مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، اشتعلت على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي، معارك مصرية بين فريقين أحدهما ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة «إرهابية» رسمياً منذ نحو عقد، يزعم إمكانية تكرار السيناريو السوري في البلاد، وآخر يقوده إعلاميون وبرلمانيون مصريون، استبعدوا بشكل قاطع تكرار الأنموذج السوري في بلدهم، بالإشارة إلى الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به كل من النظام والجيش المصري، عادّين أنه «الضامن لاستقرار البلاد وحمايتها من أي تهديدات».
«المعركة السوشيالية» مع «الإخوان» كان أحد أسلحتها «الرد المباشر» على المزاعم التي يروجها عناصر الجماعة أو من المحسوبين عليها. فمع دعوة محمد محسوب، وزير الشؤون القانونية الأسبق في عهد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، إلى «إطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء القوائم الإرهابية»، وفق زعمه، في تغريدة على منصة «إكس»، قام عضو مجلس النواب المصري، محمود بدر، بالرد قائلاً: «مش قادر يقتنع إن الشعب المصري رماهم في مزبلة التاريخ بإرادته الحرة، وأن الجيش الوطني المصري رفض كل الضغوط الأميركية وغير الأميركية عشان استمرارهم وتمكينهم».
ازمة محسوب وكل "محسوب" عالإخوانجية انهم مؤمنين بالأمريكان اكتر من إيمانهم بأي حاجة تانية مش عايز أبالغ واقول اكتر من إيمانهم بربنا !هو لحد انهاردة وبعد كل اللي حصل لسه بيلوح ويهدد بالضغوط الأمريكية وهندسة المنطقةمش قادر يقتنع ان الشعب المصري رماهم في مزبلة التاريخ بإرادته... https://t.co/CkkJ8PuMA7
— محمود بدر (@ma7mod_badr) December 9, 2024
ورحل مرسي عقب مظاهرات شعبية حاشدة في 30 يونيو (حزيران) 2013، بعد عام من حكم «الإخوان» للبلاد، أعقبها محاكمات قضائية للرئيس الأسبق والمئات من قادة وعناصر الجماعة «المحظورة» بتهم تتعلق معظمها بممارسة «العنف والتحريض والتخابر».
وبرّر البعض استحالة تكرار السيناريو السوري في مصر، بالتأكيد على أن الظروف التي أدت إلى اندلاع الأحداث في سوريا تختلف تماماً عن الظروف الحالية في مصر، مراهنين على الوعي الشعبي، ومؤكدين أن الشعب المصري أكثر وعياً بالمخاطر التي تهدد استقرار البلاد، وأنه لن يسمح بتكرار تجربة الفوضى.
طبعا الإخوان والمطاريد وداعمي الدواعش من امبارح بيدندنوا على نغمة إن امتى النموذج السوري الملهم يتكرر في مصر.. امتى نلاقي السجون بتتفتح والفوضى تعم الأرجاء ويتبخر الجيش المصري فتزهزه معانا..وأنا بعيدا عن العنتريات، وبعيدا عن إني أقول للي بيقول كده ده بعيد عن شنبك "ومشيها... pic.twitter.com/Ac9aiHPpeH
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) December 9, 2024
وقال الكاتب والمدون المصري، لؤي الخطيب، عبر صفحته على «إكس»: «طبعاً كل من الإخوان والمطاريد وداعمي الدواعش من امبارح بيدندنوا على نغمة امتى النموذج السوري الملهم يتكرر في مصر... امتى نلاقي السجون بتتفتح والفوضى تعم الأرجاء ويتبخر الجيش المصري فتزهزه معانا».
وشدّد آخرون على الإجراءات الأمنية التي تتبعها السلطات المصرية، مؤكدين على أن الأجهزة الأمنية المصرية تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
وقال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، على منصة «إكس»: «من يتآمرون على الجيش ويتعمدون الإساءة إليه لا يختلفون عن (داعش) والنصرة... هؤلاء خونة الأوطان في كل مكان».
حمي الله جيش مصر العظيم الذي يحفظ الأمن والاستقرار ، جنبا إلي جنب مع رجال الشرطة البواسلحمي الله الدولة المصريه ومؤسساتها وقيادتها التي تحمي الوطن وتحافظ علي مصالح الشعب . من يتآمرون علي الجيش ويتعمدون الإساءة إليه لايختلفون عن داعش والنصرة . هؤلاء خونة الأوطان في كل مكان
— مصطفى بكري (@BakryMP) December 8, 2024
جبهة أخرى من المعارك «السوشيالية» فُتحت مع الإعلان عن تكليف محمد البشير بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى أول مارس (آذار) 2025، وذلك بعد اتهامات بأنه «صاحب ميول إخوانية».
