منع «المؤتمر الشعبي» في صنعاء من الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب

الحوثيون سمحوا بإقامة ندوة مصغرة لبعض القيادات

مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
TT
20

منع «المؤتمر الشعبي» في صنعاء من الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب

مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)
مكاشفة زعيم «مؤتمر صنعاء» جعلته في مرمى تهديدات الحوثيين (إعلام حزب المؤتمر الشعبي)

منعت جماعة الحوثيين في اليمن قادة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين لها في العاصمة المختطفة صنعاء من إقامة مهرجان جماهيري في أحد الميادين، أو حتى تنظيم احتفالية كبيرة احتفاء بذكرى تأسيس الحزب التي تصادف 24 أغسطس (آب) من كل عام.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن رفض جماعة الحوثي طلبات تقدم بها قادة جناح حزب «المؤتمر» للسماح لهم بتنظيم احتفالية بذكرى التأسيس لهذا العام.

مبنى اللجنة الدائمة التابع لحزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع لجماعة الحوثي في صنعاء (الشرق الأوسط)
مبنى اللجنة الدائمة التابع لحزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع لجماعة الحوثي في صنعاء (الشرق الأوسط)

وأبلغ قادة في الحزب قبل نحو أسبوع أعضاء فيما يسمى المكتب السياسي لجماعة الحوثي بصنعاء، عن نيتهم تنظيم احتفالية كبيرة بالذكرى الـ42 لتأسيس الحزب، إلا أن المصادر أكدت أن قادة الجماعة أبلغوا كبار قادة الحزب، ومن بينهم صادق أمين أبو راس، ويحيى الراعي، وعبد العزيز بن حبتور، بصدور تعليمات من زعيم الجماعة، تقضي بمنع الحزب من إقامة أي احتفالية؛ سواء في ميدان السبعين، أو في القاعة التي تتبع الحزب في حي الحصبة شمال العاصمة.

واكتفت جماعة الحوثي بالسماح لبعض قادة جناح الحزب في صنعاء بإقامة ندوة مصغرة، شارك فيها عدد محدود من قيادات وأعضاء الحزب، ظهر فيها يحيى الراعي، وهو النائب الأول لرئيس جناح حزب «المؤتمر» في صنعاء، ورئيس البرلمان غير الشرعي، وهو منزعج بشدة بسبب أنه لم يُبلغ بخبر الفعالية إلا قبيل تنظيمها بنصف ساعة. وفق ما أفادت به المصادر.

استياء شديد

وذكر ثلاثة من أعضاء الحزب حضروا الندوة لـ«الشرق الأوسط» أن الراعي قدَّم في كلمة ألقاها لدى ترؤسه الندوة اعتذاره للمشاركين، نتيجة التقصير الحاصل والوقت المفاجئ والضيق الذي حُدِّدَ لإقامة الندوة.

وأبدى الراعي انزعاجه من حجم القاعة الذي لا يتناسب مع إقامة الفعالية، ورأى أن ذلك يعد إهانة متعمدة لقادة حزب «المؤتمر» الخاضعين للجماعة بصنعاء، وطالب الحاضرين بمزيد من الصبر والتحمل «حتى يفرجها الله»، وفق تعبيره.

ندوة محدودة أقامها جناح حزب «المؤتمر» الموالي للحوثيين في صنعاء (فيسبوك)
ندوة محدودة أقامها جناح حزب «المؤتمر» الموالي للحوثيين في صنعاء (فيسبوك)

ويندرج التضييق الحوثي على جناح حزب «المؤتمر» ضمن قيود مشددة وضعتها الجماعة على أنشطة الأحزاب والتنظيمات السياسية في مناطق سيطرتها، خشية بروز أصوات منددة بالممارسات القمعية وسياسات الفساد والعبث والتجويع.

