«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

تأكيد أميركي على دعم الحكومة لتعزيز سلطاتها

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

على وقع تصاعد تهديد الجماعة الحوثية بالعودة إلى تفجير الحرب ضد الحكومة اليمنية الشرعية رداً على التدابير التي اتخذتها الأخيرة لتعزيز مركزها القانوني خصوصاً فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادي والمصرفي، أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن ردع الجماعة الموالية لإيران يتطلب استراتيجية شاملة محلية وإقليمية ودولية.

في ظل هذه التداعيات، أكد السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، خلال لقاءات واتصالات منفصلة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وأعضاء المجلس عيدروس الزبيدي وطارق صالح وعثمان مجلي، على دعم واشنطن للحكومة اليمنية لتعزيز سلطاتها القانونية.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أكد، خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة ستيفن فاجن، أهمية دعم الإصلاحات الحكومية، وجهودها لردع أي تهديد للمركز القانوني للدولة، وفرض السيطرة على كامل التراب اليمني، وتأمين خطوط الملاحة الدولية، والمنشآت الوطنية الحيوية.

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي استمع من السفير فاجن إلى تفاصيل عن برامج الدعم الإنمائي والإنساني المقدم من الولايات المتحدة ووكالاتها الدولية، بما في ذلك إعادة تأهيل قوات خفر السواحل اليمنية، وجهود مكافحة الإرهاب، والتهريب، والجريمة المنظمة.

وشدد العليمي - بحسب الوكالة - على أهمية وفاء مجتمع المانحين بتعهداته لخطة الاستجابة الإنسانية عبر البنك المركزي اليمني، والتسريع بإجراءات نقل مقار المنظمات الدولية، وشركائها المحليين إلى العاصمة المؤقتة عدن، والالتزام الصارم بالمركز القانوني للدولة العضو في الأمم المتحدة.

ووضع رئيس مجلس الحكم اليمني السفير الأميركي أمام المستجدات اليمنية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يقودها المجلس والحكومة، وجهود إطلاق عملية سياسية شاملة بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.

تعاون حقيقي

في سياق تأكيد «الرئاسي اليمني» على أهمية الدعم الأميركي في مواجهة الحوثيين، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي أن «القضاء على التهديد الذي تمثله الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، على الأمن والسلم الدوليين، يتطلب استراتيجية ردع محلية وإقليمية ودولية شاملة».

وأشار الزبيدي خلال اتصال مرئي مع السفير الأميركي ستيفن فاجن، الأربعاء، إلى جاهزية مجلس القيادة الرئاسي للانخراط في أي جهود إقليمية ودولية، تهدف لوضع حد للإرهاب الذي تمارسه الميليشيات الحوثية في اليمن والمنطقة سلماً أو حرباً، مع تأكيده على أن القضاء على التهديد الحوثي يتطلب تعاوناً حقيقياً بين دول المنطقة والعالم.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي اجتمع عبر الاتصال المرئي مع السفير الأميركي (سبأ)

وأورد الإعلام الرسمي أن الزبيدي ناقش مع السفير الأميركي مستجدات الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، والإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يعمل عليها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتفعيل مؤسسات الدولة والارتقاء بعملها.

كما ناقش الاتصال - طبقاً لوكالة «سبأ» - القرارات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي عبر سلسلة من الإجراءات عبر البنك المركزي اليمني وعدد من الوزارات الخدمية، التي هدفت في مجملها لإيقاف العبث الحوثي بالقطاع المصرفي، وأصول المؤسسات الحكومية الخدمية وفي مقدمها الخطوط الجوية اليمنية.

وخلال الاتصال تطرق الزبيدي إلى التطورات ذات الصلة بالجهود التي تبذل من قبل المجتمع الدولي، ودول الإقليم لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، وجدد التأكيد على جاهزية مجلس القيادة الرئاسي للانخراط في أي عملية سياسية لإحلال السلام في البلاد من خلال الفريق التفاوضي التابع للمجلس الذي يمثل مختلف القوى السياسية المنضوية في إطار مجلس القيادة.

