اليمن: استئناف محدود لتوزيع المساعدات في مناطق سيطرة الانقلابيين

انخفاض نسبة الأسر التي تعاني من الجوع الشديد إلى 4 %

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
TT

اليمن: استئناف محدود لتوزيع المساعدات في مناطق سيطرة الانقلابيين

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)

أعلن «برنامج الغذاء العالمي» استئناف توزيع المساعدات بشكل محدود في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد توقف دام 6 أشهر؛ بسبب الخلاف مع الجماعة حول قوائم المستفيدين. وذكر أن ذلك أدى إلى انخفاض سوء استهلاك الغذاء بين الأسر التي حصلت على حصص غذائية بنسبة تجاوزت النصف.

وذكر البرنامج أنه أجرى توزيعاً غذائياً لمرة واحدة في 8 مديريات في حجة والحديدة، خلال شهر مايو (أيار) الماضي؛ بهدف تقييم تأثير هذا التوزيع، حيث أجرى مقابلات مع عينة مكونة من 219 أسرة خلال فترة التوقف، وبعد تلقي المساعدات الغذائية.

زهاء ربع الأسر اليمنية يعاني حرماناً شديداً في استهلاك الغذاء (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات انخفاض حصة الأسر التي تتلقى المساعدة، التي تعاني من الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) من 41 في المائة في فبراير (شباط)، إلى 22 في المائة مباشرة عقب توزيع المساعدات الغذائية لمرة واحدة.

وعلى العكس من ذلك، يذكر البرنامج في أحدث تقرير له أن سوء استهلاك الغذاء قد ارتفع في بقية المديريات غير المدعومة في محافظتَي حجة والحديدة، حيث أبلغت 49 في المائة من الأسر عن حرمان شديد من الغذاء خلال الفترة نفسها.

وبالإضافة إلى ذلك، انخفض انتشار مستويات الجوع الشديد في المديريات التي تتلقى المساعدة من 12 في المائة إلى 4 في المائة، كما انخفض الاعتماد على استراتيجيات التكيُّف الشديدة القائمة على الغذاء من 62 في المائة إلى 58 في المائة.

وكان «برنامج الغذاء العالمي» أوقف في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مؤقتاً توزيع المساعدات الغذائية العامة، في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما أثّر في نحو 9.5 مليون مستفيد.

وأعاد ذلك في المقام الأول إلى تحديات التمويل، والمفاوضات غير الناجحة مع الحوثيين حول استبعاد أكثر من مليون مستفيد، وتوجيه المساعدات نحو الأشخاص الأكثر احتياجاً.

حرمان شديد

كشفت دراسة لاحقة نشرها البرنامج في مارس (آذار) الماضي، عن أن توقف المساعدات الغذائية العامة أدى إلى زيادة مستويات الحرمان الغذائي الشديد بين الأسر المستفيدة، وأن التأثير غير متساوٍ في مناطق سيطرة الحوثيين، وأظهرت بعض المحافظات حساسية عالية جداً لتوقف المساعدات، بما في ذلك محافظتا حجة والحديدة.

أكثر من نصف الأسر اليمنية اضطر للاقتراض لتوفير غذاء مناسب (الأمم المتحدة)

وأكد البرنامج أنه تم اختيار المديريات الـ8 التي وصفها بأنها «ذات أولوية» (5 منها في حجة، و3 في الحديدة) بناءً على تحليل الضعف وعوامل تشغيلية أخرى؛ بسبب مخزونات الغذاء المحدودة والقيود على الموارد، و تضمّنت سلة الغذاء المقدمة لتلك الأسر 50 كيلوغراماً فقط من دقيق القمح و5 كيلوغرامات من البقوليات لكل أسرة، مما يوفر 984 سعراً حرارياً للشخص الواحد يومياً لمدة 30 يوماً.

وبيّن البرنامج أن مراقبة ما بعد التوزيع أُجريت عن بُعد بعد أسبوعين من التوزيع، باستخدام عينة من 219 أسرة تم اختيارها من المديريات الـ8، وأظهرت نتائج المراقبة انخفاضاً كبيراً في انتشار انعدام الأمن الغذائي بين الأسر المستفيدة، كما انخفضت نسبة الأسر غير القادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي من 76 في المائة في فبراير إلى 58 في المائة في مايو، كما أظهرت تحسُّن استهلاك العناصر الغذائية الأساسية بين الأسر التي شملتها الدراسة.

