تصفية 7 مشرفين حوثيين في حوادث انتقامية خلال شهر واحد

من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)
من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)
TT
20

تصفية 7 مشرفين حوثيين في حوادث انتقامية خلال شهر واحد

من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)
من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

بعيداً عن الخسائر البشرية التي تتكبدها الجماعة الحوثية جراء تصعيدها الميداني مع القوات الحكومية وبسبب الضربات الأميركية، سجلت مناطق سيطرة الجماعة 7 حوادث تصفية لمشرفين بدوافع انتقامية وخلافات بينية خلال شهر واحد، في صنعاء وإب والبيضاء وصعدة.

وتمثل آخر هذه الحوادث في مقتل مشرف أمني حوثي بمنطقة خيوان في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، على يدي مسلحين من أبناء إحدى القرى بالمنطقة.

وذكرت مصادر محلية أن المشرف علي مكيك العيدي يكنى «أبو أسد» لقي مصرعه على يد مسلحين من قرية «الثماثمة» في خيوان عمران، بسبب قيامه في وقت سابق بشن حملة عسكرية واسعة نكلت بأهالي القرية وأدت إلى مقتل أحد وجهائها البارزين.

ورداً على ذلك، فرضت حملة حوثية مسلحة بقيادة أبو علي سمير، المعيّن مديراً لأمن حرف سفيان، حصاراً خانقاً على أهالي القرية؛ حيث شرعت في الاعتداء عليهم وقصف منازلهم بمختلف أنواع الأسلحة لإرغامهم على تسليم 10 أفراد من القبيلة رهائن، الأمر الذي قوبل برفض الأهالي.

وسبق ذلك وقوع حادثة أخرى مُماثلة تمثلت في مصرع مُعمم حوثي في أحد مساجد مديرية الرضمة بمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) على خلفية إساءته لمعتقدات السكان.

دورية حوثية في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
دورية حوثية في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)

ووفق مصادر محلية، فإن المشرف الثقافي سلمان الورد لقي مصرعه على يد مسلح، بعد صعوده إلى منبر مسجد قرية «المورح» في الرضمة لإلقاء محاضرة تعبوية طائفية.

ورداً على ذلك، شنت الجماعة الحوثية حملة أمنية واسعة شملت طواقم وعربات عسكرية ومسلحين على المنطقة بذريعة ملاحقة الجاني ومن يقف وراءه من أبناء القرية للقبض عليهم.

خلاف داخلي

في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، تحدثت مصادر مطلعة عن مقتل قيادي حوثي ميداني مطلع مارس (آذار) الحالي، بعد يوم واحد من استدعائه من إحدى جبهات مأرب، في ظل ظروف غامضة وتكتم شديد.

وقالت المصادر المحلية إن المشرف الميداني السابق على جبهة «الأعيرف» جنوب محافظة مأرب يُكنى «أبو صقر» يتحدر من مديرية مدان في عمران (شمال) عُثر عليه بداية الشهر الجاري مقتولاً داخل سيارته بالقرب من منزله في منطقة حزيز جنوب صنعاء.

وتشير أصابع الاتهام إلى ضلوع قيادات في الجماعة وراء تصفيته. وعزت المصادر ذلك إلى الخلاف المتصاعد بين المشرف أبو صقر ومشرفين آخرين من صعدة على الدعم المقدم للجبهة، كما تتهمه الجماعة بالتخلف عن تنفيذ تعليماتها فيما يخص التحركات الميدانية في جبهات القتال.

الحوثيون يفجرون منازل معارضين لهم في محافظة البيضاء (إكس)
الحوثيون يفجرون منازل معارضين لهم في محافظة البيضاء (إكس)

وفي حادثة أخرى مُشابهة في صنعاء تعرض القيادي الحوثي يحيى زبارة للاغتيال على يد مسلح قبلي في حي دارس شمال صنعاء، بعد اتهام المسلح للقيادي بالتحرش بإحدى قريباته.

وكان قيادي حوثي آخر يُدعى عيسى عاطف لقي مصرعه في أواخر فبراير (شباط) الماضي على يد عنصر أمنى في الجماعة بمنطقة «المهاذر» التابعة لمديرية سحار بمحافظة صعدة.

وطبقاً لمصادر مطلعة، فإن جثة القيادي الذي يحمل رتبة عقيد وينتحل صفة مدير عام مكتب الإعلام الخاضع للحوثيين بصعدة لا تزال حتى اللحظة في ثلاجة مستشفى المهاذر، فيما لم تكشف الجماعة عن ملابسات الحادثة، ولا عن مصير الجاني الذي لاذ بالفرار.

