وزير الخارجية المصري: لجنة إدارة غزة محل توافق... والأمن ستتولاه السلطة

قال في مقابلة مع «الشرق» إن موقف ترمب من القطاع «يتطور بشكل إيجابي»

0 seconds of 52 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:52
00:52
 
TT
20

وزير الخارجية المصري: لجنة إدارة غزة محل توافق... والأمن ستتولاه السلطة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال المقابلة
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال المقابلة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن لجنة التكنوقراط المقترحة لإدارة غزة «محل توافق»، مشيراً إلى أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار تعتبر الأمن مسؤولية السلطة الفلسطينية. وكشف تدريب مجندين جدد «لنشرهم وملء الفراغ الأمني» في القطاع.

ورأى عبد العاطي في مقابلة مع «الشرق للأخبار»، أن الموقف الأميركي من غزة «يتطور بشكل إيجابي»، معتبراً أن تصريحات الرئيس دونالد ترمب بأنه لا حاجة لطرد سكان القطاع من أراضيهم «تطور شديد الأهمية، ونحن نقدر أهمية هذا التصريح في هذا التوقيت».

وقال إن وزراء اللجنة السداسية العربية اتفقوا خلال اجتماعهم «البنَّاء والمهم» مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الدوحة، الأربعاء الماضي، على أن تكون الخطة العربية الإسلامية «هي الأساس لإعادة الإعمار، وهذه تطورات محمودة وإيجابية».

من يدير غزة؟

وشدد الوزير المصري على أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار «متكاملة في الجانب الفني منها، تجيب على الأسئلة المطروحة في ما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، وتتضمن أطراً زمنية ومراحل محددة».

ورداً على سؤال عن مستقبل حركة «حماس» وسلاحها، قال: «غير صحيح أن الخطة التي اعتمدت عربياً وإسلامياً لم تتطرق إلى قضايا الحوكمة وقضايا الأمن. كان مطلوباً أن نعالج هذه المسألة، وبالتأكيد لا يمكن تنفيذ الخطة على أرض الواقع من دون توافر ظروف محددة أهمها استدامة وقف إطلاق النار، وهذه مسألة شديدة الأهمية».

وأضاف أن «المسألة الثانية هي من سيدير القطاع، والمسألة الثالثة كيفية ملء الفراغ الأمني في القطاع، وهاتان المسألتان تم التطرق إليهما بشكل عام في التقرير المرفق بالخطة، والإجابة كانت واضحة: فيما يتعلق بالحوكمة، نحن نتحدث عن لجنة خاصة بإدارة قطاع غزة تتكون من 15 شخصاً من الشخصيات الفلسطينية من سكان القطاع من التكنوقراط ممن لا علاقة لهم بأي من الفصائل الفلسطينية، وهذا أمر شديد الوضوح. هذه اللجنة ستتولى إدارة القطاع لفترة زمنية محددة».

ورفض الدخول في تفاصيل الأسماء المرشحة لتكون ضمن هذه الشخصيات. لكنه أكد أن هذه اللجنة «ستتولى إدارة شؤون القطاع لمدة 6 أشهر فقط... وهي محل توافق من الفصائل الفلسطينية» رغم أنها «غير فصائلية». وأوضح أن «ما نريد أن نركز عليه أن هناك فترة انتقالية ستتولى هذه اللجنة فيها مهامها، وبالتزامن يتم نشر السلطة الفلسطينية لتتولى مهام الإدارة والحكم».

وفيما يتعلق بقضية الأمن، قال: «تحدثنا عنها بشكل واضح، هناك عناصر شرطة فلسطينية موجودة داخل قطاع غزة وتتبع السلطة الفلسطينية وتتقاضى رواتبها من السلطة، كل ما علينا هو إعادة تدريب هذه القوات الموجودة بالفعل في غزة لتتولى قضية الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون. وهناك مجموعة من الأسماء التي وردت إلينا وتمت مراجعتها أمنياً وسيتم البدء في تدريبها وهم مجندون جدد، ليتم نشرهم داخل القطاع لملء الفراغ الأمني».

