محافظ الحديدة لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على إحصاء خسائر السيول وإغاثة الضحايا

مناشدات لتوفير الخدمات الأساسية ومنع الحوثيين من نهب المساعدات

دمرت السيول الطرقات وجرفت المزارع في السهول الغربية من اليمن (رويترز)
دمرت السيول الطرقات وجرفت المزارع في السهول الغربية من اليمن (رويترز)
TT

محافظ الحديدة لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على إحصاء خسائر السيول وإغاثة الضحايا

دمرت السيول الطرقات وجرفت المزارع في السهول الغربية من اليمن (رويترز)
دمرت السيول الطرقات وجرفت المزارع في السهول الغربية من اليمن (رويترز)

قال محافظ الحديدة اليمنية، الحسن طاهر، إن الحكومة في بلاده تعمل على إحصاء الخسائر الناجمة عن كارثة السيول في المحافظة، وتعمل على توجيه الدعم والإغاثة للمتضررين، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها في الحصول على المعلومات الكافية من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية.

وأوضح طاهر في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» أن كلاً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك كلفا عدداً من الوزراء لمتابعة تطورات الوضع الإنساني الناجم عن كارثة السيول في محافظة الحديدة، مبيناً أن المنظمات الدولية هي القادرة على تقديم العون والإغاثة بكفاءة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.

محافظ الحديدة اليمنية الحسن طاهر (سبأ)

وشهدت منطقة سهل تهامة (غرب اليمن)، التي تضم محافظة الحديدة وأجزاء من محافظات أخرى، الأربعاء الماضي، أمطاراً غزيرة وفيضانات تسبب خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، في ظل قصور كبير لأعمال الإغاثة ومساعدة المتضررين، إلى جانب غياب الإحصاءات الكافية لتقدير حجم الكارثة.

وأوضح محافظ الحديدة أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية هي الأكثر تضرراً من كارثة الفيضانات، نظراً لكون الجماعة تسيطر على مساحة جغرافية أكبر من تلك التي تسيطر عليها الحكومة، فضلاً عن أن ممارسات الجماعة الحوثية المتمثلة في حفر الخنادق ونصب الحواجز استعداداً للعمليات العسكرية، ساهمت في مضاعفة حجم كارثة السيول.

أطفال من تهامة اليمنية في منزلهم بعد الفيضانات (إكس)

واتهم المسؤول اليمني الجماعة الحوثية بالاستفادة من المساعدات الإغاثية أكثر من السكان المتضررين من الكوارث أو من ممارساتها التي تتسبب في إفقارهم وتجويعهم، متوقعاً أن تستغل الكارثة الجديدة لنهب المعونات الموجهة إلى المناطق المنكوبة.

وأبدى أمله في أن تحرص الجهات القائمة بأعمال الإغاثة على وصول المساعدات إلى مستحقيها بما يلبي احتياجاتهم الكاملة، دون أن يحدث لها أي نهب أو تغيير وجهتها لغير المستهدفين بها.

توفير الخدمات

طالب المحافظ اليمني بتوفير الخدمات الرئيسية للسكان مثل الكهرباء والمياه والطرقات والتعليم والصحة والبنى التحتية وغيرها من مشاريع التنمية المستدامة التي يمكن أن تغير الواقع المعيشي المتردي، بدلاً من أعمال الإغاثة العاجلة والمؤقتة التي يزول أثرها في ظرف زمني محدود، مشدداً على أن السكان ليسوا بحاجة إلى خيام المنظمات ومساعداتها بقدر حاجتهم لهذه الخدمات.

ودعا طاهر الدول والمنظمات الدولية إلى توفير هذه الخدمات، كما ناشد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للالتفات إلى معاناة سكان الحديدة من نقص الخدمات وافتقار مناطقهم للبنى التحتية في المدن والأرياف.

امرأة وسط الدمار الذي خلفته السيول في منطقة الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

وكانت الحكومة اليمنية الشرعية بعثت نداءات لإغاثة سكان منطقة تهامة الساحلية (غرب البلاد) التي تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات نتيجة السيول التي تعرضت لها الأربعاء الماضي بعد أمطار غزيرة استمرت أكثر من 10 ساعات.