وسبق حادثة المهاذر بأيام مقتل القيادي في الجماعة إسماعيل الريدي ويكنى «أبو مالك» مع اثنين من مرافقيه في ظروف غامضة وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء.

وكان الريدي متورطاً بقتل شاب يدعى علوي سكران بعد أن قام قبل فترة بدهسه بدورية عسكرية حوثية في سوق المدينة وسحب جثته وأطلق النار عليها.

وقد تضاربت الأنباء حول ملابسات الحادثة، حيث أشارت مصادر إلى أنه قُتِل برصاص مسلحين مجهولين، بينما رجحت أخرى أن تكون قيادات حوثية قد تخلصت منه لامتصاص غضب رجال القبائل في رداع.


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

أثارت الضربات الأميركية على صنعاء موجة سخط واسعة بين سكان المدينة، الذين أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية استدعائها لهذه الغارات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

مع انقضاء الأسبوع الأول من الضربات، وسَّعت واشنطن بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين لتشمل مخابئ القيادة والسيطرة، ومخازن الصواريخ والمسيَّرات، ومواقع الإطلاق.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

اضطرت جماعة «الحوثي» اليمنية إلى إخلاء مقر لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد رسالة تحذير إيرانية، وإجماع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» على تجنب التصعيد.

«الشرق الأوسط» ( طهران) علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية مطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي

أعلن متحدث عسكري حوثي، استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مقترح «سد الفجوة»... تحركات مصرية لإحياء «هدنة غزة»

امرأة فلسطينية وطفل يبكيان على جثة قريب لهما قُتل في غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية وطفل يبكيان على جثة قريب لهما قُتل في غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT
20

مقترح «سد الفجوة»... تحركات مصرية لإحياء «هدنة غزة»

امرأة فلسطينية وطفل يبكيان على جثة قريب لهما قُتل في غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية وطفل يبكيان على جثة قريب لهما قُتل في غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

تحركات مكثفة من الوسطاء لمنع توسع التصعيد العسكري في قطاع غزة وسط مفاوضات جارية بشأن أفكار تضم مقترح مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن تهدئة جديدة لم تقبل «حماس» بنودها السابقة، وأفشلتها حكومة بنيامين نتنياهو بشن عمليات ضد القطاع.

طاولة المفاوضات أيضاً تشمل مقترحاً مصرياً بشأن «وضع جداول زمنية لانسحاب إسرائيلي كامل وتسليم (حماس) الرهائن المتبقيين»، وهذا الزخم في المحادثات تحت النيران المستمرة، سيذهب، حسب خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، إلى هدنة إنسانية في أقصى تقدير مع قرب عيد الفطر الذي يحل أواخر مارس (آذار) الحالي، مع استمرار المفاوضات بشأن اتفاق شامل أو مرحلي، خصوصاً وأن الطاولة مليئة بالقضايا الحرجة مثل مستقبل القطاع وإبعاد «حماس».

وبعد تشاور مع إدارة الرئيس الأميركي، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس الحالي، بعد هدنة استمرت 6 أسابيع، في حين لا يزال هناك 59 رهينة في غزة يُعتقد أن نحو 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بعد أن سمحت المرحلة الأولى التي انتهت مطلع مارس الحالي من اتفاق الهدنة الذي انطلق قبل نحو شهرين، بإطلاق سراح 33 رهينة ونحو 1800 أسير فلسطيني.

ووفق المتحدث باسم «حماس»، عبد اللطيف القانوع، في بيان، السبت، فإن «مقترح ويتكوف وبعض الأفكار يتم مناقشتها مع الوسطاء والاتصالات لم تتوقف لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار»، داعياً إلى أن «تمارس إدارة ترمب الضغط على الاحتلال للعودة لاتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ونتنياهو هو المُعطِّل للاتفاق ويُقدِّم بقاء حكومته على حياة الأسرى».

وفيما لم يوضح متحدث «حماس» طبيعة الأفكار الأخرى، قالت 3 مصادر بينهم مسؤولان مصريان، وثالث فلسطيني لـ«رويترز»، إن «القاهرة قدمت مقترحاً لوقف الحرب وسد الفجوات، وحظي بموافقة الولايات المتحدة»، موضحين أن مصر وضعت جدولاً زمنياً لإطلاق سراح باقي الرهائن، إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة بضمانات أميركية.

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)

وكان ويتكوف قدّم في 13 مارس الحالي اقتراحاً «مُحدَّثاً» لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل، وقبلت «حماس» بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط، وعدَّ المبعوث الأميركي رد الحركة «غير مقبول»، وذلك قبيل يومين من استئناف إسرائيل الحرب.