ولفت إلى أن «الأصل هو انتشار السلطة في قطاع غزة تأكيداً للارتباط الموضوعي بين الضفة الغربية والقطاع، باعتبار أنهما الإقليم المستقبلي للدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها».

وفي ما يخص انتشار قوة دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، حسبما ورد في نص الخطة، أشار عبد العاطي إلى أن هدف الاقتراح «التأكيد على الترابط بين الضفة والقطاع... ضمن الخطوات الملموسة المتخذة على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية».

مؤتمر دولي لغزة في أبريل

وكشف تفاصيل اعتزام القاهرة تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي، في نهاية أبريل (نيسان) المقبل. وقال: «نتشاور مع الأطراف التي ستكون مستضيفة للمؤتمر، إضافة إلى الجانب المصري، لأنه لن يكون مؤتمراً مصرياً، بل سيكون مؤتمراً دولياً... لدينا أطراف دولية في مقدمتها الأمم المتحدة، وننسق بشكل مباشر مع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ولدينا البنك الدولي، وأطراف إقليمية وأخرى أوروبية مثل الاتحاد الأوروبي والنرويج، وهناك اتصالات مع أطراف مانحة أخرى كاليابان ودول أوروبية ودول غربية ودول عربية، ونتحدث مع الجميع، والآن التركيز منصب على الجوانب الموضوعية والجوانب الإجرائية».

دعم لخيارات السوريين... و«نصائح»

وفي ما يخص التطورات في سوريا، أكد عبد العاطي أن بلاده «تقف قلباً وقالباً وبكل وضوح وحسم إلى جانب الشعب السوري وإرادته وتطلعاته»، مشدداً إلى ضرورة «أن تكون هناك عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً».

ولفت إلى أن القاهرة توظف اتصالاتها «مع الأشقاء في سوريا من مختلف المشارب والاتجاهات، وأيضاً السلطة السورية الانتقالية الموجودة حالياً، لنقل هذه الرسائل... نحن نقدم النصح بضرورة عدم الإقصاء وضرورة توفير الضمانات والحماية لكل الأقليات ولكل المجموعات العرقية والإثنية والدينية الموجودة هناك».

وشدد على أن «قضية الأمن والاستقرار مهمة جداً. ولابد من التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب، وهي قضية مهمة للغاية، وأن يتم التأكيد على الدولة الوطنية، وألا تكون سوريا قاعدة لتهديد أي من جيرانها أو أي من الأطراف الإقليمية. هذه أمور ننقلها تباعاً إلى الأخوة في سوريا على سبيل النصح، لأن لدينا خبرة وتجارب في المنطقة وعلينا أن نعي من هذه التجارب».

وحين سُئل عن العلاقات مع إيران، قال: «لدينا بعض الشواغل في ما يتعلق بالعلاقات مع إيران ويتعين التعامل معها حتى يتم استعادة هذه العلاقات بشكل كامل». وأضاف أن «الاتصالات قائمة مع الحكومة الإيرانية على فترات طويلة... ونحن وظفنا هذه الاتصالات في الفترة الماضية في عملية وقف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية لا تبقي ولا تذر». وتابع: «ذكرنا للطرف الإيراني أنه يتعين احترام القانون الدولي وعلاقة حسن الجوار مع الدول المجاورة والتحرك في اتجاه خفض التصعيد».

قلق من تقسيم السودان

أما في ما يخص الموقف من الأزمة السودانية، شدد عبد العاطي على «ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وهذا الأمر الذي لطالما تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار. من دون دولة وطنية ومؤسسات قوية للدولة الوطنية ستستمر عناصر عدم الاستقرار في الإقليم العربي والمنطقة العربية».

