هلع اعتقالات بين عاملي الإغاثة بمناطق الحوثيين... وواشنطن تكذّب مزاعم التجسس

منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر صعدوا أعمالهم القمعية ضد السكان المدنيين (إ.ب.أ)
منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر صعدوا أعمالهم القمعية ضد السكان المدنيين (إ.ب.أ)
TT

هلع اعتقالات بين عاملي الإغاثة بمناطق الحوثيين... وواشنطن تكذّب مزاعم التجسس

منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر صعدوا أعمالهم القمعية ضد السكان المدنيين (إ.ب.أ)
منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر صعدوا أعمالهم القمعية ضد السكان المدنيين (إ.ب.أ)

وسط هلع يزداد بين أوساط العاملين في منظمات الإغاثة والمؤسسات الدولية في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين نددت الولايات المتحدة بالاعتقالات التي شنتها الجماعة بصفوف عاملين في وكالات أممية وإنسانية دولية.

كما نددت واشنطن بما قالت إنه «معلومات مضللة واعترافات مزيفة، انتزعت من محتجزين سابقين»، ووصفت الحوثيين بـ«الكاذبين»، مع التعهد بعدم الاستكانة حتى إطلاق سراحهم.

التصريحات الأميركية حملها بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، وبيان آخر للسفير لدى اليمن ستيفن فاجن، وذلك في وقت يعيش فيه العاملون في المنظمات الدولية حالة من الرعب خشية الاعتقال وتلفيق الاتهامات والإجبار على الإدلاء باعترافات مزيفة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلاده تدين بشديد العبارة عمليات الاحتجاز التي نفذها الحوثيون مؤخرا بحق موظفين تابعين للأمم المتحدة ولبعثات دبلوماسية ومنظمات غير حكومية، كما تدين «بأشد لهجة جهود الحوثيين الرامية إلى نشر معلومات مضللة عن الموظفين المحليين للبعثة الأميركية من خلال اعترافات متلفزة قسرية ومزيفة».

وأضاف البيان أن الحوثيين يلجأون مرة أخرى إلى المعلومات المضللة لتبرير إخفاقاتهم بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة وجهات فاعلة خارجية أخرى، وأن إجراءاتهم «تعكس تجاهلهم الصارخ لكرامة الشعب اليمني والأفراد الذين كرسوا أنفسهم لتحسين بلادهم، بعكس أكاذيب الحوثيين بهذا الشأن».

وأكد البيان أن جهود الموظفين المعتقلين تتناقض مع أعمال الحوثيين الذين احتجزوهم بلا مبرر لأكثر من عامين ونصف العام، حيث يشكل احتجازهم واعتقال موظفي الأمم المتحدة إهانة للأعراف الدبلوماسية، وشدد على أنه «ينبغي الإفراج عنهم على الفور»، وأن واشنطن «لن تستكين قبل أن يتحقق ذلك».

أما السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، فوصف اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والعاملين في الهيئات الدبلوماسية بـ«الصادم»، وقال: «هؤلاء الرجال والنساء يعملون مع الأمم المتحدة، والهيئات الدبلوماسية، والمنظمات غير الحكومية وملتزمون بالعمل لصالح اليمن ومستقبله».

وندد فاجن بـ«بث الحوثيين المشين للتهم الإجبارية المزيفة»، وقال إن الجماعة تدين بالشكر لهؤلاء اليمنيين بدلاً من هذه التهم الكاذبة والسجن. حيث «يستحق الشعب اليمني معاملة جيدة بدلاً من الكذبات الحوثية الوهمية الهادفة إلى تبني حكمهم العبثي المستبد».

وأوضح السفير الأميركي أن بلاده عملت على دعم نهاية للصراع في اليمن بما في ذلك استثمار مليارات الدولارات لسد الاحتياجات الإنسانية الأساسية للشعب اليمني، ودعم التعليم، ومنع حدوث كارثة بيئية، والمساعدة على حماية الاقتصاد من أضرار الصراع.

ودعا فاجن الحوثيين إلى إطلاق سراح المعتقلين فوراً، وتعهد بالقول: «إننا لن نهدأ حتى يعود زملاؤنا الموظفون اليمنيون المحليون بسلام إلى أسرهم».