ونسبت وكالة «سبأ» إلى السفير فاجن أنه «أكد دعم حكومة بلاده لكل الإجراءات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي اليمني لتعزيز سلطة الدولة، وتقديرها لتعاطيه الإيجابي مع الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي، ودول الإقليم لإنهاء الحرب وإحلال السلام».

كما نقلت الوكالة عن سفير الولايات المتحدة أنه جدّد التزام حكومة بلاده بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية وأنه أكد أن بلاده «تتابع بقلق بالغ تنامي التصعيد الحوثي في ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وتعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لوضع حد لتلك التهديدات».

في السياق نفسه، ذكر حساب السفارة الأميركية على منصة «إكس» أن السفير فاجن ناقش مع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة للحكومة اليمنية، بما في ذلك تعزيز التعاون مع خفر السواحل اليمني لتعزيز الأمن البحري.

وفي لقاء سابق كان السفير فاجن قد التقى في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، وذكر الإعلام الرسمي أن الأخير استعرض انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين، وأكد دعم الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن للحفاظ على مركزه القانوني واستقلاله الذي يضمن الحفاظ على حقوق المواطنين وأموالهم واستثماراتهم ومدخراتهم المودعة وعدم الإخلال بالتوازن مع البنوك الخارجية وفرض سياسة صارمة تسهم في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر غسل الأموال.


مقالات ذات صلة

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري جنوب اليمن

العالم العربي جنود من الجيش اليمني خلال حملتهم العسكرية لمطاردة عناصر القاعدة في محافظة أبين (أرشيفية - رويترز)

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري جنوب اليمن

سقط عشرات الجنود قتلى وجرحى في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف معسكراً في محافظة أبين بجنوب اليمن، الجمعة، وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «القاعدة».

علي ربيع (عدن)
الحوثيون يأخذون حصصاً من المساعدات لأتباعهم (الشرق الأوسط)

انقلابيو اليمن يمنعون توزيع معونات للفقراء في 3 محافظات

منعت الجماعة الحوثية منذ مطلع الشهر الجاري فاعلي الخير من تقديم مساعدات غذائية ونقدية سنوية للآلاف من الفقراء والنازحين في مناطق عدة تتبع 3 محافظات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي (سبأ)

اليمن يجدد دعوة المنظمات الأممية والدولية للانتقال إلى عدن

جدد بيان الحكومة اليمنية أمام اجتماع مجلس الأمن الأخير، دعوة الوكالات الأممية والمنظمات الدولية لنقل مقارها إلى عدن، لحماية موظفيها وأنشطتها من قمع الحوثيين.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يدعو إلى عملة يمنية موحدة والإفراج عن موظفي المنظمات في صنعاء

شدّد مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ على أهمية توحيد العملة اليمنية وإنهاء الانقسام المصرفي، مشيراً إلى دور السعودية في احتواء التصعيد الاقتصادي الأخير.

علي ربيع (عدن) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي «أمبري»: سفينة تبلّغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قبالة إريتريا

سفينة تبلّغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قبالة إريتريا

قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الخميس، إن سفينة تجارية أبلغت عن محاولة للاقتراب منها تتضمن إطلاق نيران من أسلحة خفيفة

«الشرق الأوسط» (لندن)

إرغام مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات

الحوثيون أجبروا مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات (إعلام حوثي)
الحوثيون أجبروا مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات (إعلام حوثي)
TT

إرغام مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات

الحوثيون أجبروا مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات (إعلام حوثي)
الحوثيون أجبروا مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات (إعلام حوثي)

أرغمت الجماعة الحوثية مزارعين في ريف صنعاء على تقديم محاصيل زراعية مجانية لمصلحة مقاتليها في الجبهات، بالتوازي مع إجبارها عدداً آخر على دفع مبالغ مالية لنقل تلك التبرعات.

وذكرت مصادر مطَّلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات الإرغام الحوثية توازت مع إجبار سكان الأحياء والمؤسسات الحكومية الخاضعة للجماعة في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها على المشاركة في تسيير قوافل غذائية متنوعة مع جمع تبرعات نقدية.

