الزنداني لـ«الشرق الأوسط»: توافق على ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان

اجتماع وزاري في الرياض عشية قمة المتابعة العربية ـــ الإسلامية

وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني (الشرق الأوسط)
TT

الزنداني لـ«الشرق الأوسط»: توافق على ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان

وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني (الشرق الأوسط)

لم يُخفِ وزير الخارجية اليمني، الدكتور شائع الزنداني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمله في أن تخرج القمة العربية - الإسلامية المرتقبة بأدوات تُساعد في تجاوز العجز عن اتخاذ قرارات حاسمة، بما يلزم إسرائيل بالامتثال للقرارات الدولية.

وأكد الوزير، الذي تترأس بلاده مجلس الجامعة العربية، وجود توافق عربي وإسلامي على ضرورة وقف الحرب في غزة ولبنان، معرباً عن أمله في أن تتمخض القمة العربية - الإسلامية، الاثنين، عن رؤية موحدة لوقف العدوان الإسرائيلي.

وتشهد العاصمة السعودية، اليوم، انطلاق اجتماع تحضيري على مستوى وزاري تمهيداً للقمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، التي تُعقد في الرياض بدعوة من السعودية؛ لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.

وأوضح الزنداني في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن عدداً من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها السعودية، بذلت جهوداً كبيرة منذ القمة السابقة التي عُقدت في الرياض، بهدف التوصل إلى نهاية لهذه الحرب في غزة ولبنان.

وأضاف: «تنعقد هذه القمة في هذا التوقيت بعد جهود كبيرة بُذلت على مدار العام الماضي منذ القمة السابقة في الرياض، وقد تركَّزت هذه الجهود على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب التحركات التي قامت بها اللجنة الوزارية العربية المشتركة، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، من خلال اتصالات مكثفة مع عدد من الدول خلال العام الماضي».

وتابع الوزير بقوله: «كانت هناك أيضاً جهود جماعية وفردية للدول العربية والإسلامية، بغية الوصول لوضع نهاية لهذه الحرب على غزة ولبنان».

وذكر وزير الخارجية اليمني أن «هناك توافقاً عربياً وإسلامياً على ضرورة وقف الحرب الدائرة في غزة ولبنان، وهذا التوافق لا يقتصر على الصعيد العربي فحسب، بل يمتد ليشمل عدداً من الدول حول العالم، والساعية لوقف الحرب».

تحركات دولية

في ردّه على سؤال حول الأدوات والفرص المتاحة أمام الدول العربية والإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة ولبنان، قال الدكتور شائع الزنداني: «أعتقد أن جهوداً كبيرة بُذلت؛ حيث استُخدمت علاقات الدول بما تملكه من وزن وتأثير، خصوصاً المملكة العربية السعودية، التي قامت بدور بارز بفضل مكانتها على الصعيدين العربي والإسلامي، وكذلك مكانتها الدولية، من خلال تحركات خارجية مكثفة لوقف هذه الحرب، كما أن بقية الدول العربية والإسلامية شاركت بجهودها، كلٌّ حسب إمكاناتها وقدراتها».

وتطلع الوزير الزنداني إلى أن تخرج القمة العربية - الإسلامية غير العادية، المقررة الاثنين في الرياض، برؤية موحدة لوقف الحرب، وقال: «نأمل أنه حال جرى استغلال الأدوات والفرص المتاحة بشكل جماعي ووفق رؤية موحدة، أن يسهم ذلك في تحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب، رغم التعنت والعدوان المستمرين من قبل إسرائيل على غزة ولبنان، كما نأمل في أن يكون لهذه الجهود تأثير على المواقف في مجلس الأمن، وأن تساعد في تجاوز العجز عن اتخاذ قرارات حاسمة، بما يلزم إسرائيل بالامتثال للقرارات الدولية».

وكان اليمن قد تسلّم الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة العربية خلال أعمال الدورة «162» في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ إذ أكد الوزير الزنداني حينها، أن «المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق العمل العربي المشترك، تُحتم علينا أن نجعل هذه الدورة منطلقاً جديداً لمعالجة الأزمات الناشبة، وتجاوز جميع التحديات، بإرادة عربية خالصة».

وشدّد الدكتور الزنداني على أهمية بحث خطة تحرك عربي موحد، لحشد موقف دولي ضاغط على إسرائيل بهدف وقف جرائمها في قطاع غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحث مجلس الأمن الدولي على توفير ضمانات الحماية للشعب الفلسطيني. دور سعودي بارز بفضل مكانة المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً وقيامها بمباحثات خارجية مكثفة لوقف الحرب.


مقالات ذات صلة

طلاب يحتلون مقر شركة دفاعية إيطالية احتجاجاً على حرب غزة

المشرق العربي وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو (إ.ب.أ)

طلاب يحتلون مقر شركة دفاعية إيطالية احتجاجاً على حرب غزة

احتل نحو مائة طالب مقر شركة ليوناردو في مدينة تورينو الإيطالية للتنديد بما يقولون إنه تواطؤ مجموعة الصناعات الدفاعية الإيطالية في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية مظاهرة في إسطنبول في أبريل الماضي تطالب الحكومة التركية بوقف التجارة مع إسرائيل (أرشيفية- «إكس»)

المعارضة التركية تؤكد استمرار التجارة مع إسرائيل وإردوغان ينفي

تصاعدت حدة الجدل في تركيا مجدداً حول استمرار التجارة مع إسرائيل مع تأكيدات المعارضة أن التجارة لم تتوقف ونفي الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة خلال الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعتزم البقاء في غزة حتى نهاية 2025

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش الإسرائيلي يعتزم على ما يبدو البقاء في قطاع غزة حتى نهاية 2025 على الأقل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

هل التزمت إسرائيل بالمطالب الأميركية بشأن مساعدات غزة؟

المطالب الأميركية وردود تل أبيب وملاحظات منظمات الإغاثة والأمم المتحدة حول وصول المساعدات لغزة

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
المشرق العربي أرشيفية لمجموعة من المقاتلين التابعين لـ«سرايا القدس» في غزة (إ.ب.أ)

«الجهاد الإسلامي» تنشر فيديو لأحد الأسرى الإسرائيليين

نشرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، الأربعاء، مقطع فيديو يُظهر شخصاً قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.