العليمي يدعو إلى تطوير شراكة دولية مع بلاده لإنهاء التهديد الحوثي

انتقد ما وصفه بـ«تقديم الحوافز» للجماعة المدعومة إيرانياً

العليمي شدد من ميونيخ على هزيمة الحوثيين هزيمة استراتيجية لإنهاء تهديدهم (سبأ)
العليمي شدد من ميونيخ على هزيمة الحوثيين هزيمة استراتيجية لإنهاء تهديدهم (سبأ)
TT
20

العليمي يدعو إلى تطوير شراكة دولية مع بلاده لإنهاء التهديد الحوثي

العليمي شدد من ميونيخ على هزيمة الحوثيين هزيمة استراتيجية لإنهاء تهديدهم (سبأ)
العليمي شدد من ميونيخ على هزيمة الحوثيين هزيمة استراتيجية لإنهاء تهديدهم (سبأ)

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى تطوير شراكة يمنية - دولية لهزيمة الحوثيين المدعومين من إيران هزيمة استراتيجية تكفل القضاء على قوتهم وإنهاء تهديدهم، منتقداً في الوقت نفسه الاستمرار في ما سماه «تقديم الحوافز» للجماعة.

تصريحات العليمي جاءت خلال لقاء المائدة المستديرة التي نظمها مركز حلف شمال الأطلسي حول أمن الممرات المائية ضمن فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي.

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني أن الشراكة الدولية مع الحكومة الشرعية من شأنها ردع السلوك الإرهابي الحوثي، وإجبار الجماعة على الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى سلام دائم وشامل.

وقال إن إنهاء تهديد الحوثيين لن يتم إلا متى ما تعرضوا لهزيمة استراتيجية تجردهم من موارد قوتهم، وهي المال والأرض والسلاح. داعياً المجتمع الدولي إلى الاستثمار طويل الأمد في تقوية الدولة اليمنية وسلطتها الشرعية.

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي متحدثاً خلال حلقة نقاشية في ميونيخ (سبأ)
رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي متحدثاً خلال حلقة نقاشية في ميونيخ (سبأ)

وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن إنهاء تهديد الحوثيين يتطلب إعادة تعريف الحوثي بصفته تهديداً دائماً وليس مؤقتاً، وقال: «هذه الميليشيات المارقة حتى وإن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة».

وحض العليمي المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط القصوى على الميليشيات بدلاً من «تقديم الحوافز». وفق تعبيره. مشدداً على أن «هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الحوثي».

وجدَّد رئيس مجلس الحكم اليمني التزام التحالف الوطني التعددي الذي يمثله مجلس القيادة، باستكمال معركة اليمنيين الوجودية ضد «الفاشية الحوثية»، التي قال إنها تتمسك برفضها القاطع خيارات السلام، وعدم الاعتراف بقيم الشراكة والتعايش.

قصور الاستجابة

وقال رئيس مجلس القيادة اليمني إن قصور الاستجابة الدولية للتهديدات المتنامية في اليمن لم تكن بسبب شح الموارد أو انعدام الوسائل، بل بسبب التباس المقاربة الاستراتيجية الجماعية.

وأوضح أن المجتمع الدولي بنى استجابته تجاه الحوثيين انطلاقاً من ثلاثة مبادئ، تتمثل في اعتبار الحوثيين تهديداً مؤقتاً، والاعتقاد بأن عملياتهم الإرهابية مرتبطة بغزة، والأمر الآخر يتمثل بالتركيز على عسكرة البحر الأحمر، بدلاً من تغيير ميزان القوى في البر اليمني، فضلاً عن مواصلة نهج الاحتواء بدلاً عن الردع.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ (سبأ)

ورأى العليمي أن الضربات الهجومية الموضعية الغربية ضد الحوثيين كانت محدودة التأثير من الناحية التكتيكية، ومنعدمة التأثير من الناحية الاستراتيجية؛ إذ فشلت في تغيير سلوك الجماعة كما لم تنجح العمليات الدفاعية في البحر في تأمين السفن بالقدر الكافي.

وأعرب رئيس مجلس القيادة اليمني عن أسفه «لاستجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي، من خلال مواصلة تقديم الحوافز بدلاً من ممارسة الضغوط».

وحذر العليمي من أن إيران بعد خسارتها في سوريا ولبنان، تتجه إلى تعظيم استثمارها في جماعة الحوثي وتطوير قدرتها العسكرية؛ بهدف استنزاف الموارد، والمصالح العربية، و تعزيز هيمنتها على مضايق الشرق الأوسط، وقدرتها على فرض «حظر الوصول» في باب المندب وقناة السويس إلى جانب وجودها المباشر في مضيق هرمز.

وأضاف بالقول: «بقدر ما يتم التغاضي عن الحوثيين فإن طهران تظل قادرة على ممارسة أدوار تخريبية وتصعيدية في الإقليم، وبقدر ما يتم العمل على تقويض الحوثيين، فإن الإقليم يكون أكثر جاهزية لصياغة تسويات كبرى، واستعادة الاستقرار والأمن المستدام.

القرن الأفريقي

وتطرق العليمي في سياق مداخلته إلى أثر سلوك الحوثيين الإرهابي على أمن القرن الأفريقي، مستدلاً بعودة عمليات القرصنة بوتيرة متصاعدة منذ نهاية عام 2023، وتحديداً عقب خطف الحوثيين السفينة التجارية «غالاكسي ليدر»، إضافة إلى تحول الحوثيين مثلاً أعلى بالنسبة لجماعات «القاعدة» و«داعش» في الصومال، وصولاً إلى تعزيز التعاون بين جماعة الحوثي و«حركة الشباب» الصومالية.

