انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

أولياء الأمور عاجزون عن توفير المناهج لأبنائهم

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن متهمون ببيع الكتب المدرسية في السوق السوداء

عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)
عناصر حوثيون يزورون مطابع الكتاب المدرسي الخاضعة لهم في صنعاء (فيسبوك)

انقضى الأسبوع الأول منذ بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الحوثيين، من دون حصول عشرات الآلاف من التلاميذ على كتب المنهج الدراسي، بسبب قيام قادة الجماعة في قطاع التربية والتعليم ببيع الكتب في السوق السوداء لجني الأموال والإنفاق على برامج التطييف والمجهود الحربي.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن قادة الحوثيين المسؤولين عن قطاع التعليم حولوا أرصفة الشوارع في العاصمة المختطفة ومدن أخرى إلى سوق سوداء لبيع المناهج في وقت يشكو فيه أولياء الأمور من عدم حصول أبنائهم على الكتب المقررة.

يعجز كثير من الآباء اليمنيين عن توفير الكتب الدراسية من السوق السوداء (الشرق الأوسط)

واتهمت المصادر قيادات انقلابية يتصدرهم يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة الحوثية والمعين وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، بالضلوع في عملية المتاجرة العلنية بالعملية التعليمية وبالكتاب المدرسي ومستقبل الطلبة في اليمن.

وأجرت «الشرق الأوسط» جولة في بعض شوارع صنعاء ووثقت بعضا من مظاهر انتشار بيع الكتاب المدرسي، سواء عبر باعة أرصفة أو في نقاط بيع رسمية تابعة للانقلابيين.

تعليم بلا منهج

يؤكد عبد الله، وهو عامل في محل تجاري في صنعاء، أنه اضطر بعد انتظار دام أسبوعاً كاملاً دون أن يحصل ثلاثة من أبنائه على مناهج التعليم، إلى الخروج لأحد الشوارع القريبة من منزله بحي مذبح شمال صنعاء لشراء الكتب لأطفاله.

وعبر عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالصدمة أثناء معرفته أن سعر الكتاب الواحد يصل في السوق السوداء إلى 1000 ريال يمني (نحو دولارين)، ما يعني أنه بحاجة إلى مبلغ كبير حتى يتمكن من توفير جميع الكتب لأبنائه الذي يدرسون في الصفوف، الثالث والخامس والسادس الابتدائي.

مناهج دراسية تباع على الأرصفة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (الشرق الأوسط)

وأوضح أن أطفاله لا يزالون يواصلون تعليمهم في مدرسة حكومية بالحي دون كُتب، بعد أن عجز عن توفيرها لهم من السوق السوداء، نظراً لأسعارها المرتفعة، معبراً عن شكواه من استمرار المماطلات من قبل إدارة المدارس الخاضعة للجماعة فيما يخص تأمين الكتب المدرسية للطلبة.

وأثار الإفراغ الحوثي المتعمد لمخازن مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء ومدن أخرى من مناهج التعليم وبيعها في السوق السوداء موجة غضب واسعة في أوساط الناشطين الحقوقيين والمغردين اليمنيين.

وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر انتشار كميات من الكتب المدرسية على أرصفة كثير من الشوارع في المحتلة صنعاء.

جريمة أخلاقية

اتهم ياسر، وهو اسم مستعار لناشط تربوي في صنعاء، الجماعة الحوثية بتعمد عدم توزيع الكتاب المدرسي على الطلبة في المدارس، في مقابل قيامها بشكل يومي بالتوزيع المجاني لملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، حيث تجبر الطلبة على قراءتها سعيا لتفخيخ عقولهم.

وطالب ياسر كافة المنظمات الدولية المعنية بدعم التعليم بوقف الدعم المقدم للجماعة الحوثية ووضع حد لعبثها وانتهاكاتها المتكررة بحق العملية التعليمية واستغلالها للكتاب المدرسي وبيعه في الأسواق السوداء.

