الحوثيون يستولون على مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء

عناصر من جماعة الحوثي خارج صنعاء في 22 يناير 2024 (أ.ب)
عناصر من جماعة الحوثي خارج صنعاء في 22 يناير 2024 (أ.ب)
TT

الحوثيون يستولون على مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء

عناصر من جماعة الحوثي خارج صنعاء في 22 يناير 2024 (أ.ب)
عناصر من جماعة الحوثي خارج صنعاء في 22 يناير 2024 (أ.ب)

سيطر المتمردون الحوثيون في اليمن على مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء في 3 أغسطس (آب)، على ما أعلنت المنظمة الأممية، الثلاثاء.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان: «يجب على قوات أنصار الله مغادرة المكان وإعادة جميع الممتلكات المنقولة وغير المنقولة بشكل فوري». وأشار إلى أن «دخول مكتب تابع للأمم المتحدة دون إذن والاستيلاء على وثائق وممتلكات بالقوة يتنافيان تماماً مع الامتيازات والحصانات الممنوحة للأمم المتحدة».

وأكد المفوض السامي أن ذلك يعد «انتهاكاً خطيراً لقدرة الأمم المتحدة على ممارسة مهامها»، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية». أوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا، رافينا شمداساني، في مؤتمر صحافي في جنيف، أن الواقعة حدثت في الثالث من أغسطس، بعد نحو شهرين من موجة توقيفات طالت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وأشارت المتحدثة إلى أن المتمردين الحوثيين اعتقلوا يومي 6 و7 يونيو (حزيران) «13 موظفاً في الأمم المتحدة، من بينهم 6 يعملون في مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى أكثر من 50 موظفاً في منظمات غير حكومية، وآخر في إحدى السفارات». وأضافت: «هناك موظفان في مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة محتجزان بالفعل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وأغسطس 2023 على التوالي، وهما محتجزان في مكان قيد الكتمان».

وأكد الحوثيون أنهم اعتقلوا أعضاء في «شبكة تجسس أميركية إسرائيلية» يعملون تحت ستار المنظمات الإنسانية، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة بشكل قاطع. وفي 30 يوليو (تموز)، أبلغ المكتب المتمردين الحوثيين بـ«تعليق عمله» في صنعاء لأسباب أمنية.

وأوضحت شمداساني: «في 3 أغسطس، أرسلت سلطات الأمر الواقع من أنصار الله وفداً إلى مقر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء»، وأجبر «الموظفين على تسليم ممتلكاتهم، وبينها وثائق وأثاث ومركبات، بالإضافة إلى مفاتيح المكتب». وأضافت: «أجبرت (أنصار الله) الموظفين على الذهاب إلى المكتب لتسليم المعدات».


مقالات ذات صلة

تقرير دولي يكشف عن تنويع الحوثيين أدوات عملياتهم البحرية

المشرق العربي زوارق للجماعة الحوثية خلال دورية بحرية (أ.ف.ب)

تقرير دولي يكشف عن تنويع الحوثيين أدوات عملياتهم البحرية

تطورت شبكة الإمداد الحوثية بشكل كبير منذ بداية الانقلاب، حتى أصبحت تعتمد على مصادر متعددة بدلاً من الاعتماد الحصري على الدعم الإيراني.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي صورة وزعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

مجلي لـ«الشرق الأوسط»: جهود السلام توقفت من طرف الحوثيين

يستمر الحوثيون بحفر الخنادق في الجبال وتخزين الأسلحة، واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يتناقض مع جهود السلام الجارية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج أضرار كبيرة لحقت بالمساكن والمزارع والطرقات في اليمن جراء السيول (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة: كارثة السيول في اليمن كبيرة والاحتياجات ضخمة

أكدت الأمم المتحدة أن حجم كارثة السيول التي ضربت اليمن كبير، وأن الاحتياجات ضخمة، وأن التمويل للإغاثة محدود، فيما سارعت السعودية إلى إغاثة المتضررين.

محمد ناصر (تعز (اليمن))
الخليج لقاء بين القيادي الحوثي مهدي المشاط وبن حبتور قبل تعيين الأخير عضواً في «مجلس الحكم الانقلابي» (إعلام حوثي)

تغييرات الحوثيين «الجذرية»... توسيع للنفوذ وإقصاء للشركاء

تسعى الجماعة الحوثية في اليمن لفرض مزيد من السيطرة وإقصاء الشركاء مع تسميتها رئيساً جديداً لحكومة الانقلاب وتعيين الوزراء ضمن ما تسميه «التغيير الجذري».

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي آلاف النازحين في مأرب اليمنية اجتاحت السيول مخيماتهم (إعلام حكومي)

تضرر 7 آلاف أسرة يمنية جراء السيول في مأرب ووفاة 4 نازحين

أفادت مصادر رسمية يمنية بوفاة أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 10 نازحين في محافظة مأرب وتضرر أكثر من سبعة آلاف أسرة جراء السيول والأمطار

علي ربيع (عدن)

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
TT

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)

أثارت تصريحات متلفزة لعضو المكتب السياسي في «حماس» موسى أبو مرزوق، بشأن دور مصر ووساطتها في إنهاء «حرب غزة»، انتقادات برلمانيين وإعلاميين مصريين، استنكروا «المزايدة» على مواقف القاهرة، وذلك قُبيل محادثات مرتقبة يقودها الوسطاء، الخميس، لبحث إبرام صفقة هدنة.

وبينما استبعد السفير محمد العرابي، رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تتأثر علاقة الحركة بالقاهرة في ضوء ذلك التراشق، أكّد خبراء بالشأن الفلسطيني؛ أحدهما مقرّب من «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، «أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية».