جانب من الحضور خلال حلقة نقاشية في مؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)
جانب من الحضور خلال حلقة نقاشية في مؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)

واتهم رئيس مجلس الحكم اليمني الحوثيين بتكثيف تصدير السلاح إلى الصومال، وقال إن جزءاً من هذا السلاح يتم تطويره إيرانياً في معامل الحوثيين، أو نقله من إيران إلى اليمن ثم إلى شرق أفريقيا، إضافة إلى دخول الحوثيين على خط الاتجار بالبشر، من خلال تأمين ورعاية خطوط تهريب المهاجرين نحو دول الخليج العربي، وأوروبا، أو حتى القيام بعملية تجنيد للمهاجرين في الداخل.

وعبَّر العليمي عن أسفه لاستمرار غياب التشابك الوثيق بين اليمن والقرن الأفريقي عن منظور المجتمع الدول، وقال إن استعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر تبدأ من سواحله الجنوبية؛ وهو ما يتطلب القيام بترتيبات متكاملة على ضفتي باب المندب.

وفي حين دعا إلى بناء منظومة أمنية إقليمية دولية تنهي ما وصفه بـ«حالة الهشاشة والفراغ» في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، قال العليمي: «في حال جرى ذلك، فإن دعم الدولة اليمنية لا يصبح ضرورة حيوية لردع الحوثي وتقويض إيران وحسب، بل يصبح مكوناً أساسياً في استثمار استراتيجي طويل الأمد لتحقيق الاستقرار الإقليمي».


مقالات ذات صلة

الجيش الأميركي: تدمير ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة «الحوثيين»

العالم العربي مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي) play-circle

الجيش الأميركي: تدمير ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة «الحوثيين»

قال الجيش الأميركي إنه اتخذ قراراً بحرمان جماعة «الحوثي» اليمنية من «الإيرادات غير القانونية» من تداول الوقود عبر ميناء رأس عيسى عبر استهداف الميناء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - فلوريدا)
العالم العربي سيارة جرفتها السيول في أحد أرياف محافظة إب (إكس)

​الأمطار تنذر بتكرار مآسي الأعوام الماضية في اليمن

مع بداية موسم الأمطار أنذرت الأضرار التي شهدتها محافظة إب اليمنيين بمخاطر جديدة نتيجة تطرفات التغيرات المناخية التي يعد اليمن من أشد البلدان تأثراً بها.

محمد ناصر (تعز)
الخليج فريق تقييم الحوادث في اليمن يستعرض عدداً من الادعاءات خلال مؤتمر صحافي بالرياض (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» يفنّد 4 ادعاءات ضد «التحالف» في اليمن

فنّد «الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن» 4 ادعاءات موجّهة ضد «تحالف دعم الشرعية»، لحالات في محافظات صنعاء وصعدة وأبين، مستعرضاً مرفقات إحداثية وصور.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي طائرة المراقبة «هوك آي» تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى

أكد السفير الأميركي لدى اليمن أن الضربات الجوية التي تشنها واشنطن على مواقع الحوثيين، تستهدف مستودعات الأسلحة، ومرافق التصنيع، ومراكز القيادة والسيطرة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي مقاتلة تقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب ضد الحوثيين تدخل شهرها الثاني... والغارات تتكثف في مأرب

مع بداية الشهر الثاني منذ بدء الحملة الأميركية ضد الحوثيين كثَّفت المقاتلات ضرباتها الليلية في محافظة مأرب، وامتدت إلى مواقع في الجوف وصولاً إلى جزيرة كمران.

علي ربيع (عدن)

الجيش الأميركي يؤكد «تدمير» ميناء رأس عيسى... والحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة القتلى

أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
TT
20

الجيش الأميركي يؤكد «تدمير» ميناء رأس عيسى... والحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة القتلى

أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة
أرشيفية لقصف إسرائيلي سابق على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة

أعلن الحوثيون في اليمن الجمعة ارتفاع حصيلة الضربة الأميركية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر إلى 38 قتيلاً وأكثر من مائة جريح، مما يجعله من أكثر الأيام تسجيلاً للقتلى منذ بدأت الولايات المتحدة هجماتها على الجماعة المتحالفة مع إيران. وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين نقلاً عن مكتب الصحة في الحديدة بغرب اليمن عن «استشهاد 38 عاملاً وموظفاً وإصابة 102 آخرين في حصيلة غير نهائية لجريمة العدوان الأميركي على منشأة رأس عيسى النفطية».

مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة تُقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها «أولى صور العدوان الأميركي» على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق. وأعلن الحوثيون عن مظاهرات الجمعة ضد الضربات الأميركية ولنصرة الفلسطينيين في غزة.

وفي المقابل، أعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين. وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة «إكس» أن «قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات».

وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس (آذار) إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

أحد أتباع الجماعة الحوثية يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)
أحد أتباع الجماعة الحوثية يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين. ومنذ 15 مارس، استأنف الحوثيون أيضاً هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة. منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين بالقضاء عليهم، محذّراً طهران من مواصلة دعمهم. وأعلنت الولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات على مصرف يمني تشمل كبار مسؤوليه، مشيرة إلى دعم المؤسسة للحوثيين.

المقر الرئيسي لبنك اليمن الدولي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (إكس)
المقر الرئيسي لبنك اليمن الدولي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (إكس)

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن فرض العقوبات على «بنك اليمن الدولي» يشكّل استكمالاً للجهود الحكومية الرامية إلى «وقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر». وأعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو مساء الخميس أن «فرقاطة فرنسية دمرت طائرة دون طيار أطلقت من اليمن». وأضاف عبر منصة «إكس»: «جيوشنا تواصل التزامها لضمان حرية الحركة البحرية».