ليبيا: حكومة الدبيبة «جاهزة» لافتتاح معبر «رأس جدير» مع تونس

حفتر يجدد دعمه لـ«انتخابات نزيهة»

الدبيبة خلال اجتماع أمني وعسكري لمراجعة ترتيبات فتح المعبر مع تونس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماع أمني وعسكري لمراجعة ترتيبات فتح المعبر مع تونس (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: حكومة الدبيبة «جاهزة» لافتتاح معبر «رأس جدير» مع تونس

الدبيبة خلال اجتماع أمني وعسكري لمراجعة ترتيبات فتح المعبر مع تونس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماع أمني وعسكري لمراجعة ترتيبات فتح المعبر مع تونس (حكومة الوحدة)

أكدت «حكومة الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، جاهزيتها لافتتاح معبر «رأس جدير» البري على الحدود المشتركة مع تونس، عقب اجتماع أمني وعسكري ترأسه الأربعاء في العاصمة طرابلس، بينما أكد المُشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، المتمركز في شرق البلاد: «دعمه الكامل لجهود المفوضية العليا للانتخابات، في تحقيق انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب الليبي».

وشدد الدبيبة على ضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات كافة لتنظيم العمل بالمعبر، وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين والتنسيق مع الجانب التونسي في هذه الجوانب.

وقال الدبيبة، وفقاً لبيان وزعه مكتبه: «إن صلاح النمروش معاون رئيس أركان القوات الموالية لحكومة (الوحدة) أطلعه خلال الاجتماع، بحضور وزير الداخلية المُكلف عماد الطرابلسي، ومدير مصلحة الجوازات والجنسية يوسف مراد، ومدير جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية إبراهيم تاكيتة، على نتائج زيارته للمعبر، الثلاثاء، والوضع الأمني والترتيبات المتعلقة بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية»، مؤكداً الجاهزية الكاملة في جميع الجوانب الأمنية.

وطبقاً للبيان، أكد الحاضرون، خلال الاجتماع الذي خصص لمتابعة ما وُصف بالترتيبات النهائية لافتتاح المعبر، الجاهزية لذلك، بعد إنجاز جميع الأعمال، بينما قال: «إن تاكيتة استعرض أعمال التطوير والصيانة لمكونات المنفذ»، مؤكداً استكمال المباني الأساسية بالمعبر لانطلاق العمل واستمرار باقي الأعمال الأخرى.

بدوره، أكد الطرابلسي، أهمية التعاون بين وزارتي الدفاع والداخلية بمكوناتهما كافة من أجل تنسيق الجهود لتنظيم العمل داخل المعبر.

كان النمروش، تفقد المعبر، مساء الثلاثاء، بهدف التنسيق ومتابعة وتنظيم القوات المكلفة حماية المعبر؛ استعداداً على ما يبدو، لافتتاحه مجدداً.

وأدرج النمروش، هذه الزيارة، في إطار جهود رئاسة الأركان لمنع أي خروقات وتجاوزات قد تهدد الأمن وتخلق الفوضى في المعبر مستقبلاً، وشدّد على أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان استقرار المعبر وسلامته.

جاءت هذه الزيارة، قبل أيام من زيارة مماثلة متوقعة، سيقوم بها الدبيبة إلى المعبر، الأحد المقبل، لإعادة افتتاحه رسمياً، بعد إغلاقه لأسباب أمنية، في شهر مارس (آذار) الماضي. وأنهى محتجون اعتصامهم، وأعادوا فتح الطريق الساحلي الواصل بين العاصمة ومعبر رأس جدير، بعد تعهد الدبيبة لوفد من بلدية زوارة، بالاستجابة لمطالبهم.

وفي شأن آخر أكد الدبيبة، مساء الثلاثاء، خلال زيارته مدينة بني وليد، لتقديم واجب العزاء لقبيلة ورفلة في وفاة الشيخين محمد البرغوثي وعلي الأحول، الدور الاجتماعي لقبيلة ورفلة في رأب الصدع ولم الشمل، مشيداً بدور الفقيدين في المصالحة الوطنية.

ونقل الدبيبة في بيان وزعه مكتبه، عن المجلسين البلدي والاجتماعي للمدينة، الإشادة بدورهما في التنمية وعودة الحياة في المدينة، ولم الشمل.

إلى ذلك، ناقش وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الطاهر الباعور، مساء الثلاثاء في طرابلس، مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، سبل تعزيز التعاون مع الدول الأوروبية تجاه مكافحة الهجرة غير الشرعية، ودعم الجهود في تأمين الحدود.

وأدرج الباعور، اللقاء ضمن التجهيزات والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر حول الهجرة في طرابلس الفترة القريبة المقبلة، لافتاً إلى بحث سبل تفعيل آفاق التعاون والتنسيق بين ليبيا والاتحاد الأوروبي والعمل على تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات دعماً لتعزيز الاستقرار في البلاد.