وروج ناشطون مقطع فيديو للبشير، وهو يستند إلى مقولة لمؤسس «الإخوان» حسن البنا. واستدعى ناشطون مصريون اسم هشام قنديل، رئيس وزراء مصر في عهد «الإخوان»، للتشبيه بينه وبين البشير، حيث راج هاشتاغ (#هشام_قنديل) وظل متصدراً لـ«التريند» خلال الساعات الماضية.
وحذّر الإعلامي المصري، أحمد موسى، من أن يتم «أخونة سوريا»، لافتاً إلى أن «البشير هو تكرار لتجربة محمد مرسي، وأخونة الدولة المصرية ومفاصلها ومؤسساتها».
ماذا تتوقعوا عندما يتم إختيار محمد البشير أحد عصابة المجرم الكبير حسن البنا لرئاسة حكومة الإنقاذ فى سوريا ؟ عليكم معرفة ما هو مستقبل سوريا وشعبها مع البشير السائر على درب مؤسس الإرهاب فى العالم حسن البنا ، سيتم أخونة سوريا وتكرار تجربة الجاسوس محمد مرسى ، واخونة الدولة ومفاصلها...
— أحمد موسى - Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa) December 9, 2024
واتفق كثير من التفاعلات على «الهاشتاغ» على أن البشير هو «هشام قنديل النسخة السورية».
محمد البشير رئيس وزراء #سوريا او بقايا سوريا القادم طلع أستاذه حسن البنا اليهودي⭕️مش بقولكم ده ميكس بين خيرت الشاطر و هشام قنديل و كمان مهندس يلا بصوا انتم هتشوفوا ايام سودا ده اولاثانيا بقي جهزوا ملابس قطنية عشان لما الصيف يدخل و الكهرباء تقطع تلبسوها pic.twitter.com/n5LdDC0b5W
— Sana Mohamed ❤️ (@sANa4327194M0h) December 9, 2024
كما أشار البعض إلى أن «التاريخ يعيد نفسه في كل الدول العربية».
رئيس وزراء حكومة الإنقاذ السوريالشك هيقتلني .. هيقتلتي pic.twitter.com/M8ma5a2mBn
— مدنية (@SecuEgy) December 9, 2024
بالتوازي اندلعت حرب كلامية بين مغردين مصريين وبين أنصار جماعة «الإخوان»، كون الطرف الأخير يأمل في إمكانية تكرار السيناريو السوري في مصر، حيث حذّر رواد «السوشيال ميديا» من مخططات «الإخوان».
مصر للمصريين مش للخونة والارهابيين
— محمد كمال (الاصيل) (@AlasylKmal) December 8, 2024
وأعلن مغردون عن دعمهم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ظل ما يتطلع إليه «الإخوان» بعودة الهاربين خارج البلاد إلى مصر على غرار دخولهم دمشق، محذرين مصر من فتن «الإخوان».
@sameh_askerبعد هذا التهديد رغم احداث سوريا فأنا اقف الى جانب السيسي اذا كان في الموضوع الاخوان...على مصر ان تكون حذرة من اي فتنة يسببها الاخوان المفلسين..
— ||مسعود الحسني (@Massoud776) December 10, 2024
وقارن آخرون بين التجربة السورية والتجربة المصرية، لافتين إلى تنظيم «الإخوان» الدولي ما زال منتعشاً، ولديه قدرات سياسية ومالية وإعلامية هي التي استهدفت سوريا ومصر الفترة الماضية.
مثلما حقبة الإخوان في مصر منذ عام 2011 حتى 2013 كانت مصدر تشويه للجماعة واختبار لقدراتها،سيكون حكمهم لسوريا مع القاعدة هي الضربة القاضية للتنظيم الدولي بأكمله..الذي سقط في مصر هو فقط تنظيم الإخوان المحلي المصري، إنما الدولي لا زال منتعشا ولديه قدرات سياسية ومالية وإعلامية هي...
— سامح عسكر (@sameh_asker) December 9, 2024
واستدعى نشطاء ذكر الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، الذي تم تداول اسمه في عدد كبير من التغريدات، حيث ثمّن أصحابها «حفاظ مبارك على مصر وعلى أرضها، وعدم هروبه خارج البلاد» مثل بشار، رغم الإطاحة به عقب مظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
ماذا بينك وبين الله لكي يترحم عليك العرب جميعاً لقد ضربت اروع الأمثلة للحفاظ على الوطن ومقدراته ؟هكذا هم الزعماء الحقيقيين وهؤلاء هم أبناء الجيش المصري العظيم رحمة الله على الزعيم الراحل حسني مبارك #سوريا_الان #صيديانا pic.twitter.com/pNh2ih9gnp
— Thamer (@thamer_5491) December 10, 2024