أميركا تدمر منظومات حوثية في البحر الأحمر وخليج عدن

توقف شبه تام للهجمات ضد السفن في آخر أسبوعين

سفينة تجارية في ميناء الحديدة الذي لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
سفينة تجارية في ميناء الحديدة الذي لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

أميركا تدمر منظومات حوثية في البحر الأحمر وخليج عدن

سفينة تجارية في ميناء الحديدة الذي لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
سفينة تجارية في ميناء الحديدة الذي لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي تدمير منظومات حوثية هجومية في البحر الأحمر وخليج عدن، استمراراً لعمليات الدفاع الاستباقية التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات التي بدأتها الجماعة الموالية لإيران في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وجاءت الضربات الأميركية الجديدة في وقت تشهد فيه الهجمات الحوثية توقفاً شبه تام منذ القصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة في 20 يوليو (تموز) الماضي، حيث لم تسجل سوى محاولة هجومية يتيمة استهدفت، السبت الماضي، سفينة في خليج عدن دون إصابات.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان عن تطورات الوضع في الخامس من أغسطس (آب) أن قواتها دمرت خلال 24 ساعة 3 طائرات حوثية من دون طيار فوق خليج عدن أطلقتها الجماعة من المناطق الخاضعة لسيطرتها.

بالإضافة إلى ذلك، نجحت قوات الجيش الأميركي - وفق البيان - في تدمير طائرة من دون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في منطقة تسيطر عليها الجماعة، كما دمرت بشكل منفصل زورقاً حوثياً مسيّراً وطائرة من دون طيار، وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن في البحر الأحمر.

وقال البيان إن هذه الأسلحة شكلت تهديداً واضحاً ومباشراً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، ووصف السلوك الحوثي بـ«المتهور والخطير» في تهديد الاستقرار والأمن الإقليميين.

مسيّرة حوثية زعمت الجماعة أنها استهدفت بها تل أبيب (أ.ف.ب)

ويؤكد مراقبون يمنيون أن الضربات الأميركية المتلاحقة كان لها دور كبير في تراجع هجمات الجماعة الحوثية خصوصاً أنها استهدفت كثيراً من الرادارات التي توجه الهجمات ومنصات الإطلاق خلال الآونة الأخيرة.

وكانت إسرائيل قد نفّذت في 20 يوليو ضربات انتقامية ضد الحوثيين استهدفت خزانات الوقود والكهرباء في الحديدة وميناءها، رداً على طائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب في 19 يوليو، تبنّت الجماعة الموالية لإيران في اليمن إطلاقها، وأدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

نتائج المواجهة

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنت منذ نوفمبر الماضي كثيراً من الهجمات ضد إسرائيل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم المسيّرة على تل أبيب في 19 يوليو، كما تبنّت مهاجمة أكثر من 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وأصابت الهجمات نحو 31 سفينة، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

بقايا حطام طائرة أميركية من دون طيار زعم الحوثيون إسقاطها في صعدة حيث معقلهم الرئيسي (أ.ف.ب)

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وأقرّت الجماعة بتلقّي نحو 600 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».

وتشنّ الجماعة الحوثية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تزعم أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.


مقالات ذات صلة

ملك الأردن يحذّر من «خطورة توسع الصراع» في اتصالات بماكرون وميلوني وترودو والسيسي

المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته على مدخل قصر الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)

ملك الأردن يحذّر من «خطورة توسع الصراع» في اتصالات بماكرون وميلوني وترودو والسيسي

حذر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني خلال اتصالات هاتفية برئيس فرنسا، ورئيسة وزراء إيطاليا، ورئيس وزراء كندا من «خطورة توسع دائرة الصراع في الإقليم».

«الشرق الأوسط» (عمان)
العالم العربي الاعتقالات الأخيرة أدت إلى تعقيد العمليات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين (الأمم المتحدة)

​تعاظم المخاطر على موظفي الإغاثة في مناطق سيطرة الحوثيين

أكد تحليل نفذ لصالح منظمات أممية عاملة باليمن تعاظم المخاطر على الموظفين بمناطق سيطرة الحوثيين بما في ذلك خطر الاحتجاز وتقييد الحركة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي آلاف الأطفال في اليمن يتسربون من التعليم لمساعدة عائلاتهم من خلال الأعمال الشاقة (رويترز)

عمالة الأطفال في صنعاء تتفاقم... والعون القانوني والاجتماعي مفقود

يصنف اليمن في المرتبة الأولى عربياً في عمالة الأطفال، والتي تتركز في البيع المتجول وغسيل السيارات وأعمال البناء والميكانيكا والنظافة والزراعة

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من عُرس جماعي أقامه الحوثيون لأتباعهم قبل شهر في إب (إعلام حوثي)

أعراس جماعية لانقلابيي اليمن يموِّلها التجار بالإكراه

أرغمت الجماعة الحوثية رجال أعمال ومُلاك متاجر متوسطة وصغيرة، في العاصمة المختطفة صنعاء، على دفع مبالغ مالية لدعم إقامة أعراس جماعية لأتباعها والمستقطَبين الجدد.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي زاوية صوفية في زبيد من القرن السابع الهجري (إعلام محلي)

اليمن: مدينة زبيد التاريخية أحدث «ضحايا» الانقلابيين

على الرغم من مرور 24 عاماً على وضع مدينة زبيد اليمنية على قائمة التراث العالمي المُعرّض للخطر، فإن إهمال الانقلابيين الحوثيين فاقم من هذا الخطر.

محمد ناصر (تعز)

مصر تطلب من أميركا الضغط على إسرائيل للانخراط بجدية في محادثات غزة

محاولات مصرية لاحتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
محاولات مصرية لاحتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

مصر تطلب من أميركا الضغط على إسرائيل للانخراط بجدية في محادثات غزة

محاولات مصرية لاحتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
محاولات مصرية لاحتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير بدر عبد العاطي طلب من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي، اليوم الاثنين، الضغط على إسرائيل «للانخراط بجدية» في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف البيان أن عبد العاطي «طالب نظيره الأميركي بالضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارسة سياسة حافة الهاوية».

ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية، فقد أجرى عبد العاطي اتصالاً مع بلينكن للتشاور بشأن التصعيد الجاري في المنطقة وسبل احتوائه.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة المصرية أن عبد العاطي أحاط نظيره الأميركي بالاتصالات التي قام بها مع وزراء خارجية عدد من دول المنطقة، بهدف احتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وما خلفته من حالة احتقان وردود أفعال قد تؤدي إلى خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، وتهدد بتوسيع رقعة الصراع بشكل غير مسبوق.

كما أكد وزير الخارجية المصري على ضرورة ممارسة جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار وتهديد مصالح شعوبها، وطالب نظيره الأميركي بالضغط على إسرائيل للتوقف عن «ممارسة سياسة حافة الهاوية»، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق عن قرب خلال الفترة القادمة دعما لجهود التهدئة.