الجيش الأميركي: الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة

الجماعة تبنت مهاجمة إسرائيل وقوات واشنطن في البحر الأحمر

ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي: الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة

ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية مهاجمة إسرائيل بصاروخين باليستيين جرى اعتراضهما، وزعمت مهاجمة القطع البحرية التابعة للولايات المتحدة، في حين أكدت «القيادة المركزية الأميركية» أن الحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد قدرات الجماعة وقادتها مستمرة على مدار الساعة.

وأعلنت الجماعة عن تلقي ضربات أميركية في الحديدة يوم الخميس، بينما أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ أقبل من اليمن في وقت مبكر من صباح الخميس، وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض آخر مساءً.

ووسط تكتم من الجماعة المدعومة إيرانياً على خسائرها البشرية والعسكرية، تستمر حملة أطلقها ترمب السبت الماضي لاستهداف الحوثيين في اليمن، وتوعدهم بـ«القوة المميتة»، قبل أن يؤكد الأربعاء أنه «سيتم القضاء عليهم تماماً».

وشملت الضربات الأميركية ليل الأربعاء مواقع للجماعة في صنعاء وصعدة والجوف والحديدة، وقالت «القيادة المركزية»، في تغريدة على منصة «إكس» إن الضربات مستمرة على مدار الساعة رغم عدم تسجيل أي غارات في نهار الخميس.

وأقرت الجماعة الحوثية بأن الغارات المسائية استهدفت حي الجراف في صنعاء يوم الأربعاء، وهو منطقة عادة ما يتركز فيها أتباع الحوثيين وبعض قادتهم، كما ضربت غارات عدة لثاني مرة خلال يومين مواقع بمديرية الصفراء في صعدة حيث معقل الجماعة، وموقعاً في مدينة زبيد جنوب الحديدة، زعمت الجماعة أنه محلج للقطن.

وتحدث إعلام الجماعة عن إصابة 7 نساء وطفلين إثر الغارات في حي الجراف، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة. كما زعمت أن الضربات في مدينة الحزم بالجوف «استهدفت مزرعة الشعب للماشية والأغنام؛ ما أدى إلى نفوق عدد منها».

واعترفت الجماعة بتلقي ضربات بمحيط صعدة وفي مواقع بمديرية السوادية بمحافظة البيضاء، دون الحديث عن آثار هذه الضربات التي يقول الجيش الأميركي إنها تستهدف قدرات عسكرية إلى جانب قادة الجماعة.

في غضون ذلك، تبنى المتحدث العسكري الحوثي، يحيى سريع، مهاجمة «مطار بن غوريون» في تل أبيب بصاروخ باليستي، وهو ثاني صاروخ منذ الثلاثاء الماضي، كما زعم أن جماعته هاجمت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع البحرية المرافقة لها لليوم الخامس.

وأوضح سريع في بيان متلفز، الخميس، أن قوات جماعته استهدفت «مطار بن غوريون» في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين2»، زاعماً أنه حقق هدفه. وادعى أن الجماعة صعدت من عمليات استهداف القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر، ومنها حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.وتعتقد مصادر يمنية أن تركيز الضربات على معقل الحوثيين يأتي بهدف تدمير المواقع المحصنة في الجبال والكهوف التي حولتها الجماعة إلى قواعد لتخزين الأسلحة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى اتخاذها مخابئ من الاستهداف الجوي.

تصدٍّ إسرائيلي

أقر الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض صاروخاً أطلقه الحوثيون، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، وذكر أن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة بإسرائيل بسبب المقذوف. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دوي صفارات الإنذار سُمع في تل أبيب والقدس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «اعترض سلاح الجو صاروخاً أُطلق من اليمن قبل أن يدخل الأراضي الإسرائيلية. ودوت صفارات الإنذار» وفقاً للإجراءات المتبعة. وأفادت «خدمة الإسعاف الإسرائيلية» بأنه لم ترد أنباء عن إصابات خطيرة، وفق ما نقلته «رويترز».

آثار قصف أميركي في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ب)

وفي وقت لاحق يوم الخميس، نقلت وسائل إعلام عن الجيش الإسرائيلي سماع دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة عقب هجوم صاروخي (آخر) من اليمن، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه جرى اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي.

ومع استئناف الجماعة الحوثية هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم فاعليتها على مستوى التأثير القتالي، يتخوف اليمنيون من عودة تل أبيب إلى ضرباتها الانتقامية ضد المنشآت الحيوية الخاضعة للجماعة، كما حدث خلال 5 موجات سابقة ابتداء من يونيو (حزيران) الماضي.

ومنذ دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.

