تساؤلات بشأن توقيت إعلان تشكيل الحكومة المصرية الجديدة

البعض طالب بحسمه قبل إجازة عيد الأضحى

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
TT

تساؤلات بشأن توقيت إعلان تشكيل الحكومة المصرية الجديدة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مدبولي (الرئاسة المصرية)

حالة ترقب واسعة في مصر لموعد إعلان التعديل الوزاري الجديد، وسط تساؤلات عن توقيت حسمه، بعد أكثر من أسبوع على تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي إعادة تشكيل الحكومة، وسط تكهنات بشأن أسماء الوزراء الجدد.

ورغم اهتمام الشارع المصري بمعرفة التشكيل الجديد، فإن سياسيين وبرلمانيين تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، يرون أن «وضع سياسات وأهداف الحكومة الجديدة، وتحديد تكليفات واضحة ومحددة للوزراء الجدد، أهم من التعجل في إعلان القائمة»، في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية المحيطة بالبلاد.

وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري: «من الأفضل إعلان التشكيل الوزاري قبل إجازة عيد الأضحى»، مشيراً في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التأخير في إعلان التشكيل الجديد، يزيد من حالة الجدل المثار على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب كثرة تكهنات وتوقعات المستخدمين لأسماء الوزراء الجدد».

في المقابل، لا يرى رئيس حزب «المصريين الأحرار» وعضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان) عصام خليل، ضرورة لاستعجال الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد. وقال: «ليس من المهم الإعلان السريع عن التشكيل الوزاري، خصوصاً أن الحكومة الحالية تقوم بتسيير الأعمال».

ودعا خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «استثمار رئيس الوزراء المكلف مصطفى مدبولي، إجازة عيد الأضحى لإجراء مزيد من المقابلات والمشاورات، ووضع برنامج بسياسات محددة لكل الوزراء الجدد»، مشيراً إلى أنه «من المهم أن يكون التشكيل الوزاري متناسقاً ومتكاملاً».

وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي (رئيس الحكومة المكلف) الاستمرار في تسيير الأعمال، وأداء الحكومة مهامها لحين تشكيل الحكومة الجديدة.

ومع تداول منصات التواصل الاجتماعي قوائم مزعومة للتشكيل الوزاري الجديد في مصر، نفى مصدر حكومي مصري مطلع، الاثنين، «صحة كل ما يتم نشره بشأن التعديلات الوزارية شكلاً وموضوعاً». وأكد أن «رئيس الوزراء المكلف، يكثف مشاوراته لتشكيل الحكومة من كفاءات وطنية طبقاً لما وجه به رئيس الجمهورية».

وعدّ رئيس حزب «المصريين الأحرار» أن «الأهم في التعديل الوزاري، وضع سياسات جديدة لحل المشكلات قبل اختيار أسماء وزراء جدد»، مشيراً إلى أنه «ليس من المهم تغيير الأسماء فقط».

ولم يختلف في ذلك، رئيس حزب «المؤتمر»، وعضو مجلس النواب المصري مجدي مرشد، مشيراً إلى ضرورة «تغيير سياسات الحكومة الجديدة، خصوصاً أن الحكومة الحالية لم تكن تحظى برضا كامل من الشارع في مصر».

وأوضح رئيس حزب «المؤتمر» لـ«الشرق الأوسط»: «يجب رسم سياسات واضحة للحكومة الجديدة، تتوافق مع رؤية التنمية 2030 المعلنة من الحكومة، وتعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية، ومواجهة غلاء الأسعار».

وفي وقت انتقد فيه مرشد حالةَ التكهنات المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي لأسماء التشكيل الحكومي، دعا إلى «عدم التعجل في إعلان أسماء الوزراء الجدد، وإتاحة الوقت الكافي لرئيس الوزراء المكلف لاستكمال مشاوراته مع المرشحين للوزارات».

ورغم أن الرئيس المصري وجّه بأن يشمل التشكيل الوزاري «كفاءات وخبرات مميزة»، فإن رئيس حزب «المؤتمر» طالب بـ«ضرورة أن يشمل التشكيل الوزاري سياسيين، وعدم الاعتماد فقط على التكنوقراط»، وأرجع ذلك إلى أن «أداء الوزير المسيس مقنع في الشارع أكثر من التكنوقراط».

وبالعودة لحديث رئيس حزب «المصريين الأحرار» عصام خليل، طالب بضرورة «إعادة هيكلة للحكومة الجديدة، من خلال دمج بعض الوزارات مثل السياحة مع الطيران، والهجرة مع الخارجية»، بالإضافة إلى «استحداث وزارات مثل (رأس المال البشري) لتكون مسؤولة عن التنمية البشرية، ووزارة للاقتصاد، أو اختيار نائب رئيس وزراء للشؤون الاقتصادية؛ لاستكمال مسار الإصلاح الاقتصادي».


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

العالم العربي اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات سرقة الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يرأس جلسة فكرية مع متخصصين لمناقشة ملفات على الساحتين الخارجية والداخلية (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية توسّع مشاوراتها في مواجهة تحديات داخلية وخارجية

وسّعت الحكومة المصرية مشاوراتها مع سياسيين وخبراء متخصصين في مجالات عدة، بشأن مقترحات للحد من تبعات التطورات الجيوسياسية على البلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري يترأس اجتماع اللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع (مجلس الوزراء المصري)

إجراءات حكومية مصرية لمواجهة «الغلاء» بعد زيادة أسعار الوقود

سعياً لضبط حركة الأسواق ومواجهة الغلاء، اتخذت الحكومة المصرية إجراءات تستهدف ضمان «توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين»، بمختلف المحافظات.

أحمد إمبابي (القاهرة)
الاقتصاد المنظومة التموينية في مصر تتضمّن توزيع السلع الأساسية بأسعار مدعمة (محافظة المنيا)

مصر لتغيير جذريّ في منظومة «دعم» المواطنين

تعتزم الحكومة المصرية إجراء تعديلات جذرية على نظام الدعم المقدّم إلى مواطنيها، يتضمّن التحول من نظام «الدعم العيني» إلى «النقدي» أو «الدعم النقدي المشروط».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي متوسطاً رشاد وكامل بعد اداء رئيس المخابرات الجديد اليمين (الرئاسة المصرية)

تعيين رشاد رئيساً جديداً للمخابرات العامة في مصر

أعلنت الرئاسة المصرية، أمس، تعيين حسن محمود رشاد، رئيساً جديداً لجهاز المخابرات العامة، خلفاً للواء عباس كامل الذي تولى رئاسته منذ 2018. وأدى رشاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.