غداة زعم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران إسقاط طائرة أميركية من دون طيار كانت تحلق في أجواء محافظة مأرب (شرق صنعاء)، اعترفت الجماعة بتلقيها 3 ضربات استهدفت مواقع تابعة لها في محافظة إبّ (193 كيلومتراً جنوب صنعاء).
وفي حين لم تتبنَّ القيادة المركزية الأميركية على الفور هذه الضربات التي وصفتها الجماعة الحوثية بـ«الأميركية - البريطانية»، لم تتحدث الجماعة - من جهتها - عن طبيعة الأهداف وآثار الضربات التي قالت وسائل إعلامها إنها استهدفت منطقة «ميتم» شرق مدينة إبّ.
وأطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.
وتلقت الجماعة الحوثية نحو 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة، الساحلية، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.
ويشنّ الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.
وارتفع عدد السفن التي أصيبت منذ بدء التصعيد الحوثي إلى ما يقارب 34 سفينة، من بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها في البحر الأحمر وخليج عدن، كما زعمت مهاجمة سفن في موانئ إسرائيلية بالتنسيق مع فصائل عراقية موالية لإيران.
«درون» أميركية
جاءت الضربات الغربية الثلاث في محافظة إبّ بعد ساعات من تبني المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، إسقاط طائرة أميركية من دون طيار من طراز «إم كيو-9»، زاعماً أنها ثامن طائرة من هذا النوع تسقطها جماعته منذ بدء التصعيد.
ولم يؤكد الجيش الأميركي الواقعة على الفور، إلا أن الجماعة كانت بثت في حوادث سابقة مشاهد لحطام طائرات من دون طيار تقول إنها أسقطتها في صعدة، وفي محافظة مأرب التي تسيطر على أجزاء واسعة منها.
وتوعد المتحدث العسكري الحوثي باستمرار الهجمات البحرية ضد السفن، وقال إن جماعته «بصدد تعزيز قدراتها الدفاعية» للتصدي لما وصفه بـ«العدوان الأميركي - البريطاني والرد عليه باستهداف تحركاته العسكرية المعادية في منطقة العمليات البحرية».
وكان أحدث هجوم مؤثر ضد السفن قد نفّذته الجماعة في البحر الأحمر في 21 أغسطس (آب) الماضي ضد ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عبر سلسلة هجمات؛ ما أدى إلى توقُّف محركها وجنوحها، قبل أن يجري إخلاء طاقمها بواسطة سفينة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية «أسبيدس».
وبعد إخلاء الطاقم، اقتحم المسلحون الحوثيون الناقلة، وقاموا بتفخيخ سطحها وتفجيرها؛ ما أدى إلى اشتعال الحرائق على متنها، وسط مخاوف من انفجارها، أو تسرُّب حمولتها من النفط البالغة مليون برميل.
وأعلنت البعثة البحرية الأوروبية «أسبيدس»، الثلاثاء الماضي، أنّ «الظروف غير مواتية» لقطر الناقلة المشتعلة، محذرةً من كارثة بيئية «غير مسبوقة» في المنطقة.
وكان هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي أدى إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي آخر في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.