ووفق تلك النتائج، فقد ارتفعت نسبة الأسر التي تستهلك البروتين في الأيام الـ7 السابقة من 68 في المائة إلى 88 في المائة، كما ارتفعت نسبة أولئك الذين يستهلكون البقوليات من 38 في المائة إلى 76 في المائة للفترة نفسها، كما أبلغت الأسر، التي حصلت على المساعدة، عن انخفاض اعتمادها على استراتيجيات التكيُّف السلبية؛ مثل تقليل حجم حصص الطعام، وتقييد استهلاك البالغين، وتقليل عدد الوجبات يومياً.

نسبة الأسر اليمنية غير القادرة على الوصول إلى الغذاء انخفضت إلى 58 في المائة (الأمم المتحدة)

وتظهر بيانات البرنامج انخفاض نسبة الأسر التي تستخدم استراتيجيات التكيُّف الشديدة القائمة على الغذاء من 62 في المائة إلى 58 في المائة في المديريات الـ8. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على استراتيجيات التكيُّف الشديدة مع مستويات الأزمات أو الطوارئ أيضاً انخفضت من 82 في المائة من 77 في المائة، وانخفضت أيضاً نسبة الأسر التي تعاني من الجوع الشديد من 12 في المائة إلى 4 في المائة.


مقالات ذات صلة

وسط غياب الرعاية والإحصائيات... اضطرابات نفسية تخنق اليمنيات

العالم العربي امرأة تتلقى المشورة في مركز متخصص للصحة النفسية يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان (الأمم المتحدة)

وسط غياب الرعاية والإحصائيات... اضطرابات نفسية تخنق اليمنيات

تتضاعف معاناة اليمنيات من الاضطرابات النفسية في ظل تدني إمكانية حصولهن على العلاج والدعم لأسباب تتعلق بانهيار الصحة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية يستقبل في عدن الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)

تشديد يمني على منع تدخلات الانقلابيين في المساعدات الأممية

شدّد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك على منع تدخلات الحوثيين في المساعدات الأممية الغذائية، مؤكداً استمرار الحكومة في تقديم التسهيلات اللازمة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

«الرئاسي اليمني» يدعو لاستراتيجية شاملة لردع الحوثيين

أكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن ردع الجماعة الحوثية الموالية لإيران يتطلب استراتيجية شاملة محلية وإقليمية ودولية، بينما جدّدت واشنطن دعمها للمجلس والحكومة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي النازحون اليمنيون بمخيمات مأرب يعانون نقصاً شديداً في الغذاء (رويترز)

محافظة مأرب: نواجه أسوأ أزمة إنسانية في اليمن منذ 9 أعوام

تواجه محافظة مأرب اليمنية أسوأ أزمة إنسانية في البلاد منذ تسعة أعوام حيث تحتضن المحافظة نحو 60 في المائة من النازحين داخلياً بسبب الحرب التي فجّرها الحوثيون

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك يدشن الجولة الثانية لتحصين الأطفال (إعلام حكومي)

اليمن: 257 إصابة بشلل الأطفال واتهام للحوثيين بمنع التطعيم

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تسجيل 257 إصابة بشلل الأطفال في اليمن، وذلك مع بدء الجولة الثانية من حملة اللقاحات في مناطق سيطرة الحكومة.

محمد ناصر (تعز)

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)
بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)
بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)

كشفت منظمة الصحة العالمية عن انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن، وقالت إن عدد الإصابات المسجلة تقترب من 100 ألف حالة، بالتزامن مع تحذير منظمة الأغذية والزراعة من خطر زائد للفيضانات مع حلول موسم الأمطار الذي يمتد حتى سبتمبر (أيلول) المقبل.

وذكرت النشرة الصحية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن تفشي الكوليرا في اليمن مستمر، حيث تم الإبلاغ عن ما مجموعه 112 ألفاً و583 حالة اشتباه بالإصابة بالوباء في معظم محافظات البلاد منذ مطلع هذا العام، وكان معظم الحالات المُبلغ عنها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وبنسبة 83 في المائة من إجمالي الحالات المسجلة.

حملات تحصين الأطفال اليمنيين مستمرة في مناطق الحكومة فيما يمنعها الحوثيون (إعلام محلي)

ووفق النشرة تم الإبلاغ عن 93 ألف حالة مشتبه بها، حتى تاريخ 6 يوليو (تموز) الحالي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما تم تسجيل بقية الحالات وتمثل نسبة 17 في المائة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. وذكرت أن كتلة الصحة العاملة ضمن مكتب الشؤون الإنسانية تواصل التنسيق مع الجهات المعنية والشركاء من أجل الاستجابة السريعة لتفشي المرض وكبح جماحه.

وفي حين تواصل الحكومة اليمنية وبالتعاون مع الأمم المتحدة حملات التحصين ضد أمراض الطفولة وفتح مراكز لعلاج الكوليرا، يواصل الحوثيون منع حملات التحصين الشاملة، ويتكتمون على أعداد الإصابات المسجلة بوباء الكوليرا، كما تستمر وسائل إعلامهم والمساجد الخاضعة لسيطرتهم في التحريض ضد جرعات التحصين، وتصفها بأنها مؤامرات غربية ما تسبب في عودة ظهور كثير من الأمراض في طليعتها مرض شلل الأطفال بعد سنوات من إعلان خلو اليمن منه.

خطر الفيضانات

وترافقت تطورات تفشي الكوليرا في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن مع تحذير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من خطر متزايد للفيضانات التي سيشهدها كثير من المناطق اليمنية خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً في المناطق الساحلية والمنخفضة، وتضرر المحاصيل الزراعية الضعيفة وزيادة التهديد للأمن الغذائي.

وتظهر البيانات الأممية وجود 6 ملايين شخص مهددين بالمجاعة نتيجة التراجع الكبير في حجم المساعدات التي تقدم من المانحين، وإيقاف برنامج الأغذية توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، منذ نهاية العام الماضي.

السيول جرفت المزارع والطرقات وألحقت أضراراً بعشرات الآلاف من اليمنيين (إعلام محلي)

ورجحت نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التي تصدرها المنظمة أن تشهد الأسابيع المقبلة زيادة في كثافة هطول الأمطار ما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة خلال موسم الأمطار في اليمن، من يوليو إلى سبتمبر المقبل، وأكدت أن «هناك خطراً زائداً من الفيضانات»، خصوصاً في المناطق الساحلية والمنخفضة.

ونبهت «الفاو» في نشرتها إلى أن الشهر الحالي على وجه الخصوص يشهد عادة هطول أمطار غزيرة في كثير من مناطق اليمن، وأنه يمكن لعوامل مثل هطول الأمطار الغزيرة، وأنظمة الصرف غير الكافية، وإزالة الغطاء النباتي، وغيرها من الظروف البيئية أن تسهم في حدوث فيضانات مفاجئة، ويؤدي ذلك إلى تضرر الموارد الزراعية الضعيفة، وتضخيم التهديد للأمن الغذائي.

وأفادت «الفاو» بأنه مع توقع ارتفاع مستويات هطول الأمطار اليومية، لتصل إلى قيم تراكمية تتجاوز 200 مليمتر في مناطق مثل محافظة إب، فإن المرتفعات الوسطى وأجزاء من المرتفعات الجنوبية على استعداد لتلقي أشد هطول للأمطار في الفترة المقبلة، وبالإضافة إلى ذلك توقعت أن تتلقى مناطق مثل محافظة حضرموت، التي تشهد عادة الحد الأدنى من هطول الأمطار، أمطاراً غزيرة تقترب من 40 مليمتراً.

ارتفاع الحرارة

وبينت المنظمة الأممية أن هذه التوقعات الجوية، إلى جانب الخصائص الهيدروطوبوغرافية لتجمعات المياه في المناطق المنخفضة والساحلية، ستؤدي إلى إعادة ظهور الفيضانات المفاجئة، مع احتمالات متفاوتة عبر مناطق مختلفة، كما أكدت أن درجة الحرارة ستظل مرتفعة في أيام معينة خلال فترة العشرة الأيام المقبلة على الرغم من أنها أقل عموماً من الفترة السابقة.

تغير المناخ في اليمن يزيد من سوء أزمة الغذاء الحالية ويترك الملايين جوعى (الأمم المتحدة)

وستشهد بعض المناطق اليمنية - وفق الفاو - درجات حرارة تتجاوز 44 درجة مئوية وعلى وجه التحديد، المناطق الشمالية من محافظتي حضرموت والمهرة، وكذلك المناطق الساحلية في لحج.

وبحسب هذه البيانات سيتم تسجيل درجات حرارة حول 40 درجة مئوية في مواقع مختلفة على طول البحر الأحمر (مثل محافظتي الحديدة وحجة)، وخليج عدن (لحج)، والمناطق الداخلية في شبوة ومأرب والجوف وحضرموت والمهرة.

وأكدت منظمة الأغذية والزراعة أنها والشركاء المحليين (خاصة الهيئة العامة للأرصاد الجوية) سوف يستمرون في إعطاء الأولوية لجمع البيانات على مستوى الأرض حول أنماط هطول الأمطار والمخاطر المحتملة، لأن ذلك يعد أمراً بالغ الأهمية لتعزيز قدرة المجتمعات الزراعية، على التكيف مع تغير المناخ.