حملات حوثية تستهدف مُلاك المطاعم في صنعاء وإب

الحوثيون ينفذون حملات ابتزاز ضد مُلاك المطاعم في مناطق سيطرتهم (إكس)
الحوثيون ينفذون حملات ابتزاز ضد مُلاك المطاعم في مناطق سيطرتهم (إكس)
TT

حملات حوثية تستهدف مُلاك المطاعم في صنعاء وإب

الحوثيون ينفذون حملات ابتزاز ضد مُلاك المطاعم في مناطق سيطرتهم (إكس)
الحوثيون ينفذون حملات ابتزاز ضد مُلاك المطاعم في مناطق سيطرتهم (إكس)

أطلقت الجماعة الحوثية حملات جباية جديدة تستهدف ملاك المطاعم في العاصمة المختطفة صنعاء ومحافظة إب، بغية إجبارهم على دفع إتاوات تحت عدة أسماء، منها: «ضبط المخالفات والرقابة على الأسعار»، و«عدم وجود تصاريح عمل»، ودعم «حزب الله» اللبناني، و«تمويل المجهود الحربي».

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن «مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون ما تسمى مكاتب السياحة، نفذوا حملات مداهمة ضد المطاعم الكبيرة والصغيرة في أحياء باب السلام والسنينة ومذبح وعصر، في مديريات الصافية ومعين، وأرغموا ملاكها على دفع إتاوات، بينما أغلقوا عدداً منها ضمن حملة الجباية المباغتة».

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

واشتكى ملاك مطاعم في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات استهداف وفرض إتاوات غير قانونية، وأكدوا أن «هدف الحملات الجديدة هو فرض مبالغ كبيرة عليهم بالقوة، أو تعرضهم للتهديد بالإغلاق والمصادرة والسجن في حال لم يتفاعلوا مع مطالب الجماعة».

وكشفت عاملون في مطاعم بصنعاء، أن مسلحي الجماعة الحوثية أغلقوا نحو 6 مطاعم واقعة في شوارع وأسواق بمديرية معين، واعتقلوا عدداً من أصحابها قبل أن يتم الإفراج عنهم مقابل دفع جبايات.

ويؤكد «خالد. م» وهو مالك مطعم شعبي في صنعاء أن «الحملة لم تستثنِ أحداً من ملاك المطاعم، إذ تسعى الجماعة لإجبارهم على تقديم دعم مالي يُخصص منه جزء لمصلحة (حزب الله) اللبناني، ودعم المجهود الحربي».

وأفاد مالك المطعم، بأن مسلحي الجماعة «حاولوا بعد عملية دهم مباغتة، إغلاق مطعمه الصغير بعد رفضه دفع إتاوات، كما فعلوا مع البقية في الشارع ذاته الكائن فيه مطعمه، لكنه حاول امتصاص غضبهم والتزم بدفع مبلغ مالي، بغية الحفاظ على مصدر عيشه وأطفاله».

وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب الحوثي، دفع اليمنيون بمناطق سيطرة الجماعة، بمن فيهم ملاك المتاجر الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المهن البسيطة، تكلفة باهظة جراء سياسات النهب والبطش وحملات الابتزاز.

دهم وإتاوات

وعلى وقع حملات التنكيل الحوثية المستمرة ضد من تبقى من العاملين في القطاع الخاص والسكان في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) نفذت الجماعة حملات دهم وابتزاز بحق مُلاك المطاعم بمدينة إب، وفي مناطق أخرى تتبع مديريات مذيخرة وذي السفال، وفق ما ذكرته مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وجاء هذا الاستهداف، ضمن حملات حوثية واسعة تستهدف التجار وملاك المحال الصغيرة وباعة الأرصفة والمتجولين في إب.

الجماعة الحوثية ترغم التجار على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

وفي منطقتي «الأفيوش» و«القاعدة» التابعتين لمديريتي مذيخرة وذي السفال بإب، اشتكى أصحاب مطاعم وتُجار لـ«الشرق الأوسط»، من إتاوات فرضت عليهم من قبل قيادات في الجماعة يتصدرهم المدعو أحمد أنعم، وهو المشرف الحوثي في مديرية مذيخرة، والقيادي محمد حيدر الأسد، المعين نائباً لـ«مكتب الصناعة» في منطقة «القاعدة».

