تصاعدت وتيرة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن الشحن مع اقتراب نهاية الشهر السابع من التصعيد البحري، بالتوازي مع الضربات الوقائية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الملاحة وإضعاف قدرات الجماعة الموالية لإيران.
وفي حين أقرت الجماعة بتلقي ضربات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» في محافظتي الحديدة وريمة أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان بتعرض سفينة شحن لهجوم صاروخي في خليج عدن، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها، قبل الإبلاغ عن حادث آخر في جنوب البحر الأحمر، وذلك غداة هجوم بزورق مفخخ كان ألحق أضرارا بسفينة شحن يونانية.
UKMTO WARNING INCIDENT 084 UPDATE 001ATTACKWarnings - 2024 (https://t.co/5An1YH0JyE)#MaritimeSecurity #MarSec pic.twitter.com/fGx3tWdADz
— United Kingdom Maritime Trade Operations (UKMTO) (@UK_MTO) June 13, 2024
وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الخميس، بأن حريقا اندلع على متن سفينة تجارية على بعد 98 ميلا بحريا شرقي مدينة عدن اليمنية بعد إصابتها بمقذوفين مجهولين، كما أفادت بحادث آخر في جنوب البحر الأحمر.
من جهتها ذكرت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أن سفينة تجارية أطلقت نداء استغاثة وأبلغت عن إصابتها بصاروخ على بعد حوالي 129 ميلا بحريا شرقي عدن بينما كانت في طريقها من ماليزيا إلى مدينة البندقية الإيطالية.
ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشنّ الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة؛ حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.
وادّعى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 145 سفينة من بدء الهجمات، وزعم تنفيذ 11 عملية خلال أسبوع باستخدام 31 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة وزورق حربي، مهددا بالمزيد من التصعيد. واعترف بتجنيد 368 ألف شخص خلال الأشهر السبعة الماضية.
June 12 U.S. Central Command UpdateIn the past 24 hours, U.S. Central Command (CENTCOM) forces successfully destroyed three anti-ship cruise missile (ASCM) launchers in a Houthi controlled area of Yemen and one uncrewed aerial system (UAS) launched from a Houthi controlled area... pic.twitter.com/a8cFqWm7Ph
— U.S. Central Command (@CENTCOM) June 12, 2024
وتبنت الجماعة المدعومة من إيران، الأربعاء، مهاجمة السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر بزورق مسيّر وطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وزعمت أن السفينة معرضة للغرق.
كما زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع تنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين مع فصائل عراقية مسلحة استهدفتا «هدفاً حيوياً» في مدينة أسدود بالصواريخ، و«هدفاً مهماً» في مدينة حيفا بعدد من الطائرات المسيّرة.
وأكد الجيش الأميركي في بيان الهجوم على السفينة اليونانية، وقال إن زورقا مسيرا ضرب سفينة «توتور» وهي ترفع العلم الليبيري وتمتلكها وتديرها اليونان، في البحر الأحمر، مشيرا إلى أنها رست مؤخراً في روسيا، وأن الهجوم تسبب في حدوث فيضانات شديدة وإلحاق أضرار بغرفة المحرك.
وقالت القيادة المركزية الأميركية: «إن هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر».
ضربات دفاعية
ضمن سعي واشنطن لإضعاف قدرات الحوثيين وحماية السفن، واصلت ضرباتها الدفاعية والوقائية، حيث أقرت الجماعة الحوثية، بتلقي 14 غارة على الأقل، منذ الأحد الماضي استهدفت أغلبها مواقع في محافظة الحديدة الساحلية، كما أقر زعيمها بتلقي 22 غارة خلال أسبوع.
واعترفت الجماعة، الخميس، بتلقي 3 غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» في ميناء الصليف شمال الحديدة على البحر الأحمر، وذلك بعد غارتين استهدفتا منتصف ليل الأربعاء - الخميس، موقعا في مديرية الجبين مركز محافظة ريمة الجبلية، حيث زعمت الجماعة مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين.
كما أقرت الجماعة بأنها تلقت، مساء الأربعاء، غارتين في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وغارة في منطقة الجبانة غربي المدينة، إلى جانب 3 غارات استهدفت، الثلاثاء، مديرية الصليف، وغارة استهدفت، الاثنين، ساحل منطقة الفازة في مديرية التحيتا، وثلاث غارات استهدفت، الأحد منطقة الجبانة.
في السياق نفسه، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها دمرت في 24 ساعة ثلاث منصات إطلاق صواريخ كروز مضادة للسفن في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وطائرة من دون طيار فوق البحر الأحمر.
وأشار البيان الأميركي، إلى إطلاق الحوثيين صاروخين باليستيين مضادين للسفن فوق البحر الأحمر، من المناطق التي يسيطرون عليها، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.
وكان الجيش الأميركي أكد إصابة سفينة ألمانية وأخرى سويسرية في هجمات كانت الجماعة المدعومة من إيران قد تبنتها في خليج عدن، الأحد الماضي.
ومع اشتداد وتيرة الهجمات الحوثية في الأسبوعين الأخيرين، نفّذت واشنطن، ومعها لندن، في 31 مايو (أيار) الماضي، 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرّت الجماعة بمقتل 16 عنصراً، وإصابة 42 آخرين في الضربات.
وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 500 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 24 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج يوم الـ18 فبراير (شباط) الماضي، كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.
وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.