مصر: حبس متهمين بتسفير حجاج «غير نظاميين»

«لجنة برلمانية» أوصت بتعديل ضوابط «تأشيرات الزيارة» إلى المملكة

أدى الحجاج النظاميون المناسك من دون صعوبات تذكر (وزارة التضامن المصرية)
أدى الحجاج النظاميون المناسك من دون صعوبات تذكر (وزارة التضامن المصرية)
TT

مصر: حبس متهمين بتسفير حجاج «غير نظاميين»

أدى الحجاج النظاميون المناسك من دون صعوبات تذكر (وزارة التضامن المصرية)
أدى الحجاج النظاميون المناسك من دون صعوبات تذكر (وزارة التضامن المصرية)

تواصلت التحركات المصرية على مختلف الأصعدة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار أزمة الحجاج «غير النظاميين»، حيث أدى آلاف المصريين مناسك الحج، بعد الدخول إلى السعودية عبر «تأشيرة زيارة» لا تسمح لحاملها بأداء الحج.

وأعلنت النيابة العامة، الخميس، فتح تحقيقات عاجلة مع شركات سياحة مسؤولة عن سفر الحجاج «غير النظاميين»، فيما قررت حبس اثنين، 4 أيام احتياطياً، من المتهمين المسؤولين عن سفر حاجة ووفاتها بالإسكندرية، وذلك بتهمة «التسبب خطأ في وفاة المجني عليها لمخالفتهما القوانين واللوائح وعدم توفير وسائل الانتقال وأماكن الإقامة ما أدى لوفاتها».

فيما احتجزت أيضاً مسؤولاً بشركة سياحة أخرى «اتهمه نجلا سيدة أخرى متوفاة بتسفيرها»، لحين وردود تحريات الشرطة.

كانت «خلية الأزمة»، التي شكلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمتابعة أوضاع الحجاج «غير النظاميين»، قررت خلال اجتماعها السبت الماضي، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، سحب رخص 16 شركة سياحة، وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة، بتهمة «التحايل» لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية.

وأوصت لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب (البرلمان) في ختام اجتماعها لمناقشة الأزمة مساء (الأربعاء) بضرورة وضع آلية جديدة لمنح تأشيرات الزيارات بمختلف أنواعها للمصريين عبر التنسيق مع الجانب السعودي ووزارة الخارجية المصرية، على أن يجري وقف إصدارها قبل موسم الحج بفترة كافية لا تقل عن شهرين، مع إطلاق حملات توعوية مكثفة للتحذير من التعامل مع السماسرة والكيانات غير الشرعية.

وشهد اجتماع اللجنة الذي استمر عدة ساعات مطالبات من بعض النواب بفتح تحقيقات مع شركات السياحة التي تسببت في توريط المصريين وسفرهم للحج بشكل «غير نظامي»، ما أدى إلى وفاة عدد منهم؛ نظراً لغياب توفير الخدمات المناسبة لهم، مطالبين بتقديم هذه الشركات تعويضات مالية لأسر الحجاج المتوفين.

ووفق الحكومة المصرية فإن البعثة الرسمية، التي يزيد حجاجها على 50 ألف حاج، أدت المناسك وفق «منظومة متابعة متكاملة على أعلى مستوى»، مع رصد 31 حالة وفاة فقط نتيجة «أمراض مزمنة»، وهي «نسبة تعد الأقل على مدى السنوات السابقة»، وفق بيان سابق لمجلس الوزراء.

وتشدد النائبة أماني الشعولي، أمين سر لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، على أن «هناك إصراراً من مختلف الأطراف على إنهاء هذه الظاهرة وعدم تكرارها»، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن البرلمان سيتابع مع وزراتي «السياحة» و«الخارجية» بشكل أساسي الخطوات المتبعة لتنفيذ التوصيات، لسد أي ثغرات يجري استغلالها لمخالفة القوانين المنظمة لأداء «الحج» وبالتنسيق مع الجانب السعودي.

وأضافت: «قنوات التواصل التي ستجري مناقشة آليات تطبيق التوصيات من خلالها سيكون جزء منها بالتنسيق بين وزراتي الخارجية في البلدين»، متوقعة أن «يؤدي التعاون المشترك بين البلدين لمعالجة هذه المشكلة والتصدي لها بشكل كامل».

ويقول عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية الدكتور إبراهيم عليوة لـ«الشرق الأوسط»: «إن استمرار صدور تأشيرات (الزيارة) من المملكة بشكل اعتيادي مع التأكيد أنها لا تسمح لحاملها بأداء (الحج) جعل بعض السماسرة يحاولون التحايل لاستغلالها مع استخراجها قبل موسم الحج بأسابيع وتسفير المواطنين بها».

وأكد أهمية استمرار التحقيقات لإيقاف جميع الشركات المتورطة في مخالفة القانون لكونها تسيء للشركات الملتزمة بالضوابط المحددة، لافتاً إلى أن التطبيق الصارم للقانون سيكون رادعاً لكل من يفكر في مخالفة القوانين مستقبلاً.

وشملت توصيات اللجنة البرلمانية «حوكمة نظام تراخيص شركات السياحة» مع العمل على عدم إصدار «سجلات تجارية» تسمح بممارسة الأنشطة السياحية والخدمات المرتبطة بها إلا بعد موافقة وزارة «السياحة والآثار» مع تنظيم «رحلات الحج»، طبقاً لضوابط صارمة وعبر «التأشيرات النظامية» حصراً.

ويؤكد عليوة أهمية «حوكمة نظام تراخيص الشركات» في ظل التحايل الذي كان يحدث لتنظيم رحلات الحج والعمرة من جانب مكاتب ليست لها علاقة بشركات السياحة.

وتشير أمين سر لجنة السياحة والطيران إلى أنهم طلبوا من «السياحة» تقديم حصر بهذه المكاتب والتراخيص الحاصلة عليها ومراجعة مدى التزامهم بحدود عملهم، لافتة إلى أن الأمر سيتابع في اجتماع آخر، قريباً، للاطلاع على البيانات الرسمية.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.