من جهة أخرى، أعلنت أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة، مشاركة رئيسها محمد الحداد، والفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان القوات الموالية للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، في فعاليات مؤتمر وزراء الدفاع ورؤساء الأركان لجيوش دول قارة أفريقيا، والقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، في مؤتمر عسكري بـ«غابورون» عاصمة بوتسوانا.

وأوضحت أن الحداد والناظورى، ناقشا مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال «تشارلز براون»، وقائد القيادة العسكرية للقوات الأميركية في أفريقيا «الأفريكوم» الجنرال «ميشال لانجلي»، تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات في مجال الأمن والاستقرار، مشيرة إلى أن المؤتمر بحث الموضوعات الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار.

إلى ذلك، أكد المُشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، دعمه الكامل لجهود المفوضية العليا للانتخابات في تحقيق انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب الليبي، وشدّد على أهمية تضافر الجهود بين جميع الأطراف للدفع بالعملية الانتخابية.

وأوضح حفتر، في بيان وزعه مكتبه، أنه بحث خلال اجتماعه مساء الثلاثاء في بنغازي، مع رئيس «حكومة الاستقرار» الموازية أسامة حماد، ورئيس «المفوضية العليا للانتخابات» عماد السايح، ما وصفه بالتحضيرات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأهمية التعاون بين المؤسسات المختلفة لضمان نجاح العملية الانتخابية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي والحداد رئيس أركان قوات «الوحدة» (المجلس الرئاسي)

المنفي يتمسك بإنشاء «مفوضية للاستفتاء» رغم معارضة «النواب»

عاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى فتح ملف تدشين «مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني» رغم معارضة مجلس النواب، مما قد يجدد الجدل حولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا إنتاج النفط بلغ قبل تعطيله 1.273 مليون برميل يومياً حسب بيانات المؤسسة الوطنية للنفط (رويترز)

سلطات شرق ليبيا تُعلن إعادة ضخ النفط

أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حمّاد، استئناف إنتاج النفط وتصديره بشكل طبيعي من جميع الحقول والموانئ بعد 9 أيام من تعطيله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع إدارة المصرف المركزي (المجلس الرئاسي)

ليبيا: الإدارة الجديدة لـ«المركزي» تباشر عملها رسمياً من طرابلس

بينما بدأت الإدارة الجديدة لمصرف ليبيا المركزي عملها في العاصمة طرابلس، الأربعاء، أُعلن استئناف إنتاج النفط من حقول الجنوب.

خالد محمود (القاهرة )

منصة يمنية تكشف جانباً من خفايا الكيانات المالية للحوثيين

الجماعة الحوثية تحظر التعامل بالأوراق النقدية اليمنية الصادرة من عدن (إعلام محلي)
الجماعة الحوثية تحظر التعامل بالأوراق النقدية اليمنية الصادرة من عدن (إعلام محلي)
TT

منصة يمنية تكشف جانباً من خفايا الكيانات المالية للحوثيين

الجماعة الحوثية تحظر التعامل بالأوراق النقدية اليمنية الصادرة من عدن (إعلام محلي)
الجماعة الحوثية تحظر التعامل بالأوراق النقدية اليمنية الصادرة من عدن (إعلام محلي)

كشفت منصة يمنية معنية بتعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال عن جانب من أسرار الكيانات المالية للحوثيين، مسلطة الضوء على شركات صرافة وأخرى تجارية متورطة في تعزيز موارد الانقلابيين المدعومين من إيران.

وقدمت منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) في تقرير بعنوان «الكيانات المالية السرية للحوثيين» تفاصيل ومعلومات كشفت النقاب عن الجرائم المالية التي ترتكبها الجماعة وعمليات الفساد الممنهج التي يقوم بها قادتها لتمويل الإرهاب وغسل الأموال، والالتفاف على العقوبات الدولية، بهدف إطالة أمد الحرب والتحكّم في مفاصل الاقتصاد اليمني.

عامل يعد نقوداً في محل للصرافة في صنعاء (إ.ب.أ)

ويحتوي التقرير على بيانات ووثائق ومستندات تثبت تورط المئات من شركات الصرافة، والشركات التجارية، والكيانات الرسمية في أنشطة سرية تهدف جميعها إلى تعزيز الموارد المالية لقادة الجماعة، ما يمكّنهم من مواصلة الحروب المحلية والإقليمية، ويعزّز الإثراء غير المشروع لعدد منهم على حساب معاناة الشعب اليمني.

وكشفت المنصة اليمنية عن وثائق رسمية وتجارية لشركات تجارية وأشخاص مرتبطين بالجناح المالي السري للحوثيين، تسلط الضوء على المنظومة المالية الخفية التي تعتمد عليها إيران في تمويل أذرعها في اليمن والمنطقة.

«الروضة» للصرافة

أفاد تقرير المنصة بأن شركة الروضة للصرافة المملوكة لمحمد الحوري وياسر علي الحوري أنشأها الحوثيون في عام 2019 بهدف فرض السيطرة على سوق الصرافة والتحويلات المالية، إضافة إلى تسهيل عملية نقل أموال الجماعة وغسلها.