وأبدى قادة في حزب «المؤتمر» في صنعاء، استيائهم الشديد من الممارسات الحوثية تجاه الحزب ومنتسبيه، ووصفوا ذلك بأنه يندرج ضمن سلوك الجماعة الاستفزازي ضد الأحزاب والتنظيمات السياسية، وضد اليمنيين بشكل عام.

وأرجعت مصادر حزبية أسباب المنع الحوثي من إقامة أي مهرجانات أو احتفالات بذكرى تأسيس حزب «المؤتمر»، إلى تخوف كبار قادة الجماعة من أي حضور جماهيري واسع في ميدان السبعين، إلى جانب خشيتها من أي هجوم جديد قد يشنه رئيس جناح الحزب، صادق أمين أبو راس، على خلفية سياسة التهميش والإقصاء التي انتهجتها الجماعة أثناء تشكيل حكومتها الجديدة غير المعترف بها.

موالون للجماعة الحوثية يرددون «الصرخة الخمينية» في احتفالية سابقة لحزب «المؤتمر» في صنعاء (فيسبوك)
موالون للجماعة الحوثية يرددون «الصرخة الخمينية» في احتفالية سابقة لحزب «المؤتمر» في صنعاء (فيسبوك)

وليست هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها جماعة الحوثي جناح حزب «المؤتمر» وغيره من التنظيمات السياسية تحت سيطرتها من إقامة أي احتفالات بذكرى التأسيس وبالمناسبات الوطنية، فقد سبق أن منعت مطلع أبريل (نيسان) العام الماضي، قادة حزب «المؤتمر» الخاضعين لها في صنعاء وريفها، مع بقية الأحزاب الأخرى، من إقامة أي فعاليات تنظيمية وأمسيات رمضانية.

وعادة ما تبرر جماعة الانقلاب منع أي أنشطة سياسية وتنظيمية للأحزاب وغيرها في مدن سيطرتها، بأنه يأتي انطلاقاً من اعتقادها أن الحزبية والتعددية السياسية والديمقراطية والانتخابات وغيرها، عبارة عن مخطط غربي يستهدف المجتمعات الإسلامية والعربية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يقرّون باحتجاز 11 بحاراً من طاقم «إيتيرنتي سي»

العالم العربي صورة وزعها الحوثيون لتسعة أفراد من طاقم سفينة يونانية أغرقوها في البحر الأحمر (إعلام حوثي)

الحوثيون يقرّون باحتجاز 11 بحاراً من طاقم «إيتيرنتي سي»

في تطور جديد مرتبط بهجمات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على سفن الشحن، أقرت الجماعة باحتجاز 11 فرداً من طاقم السفينة «إيتيرنتي سي» التي تم إغراقها هذا الشهر

علي ربيع (عدن)
العالم العربي ساعات انقطاع الكهرباء في المكلا بلغت 20 ساعة في اليوم (إعلام محلي)

اليمن: تردي خدمات الكهرباء يشعل فتيل الاحتجاجات في حضرموت

شلّت الاحتجاجات الحركة في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن، بسبب تردي خدمة الكهرباء، وبلوغ ساعات الانقطاع 20 ساعة في اليوم.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي هجوم حوثي في البحر الأحمر أغرق سفينة الشحن اليونانية «إيتيرنيتي سي» (أ.ف.ب)

الحوثيون يتوعّدون بمرحلة جديدة توسّع من هجماتهم البحرية

أعلن الحوثيون عن بدء ما سمّوه «المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل»، متوعدين باستهداف جميع السفن المرتبطة بإسرائيل «بغض النظر عن جنسيتها، أو وجهتها»

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من مسيرة طلابية نظَّمها الحوثيون تجوب أحد شوارع حجة (إعلام حوثي)

الحوثيون يُخضعون طلاب المدارس بمسيرات تعبوية

أجبرت الجماعة الحوثية طلاب المدارس في مدينة حجة اليمنية على تنظيم مسيرات حاشدة جابت شوارع المدينة، رافعين شعارات تمجّد زعيمها عبد الملك الحوثي.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي محافظة الحديدة من أكثر المناطق اليمنية حرماناً من الخدمات (أ.ف.ب)

اليمن: ظهور بؤرة للمجاعة في مناطق سيطرة الانقلابيين

كشفت مصادر محلية يمنية عن ظهور بؤرة للمجاعة في مناطق سيطرة الحوثيين ووفاة طفلة نتيجة لذلك، وسط مساعٍ من الجماعة لتغيير أسباب الوفاة، للتغطية على هذه المأساة.