وذكرت المصادر، أن تلك الحملات «لم تستثن حتى المزارعين والسكان الأشد فقراً بتلك المناطق، إذ فرضت الجماعة على المزارعين دفع إتاوات مالية، وتقديم بعض من محاصيلهم الزراعية دعماً للمجهود الحربي».

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد توثق بعض الانتهاكات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد أهالي منطقة الأفيوش في مديرية مذيخرة، بما في ذلك الاعتداء بالضرب إثر رفضهم دفع الجبايات.

وأجبر التعسف الحوثي كثيراً من التجار، وبينهم أصحاب محلات ومطاعم وباعة أرصفة، على رفع شكاوى لسلطات الانقلاب الحوثي في إب وصنعاء لإنصافهم وإيقاف البطش المفروض عليهم لكن دون جدوى.

وسبق أن نفذت الجماعة الحوثية هذا العام، حملات استهدفت أسواقاً وعدة محال تجارية وباعة أرصفة بعموم مناطق سيطرتها، وفرضت غرامات مالية تفاوتت بحسب حجم المتاجر وقيمتها السوقية.


مقالات ذات صلة

تشريع حوثي للتنصل من الالتزام برواتب الموظفين العموميين

العالم العربي عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تشريع حوثي للتنصل من الالتزام برواتب الموظفين العموميين

ترجح مصادر سياسية وقانونية لـ«الشرق الأوسط» أن تعمل الجماعة الحوثية خلال الأشهر المقبلة على إحالة الآلاف من الموظفين العموميين إلى التقاعد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي ثلثا سكان اليمن يعيشون في مناطق موبوءة بالملاريا (الأمم المتحدة)

«الصحة العالمية»: 21 مليون يمني معرّضون للإصابة بالملاريا

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن 21 مليون يمني معرَّضون للإصابة بالملاريا. وقالت إن الأمطار الغزيرة والفيضانات ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحكومة اليمنية تتهم الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران لتهديد السلم المحلي والإقليمي (رويترز)

ترحيب يمني بتصنيف كندا الحوثيين «منظمة إرهابية»

رحبت الحكومة اليمنية بقرار الحكومة الكندية تصنيف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران «منظمةً إرهابيةً»، داعية بقية دول العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحوثيون يسعون إلى الاستحواذ على كل أموال الصناديق والجهات الإيرادية (إعلام محلي)

الحوثيون يشرّعون للاستيلاء على موارد بقية المؤسسات

قدم الحوثيون ما وصفوه بـ«مشروع قانون استثنائي» لصرف نصف راتب لموظفي الدولة في مناطق سيطرتهم، في خطوة ممهِّدة لوضع يد الجماعة الانقلابية على بقية أموال المؤسسات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عناصر أمن حوثيون يرددون «الصرخة الخمينية» (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يستدرجون عناصر أمن سابقين للتعبئة

قامت الجماعة الحوثية باستدراج عشرات من الضباط والجنود الأمنيين السابقين في صنعاء وريفها، للتعبئة العسكرية والطائفية، مستغلة حالة الفقر التي يعيشونها.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
TT

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، إلى وقف «عنف المستوطنين المتطرفين» بحق الفلسطينيين ووضع حد للانتهاكات بحق المقدسات في القدس فوراً.

وذكر التلفزيون الأردني أن الملك عبد الله جدد «التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والدفع باتجاه إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وضمان نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة».

وقال التلفزيون إن عاهل الأردن التقى في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وزعيم الأقلية حكيم جيفريز، ورؤساء وأعضاء عدد من لجان مجلس النواب.

ودعا الملك إلى تعزيز الاستجابة الدولية الإنسانية بغزة «للحد من الكارثة»، وشدد على ضرورة التحرك بشكل فوري للضغط على إسرائيل لضمان دخول المساعدات الإغاثية والطبية بشكل كاف ومستدام.

ومن ناحية أخرى، حث العاهل الأردني على بذل جهود لضمان نجاح وقف إطلاق النار في لبنان، وأكد رفض الأردن لكل ما يهدد أمن واستقرار سوريا.