وقالت المنصة في تقريرها إنها حصلت على معلومات موثّقة تفيد بأن الميليشيا الحوثية تعمل على تمكين شركة «الروضة» وتحت غطاء البنك المركزي الخاضع لها في صنعاء من إنشاء شبكة مالية موحدة وإلغاء بقية شبكات الصرافة المستقلة وتعطيلها وإجبار بقية الشبكات والصرّافين على المشاركة فيها للتحايل على العقوبات الدولية.

بوابة مقر البنك المركزي الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

ورأت أن ذلك يتطلب موقفاً دولياً صارماً تجاه هذه الخطوة «الخطرة» التي قالت إنها تلحق الضرر بالاقتصاد الوطني اليمني.

وبحسب التقرير، مكنت ميليشيا الحوثي شركة الروضة من فرض سيطرتها المالية على السوق المصرفية ومارست مهام البنك المركزي الواقع تحت سيطرة الجماعة، حيث بلغ حجم حركتها المالية أكثر من 2.5 تريليون ريال يمني (الدولار يعادل حوالي 535 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية).

ولا يقتصر نشاط شركة الروضة للصرافة - وفق التقرير - على الأعمال المالية والتحويلات فقط، بل هي الذراع المالية الكبرى للحوثيين، بعد أن أنشئت بشكل مفاجئ.

وبعد فرض الخزانة الأمريكية عقوبات على الشركة (الروضة) ذكر التقرير أن قيادات الحوثيين عملت على إيجاد مخرج يجنّب تعطيل الشركة والأموال التي تديرها، وقالت المنصة إنها حصلت على وثيقة تكشف عن تعديل اسم شركة الروضة للصرافة والتحويلات المالية (محمد الحوري وياسر علي محمد الحوري) إلى شركة «محمد الحوري وعلي عومان التضامنية».

أسماء وشركات

أوضحت المنصة في تقريرها أنها تتبعت خيوطاً عن شركة قصي الوزير قادتها إلى المزيد من المعلومات والتفاصيل الكثيرة الخاصة بالشركات التي تقوم بتسهيل عمليات التحويلات المالية لجماعة الحوثيين والشركات التجارية داخل اليمن وخارجه.

وتضمن التقرير بعض مستندات التحويلات المالية، بحسب المنصة التي قالت إن بحوزتها محاضر وعقود صفقات نفطية تابعة لقصي الوزير مع شخصيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وشخصيات عراقية.

وتظهر عمليات التحويل المالية لشركة «فيو أويل» التابعة للوزير ارتباط شبكة مالية مصرفية لجماعة الحوثيين بالعمليات التجارية المالية وهي مجموعة من الشركات المحدودة فرضت جماعة الحوثيين على بعضها بشكل أو بآخر ضرورة العمل لصالحهم أو مصادرة ممتلكاتهم.

وبحسب التقرير، أصبح بعض الشركات متماهياً مع الحوثيين في كل الجوانب المالية والتجارية بل وفي غسل الأموال عبر هذه الشركات المالية، ما مكّن الحوثيين من الحصول على موارد مالية ضخمة ساعدتهم في إطالة أمد الحرب والصراع في اليمن.

عملة معدنية من فئة 100 ريال سكها الحوثيون بشكل غير قانوني (إكس)

وأشارت المنصة في تقريرها إلى زيد علي أحمد عبد الرحمن الشرفي وقالت إنه أحد القيادات الحوثية المالية والسرية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وعلى علاقة مباشرة بقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ويعمل في إطار شبكات مالية معقدّة ويمتلك مع أخيه ونجل شقيقه وأفراد أسرته العديد من الشركات والمصانع.

كما أشار التقرير إلى نبيل أحمد ناصر الجوزي وهو صهر القيادي خالد محمد خليل رئيس دائرة الاقتصاد والشؤون المالية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الذي منح الجوزي حق استيراد المواد الغذائية غير الأساسية للحصول على إيرادات مالية كبيرة.

وعيّنت الجماعة الحوثية - طبقاً للتقرير - علي سالم الصيفي خلال عام 2015 في منصب وكيل وزارة الداخلية للشؤون المالية والإدارية في حكومة الانقلاب، بعد أن فرضته مسؤولاً مالياً للوزارة لتولّى عملية إدارة أموال وموازنة واستثمارات داخلية الجماعة التي تقدّر بعشرات المليارات من الريالات اليمنية.

أما حسين صالح عيظة المطيعي، فذكرت المنصة أنه أحد التجار البارزين في جماعة الحوثي، ومن الشخصيات النافذة في مجال تجارة المشتقات النفطية، وقالت إنه يمتلك شبكة مالية معقدة مسخّرة لخدمة الجماعة عبر مجموعة من شركات الاستيراد والتصدير المختلفة، وخاصةً في مجالات المشتقات النفطية، وقطع الغيار، والمبيدات الزراعية.