وتتهم الأوساط الشعبية والرسمية الجماعة الحوثية بالسيطرة على موارد ومقدرات المنطقة مثل الموانئ والزراعة والأراضي دون تقديم أي عون للمتضررين.

وتشير التقديرات إلى وفاة 45 شخصاً على الأقل، وفقدان أكثر من 100 آخرين ممن انقطع التواصل معهم، وتعرض أكثر من 500 منزل للدمار، في حين نزحت آلاف العائلات من بعد تضرر منازلها أو خوفاً من تجدد الأمطار.


مقالات ذات صلة

ناقلة نفط تنجو من سلسلة هجمات حوثية... وأميركا تنفذ ضربات استباقية

العالم العربي صورة وزعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

ناقلة نفط تنجو من سلسلة هجمات حوثية... وأميركا تنفذ ضربات استباقية

استهدفت سلسلة هجمات يُعتقد أنها حوثية، ناقلة نفط في جنوب البحر الأحمر يومي الخميس والجمعة دون أضرار، في حين دمرت أميركا قدرات عسكرية للجماعة المدعومة من إيران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي طبيب يمني يعاين مريضاً في أحد مستشفيات صنعاء (إ.ب.أ)

اتهامات للحوثيين بإخفاء أدوية مرضى السكري المجانية

يعاني الآلاف من مرضى السكري في محافظة إب اليمنية من انعدام الأدوية المخصصة لهم مجاناً من منظمات دولية، في ظل اتهامات للجماعة الحوثية بإخفائها.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مساكن النازحين في اليمن كانت الأكثر تضرراً من السيول (إعلام محلي)

يمنيون غاضبون من خنادق حوثية وسواتر أغرقت جنوب الحديدة

اتهمت مصادر يمنية حكومية الحوثيين بالتسبب في غرق الأجزاء الجنوبية من مدينة الحديدة بسبب خنادقهم وسواترهم الترابية التي حالت دون تصريف السيول للبحر.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي خسائر هائلة لحقت بأهالي تهامة في اليمن جراء السيول التي طالت الأرواح والممتلكات والأراضي الزراعية (إكس)

اليمن يستنجد لإغاثة سكان تهامة غداة أمطار وسيول مميتة

تواجه منطقة تهامة اليمنية الواقعة على الساحل الغربي المحاذي للبحر الأحمر وضعاً مأساوياً بعد أمطار غزيرة تسببت بسيول جارفة خلَّفت عشرات القتلى والمفقودين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لشن ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن (أرشيفية -أ.ف.ب)

ضربات أميركية استباقية تدمر قدرات عسكرية حوثية

أعلن الجيش الأميركي، الخميس، تدمير قدرات عسكرية للحوثيين في ضربات استباقية في سياق عمليات التصدي التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات المدعومة من إيران.

علي ربيع (عدن)

جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جولة جديدة بشأن «الهدنة» في قطاع غزة، طرحها قادة دول الوساطة مصر وأميركا وقطر، للانعقاد، الأسبوع المقبل؛ لاستئناف المفاوضات التي تراوح مكانها منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية بطهران، نهاية يوليو (تموز) الماضي، وسط توترات تتصاعد في المنطقة بين إيران وأذرعها من ناحية، وإسرائيل على الجانب الآخر.

استئناف المناقشات عدّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «حلحلة للتعثر الحالي»، وسط توقعات بأن «تحمل الجولة حلولاً نهائية للذهاب لاتفاق» على الأقل نحو المرحلة الأولى منذ المراحل الثلاث لمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن.

بينما تسود تخوفات من عراقيل قد يضعها الجانب الإسرائيلي، خصوصاً أن الدعوة جاءت بعد ساعات من حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية عن أن الحرب في غزة «لن تنتهي قريباً».

وفي بيان مشترك، مساء الخميس، حمل توقيع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعا قادة الدول الثلاث التي تقود الوساطة، إلى إبرام اتفاق هدنة.

وكشف القادة أنهم «سعوا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حالياً على الطاولة بناءً على مقترح الرئيس بايدن في نهاية مايو (أيار)»، لافتين إلى أنهم «لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ».

وأعربوا عن استعدادهم كوسطاء «إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كل الأطراف»، داعين إلى «عدم إضاعة مزيد من الوقت أو وضع ذرائع من قبل أي طرف (حماس وإسرائيل) لتأجيل آخر».

