بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد به ثلاثة مسؤولين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومتراً، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

وقال كريم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء: «بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات يعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي».

ورجّح أن يكونوا جميعهم متحدّرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّراً أن يكون عددهم «لا يقلّ عن مائة»، غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.

وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في عام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة «إبادة» آلاف الأكراد في إطار «عمليات الأنفال» التي شنها عام 1988.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مائة ألف كردي اختفوا قسراً في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.

وأوضح كريم أن عدداً كبيراً من الضحايا «أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة»، مرجّحاً مع ذلك أن يكون البعض الآخر «دُفنوا وهم أحياء»، إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجماتهم.

من جهته، أشار أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى «صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها، إذ بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع» حين قُتلوا.

وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، «تم العثور على مقبرة جماعية أخرى» بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.

وتقع تلك المقبرة، وفق قوله، في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان السيئ الصيت، حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، من جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.

وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم «داعش». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.


مقالات ذات صلة

«الحشد» وفصائله يحيون ذكرى ضحايا الضربة الأميركية قبل 5 سنوات

المشرق العربي التشييع الرمزي في نصب «الشهيد» (إعلام الحشد والفصائل)

«الحشد» وفصائله يحيون ذكرى ضحايا الضربة الأميركية قبل 5 سنوات

أحيت هيئة «الحشد الشعبي»، والفصائل المنضوية تحت مظلتها، الذكرى الخامسة لتعرُّض «كتائب حزب الله» إلى ضربة جوية أميركية استهدفت خلالها مقرات للحشد الشعبي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يلتقي المشهداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقية)

السوداني يحض القوى السياسية على حفظ استقرار العراق

أطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحذيرات مشددة بشأن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها العراق، وحض القوى السياسية على تحمل المسؤولية لحفظ الاستقرار.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي جانب من اجتماع الشرع مع مدير الاستخبارات العراقية (أ.ف.ب)

انقسام عراقي حول زيارة الوفد الأمني إلى دمشق

أحدثت الزيارة التي بدت مفاجئة، وإن كانت متوقعة، والتي قام بها وفد عراقي رفيع المستوى إلى دمشق انقساماً حاداً في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال جلسة لمجلس الوزراء ببغداد في 28 أكتوبر 2022 (رويترز)

السوداني يدعو إلى مراقبة دقيقة لحزب البعث المنحل الموجود في العراق

جدد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، اليوم (الخميس)، موقف الحكومة بشأن المراقبة الدقيقة لوجود حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل على الساحة العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

يمنيون مرضى بالسرطان يواجهون خطر الوفاة جراء نقص الأدوية

منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)
منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)
TT

يمنيون مرضى بالسرطان يواجهون خطر الوفاة جراء نقص الأدوية

منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)
منتسبو فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب يطلقون نداء استغاثة (فيسبوك)

أطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، نداء استغاثة هو الثاني خلال أسبوعين؛ لإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يعج بهم «مركز الأمل لعلاج الأورام»، التابع للمؤسسة، مع تدهور الخدمات الطبية والعلاجية، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات.

ووسط اتهامات محلية مباشرة للجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وبيعها في السوق السوداء، وتعطيل عمل المؤسسات والمراكز المعنية بعلاج ودعم مرضى السرطان في إب وبقية مدن سيطرتها، أكدت المؤسسة تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة إصابة بالمرض في المحافظة؛ مُعظمهم من الأسر الأشد فقراً، وهم بحاجة إلى سرعة التدخل لإنقاذ حياتهم.

وبحسب البيان فإن «مركز الأمل لعلاج الأورام» يشهد حالات متزايدة من مرضى السرطان قادمين من مختلف مديريات المحافظة. وقال إن ذلك يأتي في ظل «نفاد الأدوية المساعدة وبعض أصناف الأدوية الكيماوية، والاحتياج الضروري لتوفير موازنة الأشعة والكشافات والصبغات، والموازنة التشغيلية»، الأمر الذي يجعل المركز غير قادر على الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للمرضى.

