قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

واشنطن تتهم الحوثيين بالاستيلاء على مخزون لبرنامج الأغذية العالمي

طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)

أفادت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثي بأن قصفاً أميركياً استهدف، اليوم (الثلاثاء)، محافظتي صعدة وحجة في شمال غربي اليمن. وقالت إن قصفاً استهدف منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة، كما استهدفت غارة أخرى منطقة بحيص في مديرية ميدي في حجة.

ولم تذكر مزيداً من التفاصيل.

وبدأت الولايات المتحدة، يوم السبت، شنّ ضربات تستهدف جماعة الحوثي، بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجدداً السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب.

وقال الحوثيون إن الهجمات الأميركية أسقطت 53 قتيلاً على الأقل.

وصرّح مسؤولون أميركيون بأن الضربات ستستمر أياماً، وربما أسابيع، إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.

واتهمت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، الحوثيين بالاستيلاء على مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي من مستودعه في محافظة صعدة، شمال اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، في حسابها على منصة «إكس»: «يحتوي هذا المستودع على أكثر من 2.5 مليون كيلوغرام من السلع المخصصة للمدنيين اليمنيين».

وأشارت إلى أن «هذا الاستيلاء غير القانوني على مساعدات برنامج الأغذية العالمي سيزيد من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى الشعب اليمني». وأضافت: «يعد هذا مثالاً آخر على التجاهل التام واللامسؤول من جانب الحوثيين لمعاناة الشعب اليمني، وعدوانهم المستمر على العمليات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين».

وذكّرت بأن «الحوثيين يواصلون انتهاك القانون الإنساني الدولي وتعريض عمال الإغاثة والشعب اليمني للخطر. إنهم لا يهتمون بمصلحة اليمنيين على الإطلاق».

وفي 10 فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تعليق أعمالها في محافظة صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، إثر قيام سلطات الأمر الواقع باحتجاز 8 موظفين أمميين إضافيين.


مقالات ذات صلة

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

أثارت الضربات الأميركية على صنعاء موجة سخط واسعة بين سكان المدينة، الذين أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية استدعائها لهذه الغارات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

مع انقضاء الأسبوع الأول من الضربات، وسَّعت واشنطن بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين لتشمل مخابئ القيادة والسيطرة، ومخازن الصواريخ والمسيَّرات، ومواقع الإطلاق.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

رسالة قاآني تجلي جماعة الحوثي من بغداد

اضطرت جماعة «الحوثي» اليمنية إلى إخلاء مقر لها في العاصمة العراقية بغداد، بعد رسالة تحذير إيرانية، وإجماع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» على تجنب التصعيد.

«الشرق الأوسط» ( طهران) علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية مطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي

أعلن متحدث عسكري حوثي، استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
TT
20

سكان صنعاء يحمّلون الحوثيين مسؤولية استدعاء الغارات الأميركية

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

أثارت الضربات الأميركية على العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، موجة سخط واسعة بين سكان المدينة؛ حيث أجمعوا على تحميل قادة الجماعة الحوثية مسؤولية مساعيها لإشعال فتيل حرب جديدة، واستدعائها لهذه الغارات، مع تجاهلها المستمر للمخاطر المحدقة بملايين السكان أمنياً ومعيشياً.

ووصف السكان في صنعاء الغارات الأخيرة على مناطق مدينتهم بأنها الأشد والأعنف من سابقاتها من الضربات الإسرائيلية والغربية، موضحين أنها أثارت حالةً من الرعب غير المسبوق، وألحقت أضراراً كبيرة بعدد من المساكن القريبة من المواقع المستهدَفة، التابعة للحوثيين.

وأبدى أسامة، وهو مالك محل ملابس بصنعاء تخوفه من عدم الوصول إلى أي اتفاق فيما تبقَّى من أيام شهر رمضان يُفضي إلى وقف فوري للتصعيد الحوثي ضد الملاحة الدولية، وإيقاف الضربات على صنعاء وبقية المدن.

