الحوثيون يصعّدون هجماتهم في مأرب والجوف

مقتل عنصرين من الجيش اليمني وإصابة 7 آخرين

مخاوف يمنية وأممية من تفجير الحوثيين للحرب ونسف التهدئة الهشة القائمة منذ 3 سنوات (أ.ف.ب)
مخاوف يمنية وأممية من تفجير الحوثيين للحرب ونسف التهدئة الهشة القائمة منذ 3 سنوات (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثيون يصعّدون هجماتهم في مأرب والجوف

مخاوف يمنية وأممية من تفجير الحوثيين للحرب ونسف التهدئة الهشة القائمة منذ 3 سنوات (أ.ف.ب)
مخاوف يمنية وأممية من تفجير الحوثيين للحرب ونسف التهدئة الهشة القائمة منذ 3 سنوات (أ.ف.ب)

وسط مخاوف من إقدام الحوثيين على تفجير حرب شاملة ضد القوات الحكومية ونسف التهدئة الهشة المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، أفاد الجيش اليمني بتصاعد الهجمات التي تشنها الجماعة في جبهات مأرب والجوف وتصديه لها.

وذكر الإعلام العسكري أن قوات الجيش أفشلت، ليل الأربعاء، عملية هجوم عدائية للميليشيات الحوثية في جبهات جنوبي مأرب وشمالها.

وحسبما أورد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت)، استهدف الحوثيون مواقع الجيش بالمدفعية والطيران المسيَّر الانتحاري، مما أسفر عن سقوط قتيلين وسبعة جرحى، بالتزامن مع تصدي القوات للعملية الهجومية في الجبهة الشمالية وفي قطاع «الأعيرف» جنوبي مأرب.

إلى ذلك، ذكرت المصادر العسكرية أن قوات الجيش تصدت لهجوم من الميليشيات الحوثية في قطاع «محزام ماس» شمال مأرب، وردت على مصادر النيران وتمكنت من تدمير آليات للجماعة.

كما استهدفت مدفعية الجيش مواقع للحوثيين ومرابض لأسلحتها رداً على عملياتهم المعادية، ونجحت القوات في تدمير تلك المواقع، وأوقعت خسائر في صفوف الجماعة، حسبما ذكر موقع الجيش اليمني.

مسلحون حوثيون على متن عربة عسكرية خلال تجمع في صنعاء (رويترز)
مسلحون حوثيون على متن عربة عسكرية خلال تجمع في صنعاء (رويترز)

هذا التصعيد الحوثي جاء بعد يوم من تمكن قوات الجيش اليمني من التصدي لمحاولة تسلل حوثية، في جبهة قناو، شرق منطقة بئر المرازيق بمحافظة الجوف المجاورة لمأرب.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش رصدت تحركات حوثية بالقرب من مواقعها، وتعاملت معها بحزم بمختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت لساعات.

وحسب المصدر، أدت المواجهات إلى مقتل أربعة من عناصر الحوثيين، وإصابة خمسة آخرين، إضافةً إلى تدمير آلية عسكرية تابعة لهم.

وتشهد الجبهات الشرقية لمحافظة الجوف بين الحين والآخر، حسب المصدر، اشتباكات متقطعة، نتيجة الاعتداءات المتكررة من الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني.

مخاوف أممية

تصدّرت المخاوف من عودة القتال في اليمن الإحاطة الأحدث لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، إذ أكد أن اليمن بات عند «نقطة تحول حاسمة».

وعبَّر غروندبرغ عن أسفه لجهة هذا التصعيد، وقال: «للأسف، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة في اليمن، مع ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيرة ومحاولات التسلل التي ينفذها الحوثيون في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، والضالع، ولحج، ومأرب، وصعدة، وشبوة، وتعز».

مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (أ.ف.ب)
مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (أ.ف.ب)

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف اليمنية إلى تجنب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر، وتزج البلاد مجدداً في دائرة النزاع. وأشار إلى أن مكتبه يواصل اتصالاته المنتظمة مع الأطراف لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري.

وفي تلميح إلى مساعي الجماعة الحوثية لتحقيق مكاسب ميدانية، قال غروندبرغ إنه يدرك «أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقق لهم مكاسب»، مؤكداً بوضوح أن هذا سيكون خطأً كارثياً على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها، وفق تعبيره.

وشدد المبعوث على المسؤولية المشتركة للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، التي قال إنها تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل.


