الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

الحبس مُدة لا تقل عن سنة وغرامة تصل لمليون جنيه

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
TT

الحكومة المصرية تغلظ عقوبات «سرقة الكهرباء»

اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)
اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، برئاسة مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكهرباء الصادر عام 2015، بهدف تغليظ عقوبات الجرائم الخاصة بالاستيلاء على التيار الكهربائي.

وتشكو الحكومة المصرية منذ سنوات من لجوء مواطنين إلى وصلات غير شرعية للحصول على الكهرباء دون دفع رسوم، أو استهلاك الكهرباء من دون عداد، تُحصّل من خلاله الحكومة مستحقاتها.

وتحمّل الحكومة المصرية عمليات السرقة جزءاً كبيراً من مسؤولية انقطاع التيار الذي شهدته مصر خلال الأعوام الماضية.

وبحسب التعديل الجديد، الذي وضعته الحكومة، الأربعاء، يعاقب بالحبس مُدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه (الدولار يساوي 49.7)، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كُل من استولى بغير حق على التيار الكهربائي، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود. أمّا إذا ترتب على هذه الجريمة انقطاع التيار الكهربائي فتكون العقوبة السجن.

وتقضي العقوبة في القانون الحالي، لتلك المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، ولا تزيد على سنتين، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، تقضي المحكمة بإلزام المحكوم عليه برد مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه، بالإضافة إلى الامتناع عمداً عن تقديم أي من الخدمات المُرخص بها دون عُذر أو سَنَد من القانون، على أن تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة التكرار.

وشملت التعديلات الجديدة، العقاب أيضاً بالحبس مُدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على مليون جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكُل من قام بتوصيل الكهرباء لأي من الأفراد أو الجهات بالمُخالفة لأحكام القانون، أو عَلِمَ بارتكاب أي مخالفة لتوصيل الكهرباء ولم يُبادر بإبلاغ السلطة المختصة.

بينما تقضي العقوبة في القانون الحالي، لذات المخالفة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تزيد على 50 ألف جنيه.

ووفق مشروع القانون الجديد، سيتم الحبس مُدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على مليوني جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة عن طريق التدخل العمدي في تشغيل المعدات أو المهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، وفقاً للضوابط الفنية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للقانون، وتُضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى في حالة العود.

وتضمن التعديل إضافة مادة جديدة إلى قانون الكهرباء، تنص على أن يكون للجهة المجني عليها التصالح مع المتهم في الجرائم المنصوص عليها في المادتين 70 و71، إذا دفع قبل رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة، مُقابل أداء قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد رفع الدعوى الجنائية إلى المحكمة المُختصة وحتى صدور حُكم باتٍ فيها، مقابل أداء مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المُستولى عليه، أو إذا دفع بعد صدور الحكم باتاً، مقابل أداء ثلاثة أمثال قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه.

وفي جميع حالات التصالح، إذا نتج عن الجرائم، إتلاف المعدات أو المُهمات أو الأجهزة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء؛ يلتزم طالب التصالح بسداد قيمة ما تم إتلافه. وفي جميع الأحوال تضاعف قيمة مقابل التصالح في حالة العود.

وارتفعت أعداد المحاضر التي حرّرتها الحكومة لسارقي الكهرباء الفترة الماضية، حتى تجاوزت خلال 5 أسابيع فقط أكثر من 600 ألف محضر سرقة، وفق ما صرّح به وزير الكهرباء، خلال اجتماع الحكومة، في سبتمبر (أيلول) الماضي.


مقالات ذات صلة

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

العالم العربي مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع زراعته.

رحاب عليوة (القاهرة)
العالم العربي جانب من اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني المصري (الحوار الوطني)

مصر: «الحوار الوطني» لتوسيع مناقشات إعادة هيكلة الدعم

تواصلت النقاشات في مصر على مدار الأشهر الماضية حول إعادة هيكلة منظومة الدعم الحكومي المُقدّم إلى المواطنين، في ظل توجه حكومي بتحويل الدعم «العيني» إلى «نقدي».

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يرأس جلسة فكرية مع متخصصين لمناقشة ملفات على الساحتين الخارجية والداخلية (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية توسّع مشاوراتها في مواجهة تحديات داخلية وخارجية

وسّعت الحكومة المصرية مشاوراتها مع سياسيين وخبراء متخصصين في مجالات عدة، بشأن مقترحات للحد من تبعات التطورات الجيوسياسية على البلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري يترأس اجتماع اللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع (مجلس الوزراء المصري)

إجراءات حكومية مصرية لمواجهة «الغلاء» بعد زيادة أسعار الوقود

سعياً لضبط حركة الأسواق ومواجهة الغلاء، اتخذت الحكومة المصرية إجراءات تستهدف ضمان «توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين»، بمختلف المحافظات.