وتحدث ويتكوف، مساء الجمعة، عن أن «هناك مفاوضات جارية» لوقف الغارات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن «نتنياهو يريد تحرير المحتجزين في غزة، لكنه يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال سياسة الضغط على (حماس)».

لكن لا تزال تلك المفاوضات تحت النيران، وسط توسع إسرائيلي في غزة خلَّف مئات الضحايا، لا سيما من النساء والأطفال، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه يشنّ ضربات ضد أهداف لـ«حزب الله» اللبناني في جنوب لبنان، رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ من هذه المنطقة على شمال إسرائيل، وذلك غداة إعلان «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها أطلقت رشقة صواريخ من غزة باتجاه تل أبيب، وتأكيد الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، مساء الجمعة، استهدف مطار بن غوريون.

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يرى أن الخيار الأفضل هو دعم وإنجاح التحركات المصرية لإحياء الهدنة مجدداً، وإلا ما نراه من عودة التصعيد لن يكون في صالح المنطقة أو واشنطن، لافتاً إلى أن «عودة إطلاق الصواريخ مرة أخرى أياً كان تأثيرها تعني أن المنطقة ستشتعل مرة أخرى، وبالتالي من المهم نجاح تلك المفاوضات الجارية والتوصل لحل وسط وصيغة توافقية».

وباعتقاد السفير الفلسطيني الأسبق لدى القاهرة، بركات الفرا، فإن «مصر قادرة على سد الفجوات وإحياء هدنة غزة بمقترحها الجديد، وعلى نتنياهو أن يستمع للتحركات الجديدة، خاصة وأن الضغوط ستزداد ضده داخلياً وخارجياً»، متوقعاً «حدوث هدنة إنسانية مع حلول عيد الفطر إن لم تسفر المفاوضات الجارية عن التوصل لاتفاق واضح قبله».

ومتفقاً مع تلك التقديرات، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه بإمكان مصر تحقيق تقدم في تلك المفاوضات الجارية بمقترحها لسد الفجوات المتداول، سواء بزيادة عدد الرهائن أو التسليم المرحلي، لافتاً إلى أن «هذا يتوقف على حجم الضغوط التي ستبذل من قبل أميركا على إسرائيل للتوصل لاتفاق قريب؛ وإلا ستبقى مفاوضات تحت النار وفقط».

رد فعل فلسطينية بعد التعرف على جثث أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
رد فعل فلسطينية بعد التعرف على جثث أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبتقديرات ويتكوف، فإن «(حماس) تسعى للبقاء في غزة وإدارة القطاع، وهذا أمر غير مقبول»، معتقداً أن «ما هو مقبول بالنسبة لواشنطن، هو أن تتخلى الحركة عن أسلحتها، وربما يمكنهم البقاء هناك مؤقتاً».

وأفاد القانوع، السبت، بأن الحركة «جاهزة لأي ترتيبات بشأن إدارة غزة تحظى بالتوافق وليست معنية أن تكون جزءاً منها ولا طموح لديها لإدارة القطاع»، مؤكداً أنها «سبق أن وافقت على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي بالقطاع لا تتضمن الحركة».

ورغم هذا الجدل لا تزال الدعوات الدولية تتواصل لإحياء هدنة غزة، وأصدرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بياناً مشتركاً، مساء الجمعة، تدعو فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وبرأي حسن، فإن التصريحات الأميركية الأقرب أن تكون من باب الضغوط على «حماس»، لافتاً إلى أن رسائل الدول الغربية واضحة وحاسمة بأهمية وقف إطلاق النار، وبالتالي من المهم التوصل لصيغة توافقية توقف الحرب، فيما لم يستبعد إمكانية الوصول لهدنة جديدة مع حلول عيد الفطر.

ويعتقد الفرا أيضاً أن «واشنطن تريد زيادة الضغط على (حماس) لجعلها بلا أنياب بغزة، وقد تستمر قضية نزاع سلاحها إعلامياً فقط غير أن الحركة ذاتها ستبحث عن حماية كوادرها داخلياً وخارجياً، وأن يكون لها وجود مدني».

ويتوقع الرقب أن تشكل لجنة إدارة غزة بدون «حماس» بناءً على التوافقات على أن يكون مستقبل الحركة وسلاحها مرتبطين بوجود قوات دولية للفصل مع إسرائيل من عدمه، مضيفاً: «لكن هذه قضايا تطرح للضغط لا أكثر والمطلوب حالياً إحياء الهدنة وهو ما يتحرك فيه الوسطاء».