اعترافات بالإكراه

كانت الجماعة الحوثية أعلنت أنها ضبطت خلية تجسس «تنفذ أدواراً تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود»، ومزودة بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة تمكن أفرادها «من تنفيذ أنشطتهم بشكل سري»، بعد تزويد «جهازي الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والإسرائيلي (الموساد)، لها بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية والسرية والخطورة».

الجماعة الحوثية اتهمت موظفين في السفارة الأميركية والمنظمات الدولية بالتخابر (إعلام حوثي)

وجاء هذا الإعلان بعد حملة اختطافات بحق موظفين أمميين وتابعين لمنظمات دولية ومحلية، بدأت قبل أكثر من أسبوع، وطالت 50 شخصاً، إلا أن أياً منهم لم يرد اسمه ضمن الخلية التي زعمت الجماعة الكشف عنها أخيراً.

وزعمت الجماعة الحوثية أن الخلية التي أعلنت ضبطها تمكنت طوال عقود من التأثير على صانعي القرار واختراق سلطات الدولة وتمرير القرارات والقوانين، وتجنيد اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية وربطهم بالمخابرات الأميركية والإسرائيلية، ونفذت أدواراً تجسسية وتخريبية، استمرت حتى بعد خروج السفارة الأميركية من صنعاء في عام 2015، تحت غطاء منظمات دولية وأممية.

ونشرت الجماعة تسجيلات فيديو لاعترافات أفراد الخلية المزعومة، وهي الاعترافات التي تضمنت إفادة المتهمين بالتجسس من خلال مزاولة أنشطة ومهام معتادة في السلك الدبلوماسي والعمل الإنساني والتعاون الدولي.

واتهمت الجماعة الأفراد الذين أعلنت أسماءهم ضمن الخلية المزعومة بجمع معلومات في الجانب الاقتصادي، والحصول على بيانات وخرائط عسكرية من الشرطة الفيدرالية الأميركية، والتأثير على الزراعة وتربية النحل، وإجادة اللغة الإنجليزية، والتحريض على الاختلاط، والاطلاع على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

جنود مسلحون يحرسون مقر السفارة الأميركية في صنعاء (رويترز)

وعدّ «المركز الأميركي للعدالة» (منظمة حقوقية) التهم الموجهة لأولئك الأفراد مخالفة للقوانين المحلية والدولية وللحقائق التي تأكد منها، موضحاً أن اعتراف بعض الأشخاص على أنفسهم لا يُعتد به قانوناً، خصوصاً في ظل اختطافهم وإخفائهم بشكل قسري.

وعبر المركز عن مخاوفه من نيات الجماعة بعد نشرها تلك الاعترافات المزعومة، مذكراً بوفاة الموظف السابق في السفارة الأميركية بصنعاء عبد الحميد العجمي منتصف عام 2021، في ظروف غامضة ورفض الجماعة طلب ذويه تشريح جثته لمعرفة أسباب الوفاة.

خوف ورعب

ذكر مصدر في منظمة أممية عاملة في العاصمة صنعاء أن القلق بات يسيطر على الناشطين والعاملين في المنظمات الأممية والدولية ونظرائهم في المجال الحقوقي والإنساني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية وعائلاتهم، وبات التفكير في الهروب والانتقال إلى خارج البلاد أو المناطق المحررة هاجساً يسيطر على غالبيتهم.

المصدر الذي طلب التحفظ على بياناته كشف لـ«الشرق الأوسط» أن اسمه كان مدرجاً ضمن القائمة التي استهدفت بها حملة الاعتقالات التي بدأت الأسبوع الماضي، ولولا مصادفة حصوله على إجازة طويلة سابقة لإجازة عيد الأضحى للترتيب لزواج أحد أبنائه، لكان ضمن المعتقلين، بحسب ما أبلغته المنظمة التي يعمل فيها.