أحمد إمبابي (القاهرة)

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ73 لـ«عيد الشرطة»، رسائل «طمأنة» بشأن قدرة بلاده على مواجهة التحديات، وهي رسائل باتت «تشكل خطاً دائماً» في خطابات السيسي الرسمية، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات جيوسياسية متلاحقة، وما تعانيه القاهرة من مصاعب اقتصادية، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وكان الرئيس المصري وجه رسائل طمأنة مماثلة في مناسبات عدة آخرها الشهر الحالي خلال تفقده للأكاديمية العسكرية، وقبلها خلال احتفال الأقباط بعيد الميلاد.

وحِرص الرئيس المصري على «طمأنة» المواطنين بدا واضحاً مع بداية كلمته في ختام الاحتفال الذي أقيم بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأربعاء، مؤكداً أن «بلاده تسير في الطريق الصحيح رغم التحديات». وقال في كلمة مرتجلة: «لا أحد يستطيع أن يمس مصر، رغم ما يتردد من إشاعات وأكاذيب ومحاولات لاستهدافنا».

وأضاف السيسي: «رغم ما يحدث من تطورات وتحديات نطمئن الشعب المصري... نحن لا نعتدي ولا نتآمر على أحد، بل نعمر ونبني داخل بلادنا وحدودنا». وتابع: «الاطمئنان ليس مرده قدرة الجيش والشرطة فقط. وإنما هو مسار انتهجناه وقيم نمارسها وليس فقط نرددها، تدعو إلى الشرف والاحترام والعزة والكرامة والبناء»، مشدداً على «ضرورة وعي المجتمع بالمشكلات التي تحيط بالبلاد والتي لم تنته».

وأكد السيسي أن «مصر دولة كبيرة ولا يمكن لأحد تهديدها»، موضحاً أن «اجتماعه مع قيادات الدولة والمحافظين ومديري الأمن في القيادة الاستراتيجية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان لمراجعة الاستعدادات والخطط من أجل أمن مصر».

وقال: «عندما عقدنا الاجتماع، تساءل الكثير عن سبب انعقاده، ونحن بوصفنا دولة كبيرة، 120 مليون نسمة تقريباً بضيوفها، وبالتالي لابد أن نكون منتبهين ويقظين جداً». وأضاف أن «الأحداث الكثيرة التي وقعت خلال الشهور الماضية والتطورات على الحدود المختلفة، قد تكون أثرت على قلق المصريين، وهذا القلق مشروع، ولا بأس أن يشعر المصري بالخوف على وطنه».

وأكد الرئيس المصري أن «زيادة الإشاعات والكذب تعني زيادة الاستهداف، ما قد يجعل البعض يعتقد أن الأمر أصبح يسيراً وأنه من الممكن أن يقترب أحد من البلد، ولكن لن يقدر أحد على ذلك».

وفي كلمته الرسمية أشار الرئيس المصري إلى أن «التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف لن يجد في بلاده بيئة حاضنة له أو متهاونة معه»، وقال: «الشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله... ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة ونشر الإشاعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم».

وجدد السيسي التأكيد أن بلاده «تسير في الطريق الصحيح»، مشدداً على «السعي بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشة المواطن».

وجاء خطاب السيسي محملاً برسائل عدة للداخل والخارج، بحسب الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الطمأنة كانت الرسالة الأهم والأبرز في الخطاب»، موضحاً أنه «في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدول المجاورة لمصر، فإنه من الطبيعي أن يستشعر المصريون الخطر، ويشعروا بالقلق، من هنا تأتي أهمية حديث الرئيس ومحاولته طمأنة المصريين».

وقال فرج: «الخطاب تضمّن تأكيداً على قوة وقدرة الجيش والشرطة في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى التذكير بأن مصر استطاعت دحر الإرهاب»، مشيراً إلى أن «رسائل الطمأنة ليست موجهة للمصريين فحسب، بل للمستثمرين أيضاً، فدون الأمن والاستقرار لن يكون هناك استثمار».

وأضاف: «حمل خطاب الرئيس رسائل لمن يهمه الأمر بأن مصر قادرة على تجاوز التحديات وأنها لن تسمح لأحد بالمساس بأمنها وسيادتها واستقرارها».

ويلفت فرج إلى نقطة أخرى تضمّنها خطاب السيسي، وهي التحذير من خطورة الإشاعات، موضحاً أنه في «في ظل حروب الجيل الرابع والخامس باتت الإشاعات سلاحاً خطيراً يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن هنا وجب التحذير منها والتأكيد على ضرورة التنبه لها ولخطورتها على وحدة البلاد».

بدوره، أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، أن «طمأنة المصريين باتت خطاً دائماً في خطابات الرئيس المصري وفي مختلف المناسبات، لا سيما مع ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية ومعيشية، تضاف إلى أوضاع غير مستقرة في المنطقة، ومناخ إقليمي مليء بالتحديات».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن خطاب الطمأنة مهم لأنه يهدئ من مخاوف المصريين المشروعة»، مؤكداً أنه «بالتوازي مع هذا الخطاب فهناك إجراءات عدة تتعلق باستكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي ووضع خطط لمواجهة التحديات، وهو ما أشار له السيسي في حديثه أيضاً».

وفي إطار الاحتفال وضع الرئيس المصري إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، كما ترأس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين.