انقلابيو اليمن يستولون على استثمارات نادٍ رياضي في إب

عناصر حوثيون استهدفوا مشروعاً استثمارياً يتبع نادياً رياضياً في إب (فيسبوك)
عناصر حوثيون استهدفوا مشروعاً استثمارياً يتبع نادياً رياضياً في إب (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يستولون على استثمارات نادٍ رياضي في إب

عناصر حوثيون استهدفوا مشروعاً استثمارياً يتبع نادياً رياضياً في إب (فيسبوك)
عناصر حوثيون استهدفوا مشروعاً استثمارياً يتبع نادياً رياضياً في إب (فيسبوك)

عادت الجماعة الحوثية لاستهداف أبرز الأندية الرياضية في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) من خلال محاولتها الاستيلاء بالقوة على ما تبقى من استثمارات النادي من أجل مضاعفة معاناة منتسبيه؛ حتى يسهُل عليها فيما بعد استقطابهم وتجنيدهم في صفوفها، بحسب ما ذكرته مصادر رياضية يمنية لـ«الشرق الأوسط».

وتحدثت المصادر عن قيام مسلحين حوثيين بإغلاق إحدى الأسواق التجارية المملوكة لنادي «شعب إب الرياضي والثقافي» الكائن وسط مدينة إب، ضمن محاولات الجماعة الاستيلاء بالقوة على الأرض التي تقع فيها السوق، وهي ضمن الاستثمارات التابعة للنادي، ومضى على تأسيسها أكثر من 30 عاماً.

ملعب في مدينة إب اليمنية تعرض للإهمال والعبث الحوثي (فيسبوك)

ورداً على ذلك، أصدر نادي شعب إب الرياضي بيان إدانة واستنكار ورفض، كاشفاً عن قيام مسلحين حوثيين على متن 5 دوريات بإغلاق سوق الجملة للخضراوات بشكل تعسفي ودون أي مسوغ قانوني.

وتسعى الجماعة من وراء إغلاق السوق التجارية بشكل نهائي ونقلها إلى سوق آخر يتبع أحد قادتها القادمين من خارج المحافظة، إلى تسهيل مهمة الاستيلاء بالقوة على الأرض المملوكة للنادي.

ورأى البيان أن ما أقدمت عليه الجماعة استهتار بالقوانين والأخلاق، ويُمثل تهديداً مباشراً لاستقرار النادي وانتهاكاً لحقوقه ومصالحه واعتداءً صارخاً على موارده، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على أنشطته الرياضية والاجتماعية.

وأبدى مصدر مسؤول في نادي الشعب الرياضي لـ«الشرق الأوسط»، الرفض القاطع لكل الممارسات التي استهدفت بالاعتداء والعبث والاستيلاء على استثمارات النادي وانتهاك حقوق منتسبيه.

وأفاد المصدر بأن تلك الخطوات الحوثية ليست سوى مقدمة لتفريغ أرضية السوق والاستيلاء عليها من قبل الجماعة، لكونها تقع بقلب مدينة إب عاصمة مركز المحافظة، وتُعد فيها الأراضي الأعلى قيمة في سائر مدن اليمن.

تدمير ممنهج

يسعى الانقلابيون الحوثيون من وراء استهدافهم مصادر دخل نادي شعب إب الرياضي، إلى حرمانه ومنتسبيه من عائدات مالية يتم تحصيلها شهرياً وسنوياً من السوق التجارية، حتى يسهُل عليهم تجنيدهم والزج بهم إلى الجهات بعد أصبح أغلبيتهم يواجهون الجوع والفراغ نتيجة استمرار إيقاف الجماعة المتعمد لمختلف الألعاب والأنشطة الرياضية.

اتهامات للحوثيين بتقييد ممارسة الأنشطة الرياضية بمناطق سيطرتهم (فيسبوك)

وبينما أشارت المصادر إلى ضغوط كبيرة لا تزال تُمارسها الجماعة ضد التجار في السوق المستهدفة بهدف إرغامهم على الانتقال إلى السوق المستحدثة، كشفت أيضاً عن اعتقال مسلحيها، في اليومين الماضيين، أكثر من 22 تاجراً وعاملاً بالسوق ذاتها؛ لرفضهم الاستجابة لأوامرها.

ويأتي هذا الاستهداف الانقلابي امتداداً لسلسلة اعتداءات سابقة طالت بالاقتحام والعبث والتدمير المنظم معظمَ الأندية والملاعب والصالات الرياضية في محافظة إب وبقية المناطق تحت سيطرة الجماعة.

وأدت الممارسات الحوثية إلى خروج ما يزيد على 85 في المائة من مرافق الرياضة عن الخدمة، وتوقف نحو 32 اتحاداً رياضياً عن العمل بشكل شبه كلي، وتحويل 25 نادياً إلى استراحات لقادة ومشرفي الجماعة، وأماكن لتلقين الدروس، ومعسكرات لإعداد المقاتلين.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).