محمد ناصر (تعز)

الحوثيون يقرّون باحتجاز 11 بحاراً من طاقم «إيتيرنتي سي»

هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق 4 سفن وقرصنة خامسة خلال 20 شهراً (أ.ف.ب)
هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق 4 سفن وقرصنة خامسة خلال 20 شهراً (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثيون يقرّون باحتجاز 11 بحاراً من طاقم «إيتيرنتي سي»

هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق 4 سفن وقرصنة خامسة خلال 20 شهراً (أ.ف.ب)
هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق 4 سفن وقرصنة خامسة خلال 20 شهراً (أ.ف.ب)

في تطور جديد مرتبط بهجمات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على سفن الشحن، أقرّت الجماعة باحتجاز 11 فرداً من طاقم السفينة «إيتيرنتي سي» التي تم إغراقها في الثامن من يوليو (تموز) الجاري، في عرض البحر الأحمر، مؤكدة أنها ستواصل استهداف كل سفينة ترتبط بأي شكل بمواني إسرائيل.

جاء هذا الإعلان بالتزامن مع تجديد الجماعة بدء ما سمته «المرحلة الرابعة من الحصار البحري على الكيان الصهيوني»، عبر بيان حذر من التعامل مع إسرائيل، سواء على مستوى الشحن أو التشغيل أو التزود، مؤكداً أن «الملاحة آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانيها».

ووزع الإعلام الحربي التابع للجماعة مشاهد مصوّرة من عملية الانتشال التي نفذها عناصرها لطاقم السفينة «إيتيرنتي سي»، وهي العملية التي استمرت يومين، وانتهت بإنقاذ 11 من أفراد الطاقم، بينهم جريحان، عُثر عليهما في البحر، إضافة إلى انتشال جثة واحدة كانت على متن السفينة قبيل غرقها.

وزعمت التسجيلات التي بثتها وسائل إعلام الجماعة أن السفينة كانت متجهة فعلياً إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، وهو ما رأته الجماعة دليلاً على «مخالفة قرار الحظر المفروض على الملاحة باتجاه إسرائيل».

صورة وزعها الحوثيون لتسعة أفراد من طاقم سفينة يونانية أغرقوها في البحر الأحمر (إعلام حوثي)
صورة وزعها الحوثيون لتسعة أفراد من طاقم سفينة يونانية أغرقوها في البحر الأحمر (إعلام حوثي)

وكانت مهمة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) أفادت في وقت سابق بأن عدد أفراد طاقم السفينة 25 شخصاً، وأنه تم إنقاذ 10 منهم، مؤكدة مقتل 4 آخرين، وفقدان 12 آخرين.

ووزع الحوثيون حينها، فيديو دعائياً يُظهر مشاهد استهداف وإغراق السفينة «إيتيرنتي سي»، التي ترفع علم ليبيريا، وهي ثاني سفينة تجارية أغرقتها الجماعة بين يومي 6 و8 يوليو.

وأوضحت مهمة «أسبيدس» أن من بين القتلى كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات، ومتدرب. وأشارت إلى وجود «إصابتين على الأقل بينهما لشخص كهربائي من الجنسية الروسية فقد ساقه».

تصعيد مستمر

وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما أدى إلى غرق أربع سفن، آخرها في الشهر الحالي، كما أدت إلى تضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، كما تسببت الهجمات في مقتل 10 بحارة على الأقل.

وشملت تلك الهجمات ناقلات شحن، وسفن حاويات، وسفن شحن سائبة، في البحر الأحمر، وحتى بحر العرب والمحيط الهندي، ما تسبب في تحويل مسار التجارة الدولية، ورفع تكلفة الشحن البحري عبر قناة السويس.

الجماعة الحوثية وزعت مشاهد لانتشال بحارة إثر إغراق سفينتهم في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
الجماعة الحوثية وزعت مشاهد لانتشال بحارة إثر إغراق سفينتهم في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

وهدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيانه الأخير بأن السفن المرتبطة بمواني إسرائيل ستكون «أهدافاً مباشرة»، بغض النظر عن جنسيتها، أو الشركة المالكة، أو المشغلة، ما لم تتوقف تلك السفن عن التعامل التجاري أو اللوجستي مع إسرائيل.

كما ادعت الجماعة أن السفينة «إيتيرنتي سي» تم استهدافها بعدما تجاهلت تحذيرات متكررة أرسلتها «عبر القناة الدولية 16».

وفي عهد الرئيس جو بايدن أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً سمته «حارس الازدهار» لحماية الملاحة، وشنت مئات الضربات ضد الجماعة الحوثية قبل أن يستأنفها ترمب في مارس (آذار) الماضي لمدة نحو ثمانية أسابيع.

وكانت سلطنة عمان توسطت في اتفاق بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) الماضي، تعهدت فيه الجماعة الحوثية بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب، لكن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

ومع عدم قدرة هذه التدابير على وقف هجمات الحوثيين البحرية، كان الاتحاد الأوروبي أطلق مهمة «أسبيدس» في البحر الأحمر مطلع العام الماضي، لحماية السفن، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجماعة كما فعلت واشنطن وبريطانيا.

عملية عسكرية شاملة

وتؤكد الحكومة اليمنية أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر لا يمكن وقفه إلا بعملية عسكرية شاملة تستهدف البنية العسكرية للجماعة، وتعيد السيطرة على الساحل الغربي، ومواني الحديدة الثلاثة التي تُستخدم، بحسب الحكومة، في «أعمال عدائية ضد الملاحة الدولية».

وتقول الحكومة اليمنية إن التهديدات الحوثية لا تعرّض فقط مصالح اليمن السياسية والاقتصادية للخطر، بل تمثل تهديداً مباشراً لسلامة الملاحة العالمية، والأمن الإقليمي، وتستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لتجريد الجماعة من أدوات الإرهاب البحري.

سفينة شحن يونانية أغرقها الحوثيون في البحر الأحمر واحتجزوا 11 فرداً من طاقمها (أ.ف.ب)
سفينة شحن يونانية أغرقها الحوثيون في البحر الأحمر واحتجزوا 11 فرداً من طاقمها (أ.ف.ب)

يشار إلى أن الضربات الإسرائيلية الانتقامية السابقة على الجماعة تسببت في تدمير مواني الحديدة الثلاثة، وشمل ذلك الأرصفة، ورافعات، ومخازن وقود، وقوارب سحب، إلى جانب تدمير مطار صنعاء وأربع طائرات مدنية، ومصنعي أسمنت، ومحطات كهرباء، حيث قدرت الجماعة خسائرها حينها بنحو ملياري دولار.

وأطلقت الجماعة الحوثية نحو 50 صاروخاً باليستياً، وعدداً غير محدد من المسيّرات منذ منتصف مارس الماضي باتجاه إسرائيل التي تعاني، برغم تفوقها، في التعامل مع الجماعة، بسبب نقص المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول مواقع القيادات، أو منصات إطلاق الصواريخ، وهو ما يدفعها إلى تكرار قصف البنى التحتية في الحديدة وصنعاء، دون القدرة الفعلية على تحييد الخطر الحوثي.