غارات في الحديدة... وواشنطن تدمّر 8 مسيّرات حوثية

الإبلاغ عن مهاجمة سفن في البحر الأحمر دون أضرار

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي يستعرض طائرات من دون طيار في موقع مجهول (إكس)
ابن عم زعيم الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي يستعرض طائرات من دون طيار في موقع مجهول (إكس)
TT

غارات في الحديدة... وواشنطن تدمّر 8 مسيّرات حوثية

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي يستعرض طائرات من دون طيار في موقع مجهول (إكس)
ابن عم زعيم الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي يستعرض طائرات من دون طيار في موقع مجهول (إكس)

اعترفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية» في محافظة الحديدة دون ضحايا، في وقت تبنى فيه الجيش الأميركي تدمير 8 طائرات من دون طيار وزورقين مسيّرين، وذلك في سياق التصعيد البحري الحوثي في شهره السابع والضربات الغربية المضادة لحماية الملاحة.

ومع إبلاغ تقارير بحرية غربية عن وقوع هجمات ضد السفن في البحر الأحمر، دون تسجيل أي أضرار، تتصاعد المخاوف اليمنية من تعطل مسار السلام والعودة إلى خيار الحرب الداخلية في ظل تصعيد الحوثيين الميداني وحربهم الاقتصادية ضد الحكومة الشرعية بالتوازي مع هجماتهم البحرية.

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

وذكرت قناة «المسيرة» وهي الذراع الإعلامية للجماعة الحوثية، أن أربع غارات أميركية وبريطانية استهدفت مطار الحديدة جنوب المدينة الساحلية التي تحمل الاسم نفسه، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ سنوات، كما أقرّت بتلقي غارة خامسة استهدفت موقعاً في ميناء الصليف إلى الشمال من الحديدة، دون أن تتحدث عن أي خسائر بشرية على الفور.

في السياق نفسه، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن قواتها نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير ثماني طائرات حوثية من غير طيار فوق البحر الأحمر تم إطلاقها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بالإضافة إلى تدمير زورقين مسيّرين في البحر الأحمر.

وبشكل منفصل، قال الجيش الأميركي إن سفينة تابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن (حارس الازدهار) نجحت في الاشتباك مع طائرة من دون طيار تم إطلاقها من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن فوق البحر الأحمر.

كما أطلق الحوثيون المدعومون من إيران - وفق البيان الأميركي - صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن فوق البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قِبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية.

وأشار بيان القيادة المركزية المنشور على منصة «إكس» إلى أن الطائرات والزوارق والصواريخ الحوثية كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

هجمات دون أضرار

كانت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أفادت، الخميس، بأن سفينة تجارية أبلغت أن انفجاراً وقع بالقرب منها في البحر الأحمر على بعد 19 ميلاً بحرياً تقريباً غرب المخا، في حين، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقارير عن انفجارين بالقرب من سفينة على بعد 27 ميلاً بحرياً جنوب المخا، وأنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار، وأن جميع أفراد الطاقم بخير، حيث تتجه السفينة إلى الميناء التالي.

ونقلت «رويترز» أن «أمبري» أفادت في مذكرة بأن مواصفات السفينة تتطابق مع الفئة التي تستهدفها جماعة الحوثي، وأن السفينة كانت في طريقها من أوروبا إلى الإمارات ولم تكن تبث إشارة نظام التعرف الآلي في ذلك الوقت.

ويوم الخميس، زعمت الجماعة الحوثية، مهاجمة ثلاث سفن في ميناء حيفا الإسرائيلي، بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلّحة، وذلك غداة تبنّي مهاجمة ثلاث سفن أخرى في البحرين الأحمر والعربي، وهو ما نفاه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، الذي قال، وفقاً لما أوردته «رويترز»: «إن هذا ليس صحيحاً».

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر هجوم حوثي صاروخي (إ.ب.أ)

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشنّ الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

ولم تردْ تقارير ملاحية أو أمنية تدعم مزاعم الجماعة حول هذه الهجمات التي تقول الحكومة اليمنية إنها تأتي في سياق الهروب من عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتعميق معاناة اليمنيين خدمة لأجندة إيران في المنطقة.

490 غارة

نفّذت واشنطن، ومعها لندن، في 31 مايو (أيار) الماضي، 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرّت الجماعة بمقتل 16 عنصراً، وإصابة 42 آخرين في الضربات.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، أكثر من 490 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

وطبقاً لمزاعم الحوثيين، فإنهم هاجموا أكثر من 135 سفينة، للشهر السابع على التوالي، وهدّد زعيمهم عبد الملك الحوثي باستمرار العمليات الهجومية «كمّاً وكيفاً»، ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، زعمت الجماعة المدعومة من إيران أنها أطلقت صاروخاً من طراز «فلسطين» استهدف ميناء إيلات الإسرائيلي، وبثّت مشاهد للحظة إطلاق الصاروخ الذي قالت إنه يُستخدم لأول مرة.

طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتجه لشنّ ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن (أ.ب)

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.