وأضاف: «إذا كنا نتحدث عن دولة وطنية ومؤسسات وطنية لا يمكن قبول أن يكون هناك ميليشيات... نحن ندعم الدولة الوطنية ومؤسساتها في السودان وهذا أمر شديد الأهمية، وبالتأكيد لدينا قلق بالغ بشأن مسألة وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه وعدم تقسيمه، وهذا خط أحمر بالنسبة لنا ولا يمكن أن نقبل بحدوثه تحت أي ظرف من الظروف». وجدد رفض بلاده تشكيل الحكومة الموازية التي أعلنها تحالف يقوده زعيم «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي).


مقالات ذات صلة

«حماس» تعلن مقتل رئيس حكومتها في غزة بغارة إسرائيلية

المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم (د.ب.أ) play-circle

«حماس» تعلن مقتل رئيس حكومتها في غزة بغارة إسرائيلية

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، مقتل «كوكبة من قيادات العمل الحكومي» بغارات إسرائيلية على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يبكون حزناً على القتلى جرَّاء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم (رويترز)

إدانات عربية ودولية للمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية مهند هادي إن الغارات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، «أمر غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطيني يحمل جثمان طفل قتل في قصف إسرائيلي على مدينة غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:37

«الخارجية» الفلسطينية تطالب بتدخل دولي عاجل لوقف «الهجوم الوحشي»

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) بتدخل دولي عاجل لوقف «الهجوم الوحشي» في غزة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
آسيا جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle

الصين تدعو إلى اتّخاذ خطوات لمنع «كارثة إنسانية» في غزة

دعت الصين، اليوم (الثلاثاء)، إلى اتّخاذ خطوات لمنع وقوع «كارثة إنسانية» في غزة، بعدما شنت إسرائيل ضرباتها الأعنف على القطاع منذ وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي رجل يحمل جثة طفل قُتل في غارة إسرائيلية على مستشفى المعمداني في مدينة غزة في 18 مارس 2025 (أ.ف.ب) play-circle

الحوثيون يتعهدون بـ«تصعيد خطوات المواجهة» بعد الضربات الإسرائيلية على غزة

ندد الحوثيون، اليوم (الثلاثاء)، بالضربات الإسرائيلية العنيفة خلال الليل على قطاع غزة متعهدين «بتصعيد خطوات المواجهة».

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحوثي يعلن استهداف حاملة طائرات أميركية للمرة الثالثة خلال 48 ساعة

مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثي يعلن استهداف حاملة طائرات أميركية للمرة الثالثة خلال 48 ساعة

مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة من طراز «أف-18» تهم بالإقلاع من حاملة طائرات أميركية لتنفيذ مهمة فوق اليمن (أ.ف.ب)

قالت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي في اليمن إن غارات أميركية استهدفت العاصمة صنعاء اليوم الاثنين، في ما

أعلنت الجماعة في ساعة مبكرة اليوم الثلاثاء أنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية (يو.إس.إس هاري ترومان) بصاروخين وطائرتين مُسيرتين، وذلك للمرة الثالثة خلال 48 ساعة.
وأضافت في بيان أنها استهدفت أيضا مدمرة أميركية بصاروخ وأربع طائرات مُسيرة. وقالت الجماعة إن «استمرار الاعتداءات الأميركية على اليمن يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية»، مضيفة أنها لن تتوقف عن استهداف «كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان على بلدنا».

وذكرت الجماعة في وقت سابق أن قصفا أميركيا استهدف منطقة جبل صرف في مديرية بني حشيش، ومنطقة أخرى في مديرية الثورة في صنعاء. وأفادت زيضا بأن قصفا أميركيا استهدف منطقة العرج في مديرية باجل بالحديدة في غرب البلاد.

وبدأت الولايات المتحدة يوم السبت شن ضربات تستهدف جماعة الحوثي بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجددا السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب. وقال الحوثيون إن الهجمات الأميركية أسقطت 53 قتيلا. وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات ستستمر أياما وربما أسابيع إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.