الحوثيون يزعمون إسقاط خامس «درون» أميركية منذ تصعيدهم البحري

وسط سعي غروندبرغ لإنعاش السلام اليمني المتعثر

طائرة أميركية من دون طيار من الطراز الذي زعم الحوثيون إسقاطه (إكس)
طائرة أميركية من دون طيار من الطراز الذي زعم الحوثيون إسقاطه (إكس)
TT

الحوثيون يزعمون إسقاط خامس «درون» أميركية منذ تصعيدهم البحري

طائرة أميركية من دون طيار من الطراز الذي زعم الحوثيون إسقاطه (إكس)
طائرة أميركية من دون طيار من الطراز الذي زعم الحوثيون إسقاطه (إكس)

زعمت الجماعة الحوثية إسقاط طائرة أميركية من دون طيار في محافظة البيضاء، (الثلاثاء)، مدعية أنها خامس طائرة تسقطها منذ بدء تصعيدها البحري ومهاجمة السفن ودخول واشنطن على خط المواجهة؛ لحماية الملاحة وتوجيه الضربات الاستباقية.

وفي حين لم يؤكد الجيش الأميركي على الفور الرواية الحوثية، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساعيه لتحريك رواكد السلام اليمني المتعثر جراء تصعيد الجماعة الحوثية.

حطام طائرة مسيّرة ادعى الحوثيون إسقاطها في مأرب (إكس)

وادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، في بيان متلفز، أن قوات جماعته أسقطت طائرة أميركية من طراز«MQ_9» في أجواء محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، وأنها الخامسة من نوعها التي يتم إسقاطها منذ بدء الهجمات البحرية التي تزعم الجماعة أنها تنفذها لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

وقال سريع، إن قوات جماعته أسقطت الطائرة الأميركية من دون طيار «بصاروخ أرض - جو محلي الصنع، في أثناء تنفيذها مهاماً عدائية في أجواء محافظة البيضاء»، ووعد بتوزيع مشاهد عملية الإسقاط التي قال، إنها جاءت بعد أيام فقط من إسقاط طائرة أخرى من الطراز ذاته في أجواء محافظة مأرب.

وتهاجم الجماعة الحوثية السفنَ في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت أنها ستُوسِّع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 18 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

أدت الهجمات الحوثية ضد السفن إلى إرباك التجارة الدولية بين الشرق والغرب (رويترز)

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، حيث حوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وقال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في أحدث خطبه، إن قواته هاجمت أكثر من 100 سفينة أميركية، في البحر الأحمر وخليج عدن، بالصواريخ والمسيّرات. وتوعّد باستهداف السفن كافة في العالم التي تنقل البضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها.

وادعى الحوثي تنفيذ 40 هجوماً ضد إسرائيل بـ211 صاروخاً، وحضّ أتباعه على الاستمرار في المظاهرات والفعاليات والتعبئة العسكرية. وقال إن جماعته منذ بدء الأحداث في غزة «تمكّنت من تعبئة وتدريب أكثر من 300 ألف مسلح، كما نفّذت 735 مناورة عسكرية».

سعي أممي

وفي حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مساعيه، أملاً في إبرام خريطة للسلام تطوي الصراع اليمني المستمر في عامه العاشر.

وأفاد مكتب غروندبرغ، بأنه التقى في الرياض، (الاثنين)، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، وسفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، وسفير الإمارات محمد الزعابي، وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وأوضح المبعوث الأممي، أن النقاشات التي أجراها «ركّزت على آفاق السلام في اليمن، وسبل استدامة دعم المنطقة، والدفع بالوساطة الأممية».

وكان غروندبرغ عبّر في أحدث إحاطة له أمام مجلس الأمن، عن قلقه من التصعيد الميداني على الجبهات، ومن تهديد الحوثيين لمأرب، ورأى أن «الحل لا يزال ممكناً»، إلا أنه اعترف بصعوبة مهمته في ظل التطورات الإقليمية والتصعيد الحوثي.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

ويجزم مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحلّ ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواته المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، واعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.


مقالات ذات صلة

انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

العالم العربي قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

اتهمت مصادر حقوقية في محافظة الحديدة اليمنية الحوثيين باستغلال معاناة السكان وإغرائهم بتقديم مساعدات إغاثية ومالية مقابل إلحاق أبنائهم بالمعسكرات الصيفية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي تطعيم مليون طفل ضد الأمراض القاتلة في مناطق سيطرة الحكومة (إعلام محلي)

تهديدات الحوثيين تغلق مستشفى تديره «أطباء بلا حدود»

دفعت تهديدات الحوثيين منظمة «أطباء بلا حدود» لتعليق أنشطة مستشفى تديره في مناطق سيطرة الجماعة، بالتزامن مع عودة تفشي الأوبئة، وفي مقدمتها الكوليرا والحصبة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان يتصاعد بسبب ضربة ليلية أميركية استهدفت موقعاً مفترضاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الرئاسة اليمنية تشير إلى احتمال قريب للخلاص من الحوثيين

وسط إشارات يمنية رئاسية إلى احتمالية الخلاص من الحوثيين هذا العام، استهدفت الضربات الأميركية ليل الأربعاء - فجر الخميس مواقع مفترضة للجماعة في صنعاء وصعدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي لقاءات يمنية مكثفة لإقناع صندوق النقد الدولي بتقديم دعم طارئ (إعلام حكومي)

اليمن يطلب تمويلاً طارئاً من صندوق النقد الدولي

كثَّف اليمن محادثاته مع صندوق النقد الدولي بغرض الحصول على تمويل طارئ يُمكنه من مواجهة الأزمة المالية التي تواجه الحكومة والتي جعلتها عاجزة عن تلبية الاحتياجات.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)

ميزانية حوثية لكبار القادة وعائلاتهم لتعزيز طرق التخفي والحماية

خصصت الجماعة الحوثية ميزانية مالية ضخمة لمصلحة كبار قادتها وعائلاتهم؛ لمساعدتهم على تعزيز طرق الحماية والتخفي من الضربات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يبتزون سكان الحديدة لإلحاق أبنائهم بالمعسكرات

قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)
قيادات حوثية تزور مركزاً صيفياً في الحديدة (فيسبوك)

على خلفية عزوف مجتمعي واسع عن معسكرات الحوثيين الصيفية، اتهمت مصادر حقوقية في محافظة الحديدة اليمنية (غرب)، الجماعة باستغلال معاناة السكان وإغرائهم بتقديم مساعدات إغاثية ومالية وتوفير بعض الخدمات الأساسية مقابل سماحهم لأطفالهم بالالتحاق بهذه المعسكرات.

وشهدت المراكز الصيفية الحوثية في المحافظة مُنذ بدء التدشين في الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، إحجام السكان عن إلحاق أطفالهم بها، في حين كانت قيادات في الجماعة تتوقع التحاق أكثر من 40 ألف طالب وطالبة في 900 مدرسة ومركز لتلقي التعبئة العسكرية والمذهبية.

ونقلت مصادر تربوية في الحديدة عن قيادي حوثي تأكيده أن معظم الأنشطة والبرامج الصيفية للجماعة لهذا العام تركز على تلقين الأطفال والنشء أهمية الانتماء إلى ما تسمى «المسيرة الحوثية»، وبذل المال والنفس دفاعاً عنها.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» وجود إقبال محدود من الأهالي بمختلف مناطق قبضة الجماعة في الحديدة على إلحاق أطفالهم بالمعسكرات الصيفية، رغم تكثيف الجماعة من أنشطتها ووسائلها المختلفة لإقناعهم.

أطفال يتلقون التعبئة في مركز صيفي حوثي بالحديدة (فيسبوك)

وأرجعت المصادر ذلك إلى حالة الخوف المجتمعي من الخطر الحوثي الداهم الذي يستقطب صغار السن إلى جبهات الموت، وحرمانهم من حقهم في التعليم.

ويؤكد ثلاثة أولياء أمور في مدينة الحديدة، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يعد بمقدورهم تحمل فقدان المزيد من فلذات أكبادهم، بعد سقوط أبناء لهم خلال أوقات سابقة قتلى وجرحى بسبب الاستقطاب الحوثي لهم، وإخضاعهم للتعبئة الفكرية في معسكرات صيفية مغلقة.

وكشف «خيري»، وهو أحد أولياء الأمور، ويسكن في حي السور بمدينة الحديدة، عن أن مشرفاً حوثياً ينحدر من محافظة عمران استدرج ابنه سليمان (18 عاماً) قبل ثلاثة أعوام إلى مركز حوثي صيفي مغلق بذات الحي، وتم إخضاعه للتعبئة الطائفية والقتالية، والزج به إلى إحدى جبهات القتال قبل أن يعود لهم جثة هامدة.

ودعا خيري جميع الآباء في عموم مناطق سيطرة الجماعة إلى الحفاظ على أبنائهم من المعسكرات الصيفية التي تستغلها الجماعة لنشر أفكارها المتطرفة، وغسل عقول صغار السن والمراهقين بشعاراتها الطائفية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها الميدانية، وفق قوله.

استغلال الفاقة

يتزامن العزوف المجتمعي في الحديدة عن معسكرات الصيف الحوثية مع اتهامات حكومية للجماعة باستخدام أدوات المجالس المحلية والسلطات التنفيذية الخاضعة لها لفرض المعسكرات الصيفية على أولياء الأمور بالقوة، مع تهديدهم بالحرمان من المساعدات الإغاثية والخدمات الضرورية، مستغلة بذلك فاقة الناس وظروفهم المعيشية والمادية المتدهورة.

وقال مكتب الإعلام في محافظة الحديدة التابع للحكومة الشرعية، في بيان، إن ما يُبث بتلك المراكز الحوثية من أفكار مؤدلجة ومفاهيم متطرفة يسهم في ترسيخ ثقافة العنف، ويزرع في عقول النشء مفاهيم الصراع والكراهية.

الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)

ووصف البيان ما تقوم به الجماعة الحوثية بحق أطفال وشبان المحافظة بـ«الجريمة التربوية والأخلاقية» في سياق مواصلة تحويل التعليم إلى أداة تعبئة طائفية وسياسية، مما يؤسس لجيل مشوّه الوعي، ويعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية، ويُحرم من قيم الانفتاح والتعايش والسلام.

ودعا المكتب الحكومي النشطاء والحقوقيين والجهات المحلية والدولية إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، ورصد وتوثيق جميع الانتهاكات الحوثية التي يتعرض لها الأطفال داخل هذه المراكز في الحديدة، والتحرك العاجل لوقف هذه الممارسات وحماية الطفولة اليمنية من مشاريع الاستغلال والتجنيد «تحت غطاء ديني زائف».

وأوضح البيان أن الدورات الحوثية الصيفية تقام تحت شعارات متطرفة مثل «علم وجهاد»، في سياق مشروع منهجي يستهدف تجنيد الأطفال فكرياً، تمهيداً للزج بهم في معارك عسكرية، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.