وفي تعليق له، قال الناشط الإعلامي الموالي للحوثيين مجدي عقبة إن اتخاذ الجماعة من الكتاب المدرسي سلعة تباع على الأرصفة وفي نقاط بيع تم تخصيصها للغرض «جريمة وفضيحة أخلاقية بامتياز». لافتاً إلى إصرار الجماعة على تحويل مؤسسات الدولة الخدمية إلى شركات ربحية.

ومنذ الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات الدولة، سعت الجماعة الحوثية جاهدة إلى تحويل كافة المؤسسات في قطاع التربية والتعليم من مؤسسات خدمية مجانية وفقاً للدستور والقوانين النافذة، إلى مؤسسات استثمارية ربحية تصب إيراداتها في جيوب وأرصدة قياداتها، بدءاً من تأجير أسطح وأسوار المدارس، وليس انتهاءً ببيع الكتاب المدرسي في السوق السوداء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

العالم العربي صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أول هجوم مميت ضد إسرائيل بطائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

اليمن ينتقد تقصير الأمم المتحدة في حماية موظفيها من بطش الحوثيين

انتقدت الحكومة اليمنية تقصير الأمم المتحدة في حماية الموظفين في وكالاتها من بطش الحوثيين، ودعت إلى اتخاذ تدابير ضاغطة لإجبار الجماعة على إطلاق المعتقلين.

علي ربيع (عدن)
الخليج هيئة بحرية: سفينة تتعرض لمقذوفات مجهولة قبالة عدن

هيئة بحرية: سفينة تتعرض لمقذوفات مجهولة قبالة عدن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن سفينة أصيبت بمقذوفات مجهولة على بُعد 83 ميلاً بحرياً جنوب شرقي مدينة عدن

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري في الآونة الأخيرة لجأ الحوثيون إلى استخدام الزوارق المسيّرة المفخخة في مهاجمة السفن (أ.ف.ب)

تحليل إخباري بعد 8 أشهر من التصعيد... لماذا لم يردع التدخل الأميركي هجمات الحوثيين؟

أجمع باحثون يمنيون أن إدارة بايدن ليست عاجزة عن وقف هجمات الحوثيين وإنهاء تهديد الملاحة، ولكنها لا تريد ذلك لأسباب تتعلّق باستراتيجيتها الخارجية والداخلية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي امرأة تتلقى المشورة في مركز متخصص للصحة النفسية يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان (الأمم المتحدة)

وسط غياب الرعاية والإحصائيات... اضطرابات نفسية تخنق اليمنيات

تتضاعف معاناة اليمنيات من الاضطرابات النفسية في ظل تدني إمكانية حصولهن على العلاج والدعم لأسباب تتعلق بانهيار الصحة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.

وضاح الجليل (عدن)

«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

على وقع تصاعد تهديد الجماعة الحوثية بالعودة إلى تفجير الحرب ضد الحكومة اليمنية الشرعية رداً على التدابير التي اتخذتها الأخيرة لتعزيز مركزها القانوني خصوصاً فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي والمصرفي، أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن ردع الجماعة الموالية لإيران يتطلب استراتيجية شاملة محلية وإقليمية ودولية.

في ظل هذه التداعيات، أكد السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، خلال لقاءات واتصالات منفصلة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وأعضاء المجلس عيدروس الزبيدي وطارق صالح وعثمان مجلي، على دعم واشنطن للحكومة اليمنية لتعزيز سلطاتها القانونية.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أكد، خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة ستيفن فاجن، أهمية دعم الإصلاحات الحكومية، وجهودها لردع أي تهديد للمركز القانوني للدولة، وفرض السيطرة على كامل التراب اليمني، وتأمين خطوط الملاحة الدولية، والمنشآت الوطنية الحيوية.

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي استمع من السفير فاجن إلى تفاصيل عن برامج الدعم الإنمائي والإنساني المقدم من الولايات المتحدة ووكالاتها الدولية، بما في ذلك إعادة تأهيل قوات خفر السواحل اليمنية، وجهود مكافحة الإرهاب، والتهريب، والجريمة المنظمة.

