الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين إحداهما عرضة للغرق في البحر الأحمر

ناقلة النفط «سويونيون» التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (أ.ب)
ناقلة النفط «سويونيون» التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (أ.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين إحداهما عرضة للغرق في البحر الأحمر

ناقلة النفط «سويونيون» التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (أ.ب)
ناقلة النفط «سويونيون» التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (أ.ب)

أعلن الحوثيون في اليمن، مساء اليوم الخميس، استهداف سفينتين، باتت إحداهما عرضة للغرق في البحر الأحمر.

وقال المتحدث العسكري للجماعة المدعومة من إيران، يحيى سريع، في بيان نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، إن قوات الجماعة «استهدفت سفينة (سويونيون) النفطية، التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي، وانتهكت قرار حظر دخول موانئ فلسطين المحتلّة».

وأكد أن «السفينة أصيبت إصابة دقيقة ومباشرة، أثناء إبحارها في البحر الأحمر، وهي معرَّضة للغرق».

ولفت إلى أن «العملية الأخرى استهدفت سفينة (إس ديليو نورث ويند آي)، التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي، وانتهكت قرار حظر دخول موانئ فلسطين المحتلّة، وأُصيبت بشكل مباشر ودقيق، وذلك أثناء إبحارها في خليج عدن».

وأشار إلى أنه شارك في تنفيذ العمليتين «القوات البحرية وسلاح الجو المُسيَّر والقوة الصاروخية، وذلك بعدد من الزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والمجنَّحة والطائرات المُسيَّرة».

وتابع سريع: «قواتنا مستمرة في فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، واستهداف كل السفن المرتبطة به، أو التابعة لشركات تتعامل معه، وذلك في منطقة العمليات العسكرية المعلَن عنها في البيانات السابقة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، يواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر المتوسط، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها؛ وذلك «نصرة للشعب الفلسطيني في غزة».

في المقابل، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا استهداف مواقع للحوثيين في اليمن منذ مطلع العام الحالي؛ رداً على هجمات الجماعة في البحر الأحمر وخليج عدن.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر الدولية»: نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق فائدة بيئية صافية بـ30 % بحلول عام 2040

الاقتصاد زرعت «البحر الأحمر» أكثر من 5 ملايين نبتة و600 ألف شتلة مانغروف (من الشركة)

«البحر الأحمر الدولية»: نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق فائدة بيئية صافية بـ30 % بحلول عام 2040

أعلنت «البحر الأحمر الدولية» أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في تحقيق فائدة بيئية صافية بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق السفينة تعزز مكانة السعودية بصفتها رائدة عالمية في الأبحاث البحرية (الشرق الأوسط)

«كاوست» تعلن بناء أول سفينة أبحاث إقليمية في السعودية

يُنتظر أن يكتمل بناء أول سفينة أبحاث إقليمية بالسعودية عام 2026 وستتيح الوصول الكامل إلى البحر الأحمر بما في ذلك المياه الساحلية.

«الشرق الأوسط» (ثول)
المشرق العربي «أمبري»: سفينة تبلّغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قبالة إريتريا

سفينة تبلّغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قبالة إريتريا

قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الخميس، إن سفينة تجارية أبلغت عن محاولة للاقتراب منها تتضمن إطلاق نيران من أسلحة خفيفة

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا السيسي يستقبل شيخ محمود في القاهرة (الرئاسة المصرية)

القاهرة تعزّز دعمها لمقديشو ببروتوكول عسكري «محوري»

وقّعت مصر والصومال، الأربعاء، بروتوكول تعاون عسكري، وصفه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بـ«المحوري»، بينما عَدّه خبراء «تعزيزاً للحضور المصري في القرن الأفريقي».

أحمد إمبابي (القاهرة)
أفريقيا وزير الدفاع التركي خلال لقاء مع نظيريه الصومالي والإثيوبي في ختام جولة المفاوضات الثانية في أنقرة الثلاثاء (الخارجية التركية)

ما دوافع تركيا لإنهاء نزاع ساحل «أرض الصومال» بين الصومال وإثيوبيا؟

ذهبت المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا التي تتوسط فيها تركيا لحل النزاع على ساحل «أرض الصومال» على البحر الأحمر والتي أصبح يطلق عليها «عملية أنقرة» إلى جولة ثالثة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لبنان على حافة الهاوية والأخطار تتهدده بغياب الضمانات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (السفارة الأميركية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (السفارة الأميركية)
TT

لبنان على حافة الهاوية والأخطار تتهدده بغياب الضمانات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (السفارة الأميركية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (السفارة الأميركية)

وصل الوضع المشتعل جنوباً إلى حافة الهاوية ما ينذر بما هو أشد خطورة بتدحرجه نحو توسعة الحرب، منذ أن قرر «حزب الله» مساندة حركة «حماس»، ما لم تبادر واشنطن إلى الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لإنقاذ المباحثات، من أجل التوصل إلى وقف النار في غزة، التي توقفت بسبب إصرار نتنياهو على شروطه، ما أدى إلى تعطيل المهمة الموكلة إلى المشاركين فيها.

فالمراوحة التي تصطدم بها المباحثات تدعو للقلق بغياب التطمينات والضمانات لنزع فتيل التفجير في جنوب لبنان، بتراجع التصعيد الذي يتقدم على الحل الدبلوماسي، بدءاً من غزة، ليشمل الجبهة الجنوبية، خصوصاً أن «حزب الله»، كما يقول مصدر في الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل») لـ«الشرق الأوسط»، ليس في وارد الانجرار لتوسعة الحرب؛ كونه لا يريدها ويمارس ضبط النفس إلى أقصى الحدود لمنع حصولها بعدم توفير الذرائع لإسرائيل، ويُفترض بواشنطن أن ترفع منسوب الضغط على نتنياهو لما لديها من أوراق، وليس هناك من يصدّق بأن لا قدرة لها لإلحاقه بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة، طالما أنه في حاجة ماسة إلى دعمها للدفاع، كما يدّعي، عن إسرائيل.