قوافل يقدمها المزارعون بالإكراه لمصلحة الحوثيين (فيسبوك)

وطبقاً للمصادر، أجبر الحوثيون أهالي قرى ذي مرمر وخربة سعوان وصرف، التابعة لمديرية بني حشيش شمال شرقي صنعاء على تقديم نحو 6 قوافل متنوعة من مختلف المحاصيل الزراعية، منها الأعناب بمختلف أنواعها والخوخ، لمصلحة مقاتلي الجماعة.

كما أرغمت الجماعة مزارعين في قرى تتبع مديريات همدان وبني مطر وسنحان وخولان في محافظة ريف صنعاء على تسيير قوافل مالية وعينية بمبلغ 20 مليون ريال يمني (الدولار نحو 530 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة) تتضمن بعضها زبيباً ولوزاً، وأصنافاً متعددة من الفواكه.

واشتكى مزارعون في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تجدد الاستهداف الحوثي لهم بفرض إتاوات إجبارية جديدة، رافقها أعمال تعقب وخطف طاولت عشرات المزارعين بعد رفضهم التبرع.

وفي حين يتولى مشرفو الجماعة الحوثية مهمة مراقبة وتتبع عمليات الزراعة منذ بداية الموسم وحتى جني الثمار، أفاد المزارعون بأن الجماعة فرضت في هذا الموسم جبايات مضاعفة عما كان في العام السابق، بزعم وجود اتساع في عملياتها العسكرية، بما في ذلك التصعيد المستمر للجماعة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

تدهور الإنتاج الزراعي في اليمن بسبب الحرب والأوبئة والجبايات (إعلام حوثي)

وتتهم الجماعة الحوثية بأنها تشّن منذ الانقلاب حرباً شعواء ضد زراعة المحاصيل، مع تسخير كل جهدها لدعم وتشجيع زراعة نبتة «القات» المخدرة؛ لأنها تدر على كبار قادتها مبالغ مالية طائلة من عائدات الضرائب.

وأكد أحد المزارعين في منطقة بني حشيش لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفاً حوثياً أرغمه على تقديم نحو 20 سلة من العنب والخوخ، وهي أكثر من ربع إنتاجه السنوي، لمصلحة المجهود الحربي.

تدهور الإنتاج

يأتي الاستهداف الحوثي للمزارعين بمحافظة ريف صنعاء ومناطق يمنية أخرى تحت سيطرة الجماعة في وقت يعاني فيه غالبيتهم من حالة تدهور في الإنتاج، بسبب غلاء الوقود، وعدم وجود صيانة للمعدات.

وتتحدث المصادر الزراعية في صنعاء عن استمرار حملات الانقلابيين في استهداف ما بقي من المزارعين لإجبارهم على مبالغ مالية، بذرائع مختلفة، لكن الجماعة لا تكتفي بذلك، إذ تقوم في كل موسم بالإعلان عمّا تسميه «حملة رفد الجبهات»، لتجبر المزارعين على التبرع من منتجاتهم الزراعية.

الجماعة الحوثية متهمة بالتسبب في تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية (إعلام حوثي)

ومنذ الفترة التي أعقبت الانقلاب والحرب، دخل القطاع الزراعي في اليمن كغيره من القطاعات الأخرى، حالة تدهور كبيرة؛ إذ قضت سياسات الجماعة التدميرية على ثلث الإنتاج الزراعي في مناطق سيطرتها.

وطبقاً لتقارير محلية، فقد تضرّر القطاع الزراعي اليمني بدرجة كبيرة نتيجة استمرار الحرب الحوثية؛ إذ إن إجمالي المساحة المزروعة عام 2018 بلغ نحو 1.08 مليون هكتار، مسجّلة انخفاضاً عن مستوى عام 2005 بأكثر من 118 ألف هكتار.

ويشير مسؤولون في القطاع الزراعي الخاضع للجماعة إلى أن القطاع شهد تدهوراً حاداً، رافقه تراجع كبير في إنتاج عدد من المحاصيل وزراعتها، بسبب ممارسات النهب والتدمير الممنهج الذي انتهجته الجماعة بحق هذا القطاع ومنتسبيه.