مقالات ذات صلة

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الصف الأول للحوثيين اختفوا من صنعاء وانقطع التواصل معهم (إعلام حوثي)

حوثيّو الصف الأول يختفون من صنعاء هلعاً من ضربات ترمب

اختفى كبار قادة الجماعة الحوثية من الصف الأول عن الظهور العام في صنعاء وقطعوا وسائل التواصل المعتادة هلعاً من الضربات الأميركية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مؤيدون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

العقوبات الأميركية تبدأ تجفيف أهم الموارد المالية للحوثيين

سيفقد الحوثيون ابتداء من اليوم (الجمعة) واحداً من أهم مواردهم المالية مع سريان قرار الولايات المتحدة منع استيراد المشتقات النفطية عبر المواني التي يسيطرون عليها

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استقبلت مستشفيات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال الأيام الأخيرة، عشرات القتلى والجرحى العسكريين الذين سقطوا جراء الغارات الأميركية

العالم العربي يمنيون يقيمون الأضرار في موقع تعرض للقصف الأميركي في محافظة الحديدة الساحلية (أ.ف.ب)

واشنطن تكثّف ضرب الحوثيين في صعدة وتتصيّد تحركات القادة

كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات، وذلك ضمن الحملة المتصاعدة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب

علي ربيع (عدن)

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة ضمن سعي واشنطن لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على وقف تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومع توقف الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل منذ الأحد الماضي، يتكهن مراقبون يمنيون بتعرض قدرات الجماعة العسكرية لضربات موجعة جراء الغارات التي استهدفت مخابئهم المحصنة في الجبال والكهوف ومراكز قيادتهم ومستودعات الأسلحة.

وأفاد الإعلام الحوثي بتلقي ضربات جديدة، فجر الجمعة، استهدفت منطقة العصايد بمديرية كتاف في صعدة، إلى جانب ضربات أخرى استهدفت منطقة كهلان شرق مدينة صعدة، وجميعها مواقع تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية للاستهداف أكثر من مرة.

ولم يتحدث إعلام الجماعة عن الخسائر جراء الضربات الجديدة، ولا عن عددها، إلا أن التقديرات تشير إلى بلوغ مجمل الغارات نحو 320 غارة منذ بدء الحملة في 15 مارس (آذار) الماضي.

منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)
منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)

ويقول القطاع الصحي الخاضع للحوثيين إن الضربات التي أمر بها ترمب أدت حتى الآن إلى مقتل 63 شخصاً وإصابة 140 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في حين بلغ الإجمالي منذ بدء الضربات التي تلقتها الجماعة في عهد جو بايدن 250 قتيلاً و714 مصاباً.

ومع تكتم الجماعة على الخسائر العسكرية، لم يتم التحقق من هذه الأرقام للضحايا المدنيين من مصادر مستقلة.

مليار دولار

مع تصاعد وتيرة الضربات الأميركية ضد الحوثيين، كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار على الذخائر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من عملية «الفارس الخشن»، مع توقعات بأن تتجاوز التكلفة مليار دولار قريباً.

ونقلت الصحيفة أن الضربات الأميركية، التي أطلق عليها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اسم «عملية الفارس الخشن» نسبة إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأميركية، قد تستمر على الأرجح لمدة 6 أشهر.

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)

وأقر المسؤولون، حسب الصحيفة، بأن الحملة الجوية لم تحقق سوى «نجاح محدود» في تقليص الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين، التي توجد إلى حد كبير تحت الأرض، وتشمل صواريخ وطائرات مسيرة وقاذفات، وذلك وفقاً لما أفاد به مساعدو الكونغرس وحلفاؤهم.

ويقول المسؤولون الأميركيون، الذين اطلعوا على تقييمات الأضرار السرية، إن القصف كان أكثر كثافة من الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأكبر بكثير مما أوردته وزارة الدفاع علناً.

وخلال الأيام الأخيرة كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات.

تراجع الهجمات

كان لافتاً توقف الهجمات الصاروخية الحوثية تجاه إسرائيل بعد إطلاق 10 صواريخ منذ 17 مارس (آذار) الماضي، إذ كان أحدث هجوم اعترضه الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، وهو ما يؤشر على ضعف التهديد الحوثي من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل ومحدودية قدرة الجماعة على تكثيف الهجمات.

الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)
الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)

وتضاف ضربات ترمب إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها الجماعة في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ودخل الحوثيون على خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري يُذكر، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.