وشدد العليمي - بحسب الوكالة - على أهمية وفاء مجتمع المانحين بتعهداته لخطة الاستجابة الإنسانية عبر البنك المركزي اليمني، والتسريع بإجراءات نقل مقار المنظمات الدولية، وشركائها المحليين إلى العاصمة المؤقتة عدن، والالتزام الصارم بالمركز القانوني للدولة العضو في الأمم المتحدة.

ووضع رئيس مجلس الحكم اليمني السفير الأميركي أمام المستجدات اليمنية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يقودها المجلس والحكومة، وجهود إطلاق عملية سياسية شاملة بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.

تعاون حقيقي

في سياق تأكيد «الرئاسي اليمني» على أهمية الدعم الأميركي في مواجهة الحوثيين، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي أن «القضاء على التهديد الذي تمثله الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، على الأمن والسلم الدوليين، يتطلب استراتيجية ردع محلية وإقليمية ودولية شاملة».

وأشار الزبيدي خلال اتصال مرئي مع السفير الأميركي ستيفن فاجن، الأربعاء، إلى جاهزية مجلس القيادة الرئاسي للانخراط في أي جهود إقليمية ودولية، تهدف لوضع حد للإرهاب الذي تمارسه الميليشيات الحوثية في اليمن والمنطقة سلماً أو حرباً، مع تأكيده على أن القضاء على التهديد الحوثي يتطلب تعاوناً حقيقياً بين دول المنطقة والعالم.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي اجتمع عبر الاتصال المرئي مع السفير الأميركي (سبأ)

وأورد الإعلام الرسمي أن الزبيدي ناقش مع السفير الأميركي مستجدات الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، والإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يعمل عليها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتفعيل مؤسسات الدولة والارتقاء بعملها.

كما ناقش الاتصال - طبقاً لوكالة «سبأ» - القرارات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي عبر سلسلة من الإجراءات عبر البنك المركزي اليمني وعدد من الوزارات الخدمية، التي هدفت في مجملها لإيقاف العبث الحوثي بالقطاع المصرفي، وأصول المؤسسات الحكومية الخدمية وفي مقدمها الخطوط الجوية اليمنية.

وخلال الاتصال تطرق الزبيدي إلى التطورات ذات الصلة بالجهود التي تبذل من قبل المجتمع الدولي، ودول الإقليم لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، وجدد التأكيد على جاهزية مجلس القيادة الرئاسي للانخراط في أي عملية سياسية لإحلال السلام في البلاد من خلال الفريق التفاوضي التابع للمجلس الذي يمثل مختلف القوى السياسية المنضوية في إطار مجلس القيادة.

ونسبت وكالة «سبأ» إلى السفير فاجن أنه «أكد دعم حكومة بلاده لكل الإجراءات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي اليمني لتعزيز سلطة الدولة، وتقديرها لتعاطيه الإيجابي مع الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي، ودول الإقليم لإنهاء الحرب وإحلال السلام».

كما نقلت الوكالة عن سفير الولايات المتحدة أنه جدّد التزام حكومة بلاده بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية وأنه أكد أن بلاده «تتابع بقلق بالغ تنامي التصعيد الحوثي في ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وتعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لوضع حد لتلك التهديدات».

في السياق نفسه، ذكر حساب السفارة الأميركية على منصة «إكس» أن السفير فاجن ناقش مع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة للحكومة اليمنية، بما في ذلك تعزيز التعاون مع خفر السواحل اليمني لتعزيز الأمن البحري.

وفي لقاء سابق كان السفير فاجن قد التقى في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، وذكر الإعلام الرسمي أن الأخير استعرض انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين، وأكد دعم الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن للحفاظ على مركزه القانوني واستقلاله الذي يضمن الحفاظ على حقوق المواطنين وأموالهم واستثماراتهم ومدخراتهم المودعة وعدم الإخلال بالتوازن مع البنوك الخارجية وفرض سياسة صارمة تسهم في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر غسل الأموال.