الجيش الأميركي يتعهد بتقويض القدرات العسكرية للحوثيين

سفينة شحن تفلت من هجوم الجماعة غداة إصابة ناقلتين

مدمّرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأميركية «يو إس إس جريفلي» (أ.ف.ب)
مدمّرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأميركية «يو إس إس جريفلي» (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش الأميركي يتعهد بتقويض القدرات العسكرية للحوثيين

مدمّرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأميركية «يو إس إس جريفلي» (أ.ف.ب)
مدمّرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية الأميركية «يو إس إس جريفلي» (أ.ف.ب)

أفلتت سفينة شحن من هجوم حوثي استهدفها في المحيط الهندي، الاثنين، غداة إصابة ناقلتين وإخلاء طاقم إحداهما، وذلك في سياق العمليات التي تشنّها الجماعة ضد السفن للشهر الثامن تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

ومع تواصل عمليات الدفاع الاستباقية التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، تعهد الجيش الأميركي، في بيان، بالاستمرار مع الشركاء في تقويض القدرات العسكرية للجماعة الحوثية، واصفاً هجماتها بـ«الخبيثة».

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الاثنين، بأن قبطان سفينة تجارية أبلغ عن انفجار على مقربة منها، على بعد 246 ميلاً بحرياً جنوب شرقي ميناء نشطون اليمني، مشيرة إلى أن الطاقم بخير وأن السفينة في طريقها إلى الميناء التالي.

ولم تتبن الجماعة الحوثية على الفور الهجوم، في حين لم يعلق الجيش الأميركي على الهجوم الذي جاء غداة إصابة سفينتين، الأولى في المحيط الهندي والأخرى في جنوب البحر الأحمر، في هجمات تنبتها الجماعة.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان متلفز، إن قوات جماعته استهدفت السفينة «ترانس وورلد نافيجيتور» في البحر الأحمر باستخدام زورق مسيّر، ما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة، إلى جانب استهداف السفينة «ستولت سيكويا» في المحيط الهندي بعدد من الصواريخ المجنحة، وفق ادعائه.

وكانت تقارير الأمن البحري البريطاني أفادت، الأحد، بأن سفينة أطلقت نداء استغاثة من على بعد 96 ميلاً بحرياً عن ميناء نشطون اليمني، وإن المياه تسربت إليها بشكل لا يمكن احتواؤه، وأنه تم إجلاء طاقم السفينة من قبل سفينة أخرى، بعد عدم القدرة على احتواء المياه، حيث باتت السفينة المصابة منجرفة في المياه.

حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» مع مجموعتها القتالية (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» مع مجموعتها القتالية (أ.ف.ب)

وفي الحادثة الأخرى، قالت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» وشركة «أمبري» البريطانية أن هجوماً ألحق أضراراً بسفينة تجارية ترفع علم ليبيريا على بعد 65 ميلاً بحرياً، غرب مدينة الحديدة في اليمن، وإن جميع أفراد الطاقم سالمون، والسفينة تبحر نحو الميناء التالي.

4 هجمات على سفينة

من جانبه، أفاد الجيش الأميركي، في بيان الاثنين، بتعرض سفينة يونانية للهجوم أربع مرات من قِبل الحوثيين في البحر الأحمر، مؤكداً إصابتها بأضرار طفيفة ومتوسطة.

وبحسب القيادة المركزية الأميركية، ضرب الحوثيون، المدعومون من إيران، السفينة «ترانس وورلد نافيجيتور»، وهي ناقلة بضائع سائبة ترفع العلم الليبيري وتملكها وتديرها اليونان، في هجوم يشتبه بأنه نظام جوي غير مأهول، حيث أبلغ الطاقم عن إصابات طفيفة وأضرار متوسطة للسفينة، لكنها واصلت إبحارها.

ورست السفينة أخيراً، وفق البيان، في ماليزيا وكانت في طريقها إلى مصر، ويعد هذا الهجوم الحوثي عليها هو الرابع.

ووصف الجيش الأميركي سلوك الحوثيين المدعومين من إيران بـ«الخبيث والمتهور». وقال إنه «يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرّض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر». وتعهد «العمل مع الشركاء لمحاسبة الحوثيين وتقويض قدراتهم العسكرية».

وتشنّ الجماعة الحوثية، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، كما تدّعي، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنّت هجمات في موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.

وتعطي الهجمات الحوثية المتلاحقة في الشهر الحالي انطباعاً عن ضراوة الهجمات وفاعليتها، خاصة مع غرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر، لتصبح ثاني سفينة تغرق بعد السفينة البريطانية «روبيمار»، وتهديد سفينتين على الأقل بمصير مماثل، لتضاف إلى السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» منذ نوفمبر الماضي.

طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الأميركية بالقرب من حاملة الطائرات «أيزنهاور» (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الأميركية بالقرب من حاملة الطائرات «أيزنهاور» (أ.ف.ب)

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

27 سفينة

أصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 27 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان، حيث أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور» الأربعاء الماضي.

وتسود مخاوف من مصير مماثل تواجهه السفينة الأوكرانية «فيربينا» التي تركها بحارتها تهيم في خليج عدن بعد تعذر إطفاء حرائق على متنها جراء هجوم حوثي آخر تعرّضت له في 13 من الشهر الحالي، دون أن تتوفر معلومات أحدث حول حالتها.

مقاتلات أميركية تحلّق فوق البحر الأحمر (أ.ف.ب)
مقاتلات أميركية تحلّق فوق البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ومع مزاعم الجماعة استهداف نحو 155 سفينة، أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 530 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب ضد الحوثيين تدخل شهرها الثاني... والغارات تتكثف في مأرب

العالم العربي مقاتلة تقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب ضد الحوثيين تدخل شهرها الثاني... والغارات تتكثف في مأرب

مع بداية الشهر الثاني منذ بدء الحملة الأميركية ضد الحوثيين كثَّفت المقاتلات ضرباتها الليلية في محافظة مأرب، وامتدت إلى مواقع في الجوف وصولاً إلى جزيرة كمران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أولياء الأمور في عدن يطالبون بتأجيل الامتحانات لأن الطلاب لم يستكملوا المناهج (إعلام محلي)

المعلمون اليمنيون... تصعيد في عدن وانفراجة في تعز

مع دخول الإضراب الذي ينفذه المعلمون اليمنيون في محافظتي عدن وتعز شهره الخامس، شهدت الأمور انفراجة في الثانية مع استمرار التصعيد في الأولى.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من البحرية الأميركية يجهّزون الذخيرة لتنفيذ عمليات ضد الحوثيين (الجيش الأميركي)

شهر من الضربات الأميركية يكبّد الحوثيين مئات العناصر

دخلت ضربات الولايات المتحدة ضد مواقع ومخابئ الحوثيين في اليمن شهرها الثاني، مُكبّدة الجماعة مئات العناصر من الصف الثاني، مع تدمير واسع للقدرات العسكرية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق (إ.ب.أ)

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

بينما تتواصل الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن، تحدثت الجماعة، الاثنين، عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء غارات أميركية ضربت غرب صنعاء إلى 36 شخصاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الحوثيين يعيشون حالة من الرعب بسبب الضربات الأميركية (أ.ف.ب)

هلع الحوثيين يتعاظم عقب اصطياد قيادات وتدمير مخازن أسلحة

تعيش الجماعة الحوثية في اليمن حالة متصاعدة من الرعب بعد اصطياد المقاتلات الأميركية مخابئ لقيادات من الصف الثاني، وتدمير مخازن أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ

محمد ناصر (تعز)

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)

فتحتْ السلطات المصرية تحقيقاً بشأن «رفض أحد المنتجعات في مدينة دهب بجنوب سيناء استقبال سائح إسرائيلي»، حسب ما كشفه مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط».

وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أفادت بأن سائحاً إسرائيلياً يُدعى يهودا شليزنجر، يسافر كثيراً إلى سيناء بمصر، تم إخباره بأنه لم يعد بإمكانه الإقامة في منتجع سبق أن زاره لأنه «إسرائيلي».

وحسب التقارير، حاول شليزنجر، البالغ من العمر 38 عاماً، حجز إجازة في «روكسي» (Rocksea)، وهو مخيم ساحلي أقام فيه مرتين سابقاً، لكنه تلقى رداً عبر البريد الإلكتروني يبلغه بأن «المواطنين الإسرائيليين غير مرحب بهم حالياً بسبب الوضع الحساس».

السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)
السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)

ونقلت التقارير عن شليزنجر قوله: «أزور سيناء منذ أكثر من عقد، عادة في فترة عيد الفصح وعيد العرش... لا تزال معظم الأماكن ترحب بي بحفاوة. كنت أرغب بالعودة إلى (روكسي) لتنظيمه الجيد وشاطئه الجميل، ولأنني أعرف مالكته، روكسي، وطاقم العمل، ولكن عندما تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني للحجز، تلقيت رداً مفاجئاً».