وأوضح مالك المتجر لـ«الشرق الأوسط»، أن الغارات على صنعاء كانت «مخيفة»، وأشاعت حالة رعب بين السكان، وأرغمت كثيراً منهم، لا سيما النساء، على الامتناع عن الخروج للأسواق لشراء مستلزمات عيد الفطر.

الغارات الأميركية حوَّلت ليل صنعاء إلى نهار (إعلام محلي)
الغارات الأميركية حوَّلت ليل صنعاء إلى نهار (إعلام محلي)

واضطر أسامة - وهو موظف حكومي سابق أقصته الجماعة من عمله في إحدى المؤسسات قبل أشهر عدة - إلى بيع ما تبقى من حُلي زوجته وتأسيس مشروع متواضع، لكنه يُبدي خشيته من استمرار التصعيد الحوثي الذي قد يقود إلى توسُّع واشتداد الغارات على صنعاء، وتأثير ذلك سلباً على تجارته من الملابس.

وعقب كل غارة أميركية على صنعاء خلال الأسبوع الماضي تكاد تخلو الشوارع من المارة بما فيها تلك الواقعة إلى شمال المدينة ووسطها، حيث يُسارِع السكان للعودة إلى منازلهم خشية حصول أي مكروه لهم أو لذويهم؛ بسبب الضربات.

نزوح ومعاناة

مع تكثيف الطيران الأميركي غاراته الجوية على منطقة الجراف التابعة لمديرية الثورة شمال صنعاء، اضطر عبد الله، وهو أحد سكان حارة الربعين بحي الجراف الغربي، إلى النزوح إلى منزل أحد أقربائه في جنوب صنعاء؛ حِفاظاً على سلامة عائلته.

ويحكي عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، عن حالة رعب غير مسبوقة عاشها مع أفراد عائلته على مدى الأيام القليلة الماضية وقبيل النزوح من الحارة إثر الغارات الأميركية المتوالية على المناطق القريبة منهم في الجراف؛ حيث تعدّ المنطقة مركزاً للموالين للحوثيين.

وقال: «إن حارات القيوم، والبلسة، والمؤيد، والنوبة، وبير زيد، وعرهب، وغيرها في الجراف الغربي والشرقي بصنعاء باتت حالياً شبه خالية من السكان، بعد أن لجأ كثير منهم للنزوح الإجباري إلى مناطق عدة أكثر أمناً بصنعاء وخارجها».

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

وأضاف أن الجماعة الانقلابية مارست مختلف الضغوط عليهم لإرغامهم على البقاء في منازلهم حتى يكونوا عرضةً لأي استهداف قادم؛ بغية استثمار ذلك إنسانياً على مستويى الداخل والخارج.

ويعاني سكان صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، من صعوبة العيش، وغياب أبسط الخدمات، وغلاء الأسعار، وانقطاع الرواتب، وتدهور الحالتين الأمنية والاقتصادية، وتفشي البطالة، واستمرار سياسات الفساد والتجويع.

من جهته يحمّل جمال وهو أحد سكان حي عصر في صنعاء قادة الجماعة الحوثية كامل المسؤولية لما تَعرَّض له وأفراد عائلته من حالة فزع ورعب شديدة، وتَعرُّض زجاج منزله للتهشيم جراء غارة أميركية، وصفها بـ«العنيفة» استهدفت منطقة فج عطان القريبة من الحي الذي يقع فيه منزله.

وأكد جمال وجود حالة سخط بين سكان الحي لجهة استدعاء الانقلابيين الحوثيين لهذه الغارات وما سبقتها من ضربات إسرائيلية وأميركية وبريطانية. وقال إنه يأمل في أن يتم الضغط بأي طريقة على قادة الجماعة لإجبارهم على وقف التصعيد الذي قد يجر البلد إلى مزيد من الفوضى.

وكانت الولايات المتحدة أطلقت، الأسبوع الماضي، حملةً جديدةً ضد الحوثيين أمر بها الرئيس ترمب، استهدفت صنعاء و7 محافظات أخرى، وطاولت لأول مرة حي الجراف شمال صنعاء الذي يعدّ معقلاً رئيسياً للجماعة الحوثية.