الجيش الأميركي يكثف عمليّاته الدفاعية لتقويض قدرات الحوثيين

«فيربينا» الأوكرانية بدأت تغرق... وخطة لإنقاذ «توتور» اليونانية

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة تحت مزاعم نصرة فلسطين (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة تحت مزاعم نصرة فلسطين (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يكثف عمليّاته الدفاعية لتقويض قدرات الحوثيين

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة تحت مزاعم نصرة فلسطين (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة تحت مزاعم نصرة فلسطين (أ.ف.ب)

كثّف الجيش الأميركي من عمليات الاستباق الدفاعية للحد من هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن، وتوعد مع شركائه بالاستمرار في تقويض قدراتهم، وذلك قبيل نهاية الشهر السابع من التصعيد الذي بدأته الجماعة المدعومة من إيران تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وفي حين شملت عمليات الجيش الأميركي تدمير طائرات من دون طيار وقوارب مفخخة مسيّرة ورادارات ومنصات إطلاق، تجري جهود لبدء خطة لإنقاذ سفينة شحن يونانية تعرضت لهجوم حوثي في جنوب البحر الأحمر، بالتزامن مع إبلاغ وكالة بحرية عن إخلاء السفينة الأوكرانية «فيربينا» بعد أن بدأت تغرق في خليج عدن جراء هجوم حوثي الخميس الماضي.

وأفادت «القيادة المركزية الأميركية» بأن قواتها نجحت، الجمعة، في تدمير قاربين مسيّرين للحوثيين في البحر الأحمر، وتدمير طائرة من دون طيار أطلقتها الجماعة فوق البحر الأحمر.

وبشكل منفصل، نجحت قوات «القيادة المركزية الأميركية»، وفق بيان على منصة «إكس»، في تدمير 7 رادارات للحوثيين في منطقة يسيطرون عليها، حيث تسمح هذه الرادارات باستهداف السفن البحرية وتعريض الشحن التجاري للخطر.

وتقرر أن هذه الأنظمة، طبقاً للجيش الأميركي، تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه جرى اتخاذ هذا الإجراء لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً للسفن الأميركية والتحالف والسفن التجارية.

إلى ذلك، أفاد الجيش الأميركي بأن قواته دمرت في اليوم السابق جهاز استشعار للدفاع الجوي في منطقة يسيطر عليها الحوثيون، إلى جانب تدمير زورق مسيّر وزورقي دورية آخرين في البحر الأحمر، وطائرة من دون طيار فوق البحر الأحمر.

وأشارت «القيادة المركزية الأميركية» إلى تعرض السفينة «فيربينا»، وهي ناقلة بضائع سائبة مملوكة لأوكرانيا وتشغلها بولندا وترفع علم بالاو، للقصف لثاني مرة خلال 24 ساعة، بواسطة صاروخ مضاد للصواريخ الباليستية أُطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، إلى خليج عدن.

وقالت إن «هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر».

وأضافت «القيادة المركزية» أن الحوثيين «يدعون أنهم يتصرفون نيابة عن الفلسطينيين في غزة، ومع ذلك فهم يستهدفون ويهددون حياة مواطني (الدول الثالثة) الذين لا علاقة لهم بالنزاع في غزة». وشددت أنها ستواصل العمل مع الشركاء لمحاسبة الحوثيين وتقويض قدراتهم العسكرية.

مقاتلة أميركية هبطت على متن حاملة الطائرات «آيزنهاور» في البحر الأحمر (أ.ب)

ووفق الجيش الأميركي، فقد كان الحوثيون أطلقوا صاروخين «كروز» مضادين للسفن في خليج عدن، أصابا سفينة «فيربينا» التي رست مؤخراً في ماليزيا وكانت في طريقها إلى إيطاليا حاملة مواد بناء خشبية.

وأدى الهجوم إلى إصابة السفينة بأضرار، وحرائق لاحقة على متنها، وإصابة بحار مدني بجروح خطرة وأجلته القوات الأميركية جواً إلى سفينة قوة شريكة قريبة لتلقي الرعاية الطبية.

وفي آخر تحديث بشأن السفينة، أفادت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، السبت، بأنه جرى إجلاء طاقمها، وبأن النيران اشتعلت فيها وبدأت تغرق، بعد أن كانت أصيبت على بعد 98 ميلاً بحرياً شرق عدن الخميس الماضي.

وقالت «القيادة المركزية الأميركية» إن «التهديد المستمر الذي يسببه الحوثيون للقدرة على العبور الآمن في المنطقة يجعل من الصعب تقديم المساعدة الحيوية لشعب اليمن وكذلك لقطاع غزة».

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشنّ الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنى هجمات في موانئ إسرائيلية بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تتصدى للهجمات الحوثية (أ.ب)

وادّعى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية الخميس، مهاجمة 145 سفينة منذ بدء الهجمات، وزعم تنفيذ 11 عملية خلال أسبوع باستخدام 31 صاروخاً باليستياً ومجنحاً، وطائرة مسيّرة وزورق حربي، مهدداً بمزيد من التصعيد. واعترف بتجنيد 368 ألف شخص خلال الأشهر السبعة الماضية.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 500 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

إنقاذ السفينة اليونانية

وأفادت مصادر ملاحية وحكومية غربية، السبت، بترك لإنقاذ السفينة اليونانية «توتور» الهائمة في جنوب البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم حوثي وإخلاء طاقمها، حيث كانت تحمل شحنة من الفحم.

وتبنت الجماعة المدعومة من إيران، الأربعاء، مهاجمة السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر بزورق مسيّر وطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وزعمت أن السفينة معرضة للغرق.