ودعا القادة «حماس» وإسرائيل إلى «استئناف المناقشات العاجلة، يوم الأربعاء أو الخميس، المقبلين في الدوحة أو القاهرة لسد كل الثغرات المتبقية، وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة».

مكتب نتنياهو الذي كان على علم مسبق بالبيان المشترك وفق موقع «أكسيوس» الأميركية سريعاً، أفاد في بيان، بأنه سيجري «إرسال الوفد المفاوض 15 أغسطس (آب) إلى أي مكان يجري تحديده لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري»، وبالتزامن، نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي، تحذيره من أن أي تصعيد إيراني من شأنه أن يقوض آمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعقب إصدار البيان المشترك، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوست، نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال هاتفي، «أهمية إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة»، وفق البنتاغون، وتجاوب مع غالانت مؤكداً «أهمية التوصل سريعاً إلى اتفاق».

وباعتقاد الأكاديمي في الشؤون الدولية والمتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، فإن البيان المشترك للقادة «يعد دافعاً قوياً وحلحلة للتعثر الحالي، يمكن أن يمثل نقلة نوعية للوصول للمرحلة الأولى من المراحل الثلاث التي طرحها مقترح بايدن بشأن الهدنة».

وفي ضوء ذلك التطور الجديد، يمكن القول بحسب فهمي: «إننا نقترب من هدنة في غزة، وإزاء صفقة ومبادلة تريدها واشنطن» تقود إلى إتمام هدنة، ووقف جبهات المواجهات بين إيران و«حزب الله» وإسرائيل، موضحاً أن ذلك يفسر سبب تأخر الرد الإيراني و«حزب الله» تجاه إسرائيل.

وهو ما تتفق معه الأكاديمية في الشؤون الدولية، الدكتورة، نورهان الشيخ، بالتأكيد على أن توقيت ذلك البيان المشترك هام، ويحمل دلالة خاصة كونه قد صدر من قادة الدول الثلاث التي تلعب دور الوساطة.

ويحمل البيان المشترك «رسالة مهمة»، وفق الشيخ، وهي أن المسار السياسي لم يصل لحد الانسداد، وأن هناك أفقاً للتسوية عبر المفاوضات، بالإضافة إلى أنه ربما يكون رسالة أكثر لإيران على أساس أنها تحضر لعمل عسكري ضد إسرائيل مفادها أن «مسار المفاوضات هو الأفضل للمنطقة» إلا أنها ترى أنه «لا مؤشرات كبيرة للوصول إلى هدنة حالياً، ولا متغيرات على الأرض تجبر نتنياهو على القبول بها».

وتحمل الجولة المرتقبة الجديدة «4 أو 5 نقاط خلافية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة يجب حلها»، وفق ما ذكره مسؤول أميركي، تحدث لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية، دون أن يحددها بينما سبق أن طرح نتنياهو شروطاً جديدة أبرزها، وضع آلية لتفتيش النازحين من الجنوب للشمال وعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ولاقت رفضاً من «حماس» ومصر.

وسيشارك في الجولة ويليام بيرنز، مدير الاستخبارات الأميركية، وفق ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الخميس، بينما دعا الرئيس المصري، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى «تضافر الجهود الدولية للدفع قدماً باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كون استمرار الحرب في القطاع هي أساس التصعيد الحالي في الإقليم».

ووفق تقديرات الدكتور طارق فهمي، سيكون هناك تجاوب إسرائيلي تجاه المفاوضات، لكن تفاصيل الجولة المقبلة، هي من ستوضح مآلات المحادثات، مؤكداً أن احتمال طرح مقترح نهائي من الوسطاء لتذليل أي عقبات، يؤكد الحرص على إنهاء الصفقة في ظل التداعيات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

غير أن نتنياهو كعادته كل مرة يرسل وفداً ليقول إنه «متجاوب»، ولكن دون خطوات ملموسة في النهاية، وفق نورهان الشيخ، التي توقعت أن يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في «المماطلة»، لما بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية أملاً في وصول حليفه دونالد ترمب، والحصول على دعم أكبر.

وبشأن تأثير واشنطن، على نتنياهو، تستبعد نورهان الشيخ أن يكون هناك تأثير حقيقي في ظل إدارة أميركية ضعيفة حالياً مع قرب الانتخابات وانسحاب بايدن.