«الصليب الأحمر»: الحوثيون أطلقوا 113 محتجزاً من جانب واحد

الحكومة اليمنية قالت إن المفرج عنهم مختطَفون وليسوا أسرى

الجماعة الحوثية أفرجت عن 113 محتجزاً من سجونها في صنعاء (أ.ف.ب)
الجماعة الحوثية أفرجت عن 113 محتجزاً من سجونها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

«الصليب الأحمر»: الحوثيون أطلقوا 113 محتجزاً من جانب واحد

الجماعة الحوثية أفرجت عن 113 محتجزاً من سجونها في صنعاء (أ.ف.ب)
الجماعة الحوثية أفرجت عن 113 محتجزاً من سجونها في صنعاء (أ.ف.ب)

أفادت اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، بأن الحوثيين أطلقوا 113 محتجزاً من سجونهم في صنعاء، الأحد، من جانب واحد، في وقت تقول فيه الحكومة اليمنية إن المفرج عنهم مختطَفون مدنيون، وليسوا أسرى.

وأوضحت اللجنة الدولية في بيان وزعته بالبريد الإلكتروني، أنها دعمت عملية الإفراج عن المحتجزين بناءً على طلب من «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» التي يديرها الحوثيون.

فريق اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» أجرى مقابلات في صنعاء مع المحتجزين المفرَج عنهم (الصليب الأحمر)

وأشارت اللجنة إلى أن المفرَج عنهم هم من بين أولئك الذين كانت اللجنة الدولية تزورهم بانتظام، وتقدم لهم المساعدة في صنعاء، والغرض من تلك الزيارات هو التأكد من معاملة المحتجزين معاملة إنسانية.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في اليمن، دافني ماريت: «إنه ليسرّنا أن نرى أن الاعتبارات الإنسانية قد وُضعت في مقدمة الأولويات، خصوصاً أن هذا الإجراء يُدخل السرور على قلوب العائلات التي تتحرّق شوقاً لعودة أحبائها، لا سيما مع اقتراب موسم عيد الأضحى الذي يحلّ بعد أسابيع.

وأضافت ماريت أنها تأمل أن تمهد هذه البادرة الطريق لمزيد من عمليات الإفراج التي تضع نهاية لمعاناة العائلات التي تتطلع إلى التئام شملها من جديد بعودة ذويها إلى كنفها.

وأبدت المسؤولة الدولية الاستعداد لتقديم خدمات اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» الإنسانية للأفراد المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع في اليمن وعائلاتهم، ودعم الإفراج عنهم عندما تصرّح سلطات الاحتجاز بذلك، فضلاً عن الاستعداد للاضطلاع بدور الوسيط الإنساني المحايد في عمليات الإفراج عن المحتجزين، ونقلهم بشكل متزامن حالما تتوصل الأطراف إلى اتفاق في هذا الشأن.

وأكدت اللجنة الدولية أنها أجرت - تماشياً مع الممارسة المعمول بها - مقابلات على انفراد مع المحتجزين قبل مغادرتهم للتحقق من هوياتهم، والتأكد من رغبتهم في السفر من صنعاء إلى موطنهم مباشرة، أو ما إذا كانوا يرغبون في نقلهم إلى مكان آخر يختارونه.

محتجزون في سجون الحوثيين أفرجت عنهم الجماعة من جانب واحد (إعلام حوثي)

من جانبها، قالت أليسيا بيرتلي، رئيسة دائرة الحماية باللجنة الدولية في اليمن: «أجرينا محادثات غير معلنة مع جميع المحتجزين للاستماع إلى ما يدور داخلهم بشأن عملية الإفراج، والتأكد من وجود اتصال بينهم وبين عائلاتهم، وجمع المعلومات اللازمة لمتابعة أحوالهم إذا لزم الأمر».

وقبل عملية الإفراج عن المحتجزين، أجرى موظف من الفريق الطبي باللجنة الدولية تقييماً لحالة المفرج عنهم الصحية، والتحقق من قدرتهم الصحية على السفر براً، وبعدها قدم توصيات بشأن أي تدابير خاصة تتطلبها حالة بعض المحتجزين.

وذكرت اللجنة الدولية أن جمعية «الهلال الأحمر اليمني» قدمت سيارتي إسعاف لتنفيذ العملية، وقد تولت إحدى هاتين السيارتين نقل محتجز مفرج عنه يعاني من مشكلات صحية إلى موطنه.

خطوة إيجابية

في حين رحبت اللجنة الدولية بعملية الإفراج أحادية الجانب من قبل الحوثيين، قالت إنها تثمّن العمليات التي سبقتها، حيث تمثل خطوة إيجابية نحو إحياء المفاوضات تحت مظلة «اتفاق استوكهولم».