وأكد الجيش الأميركي، في بيان، الهجوم على السفينة اليونانية، وقال إن زورقاً مسيّراً ضرب سفينة «توتور»، وهي ترفع العلم الليبيري وتمتلكها وتديرها اليونان، في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها رست مؤخراً في روسيا، وأن الهجوم تسبب في حدوث تدفق شديد للمياه وإلحاق أضرار بغرفة المحرك.

ونقلت «رويترز» عن وزير العمال المهاجرين بالفلبين، نهانز ليو كاكداك، قوله إن «البحث عن بحّار مفقود سيستمر، وثمة خطة لبدء عمليات الإنقاذ للسفينة (توتور)»، مؤكداً أن أفراد الطاقم، وعددهم 22، جميعهم من الفلبين. فيما «يتلخص الأمر في العثور على البحار الذي لا يزال على متن السفينة».

وفي حين أفادت مصادر في قطاع النقل البحري بأن فرد الطاقم المفقود يُشتبه في أنه محاصر بغرفة المحرك، أوضح كاكداك أن السفينة ليست في طريقها للغرق ويمكن سحبها بأمان. وأضاف أن البحارة الفلبينيين لديهم الحق في رفض العمل على متن السفن المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان هذا هو الهجوم الثالث للحوثيين على سفينة يستقلها بحارة فلبينيون منذ العام الماضي حين قُتل اثنان من البحارة الفلبينيين ولا يزال 17 في قبضة المسلحين، وفقاً لبيانات الحكومة الفلبينية.

هليكوبتر تهبط على متن مدمرة أميركية في البحر الأحمر (أ.ب)

من جهته، قال الأمين العام لـ«المنظمة البحرية الدولية»، أرسينيو دومينيجيز، في بيان ندد فيه بالهجمات: «لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر». كما قال الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس الابن، إن سلطات البلاد تنسق مع «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» لنقل أفراد الطاقم إلى جيبوتي وإعادتهم إلى الوطن، وفقاً لـ«رويترز».

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إن مجموعة «تسافليريس سالفاج» تلقت تكليفاً بقطر السفينة التي تحمل 80 ألف طن من الفحم. وسوف تشمل عملية القطر سفينتين. ومن المتوقع أن تصل أولى القاطرتين إلى السفينة صباح الاثنين، فيما ستصل القاطرة الأخرى مساء الثلاثاء المقبل.

وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 25 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج يوم 18 فبراير (شباط) الماضي، كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.


مقالات ذات صلة

خطورة هجمات الحوثيين تتراجع و«أسبيدس» الأوروبية تدمر مسيرتين

العالم العربي المهمة الأوروبية البحرية أسهمت في مرافقة 17 سفينة تجارية بالبحر الأحمر (إكس)

خطورة هجمات الحوثيين تتراجع و«أسبيدس» الأوروبية تدمر مسيرتين

وسط تراجع في خطورة هجمات الحوثيين خلال الأسبوع الأخير أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية لحماية السفن (أسبيدس) تدمير طائرتين من دون طيار فوق خليج عدن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي النساء اللائي يعانين من سوء التغذية في اليمن معرضات بشكل كبير لمخاطر الحمل والولادة (الأمم المتحدة)

سوء التغذية الحاد يرتفع بين الأمهات والأطفال اليمنيين

كشفت مصادر صحية يمنية عن ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بمختلف أشكاله في أوساط الأمهات والأطفال دون الخامسة في مناطق عدة واقعة تحت سيطرة الحوثيين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي السفينة «روبيمار» قبل أيام من غرقها في البحر الأحمر إثر تعرضها لقصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

حملة أممية لجمع الأموال لتنظيف تلوث السفينة «روبيمار»

أطلقت «الأمم المتحدة» دعوة للدول المانحة للمساهمة في تكاليف تنظيف التلوث الناتج عن غرق الناقلة البريطانية «روبيمار».

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عنصر أمن تابع للحوثيين ضمن دورية في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

مقاول يمني مهدّد بالإعدام لرفضه التنازل للحوثيين عن أملاكه

اعتقل الحوثيون مقاولاً وأقاربه في صنعاء ويهددونه بالإعدام للتنازل عن أملاكه مقابل الإفراج عنه بذريعة أن الأملاك تابعة للرئيس اليمني الراحل علي صالح

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عائلة صغيرة في مخيم للنازحين على مشارف مدينة تعز (أ.ف.ب)

دعوة يمنية إلى تحويل أموال الإغاثة عبر «المركزي» في عدن

شهدت الأشهر الماضية تزايداً في انعدام الأمن الغذائي في اليمن، وسط انتقادات للمنظمات ودعوات إلى تغيير نهج المساعدات وتحويل الأموال عبر البنك المركزي في عدن.

وضاح الجليل (عدن)

مهمة بحرية أوروبية تعلن تدمير مسيّرتين في خليج عدن

أرشيفية لسفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
أرشيفية لسفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
TT

مهمة بحرية أوروبية تعلن تدمير مسيّرتين في خليج عدن

أرشيفية لسفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)
أرشيفية لسفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم صاروخي حوثي في خليج عدن (د.ب.أ)

قالت مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية المعنية بحماية السفن لدى عبورها للبحر الأحمر، إن الفرقاطة «بسارا» التابعة لها دمرت طائرتين مسيرتين في منطقة خليج عدن اليوم (الأحد).

وبدأت المهمة التي تحمل اسم «أسبيدس» في فبراير (شباط)، لمواجهة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن بالمنطقة تشنها جماعة الحوثي. وتقول الجماعة إنها تشن الهجمات تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ولدول أخرى منها الولايات المتحدة قوات بحرية نشطة في المنطقة.