الجماعة الحوثية أقنعت أتباعها بوجود مواجهة مباشرة بينها وبين إسرائيل (رويترز)

وطلبت المنظمة الأممية منه عدم العودة إلى صنعاء حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن غالبية المنظمات الأممية والدولية اتبعت نفس الإجراء مع موظفيها المسافرين، في حين وجهت الآخرين إلى اتخاذ كافة الاحتياطات والترتيبات لضمان سلامتهم من الاعتقال، وفي مقدمة ذلك السفر خارج مناطق سيطرة الجماعة.

وتسود حالة من الرعب في أوساط اليمنيين الذين يعملون لدى كل المنظمات الإنسانية الدولية ومخاوف من اعتقالهم، ما تسبب في غياب معظمهم عن أعمالهم منذ مطلع الأسبوع الحالي.

وذكرت مصادر مقربة من عاملين في منظمات إغاثية إنسانية في صنعاء والحديدة لـ«الشرق الأوسط» أن الكثير من مكاتب المنظمات الأممية والدولية طلبت من العاملين اليمنيين البقاء في منازلهم دون أن تحدد ما هي الخطوة التالية.

وأكدت المصادر أن بعض العاملين الذين يتطلب العمل وجودهم سمح لهم العمل عدة ساعات والمغادرة وسط حالة من الترقب لحملة اعتقالات جديدة، مع استمرار المداهمات وتهديدات الحوثيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يستعرضون قوتهم في الحديدة مع تراجع الضربات الأميركية

العالم العربي صورة طوربيد بحري وزعها الحوثيون زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم الجديدة (إكس)

الحوثيون يستعرضون قوتهم في الحديدة مع تراجع الضربات الأميركية

مع تراجع الضربات الغربية، نفذت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران استعراضاً لقوتها في محافظة الحديدة، تحت مزاعم توصيل رسالة تحدٍّ إلى واشنطن والحكومة اليمنية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من وقفة احتجاجية سابقة في جامعة إب رفضاً لممارسات الحوثيين (فيسبوك)

انتهاكات حوثية تستهدف جامعة إب اليمنية ومنتسبيها

ارتكبت الجماعة الحوثية موجةً جديدةً من الانتهاكات ضد جامعة إب اليمنية ومنتسبيها شملت الاستيلاء على أراضي الحرم الجامعي وقمع الطلبة والأكاديميين والموظفين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة على البحر الأحمر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن  25 فبراير 2023 (رويترز)

هيئة بحرية بريطانية: 3 انفجارات قرب سفينة تجارية قبالة ساحل اليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريرا عن انفجار ثالث قرب السفينة المرتبطة بحادث على بعد 25 ميلا بحريا جنوبي المخا باليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي أحد اليمنيين المستفيدين من تدريبات منظمة العمل الدولية بمجال الطاقة الشمسية (الأمم المتحدة)

برنامج أممي يستكمل مشروعاً لدعم سبل العيش في اليمن

يقترب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من إنهاء مشروع لدعم الصمود، الذي يهدف لدعم سبل العيش المرنة والأمن الغذائي والتكيف مع المناخ في اليمن لتمكين الفئات الضعيفة

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
TT

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

حذّر الجيش اليمني من التحشيد الحوثي المستمر، واستعداد الجماعة للعودة إلى الحرب، والدفع بها إلى خطوط التماس.

وقال العميد عبده مجلي، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين يطلقون قذائف المدفعية ويطلقون مسيرات على مناطق مأهولة بالسكان وعلى مواقع الجيش (اليمني) في مختلف الجبهات القتالية.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

ويقرأ مجلي التحركات الحوثية بأنها «استعداد للمعركة والعودة إلى الحرب» ويتهم الجماعة بالعمل على «إجهاض كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام».

الفريق محسن الداعري، وزير الدفاع اليمني، لم يستبعد خلال حوار مع «الشرق الأوسط» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تجدد الحرب في أي لحظة، متحدثاً عن «جاهزية القوات اليمنية لجميع الخيارات، سواء الحرب أو السلام».