مرضى بالسرطان وذووهم داخل مبنى «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب (فيسبوك)

وفي حين بلغ عدد المرضى الجُدد المسجلين منذ مطلع العام الحالي لدى مركز علاج الأورام نحو 800 حالة، فإن بيان المؤسسة أوضح أن الأعداد المتزايدة للمرضى تُحمِّلها تبعات كثيرة وتحديات عدة؛ نتيجة قلة الدعم، وشح الإيرادات، في الوقت الذي تفتقر فيه لمصادر الدعم الثابت؛ ما يجعلها بوضع حرج للغاية.

وجدَّد البيان مناشدة الجهات ذات العلاقة، والمنظمات ورجال الأعمال، سرعة التدخل بما يسهم في إنقاذ أرواح آلاف المرضى وإنهاء هذه المعاناة التي قد تستمر عند بعضهم لعشرات السنين.

تردي الوضع

أجبر الوضع المتردي كثيراً من مرضى السرطان في محافظة إب على تقديم شكواهم من غياب الرعاية الصحية وانعدام الأدوية، الأمر الذي يجعلهم يواجهون خطر الموت المحدق.

ويشعر ماجد، وهو أحد سكان ريف إب، بالحزن والأسى لفقدان والده قبل نحو أسبوع، بعد أن فارق الحياة جراء إصابته بمرض سرطان المعدة، وعجزه عن تأمين العلاج له. ويؤكد أنه قام مرات عدة بإسعاف والده السبعيني إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في المدينة؛ أملاً في الحصول على العناية الطبية، لكن دون جدوى.

وأكد ماجد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه كان يشعر بالإحباط الشديد في كل زيارة يقوم بها لذلك المرفق، مرجعاً ذلك إلى توقف مُعظم الخدمات الطبية، وعدم توفر الأدوية وغيرها من المستلزمات الأخرى التي يحتاجها المريض.

القطاع الصحي اليمني يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

وذكر أن القائمين على إدارة «مركز الأورام» كانوا يطلبون في كل زيارة شراء الأدوية، وتأمين مستلزمات طبية أخرى لعلاج والده من خارج المركز، لكنه فشل في توفيرها لكون ذلك يحتاج إلى مبالغ كبيرة في ظل ما يعانيه وأسرته من أوضاع معيشية ومادية بائسة.

ويقول عاملون في فرع المؤسسة المعنية بعلاج السرطان في إب لـ«الشرق الأوسط»، إن فرع المؤسسة؛ وهي منظمة أهلية مركزها الرئيسي في صنعاء، بات مهدداً اليوم وأكثر من أي يوم مضى بالتوقف الوشيك خلال الأيام القليلة المقبلة؛ بسبب قرب نفاد كمية الأدوية، وعدم وجود ميزانية تشغيلية لصيانة الأجهزة وتوفير الأدوية والمحاليل الطبية.

ويوضح العاملون، الذين طلبوا إخفاء معلوماتهم، أن فرع المؤسسة «كان قبل فترة يستطيع تقديم بعض خدماته للمرضى باعتماده على بعض التبرعات المقدمة من بعض الجهات، لكنه اليوم ونتيجة ذلك التدهور بات عاجزاً تماماً عن توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات للمرضى».

وتتهم مصادر طبية سلطات الانقلاب الحوثي في المحافظة وما يُسمى «صندوق مكافحة السرطان»، الذي أنشأته الجماعة سابقاً لغرض السيطرة على التمويلات والمساعدات المحلية والأممية المُقدَّمة لمراكز علاج السرطان، بالتسبب في مضاعفة معاناة مرضى السرطان من خلال مصادرة كميات من الأدوية المخصصة لهم مجاناً من قبل منظمات دولية، وبيعها في الأسواق، وسط نداءات عاجلة بسرعة التدخل لإنقاذ حياة مئات المصابين بهذا المرض القاتل.