ويزعم الحوثيون أن تصعيدهم البحري والإقليمي هو من أجْل مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتبنوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» مهاجمة 211 سفينة.

وأطلقت الجماعة خلال 14 شهراً نحو مائتي صاروخ وطائرة مُسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون أن تكون لها نتائج عسكرية مؤثرة، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» لليوم الخامس (رويترز)

وشنت إسرائيل 5 موجات من ضرباتها الجوية ابتداء من 20 يونيو الماضي رداً على الهجمات الحوثية، مستهدفة بنية تحتية؛ بما فيها ميناءا الحديدة ورأس عيسى على البحر الأحمر، وخزانات للوقود ومطار صنعاء، وكان آخر هذه الغارات في 10 يناير الماضي.

وأدت هجمات الحوثيين البحرية إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة، في حين استقبلوا نحو ألف غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير 2024 وحتى سريان الهدنة في غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم التي تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران.


مقالات ذات صلة

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

المشرق العربي العقيد محمد جابر خلال مشاركته أخيراً لحشد القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين (الشرق الأوسط) play-circle

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

دعا مسؤولون يمنيون القبائل اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى سرعة سحب أبنائهم من المعسكرات التابعة للجماعة وأهمية الابتعاد عن مواقعهم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي حضور فاعل للمعلمات في الفعاليات الاحتجاجية بمدينة تعز (إعلام محلي)

اليمن: المعلمون في تعز يصعّدون الاحتجاجات ويتمسّكون بالإضراب

فشل اتفاق التهدئة الذي أُبرم بين السلطة المحلية في محافظة تعز اليمنية ونقابات المعلمين التي تقود إضراباً عن العمل منذ خمسة أشهر للمطالبة بزيادة الرواتب

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية وأمامها طائرات (إف 15) و(إف 35) وطائرة إنذار مبكر (صفحة حاملة الطائرات فينسون عبر فيسبوك) play-circle

الحوثيون: استهدفنا حاملتي الطائرات الأميركيتين «ترومان» و«فينسون»

قالت جماعة «الحوثي» اليمنية إنها قصفت أهدافاً في إسرائيل واستهدفت حاملتي الطائرات الأميركيتين «هاري ترومان» و«كارل فينسون» بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي حفرة أحدثها صاروخ أميركي في ضربة استهدفت صنعاء (أ.ف.ب)

واشنطن تكثّف الضربات على مواقع الحوثيين في صنعاء والحديدة

وسط قلق أممي، كثفت الولايات المتحدة ضرباتها فجر الجمعة ومساء السبت على مواقع مفترضة للحوثيين في صنعاء وضواحيها والحديدة، وصولاً إلى عمران ومأرب وجزيرة كمران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أكثر من مليون اشتباه بالإصابة بالملاريا في اليمن وما يتجاوز 13 ألفاً بحمى الضنك العام الماضي (الأمم المتحدة)

50 ألف إصابة بالملاريا في عدن... و12 وفاة بحمى الضنك

نفت السلطات الصحية في مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن إشاعات عن انتشار مرض غريب تسبب في وفاة 12 شخصاً وأكدت أن الوفاة سببها «حمى الضنك»

محمد ناصر (تعز)

اليمن: المعلمون في تعز يصعّدون الاحتجاجات ويتمسّكون بالإضراب

المعلمون في تعز يتمسّكون بطلب رفع المرتّبات وتحسين معيشتهم (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يتمسّكون بطلب رفع المرتّبات وتحسين معيشتهم (إعلام محلي)
TT

اليمن: المعلمون في تعز يصعّدون الاحتجاجات ويتمسّكون بالإضراب

المعلمون في تعز يتمسّكون بطلب رفع المرتّبات وتحسين معيشتهم (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يتمسّكون بطلب رفع المرتّبات وتحسين معيشتهم (إعلام محلي)

فشل اتفاق التهدئة، الذي أُبرم بين السلطة المحلية في محافظة تعز اليمنية ونقابات المعلمين، التي تقود إضراباً عن العمل منذ خمسة أشهر للمطالبة بزيادة الرواتب، بالتزامن مع الإعلان عن موعد اختبارات الشهادة الثانوية العامة مطلع الشهر المقبل.

وكانت النقابات والسلطة المحلية قد توصّلت إلى اتفاق لتنفيذ مطالب المعلمين على مراحل، ومنحت السلطة المحلية أسبوعاً للبدء في ذلك، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، حيث دعا اتحاد التربويين في المحافظة لاستئناف الاحتجاجات.