قلق بري

ولم يكن أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مقاربته لما آلت إليه المباحثات لوقف النار، في ضوء ما لديه من معلومات دقيقة تتعلق بالأجواء التي سادت لقاءاتها حتى الساعة، سوى التحسُّب للتداعيات المترتبة على تمرّد نتنياهو على الإدارة الأميركية، ما لم تنزل بكل ثقلها للانخراط في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار في غزة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بري لم يكن مرتاحاً للتمهل الأميركي بمراعاة نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه، وهذا ما عكسه بترؤسه، في الساعات الماضية، اجتماع هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، مبدياً قلقه حيال تمادي إسرائيل في تصعيدها الذي لم يقتصر على الجنوب، وطاول بلدات بقاعية في العمق اللبناني.

ونقل مصدر في «أمل» عن بري تشديده على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية، ليكون في وسع اللبنانيين استيعاب التصعيد الإسرائيلي الذي لا مبرر له سوى استدراج الحزب لتوسعة الحرب، وحذّر المصدر، بحسب قوله لـ«الشرق الأوسط»، من رضوخ واشنطن للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن، لجهة أنه يتصرف وكأنه أحد أبرز الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

فنتنياهو يريد أن يبيع موقفه لواشنطن بأثمان سياسية باهظة، اعتقاداً منه، كما يقول مصدر سياسي بارز، بأن استجابته لطلب بايدن بإزالة العقبات التي تمنع التوصل لوقف النار في غزة، ستسمح لمرشحة الحزب «الديمقراطي» للرئاسة الأميركية كامالا هاريس بأن تسجل تقدماً على منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، بخلاف عدم تجاوبه الذي يبقي على حظوظ الأخير قائمة.

مصر وقطر تتحفظان

بدورها، تلفت المصادر السياسية إلى أن نتنياهو يريد أن يأخذ من مبادرة بايدن لوقف النار في غزة ما يريحه ويخدمه في مواجهة معارضيه في الداخل، ولا يترك لـ«حماس» ما يدعوها للاطمئنان بتوفير الضمانات بدلاً من الوعود، وهذا ما يلقى معارضة من مصر وقطر؛ اللتين كانتا أعلمتا بلينكن بتحفظهما على التعديلات التي أُدخلت على المبادرة لاسترضاء نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه لتحقيق التوازن المطلوب للتوصل لوقف النار. وتؤكد (المصادر) أن القلق من لجوء تل أبيب لتوسعة الحرب يكاد يكون جامعاً بين بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب.

وتقول المصادر نفسها إن عدم توافر التطمينات لكل هؤلاء يدعوهم للتحرك دولياً وعربياً لكبح جماح نتنياهو نحو توسعة الحرب، وإن كان المفتاح للجمه، وصولاً لنزع فتيل التفجير، يبقى بيد واشنطن، لقطع الطريق على تمددها إلى دول الإقليم، مع أن الحزب وطهران يتمهلان في ردهما على الاغتيالات؛ رغبة منهما بإنجاح المباحثات الخاصة بغزة، وأن مصلحة واشنطن تكمن في إعادة الاستقرار إلى الجنوب كمدخل للبحث في المخارج لتطبيق القرار 1701 على مراحل، وهذا ما طرحه الوسيط الأميركي أموس هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت، التي جاءت تحت عنوان ضرورة خفض التصعيد جنوباً، إفساحاً في المجال لوقف النار في غزة.

دعوة لـ«هدنة» بين الموالاة والمعارضة

أما على الصعيد الداخلي، فترى المصادر نفسها أن هناك ضرورة لتحصين الجبهة الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات، وتقول إن لا شيء يمنع من التوصل إلى مهادنة تحت سقف الحاجة الوطنية لربط النزاع، ولو مؤقتاً، بين الموالاة والمعارضة، من موقع الاختلاف في مقاربتهما للوضع المتفجر جنوباً وتمدده إلى العمق اللبناني بغياب الضمانات، لضبط إيقاع إسرائيل ومنع الوضع من الخروج عن السيطرة، خصوصاً أن عدم تبلغ لبنان الرسمي حتى الساعة تحذيرات دولية من لجوئها لتوسعة الحرب لا يعني أن المخاطر غير موجودة، لأن قوى محلية على اختلافها تلقت تحذيرات من جهات أوروبية لا تدعو للارتياح، ولا يمكن إدراجها في خانة التهويل الإسرائيلي؛ لأنه ليس في مقدور أي جهة التكهن بما يخطط له نتنياهو.

ميقاتي والتجديد لـ«اليونيفيل»

وتؤكد المصادر أن الهم الأول لميقاتي وحكومته يكمن في التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» لعامٍ جديد، من دون أي تعديل في المهام الموكلة إليها، وتقول إنه وبو حبيب يواصلان تحركهما لمنع تل أبيب من إدخال أي تعديل يؤدي إلى تجويف قرار التجديد من مضامينه، مع استعداد مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قراره بالتجديد لها قبل نهاية الشهر الحالي، وهذا ما يدعو للارتياح بأن الاتصالات تُوّجت بتفهم دولي لموقف لبنان.

والسؤال المطروح الآن: هل تنجح واشنطن بإقناع نتنياهو بالانخراط بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة ليشمل لاحقاً لبنان؟ أم أن المواجهة جنوباً ستشتعل بشكل غير مسبوق، ما يضطرها للتدخل على عجل تحت ضغط النار لإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية تمهيداً لتثبيته بتطبيق القرار 1701؟