وأوضح أن إدارة المنتجع كتبت: «نظراً للوضع الحساس للغاية الحالي والمخاوف التي يبديها بعض ضيوفنا المحليين، نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستضافة زوار من إسرائيل».

ونشر شليزنجر صورةً من البريد الذي وصله من المنتجع، وتضمنت أنه «يُرجى العلم أن هذا القرار ليس شخصياً، ولا يستند إلى أي شكل من أشكال التمييز. إنه ببساطة انعكاس للأجواء المتوترة على الأرض حالياً، والتي علينا التعامل معها بحذر حرصاً على سلامة وراحة الجميع».

صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع
صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع

وزعم شليزنجر أن الرد جاء من مدير مصري، مضيفاً: «إنه أمرٌ مُثيرٌ للغضب. كيف يُرسلون لي بريداً إلكترونياً يُفيد بأنهم لا يقبلون الإسرائيليين ويدّعون أن الأمر ليس شخصياً؟ إنه أمرٌ شخصيٌّ للغاية. هذا مُوجّهٌ لجميع الإسرائيليين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «البدو في سيناء يرحبون بنا دائماً»، حسب تعبيره.

ورد السائح الإسرائيلي على إدارة المنتجع في رسالة إلكترونية قائلاً: «هذا قرار مروع، فعلى حد علمي هناك اتفاقية سلام بين إسرائيل ومصر».

وأثارت قصة هذا السائح جدلاً في إسرائيل، ونقلت التقارير الإسرائيلية أن إدارة «منتجع روكسي» أرسلت رداً على هذا الجدل جاء فيه: «أولاً وقبل كل شيء، نأسف بشدة لأن رسالتنا تسببت في أي ضرر - لم يكن هذا قصدنا أبداً. كان ردنا يهدف فقط إلى ضمان سلامة وراحة ورفاهية جميع ضيوفنا خلال فترة حساسة للغاية. وللأسف، يعكس هذا التوتر والاستقطاب الذي ذكرناه».

وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى إدارة «منتجع روكسي» للاستفسار عن أسباب هذا القرار، فأوضح أحد المسؤولين بالمنتجع (رافضاً ذكر اسمه) أن «من كتبت هذا البريد هي روكسي وهي سيدة ألمانية مالكة للمكان، ولا نعلم تفاصيل الأمر، خاصة أن هناك حالياً 5 سياح إسرائيليين بالمنتجع».

وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بروكسي، لكنها طلبت إرسال أي استفسارات عبر البريد الإلكتروني مع وعد بالرد عليها، ولم تفعل حتى كتابة هذه السطور.

منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)
منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)

بدوره كشف رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بمصر، محمد عامر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم فتح تحقيق في الواقعة لكشف جميع ملابساتها»، مشيراً إلى أن «المكان المذكور غير مرخص ضمن المنشآت السياحية من وزارة السياحة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه بعد التحقيق في الواقعة المذكورة».

وأوضح عامر: «المنشآت السياحية في سيناء، خصوصاً في طابا ونويبع بها مئات بل آلاف السائحين من إسرائيل حالياً، ويتم استقبالهم دوماً مثل أي سياح من أي دولة، لأن هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل، كما أن أنشطة السياحة ليست لها علاقة بأي أمور سياسية مطلقاً».

وأكد أن «القانون واضح بأنه لا تمييز على أساس اللون والعرق والجنس، ولا أي شيء آخر، وأي منشأة تفعل ذلك يصل الأمر إلى إلغاء الترخيص الخاص بها ومنعها من مزاولة النشاط».

وحسب المعلومات التي جمعتها «الشرق الأوسط»، فإن «روكسي» هو مخيم شاطئي في نويبع مملوك لفتاتين وشاب من ألمانيا هم روكسي وريكاردا ومايكل، ويزاول المخيم نشاطه منذ سنوات بالتنسيق مع سكان المنطقة من البدو كالعديد من المخيمات الأخرى في نوبيع وطابا التي تعمل في الأغلب دون ترخيص.

تجدر الإشارة إلى أن التقارير أفادت بأن سيناء استقبلت خلال الأيام الماضية نحو 40 ألف إسرائيلي لقضاء إجازة عيد الفصح، مع تأكيدات مصرية بأنهم مرحب بهم مثل جميع الجنسيات الأخرى.