وخرج المئات من المعلمين، يساندهم الطلاب، في مسيرة انتهت بوقفة احتجاجية أمام مكتب التربية والتعليم، طالبوا خلالها بإقالة مدير المكتب عبد الواسع شداد، الذي اتُّهم بتضليل الوزارة، وإصدار قرارات مخالفة للوائح، والسعي لإجراء اختبارات الثانوية العامة في ظل الإضراب الشامل الذي ينفّذه المعلمون في مركز المحافظة، وفي أريافها.

وأعلن الطلبة، الذين شاركوا في المظاهرة تأييداً للمعلمين، رفضهم إجراء اختبارات الشهادة الثانوية العامة، لأن العملية التعليمية توقفت منذ بداية الفصل الدراسي الثاني، ولم يستكملوا المناهج الدراسية، وندد المتحدثون بما سموها تعسّفات مكتب وزارة التربية في المحافظة، واتهموه بممارسة الإرهاب الوظيفي من خلال تهديد المعلمين المضربين بعقوبات.

حضور فاعل للمعلمات في الفعاليات الاحتجاجية بمدينة تعز (إعلام محلي)

ورفض المحتجون، الذين انتقلوا أيضاً إلى أمام مبنى ديوان المحافظة، التقويم الدراسي الجديد الصادر عن المكتب، وقالوا إنه مخالف لتقويم الوزارة، ورأوا في قرار إجراء اختبارات الشهادة الثانوية العامة، مع توقف العملية التعليمية، إضراراً بمستقبل الطلبة.

وأكد رئيس اتحاد التربويين أمين المسني أنهم يرفضون ما وصفها بالانتهاكات التي يمارسها مدير مكتب وزارة التربية والتعليم بهدف إرهاب المعلمين، واعتبر أن أي انتهاكات تُمارس خلال فترة الإضراب إجراءات غير قانونية، وسيتم التصدي لها بقوة.

إعادة النظر

في الفعالية الاحتجاجية، أُلقيت كلمات عن الطلبة تضمّنت رسائل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ورئيس الحكومة، ووزير التربية والجهات ذات العلاقة، أُعلن خلالها دعم الطلبة لحقوق معلميهم، وضرورة إعادة النظر في القرارات المتّخذة من قبل مكتب التربية بالمحافظة.

وأكدت القيادية في اتحاد التربويين، أمة الملك واصل، أن محاولة كسر الإضراب التي يقوم بها مكتب التربية إهانة للمعلم، وهدر لحقوق الطلبة، ودعت مدير المكتب إلى الاقتداء بمديرة مكتب التربية بمحافظة عدن نوال جواد، التي آثرت الاستقالة على إهانة كرامة المعلم، على حد قولها.

ويرى المعلم عبد الوارث العبسي أن المسيرة رسالة واضحة للسلطة المحلية والحكومة بأن الحرية والكرامة والحقوق هي كل ما تبقّى للمعلمين، ولن يتنازلوا عنها، وأكد أنها رسالة على استمرارية الإضراب والفعاليات الاحتجاجية حتى تُعطى جميع الحقوق، وإيقاف مهزلة الاختبارات التي يُصرّحون بها.

تأجيل الامتحانات

ويرى مكتب التربية أن تأجيل امتحانات الثانوية العامة خيار إضافي بسبب عدم استكمال المنهج الدراسي نتيجة إضراب المعلمين، لكن لا يُعلم على وجه الدقة ما إذا كانت هذه الخطوة سترضي المعلمين والطلاب أم لا.

وطلب مدير مكتب وزارة التربية في تعز، عبد الواسع شداد، في مذكرة رسمية إلى وزير التربية تأجيل اختبارات الثانوية إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى حتى يتم تعويض الطلاب عن الدروس التي لم يتلقّوها خلال فترة الإضراب.

مكتب التربية في تعز متمسّك بقرار استئناف الدراسة (إكس)

وفي طلبه، ذكر مدير مكتب التربية أنه ونظراً لبدء فتح المدارس وعودة العملية التعليمية بعد إجازة عيد الفطر، فإن من الضروري منح المدارس فرصة كافية لتقديم واستكمال الموضوعات العامة من المقررات الدراسية للفصل الدراسي الثاني.

هذا الطلب جاء بعد أيام من إعلان وزارة التربية والتعليم جداول امتحانات الشهادة الثانوية العامة للقسمين العلمي والأدبي، والتي ستبدأ، بحسب الجدول، في 4 مايو (أيار) المقبل، وتنتهي في 25 من الشهر ذاته. فيما يؤكد اتحاد التربويين التمسك بمطالب تحسين أوضاع المعلمين والمعلمات، وتعهد بالاستمرار في الإضراب المفتوح حتى تنفيذ كافة المطالب.