وأضافت أنها مستعدة لأداء دور الوسيط المحايد من أجل تيسير الإفراج عن المحتجزين ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم، كما فعلت في 2020 وفي 2023، متى وافقت أطراف «اتفاق استوكهولم» على الانخراط في هذه الجهود مجدداً.

وكان رئيس الفريق المَعنيّ بملف المختطفين والأسرى في الحكومة اليمنية، يحيى كزمان، قد اتهم الجماعة الحوثية، بأنها «تتهرب من تنفيذ التزاماتها في ملف المختطفين والأسرى، وتتجه نحو خلق مسرحيات مكشوفة ومفضوحة، تختطف المواطنين من منازلهم ومقارِّ أعمالهم، ومن الجامعات والطرقات، وتستخدمهم وسيلة ضغط وابتزاز سياسي».

الحكومة اليمنية قالت إن المفرَج عنهم من قبل الحوثيين مختطفون مدنيون وليسوا أسرى حرب (إعلام حوثي)

وشدد كزمان على أن «الخطوات الأولى في حلحلة ملف الأسرى تبدأ من تنفيذ الاتفاقات السابقة حول الكشف عن مصير المختفين».

ونجحت جولات التفاوض السابقة برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في إطلاق دفعتين من الأسرى والمعتقلين لدى أطراف النزاع اليمني؛ حيث بلغ عدد المفرَج عنهم في الدفعة الأولى أكثر من 1000 شخص، بينما بلغ عدد المفرَج عنهم في الدفعة الثانية نحو 900 معتقل وأسير.

وتقول الحكومة اليمنية إنها تسعى إلى إطلاق كل المعتقلين، وفق قاعدة «الكل مقابل الكل»، وتتهم الحوثيين بأنهم كل مرة يحاولون إجهاض النقاشات، من خلال الانتقائية في الأسماء، أو المطالبة بأسماء معتقلين غير موجودين في السجلات الحكومية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح: قرار وقف هجمات البحر الأحمر جاء من إيران

المشرق العربي العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (المقاومة الوطنية)

طارق صالح: قرار وقف هجمات البحر الأحمر جاء من إيران

قال مسؤول يمني رفيع، إن الضربات الأميركية الأخيرة على جماعة الحوثيين كانت «موجعة» باعتراف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وأدت إلى مقتل أعداد كبيرة من الحوثيين.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك (سبأ)

مجلس الوزراء اليمني يعد بحلول جذرية لتوفير الخدمات وإنقاذ العملة

مع تصاعد الاحتجاجات في المناطق اليمنية المحررة للمطالبة بتحسين الخدمات وعد مجلس الوزراء بالعمل من أجل حلول جذرية تشمل إنقاذ العملة ودفع الرواتب

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الرئاسة اليمنية تحضر لزيارة مرتقبة يقوم بها العليمي إلى روسيا نهاية الشهر الحالي (الرئاسة اليمنية)

تحضيرات يمنية تسبق زيارة العليمي إلى روسيا لحشد الدعم

يستعد الرئيس العليمي لزيارة روسيا، والتقى القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن تمهيداً لزيارة مرتقبة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبجواره وزير الدفاع يسرائيل كاتس (كاتس عبر منصة إكس)

كاتس يهدد الحوثي: سنقضي عليك كما فعلنا بالسنوارين ونصر الله وهنية

نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مواني الصليف والحديدة ورأس عيسى في اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجفاف يهدد مهنة الزراعة في اليمن وينذر بمفاقمة تردي الأمن الغذائي للسكان (أ.ب)

تحذير أممي من موسم جفاف في اليمن

يشهد اليمن هذا العام تراجعاً في هطول الأمطار ينذر بالجفاف ونضوب المياه الجوفية ويهدد الأمن الغذائي للسكان خصوصاً العائلات التي تعتمد على مياه الأمطار في الزراعة

محمد ناصر (تعز)

السيسي يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
TT

السيسي يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

نقل بيان للرئاسة المصرية عن الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وذلك خلال لقاء مع مساعد للرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأحد).

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد خلال اللقاء مع مسعد بولس، كبير مستشاري ترمب للشؤون العربية والشرق أوسطية والشؤون الأفريقية، حرص مصر على استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة وقطر في جهود الوساطة.

من جانب آخر، أوضح المتحدث أن السيسي شدَّد على حرص مصر على حل الأزمة الليبية داخلياً، مؤكداً أن مصر كانت وما زالت الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار في ليبيا.

وأكد الرئيس المصري حرص بلاده على التوافق على حكومة موحدة تحظى بالمصداقية لدى الليبيين، وتكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، بحسب المتحدث باسم الرئاسة.

وقال المتحدث إن السيسي ومستشار ترمب أكدا على ضرورة حماية الاستقرار أيضاً في لبنان والسودان واليمن.