإشكالات ستتلاشى بمجرد استعادة مؤسسات الدولة.

وقال العرادة إن القوات المسلحة والأمن يشكّلان «عماد الاستقرار والتحرير»، وإن مجلس القيادة يقدّر تضحيات منتسبي المؤسستَين ويتابع قضاياهم بشكل دائم. ودعا إلى تجاوز المشكلات الآنية والخلافات الجانبية وإرث الماضي، مؤكداً أن القضية الوطنية الكبرى هي استعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

سلطان العرادة خلال اجتماعه بقيادات عسكرية في مأرب (إعلام رسمي)

وأضاف مخاطباً القيادات العسكرية: «الناس يعلّقون عليكم آمالاً كبيرة... فاحملوا الراية لتحرير البلاد»، مشدداً على استعداد الجميع للتضحية في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة المجد للشعب اليمني. كما شدد على أن اليمن «لن يستعيد مكانته إلا بالتخلص من الميليشيا الحوثية الإيرانية»، معبّراً عن امتنانه لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

وفي سياق آخر أعلنت السلطات اليمنية في محافظة مأرب عن تسليم 26 جثماناً من قتلى الحوثيين الذين قُتلوا في جبهات مأرب والجوف، بعد التعرف عليهم من قبل الجماعة.

وأوضح العميد يحيى كزمان أن العملية تمت «بوصفها مبادرة من طرف واحد لدواعٍ إنسانية»، وبإشراف من لجنة الصليب الأحمر الدولية، وبتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة والجهات المعنية.

وأكد كزمان، وهو عضو الفريق الحكومي المفاوض، أن الحكومة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إظهار حسن النية قبل جولة المفاوضات المرتقبة، وتهيئة الأجواء للانتقال إلى قاعدة «الكل مقابل الكل» في ملف المحتجزين والمختطفين والمخفيين قسراً.

وأوضح أن المبادرة جاءت بناءً على توجيهات عليا ضمن جهود تهدف إلى إغلاق هذا الملف الإنساني الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر اليمنية.


الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بتبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة خمسة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، من بينها تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه القرارات «تعكس تضامناً واسعاً من جميع أنحاء العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل إقراراً بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات السياسية والإنسانية، بما فيها حق لاجئي فلسطين».

وأضافت أن هذا التضامن يؤكد دعم العالم لوكالة «الأونروا» سياسياً ومالياً، ولحماية حقوق اللاجئين وممتلكاتهم وإدانة الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا التصويت «تعبير إضافي عن رفض المجتمع الدولي للضم والاستيطان والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والإبادة في قطاع غزة».