أبو مرزوق، الذي سبق أن استضافته القاهرة لسنوات، تحدث في مقابلة متلفزة، السبت، عن أن «مصر لا يمكن أن تعدّ نفسها محايدة، وألا تقف إلى جانب المظلومين الفلسطينيين»، لافتاً إلى أن «القاهرة هي التي فقدت قطاع غزة».

وباعتقاد أبو مرزوق أن «مصر قادرة على وقف إطلاق النار وهذه المجازر في يوم واحد، في حين يواجه الشعب الفلسطيني مذابح مستمرة عبر الصواريخ، وعبر منع الدواء والغذاء عن قطاع غزة»، وفق تصريحاته الإعلامية.

موقف أبو مرزوق غير المعهود من «حماس» منذ أن بدأت تعيد علاقاتها مع مصر قبل سنوات، قُوبل بهجوم من مصريين؛ حيث استنكر عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، الاثنين، تصريحات القيادي الحمساوي، مخاطباً إياه بالقول: «أنت تدرك أن مصر لم تتخلَّ ولن تتخلَّ عن القضية الفلسطينية، رغم كل الضغوط، والشعب المصري وقيادته أبداً لم يقصروا منذ اليوم الأول، ونحن لسنا وسيطاً، ولسنا محايدين في قضية تمسّ الأمن القومي المصري والعربي».

وقال الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» (حكومية)، السبت، عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: إن «مصر تحمَّلت ما لم يتحمله أحد، منذ 7 أكتوبر حتى الآن على المستويات كافةً، في كثير من الأحيان كادت المفاوضات أن تقترب من النقطة التي يمكن من خلالها وقف القتال، وخلقت (حماس) الذريعة للمحتل، وبعد كل محاولات مصر خرج موسى أبو مرزوق ليزايد على مصر».

وانتقد الإعلامي نشأت الديهي، خلال برنامجه «بالورقة والقلم»، المذاع عبر شاشة «TEN»، السبت، أبو مرزوق، قائلاً: «نحن نتعامل بشرف وحكمة بالغة، لكن أن يأتي أقدم زعيم لحركة (حماس)، موسى أبو مرزوق، الذي كان مقيمًا في القاهرة، ويوصَف بأنه رجل عاقل، ويخطئ، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، خطأ لا يجب أن يمرّ مرور الكرام».

لم يرد موسى أبو مرزوق، أو «حماس» على انتقادات الإعلاميين المصريين، بينما طالبت «حماس»، في بيان الأحد، الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة، ووافقت عليه في 2 يوليو (تموز) الماضي، استناداً لرؤية الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو (أيار) الماضي، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات، أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال.

وبينما لم تعلق مصر رسمياً، على «عتاب أبو مرزوق»، أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، خلال لقاء مع نظيره الرواندي، أوليفيي ندوهونجيريهي، بأن «هناك جهوداً مصرية دؤوبة لإنهاء الأزمة بغزة، من خلال التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية واسعة»، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية.

وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية» محمد العرابي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر أفعال لا أبواق»، مؤكّداً أن «مصر هي السند، وتعمل لصالح الشعب الفلسطيني بكامله، وليس لفصيل معين».

وأكّد أهمية «ألا يكون هناك تغيير في موقف (حماس) في ظل قيادة جديدة لها»، في إشارة لتولّي يحيي السنوار رئاسة مكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتِيل في طهران نهاية يوليو الماضي.

ويأتي ذلك التراشق بينما تقترب جولة مفاوضات جديدة يوم الخميس المقبل، دعت لها قادة الوساطة؛ الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتوقع العرابي ألا يؤثر ذلك التراشق على العلاقة مع «حماس»، مستدركاً: «لكن المفاوضات القادمة قد تتأثر، ومع طلب (حماس) الذي يستلزم إعداداً جديداً قد يحتاج وقتاً، ليس بالضرورة أن تتم في الموعد المحدد».

وتعليقاً على تصريحات أبو مرزوق، قال الأكاديمي بالعلوم السياسية والقيادي بحركة «فتح»، جهاد الحرازين: «أي تصريحات من أي شخصية كانت لا يجب أن تؤثر على العلاقات بين الفلسطينيين ومصر، التي لم تتخلَّ عنهم في أي مرحلة، وفتحت أبوابها على مصراعيها لدعم حقوقهم».

فمصر قدّمت مساعدات إغاثية لغزة، وأنشأت مخيمات للنازحين، وتقود المطالب بحقوق الفلسطينيين في المنابر الدولية وعبر الوساطة، حسب الحرازين، الذي دعا لـ«عدم خلق عداء غير مبرَّر مع مصر»، بينما استنكر عدم انتقاد «حماس» دولاً، لم يسمّها، ترفع شعارات، ولم تقدّم أي شيء للقضية الفلسطينية، وتُضرّ بها.

في المقابل، يرى إبراهيم المدهون، المحلل السياسي الفلسطيني، المقرّب من «حماس»، أن تصريحات أبو مرزوق «حُرّفت عن معناها وقصدها الحقيقي، ولا تحمل أي إساءة لمصر»، مؤكداً أن «حماس وأبو مرزوق يحملان كل التقدير والثقة في الدور المصري».

ويعتقد أن تصريحات أبو مرزوق كانت تتطلع لتدخل مصري ودور مصري أكبر، بوصفها الدولة الأقدر على لَجْم إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات سابقة له تشيد بالدور المصري، وتعتزم إهداء انتصار غزة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويحث المدهون إعلاميّي مصر على عدم التراشق في تلك المرحلة الحرجة والجرح الفلسطيني غائر، مؤكداً أن «مصر هي الدواء، وهي التي تطبّب جروح فلسطين، ولا أحد يقبل لها أي إساءة».