هجمات الحوثيين البحرية تتصاعد رغم الضربات الغربية الوقائية

زعيم الجماعة تبنّى قصف 145 سفينة منذ بدء التصعيد

حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)
حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)
TT

هجمات الحوثيين البحرية تتصاعد رغم الضربات الغربية الوقائية

حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)
حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

تصاعدت وتيرة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن الشحن مع اقتراب نهاية الشهر السابع من التصعيد البحري، بالتوازي مع الضربات الوقائية التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الملاحة وإضعاف قدرات الجماعة الموالية لإيران.

وفي حين أقرت الجماعة بتلقي ضربات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» في محافظتي الحديدة وريمة أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان بتعرض سفينة شحن لهجوم صاروخي في خليج عدن، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها، قبل الإبلاغ عن حادث آخر في جنوب البحر الأحمر، وذلك غداة هجوم بزورق مفخخ كان ألحق أضرارا بسفينة شحن يونانية.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الخميس، بأن حريقا اندلع على متن سفينة تجارية على بعد 98 ميلا بحريا شرقي مدينة عدن اليمنية بعد إصابتها بمقذوفين مجهولين، كما أفادت بحادث آخر في جنوب البحر الأحمر.

من جهتها ذكرت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أن سفينة تجارية أطلقت نداء استغاثة وأبلغت عن إصابتها بصاروخ على بعد حوالي 129 ميلا بحريا شرقي عدن بينما كانت في طريقها من ماليزيا إلى مدينة البندقية الإيطالية.

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشنّ الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة؛ حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وادّعى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 145 سفينة من بدء الهجمات، وزعم تنفيذ 11 عملية خلال أسبوع باستخدام 31 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة وزورق حربي، مهددا بالمزيد من التصعيد. واعترف بتجنيد 368 ألف شخص خلال الأشهر السبعة الماضية.

وتبنت الجماعة المدعومة من إيران، الأربعاء، مهاجمة السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر بزورق مسيّر وطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وزعمت أن السفينة معرضة للغرق.

كما زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع تنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين مع فصائل عراقية مسلحة استهدفتا «هدفاً حيوياً» في مدينة أسدود بالصواريخ، و«هدفاً مهماً» في مدينة حيفا بعدد من الطائرات المسيّرة.

وأكد الجيش الأميركي في بيان الهجوم على السفينة اليونانية، وقال إن زورقا مسيرا ضرب سفينة «توتور» وهي ترفع العلم الليبيري وتمتلكها وتديرها اليونان، في البحر الأحمر، مشيرا إلى أنها رست مؤخراً في روسيا، وأن الهجوم تسبب في حدوث فيضانات شديدة وإلحاق أضرار بغرفة المحرك.

وقالت القيادة المركزية الأميركية: «إن هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر».

ضربات دفاعية

ضمن سعي واشنطن لإضعاف قدرات الحوثيين وحماية السفن، واصلت ضرباتها الدفاعية والوقائية، حيث أقرت الجماعة الحوثية، بتلقي 14 غارة على الأقل، منذ الأحد الماضي استهدفت أغلبها مواقع في محافظة الحديدة الساحلية، كما أقر زعيمها بتلقي 22 غارة خلال أسبوع.

واعترفت الجماعة، الخميس، بتلقي 3 غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» في ميناء الصليف شمال الحديدة على البحر الأحمر، وذلك بعد غارتين استهدفتا منتصف ليل الأربعاء - الخميس، موقعا في مديرية الجبين مركز محافظة ريمة الجبلية، حيث زعمت الجماعة مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين.

واشنطن تقود عمليات التصدي للهجمات الحوثية البحرية (الجيش الأميركي)

كما أقرت الجماعة بأنها تلقت، مساء الأربعاء، غارتين في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وغارة في منطقة الجبانة غربي المدينة، إلى جانب 3 غارات استهدفت، الثلاثاء، مديرية الصليف، وغارة استهدفت، الاثنين، ساحل منطقة الفازة في مديرية التحيتا، وثلاث غارات استهدفت، الأحد منطقة الجبانة.

في السياق نفسه، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها دمرت في 24 ساعة ثلاث منصات إطلاق صواريخ كروز مضادة للسفن في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وطائرة من دون طيار فوق البحر الأحمر.

وأشار البيان الأميركي، إلى إطلاق الحوثيين صاروخين باليستيين مضادين للسفن فوق البحر الأحمر، من المناطق التي يسيطرون عليها، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.

وكان الجيش الأميركي أكد إصابة سفينة ألمانية وأخرى سويسرية في هجمات كانت الجماعة المدعومة من إيران قد تبنتها في خليج عدن، الأحد الماضي.

ومع اشتداد وتيرة الهجمات الحوثية في الأسبوعين الأخيرين، نفّذت واشنطن، ومعها لندن، في 31 مايو (أيار) الماضي، 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرّت الجماعة بمقتل 16 عنصراً، وإصابة 42 آخرين في الضربات.

حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» وحاملة طائرات إيطالية في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 500 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 24 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج يوم الـ18 فبراير (شباط) الماضي، كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.


مقالات ذات صلة

دعم سعودي يساند اليمن في مواجهة الكوليرا

العالم العربي 37‎ % من أطفال جزيرة سقطرى لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاحات (الأمم المتحدة)

دعم سعودي يساند اليمن في مواجهة الكوليرا

تساهم المساعدات التي يقدمها مركز الملك سلمان في علاج تفشي الكوليرا باليمن، في حين أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامجاً لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سقطرى.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي جانب من عملية إتلاف مواد مخدرة ضُبطت سابقاً على الحدود اليمنية - السعودية (سبأ)

إحباط تهريب ما يزيد على مليون و500 ألف قرص مخدر كانت متجهة من صنعاء نحو السعودية

أعلنت سلطات الحدود اليمنية إحباط تهريب كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، كانت متجهة من صنعاء إلى المملكة العربية السعودية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي طفل يبيع الورد في أحد شوارع صنعاء وبجواره آخر يبيع المياه المعدنية (إكس)

تنامٍ متسارع لعمالة الأطفال في إب اليمنية

تتنامى ظاهرة عمالة الأطفال بمحافظة إب اليمنية ذات الكثافة السكانية العالية، بعد أن تسببت الحرب والأوضاع المعيشية الناتجة عنها في تسرب الأطفال من المدارس.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صاروخ حوثي سابق اعترضه الجيش الإسرائيلي وشوهد من مدينة عسقلان (رويترز)

الحوثيون يلوّحون بصواريخ أكثر خطراً على إسرائيل

لوّحت الجماعة الحوثية بامتلاكها صواريخ أكثر تطوراً وفاعلية، قالت إنها لم تستخدمها حتى الآن، وذلك في معرض ردها على الضربة الإسرائيلية الأخيرة على ميناء الحديدة

علي ربيع (عدن)
العالم العربي بعد أكثر من عقد من الحرب ينتظر اليمنيون الفرصة لإعادة بناء حياتهم (الأمم المتحدة)

تراجع تمويلات الإغاثة في اليمن ينذر بمجاعة وشيكة

تتوالى التحذيرات من حدوث مجاعة وشيكة في اليمن نتيجة تراجع تمويل عمليات الإغاثة، وتوقف الوكالات الأممية عن تنفيذ برامحها المنقذة للحياة في ظل وضع اقتصادي متدهور

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن

هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن

هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)
هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن (الأمم المتحدة)

بينما اتهم اليمن الجماعة الحوثية بتعمد إفشال جهود السلام، وتعمد إطالة أمد الصراع ومفاقمة معاناة الشعب اليمني، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن وجود توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن، محذراً من زيادة في الأعمال القتالية، خاصة في مأرب، والتوترات في البحر الأحمر.

وقال غروندبرغ، في إحاطته لمجلس الأمن، الخميس، إنه تم التعبير عن وجود توافق إقليمي واسع خلال مشاورات أجراها مع ممثلين عن مصر وإيران وعُمان والسعودية والإمارات، مفادها أن الحلّ التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن، وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة.

وحذّر من التصعيد في الأعمال القتالية، خاصة في مأرب، خصوصاً مع ورود تقارير متكررة عن تحركات عسكرية واندلاع اشتباكات، وحثّ جميع الأطراف على تحمل مسؤوليتها في استئناف مناقشات وقف إطلاق النار.

وذكر في إحاطته التي قدّمها في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن، أن التقدم في جهود الوساطة بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية ما زال بطيئاً ومتعثراً، رغم وجود توافق إقليمي على أن التسوية التفاوضية هي الحل الوحيد للنزاع.

ودعا إلى السماح للحكومة اليمنية باستئناف تصدير النفط وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، لأهمية ذلك في التخفيف من الأزمة المعيشية، مبدياً مخاوفه من تكلفة عدم التحرك لإنقاذ الاقتصاد اليمني، التي قال إنها ستكون باهظة للغاية.

دعوة لتحسين المعيشة

أكّد المبعوث الأممي أن «اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي حادّ»، منوهاً إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تمكين الحكومة اليمنية من استعادة مصادر تمويلها الأساسية، بما في ذلك صادرات النفط.

وناقشت الجلسة الوضع الإنساني والاقتصادي، وتعثر عملية السلام، واختطاف موظفي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.

وعدّ إعادة فتح طريق الضالع نموذجاً إيجابيّاً لما يمكن تحقيقه على الأرض، وحثّ على العمل على فتح مزيد من الطرقات، لما من شأنه إنعاش الاقتصاد المنهار.

جلسة مجلس الأمن ناقشت الأوضاع المعيشية في اليمن واختطاف موظفي الوكالات الأممية (أ.ف.ب)

وتعرض المبعوث الأممي إلى استمرار الجماعة الحوثية في قمع الأصوات المدنية واعتقال الصحافيين والشخصيات العامة، وللهجمات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مطالباً باحترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

كما انتقد استمرار اعتقال الجماعة الحوثية عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، متعهداً بمواصلة جهوده من أجل ذلك، والالتزام بالوعد الذي قطعه لأهالي المحتجزين.

من يعرقل السلام؟

من جهته، اتهم مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، الجماعة الحوثية بتعمد إفشال كل مساعي وجهود السلام، وممارسة التعنت في التعامل مع المبادرات الإقليمية والدولية كافة، بهدف إطالة أمد الصراع ومفاقمة معاناة الشعب اليمني.

المبعوث الأممي طالب بالسماح للحكومة اليمنية بإعادة تصدير النفط (أرشيفية - رويترز)

وحمّل السعدي، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته بشأن اليمن، الجماعة الحوثية المسؤولية المباشرة عن تدمير البنية التحتية في البلاد وإعاقة جهود إعادة الإعمار، وتهديد أمن واستقرار البلاد. وضرب مثلاً باحتجاز الحوثيين الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، رغم علمهم المسبق بنية إسرائيل قصف المطار واستهدافها، ما يعكس استهتارهم بأرواح المدنيين وعدم اكتراثهم بالنتائج الكارثية لأعمالهم، حسب تعبيره.

وقال السعدي إن جميع محاولات الوصول إلى تسوية سياسية شاملة باءت بالفشل نتيجة تعنت الجماعة الحوثية التي «لا ترغب في الحلّ»، وعدم جديتها في الانخراط في أي عملية سياسية حقيقية.

السعدي مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة (إعلام حكومي)

وجدّد المندوب اليمني دعوة المجتمع الدولي لدعم الحكومة اليمنية الشرعية، ومساندتها في استعادة سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء معاناة اليمنيين.

وشهدت الجلسة دعوات لتكثيف المساعي من أجل الوصول إلى سلام شامل ومستدام في اليمن بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب.

وإثر انتهاء الجلسة المفتوحة، عقد مجلس الأمن مشاورات مغلقة لاستعراض نتائج إحاطة المبعوث الأممي، وبحث الخطوات المقبلة بشأن الأزمة اليمنية.