ويقرأ مراقبون تحركات الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى تصريحات كبار قادتها، بأنه هناك توجس من إطلاق الجيش اليمني عملية عسكرية لتحرير الحديدة وموانئها بدعم دولي. تلك القراءة يؤيدها نقل الجماعة تعزيزات إلى مناطق تسيطر عليها في الحديدة، باستثناء مديريتي الخوخة والتحيتا، الخاضعتين للحكومة اليمنية.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

وعلّق العميد مجلي على التحركات الحوثية الأخيرة، بالقول إن القوات المسلحة اليمنية «في أعلى درجات الجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية، ولديها الخطط الاستراتيجية الشاملة المعدة لتحرير الوطن، من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإرهابية المستمرة، ضد أبناء شعبنا اليمني».

وكانت الحكومة اليمنية كررت نداءاتها للمجتمع الدولي على مدار الأشهر الماضية منذ بدء التهديد الحوثي للملاحة البحرية، مؤكدة أن الحل الأنجع لوقف هجمات الجماعة ضد السفن هو دعم القوات الحكومية، وليس الضربات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، فإن جماعة الحوثي «تواصل اعتداءاتها على الشعب وقواته المسلحة في مختلف الجبهات والمواقع، وتحديداً جبهات تعز والضالع ومأرب، ما أسفر عن سقوط كثير من الشهداء والجرحى».

وتابع: «القوات المسلحة في كل المناطق العسكرية هدفها الأعلى هو تحرير الوطن، وفي المقدمة صنعاء والحديدة وحجة، والميليشيات الحوثية إلى زوال عما قريب».

مسلحون حوثيون في صنعاء يرددون «الصرخة الخمينية» (أ.ف.ب)

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام عن نقل الجماعة المدعومة من إيران تعزيزات كبيرة من محافظات الجوف وذمار وصنعاء وإب باتجاه محافظة الحديدة في الأسابيع الماضية، كما قامت بتقوية تحصيناتها على خطوط التماس، وقامت بحفر مزيد من الخنادق وزرع مزيد من حقول الألغام؛ تحسباً لأي معركة مفاجئة يمكن أن تقوم بها القوات الحكومية بإسناد دولي.

من ناحيته، أكد العميد وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، استعداد القوات لخوض معركة فاصلة ضد ميليشيا الحوثي، مبيناً أن التعزيزات الحوثية مستمرة في الوصول إلى محافظة الحديدة، وذلك من خلال نصب المدافع، وبناء المنصات العسكرية، وحفر الأنفاق والخنادق المعقدة.

وشدّد الدبيش، في تصريحات صحافية، على جاهزية القوات المشتركة لاستئناف المعارك في أي وقت وأي مكان لضمان استعادة الحديدة واستقرار المنطقة. وفي الوقت نفسه، أوضح أن المزاعم الحوثية حول هجوم وشيك من القوات المشتركة لا أساس لها من الصحة، وأن الهدف الأساسي للقوات هو تحرير اليمن من الميليشيا التي تخدم أجندة إيران، وتهدد استقرار المنطقة بأسرها.

مقاتلة «إف 18» تنطلق من حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

يعود مجلي للتذكير أنه رغم الهدنة غير المعلنة «والتزام قواتنا المسلحة بوقف إطلاق النار، نجد الميليشيات تواصل أعمالها الاستفزازية في مختلف الجبهات والقيام بالاعتداءات ومحاولة التسللات، ولكن للصبر حدود، وعما قريب ستأتي ساعة الصفر، للحسم العسكري واستعادة الدولة».

ولفت العميد مجلي إلى استمرار هجمات جماعة الحوثي الإرهابية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وأن ذلك أدى إلى تعريض الأمن والسلم الإقليمي والدولي للمخاطر، وضاعف من معاناة شعبنا اليمني الاقتصادية.

القوات اليمنية المشتركة، ممثلة في ألوية المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والألوية التهامية، استطاعت في عام 2018 أن تحاصر الجماعة الحوثية في مدينة الحديدة، وأن تصل إلى نحو 3 كيلومترات من الميناء الرئيسي.

غير أن الضغوط الدولية والأممية حالت دون إتمام المهمة تحت ذرائع إنسانية، وصولاً إلى إبرام «اتفاق استوكهولم» بشأن الحديدة، وانسحاب القوات المشتركة من طرف واحد إلى أماكن تموضعها الحالية في الجنوب، على بُعد نحو 125 كيلومتراً من مدينة الحديدة.